التطوير الشخصي المهني يعد من أهم الركائز الأساسية التي يعتمد عليها الفرد في تحقيق النجاح والتقدم في حياته، فالتطوير الشخصي يساعد الفرد على اكتساب المهارات والسلوكيات الإيجابية السليمة التي تؤهله لتحقيق أهدافه، بينما يساعد التطوير المهني على تعزيز قدراته ومهاراته المرتبطة بعمله والارتقاء به، ويعد التعلم والنمو المستمر من الأمور الضرورية لتحقيق النجاح في حياتنا الشخصية والمهنية، كما
أن تطوير الذات والتطور المهني هما عمليتان مترابطتان ومتكاملتان تهدفان إلى تحسين الأداء الشخصي والمهني للفرد.
أهمية التطوير الشخصي المهني
يعد التطوير الشخصي المهني من الأشياء الضرورية في ظل التطورات السريعة التي تحدث في جميع المجالات حيث يساعد الفرد على مواكبة هذه التغييرات، والاستجابة لها بدقة وسرعة، وفاعلية ،والحفاظ على قيمته التنافسية.
ومن خلال التطوير الشخصي يتمكن الفرد من تحسين مهاراته الذاتية كالتفكير النقدي والإبداع والقدرة على حل المشكلات، وكذلك تعزيز سماته الشخصية كالثقة بالنفس والمرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات التي تحدث باستمرار.
أما التطوير المهني يساعد الفرد على تعزيز مهاراته وقدراته المهنية المرتبطة بوظيفته، وكذلك تزيد قدرته على اكتساب علاقات شخصية مهنية والتي تعرف بالمعارف، واكتساب المهارات والخبرات اللازمة للتقدم في مسيرته الوظيفية.
كيف يمكن تحسين التطوير الشخصي المهني والحفاظ عليه ؟
يمكن تحسين ورفع كفاءة التطوير الشخصي المهني من خلال:
1. تحديد الأهداف والغايات المهنية:
تحديد الأهداف والغايات المهنية وذلك من خلال وضع أهداف محددة قابلة للقياس في المدى القصير والمتوسط والطويل، وربط الأهداف المهنية بالقيم والأولويات الشخصية، وتحليل نقاط القوة والضعف، وتحديد الفجوات والعمل على سدها.
2. تطوير المهارات والكفاءات :
يتم تطوير المهارات والكفاءات من خلال التواصل بين الأفراد، وتطوير الأفراد ذوي المهارات الفنية والإدارية، والقيادة، والإبداع، والمساعدة في حل المشكلات، والالتحاق بدورات تدريبية، وورش عمل تطويرية، والحصول على شهادات مهنية وتراخيص متخصصة، مع الاستمرار في المعرفة، والتعلم، والقراءة، والبحث بصورة مستمرة عن كل ما يخص مجال العمل.
3. إدارة الوقت :
إدارة الوقت ووضع خطة عمل دائماً، وتحديد الأنشطة ذات الأولوية العالية والمتوسطة والمنخفضة، واستخدام أدوات وتقنيات إدارة الوقت كالتخطيط والتنظيم.
4.التطوير المهني:
التطوير المهني ويتم من خلال الاطلاع على أحدث التطورات التي تخص مجال العمل، والمشاركة في مجتمعات المهنيين ذات الصلة بالعمل ، والتواصل مع المرشدين والموجهين ذوي الخبرة ، وحضور المؤتمرات والندوات والفعاليات المهنية، والاستفادة من برامج التوجيه والإرشاد ومتابعة المصادر المعرفية المختلفة مع تطوير شبكة علاقات مهنية متنوعة.
5. الصحة والحياة الشخصية:
يتم من خلال المحافظة على نمط حياة صحي من نوم وتغذية وممارسة رياضة ، والتعامل مع الضغوطات النفسية والتخلص منها ويجب حدوث توازن بين العمل والحياة الشخصية، وتطوير مهارات الذكاء العاطفي والتفكير الإيجابي.
6. التخطيط للتقدم الوظيفي:
التخطيط للتقدم للوظيفة يتم من خلال تحديد الفرص الوظيفية المتاحة وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات للتقدم للأمام مع إعداد خطة لتطوير المسار الوظيفي ، والبحث عن فرص تساعد على الترقية في العمل والانتقال إلى وظائف أفضل.
7- المثابرة :
المثابرة من الأمور بالغة الأهمية للمساعدة في التطوير الشخصي المهني، ويمكن ذلك من خلال الجد والاجتهاد والمثابرة والتفاني في العمل، وتلعب المثابرة دور في نمو العقل وعدم الاستسلام عند حدوث العقبات بل التعلم منها ،وبذل جهد إضافي، والبحث عن الأساليب المختلفة لحل العقبات والتغلب عليها مثل توماس إديسون مخترع المصباح الكهربائي الذي قال عبارته الشهيرة: “أنا لم أفشل. لقد وجدت للتو 10000 طريقة لن تنجح” ، مثابرة إديسون وعدم استلامه سمحت له بالتعلم من إخفاقاته، وتحسين نهجه، وتحقيق النجاح في نهاية المطاف، فلقد مكنته عقلية النمو لديه من رؤية كل فشل كنقطة انطلاق نحو هدفه النهائي.
وهناك العديد من الموارد والأدوات المتاحة لمساعدة الأفراد على تخطيط وتنفيذ برامج التطوير الشخصي المهني.
الأدوات المتاحة لمساعدة الأفراد على التطوير الشخصي المهني منها :
1. وسائل التواصل الاجتماعي المهنية مثل:
- LinkedIn: منصة رائدة للتواصل المهني، حيث يمكن إنشاء ملف شخصي احترافي، والربط مع زملاء المهنة، والتعرف على فرص العمل المتوفرة في أي مجال يريده الفرد.
- Twitter: منصة جيدة للمشاركة في نقاشات المجال المهني، والتفاعل مع الخبراء.
- Instagram: وهي منصة مناسبة للمشاركة بالمحتوى البصري المتعلق بالمهنة، وبناء علامة تجارية شخصية.
2. المنتديات والمجتمعات المهنية:
- المشاركة في المنتديات والمجموعات المهنية على منصات مثل LinkedIn و Reddit.
- المشاركة في الجمعيات والنوادي المهنية في المجال.
- المشاركة في المؤتمرات والفعاليات المتخصصة في المجال.
3. برامج التوجيه والإرشاد المهني:
- الاستفادة من برامج التوجيه المهني المقدمة في بعض المؤسسات.
- الالتحاق بمرشدين أو موجهين من ذوي الخبرة في المجال.
- الاستفادة من خبرات الزملاء الأكثر خبرة.
4. التطوع والمشاريع التعاونية:
- المشاركة في مبادرات تطوعية ذات صلة بمجال عملك.
- الانضمام إلى فرق عمل أو مشاريع تعاونية مع زملاء المهنة.
- المساهمة في إنشاء محتوى مفيد للمجتمع المهني.
- تولي مسؤوليات إضافية في العمل لاكتساب خبرات جديدة.
- المشاركة في مشاريع جانبية لتطوير مهارات معينة.
5. الندوات والدورات التدريبية:
- حضور ندوات وورش عمل متخصصة في المجال.
- المشاركة في دورات تدريبية متقدمة أو برامج تطوير مهارات.
- البحث عن فرص التعلم الإلكتروني في المجال.
6. الكتب والمنشورات المتخصصة:
- قراءة كتب تتناول مهارات القيادة والإدارة والتطوير الوظيفي.
- قراءة مجلات ودوريات متخصصة في مجال عملك.
- قراءة المدونات والمنشورات الإلكترونية المرموقة في مجالك.
7.التعلم الذاتي:
- التعلم الذاتي من خلال الاستماع ومساعدة مقاطع الفيديو التعليمية على منصات مثل YouTube و Udemy.
- الاستماع إلى البودكاست والمواد الصوتية في مجالك.
- التعلم من المنصات الإلكترونية مثل Coursera و edX.
التنوع في مصادر التعلم والاستفادة المستمرة منها سيساعدك على تحقيق التطوير الشخصي المهني الفعال والمستدام.
إن الاستفادة من هذه الموارد المختلفة يمكن أن يساعد الأفراد على بناء شبكات مهنية قوية ومتنوعة، والتواصل مع الخبراء والزملاء في نفس المجال، مما ينعكس إيجابًا على تطورهم المهني.
كيف يمكن بناء شبكة العلاقات المهنية؟
تعد مهارات التواصل، واستخدام شبكة العلاقات المهنية المتخصصة من أهم وسائل المساعدة للوصول إلى النجاح، وأيضاً الحصول على فرص وظيفية، إن التواصل هو عملية مستمرة وديناميكية.
يمكن لشبكات العلاقات المهنية أن تضم أشخاصاً من قطاعات مختلفة في حياتك، وليس فقط من حياتك المهنية ضمن نطاق عملك أو مهنتك، فإحدى هذه القطاعات هي حياتك الشخصية والعائلية، وهو ما يشمل العائلة والجيران والأصدقاء، وزملاء المدرسة، وغيرهم من المعارف العارضين.
ما الذي يتوجب على الفرد عمله للمساعدة في النجاح داخل المؤسسة؟
يتوجب على الفرد للنجاح داخل مؤسسة العمل:
- العمل على بناء سمعة طيبة وصلات وثيقة داخل المؤسسة التي يعمل بها للمساعدة في شغل الوظائف الجيدة، وترك انطباع جيد عنك.
- كسب الثقة والمصداقية داخل حدود دائرتك.
- أن يوسع الفرد من محيط دائرة معارفه بالاتصال، وحضور فعاليات مجال عمله، والتطوع للعمل والمشاركة بالنشاطات، والأحداث الهامة، والندوات.
- تطوير الذات لتحسين الأداء الشخصي والمهني ، وتحديد نقاط الضعف والقوة لديك، والبحث عن فرص تعلم جديدة.
- وضع خطة عمل محددة تحدد الخطوات التي ستتخذها لتحقيق أهدافك، وتقييم التقدم الذي يحدث باستمرار مع تحديث الخطة وفقاً للتغيرات والتحديات الجديدة.
- تحسين القدرة على إدارة الوقت، وتحسين التواصل، والقدرة على اتخاذ القرارات.
- تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية ، وممارسة الهوايات ، وتخصيص وقت لنفسك سيساعد ذلك على تجديد طاقتك، وتحسين الصحة النفسية والجسدية.
- التعاون والتواصل، وتبادل الأفكار مع الأشخاص داخل العمل.
- الاستفادة من الأشخاص ذوي الخبرة حيث يعد الإرشاد مهماً في تعزيز التطوير الشخصي المهني، فيجب اغتنام الفرص للتعلم والنمو والتقدم.
كيف نستفيد من زيادة شبكة العلاقات المهنية؟
كلما أصبحت شبكة علاقتك أكثر تنوعاً زادت فرصتك في معرفة فرص العمل الجديدة.
فإن تطوير شبكة علاقات قوية سيساعدك على معرفة الوظائف الجديدة قبل إعلانها مما يتيح لديك الوقت لتحسين سيرتك الذاتية وتقديمها، وإجراء مقابلة عمل جيدة، وسيكون لديك فرصة للنظر في وظائف العمل الأخرى، مثال على ذلك استغل عضو “منظمة رؤساء الشركات الشباب” “واي بي أو” (YPO) مايكل كوبيلا علاقاته ليصبح المدير الإداري لمكتب “سي بي آر إي غروب” في كولومبوس.
وبالتالي استقرار المستقبل الوظيفي يعتمد على مدى بناء العلاقات والشبكات المهنية الإيجابية في بيئة العمل أو في حياتك الخاصة، حيث تشكل الوظائف التي يتم الحصول عليها من خلال الاعتماد على شبكة العلاقات نسبة بين 65% إلى 80% حسب موقع Career Key المتخصص في دراسة سوق العمل، بالإضافة إلي أنها تعد الوسيلة الأولى التي يعتمد عليها أصحاب العمل في التوظيف.
إن إدراك أهمية بناء شبكة العلاقات وكيف تقوم بالتواصل بطريقة تتناسب مع الأفراد سيساعد على الوصول للأهداف المرجوة بطريقة أسرع، وأسهل، ويعزز بعض المهارات والقدرات لديك.
ما الفرق بين النمو المهني والتطوير المهني؟
هناك فرق بين التطور المهني والنمو المهني، وفيما يلي شرح لكل منهما:
- التطور المهني :
التطور المهني يشير إلى الجهود المنظمة والمخطط لها لتحسين المعرفة والمهارات والخبرات المرتبطة بالوظيفة أو المهنة، وهذا يتطلب اكتساب مهارات جديدة، وتحسين الأداء الحالي، والتقدم في المسار المهني.
التطور المهني يساعد الفرد على تحسين أدائه الحالي وتطوير قدراته لتحقيق أهداف مهنية طويلة الأجل.
أمثلة على التطور المهني تشمل التدريب، الدورات التدريبية، المؤتمرات، ورش العمل، والشهادات المهنية ، والندوات.
- النمو المهني :
النمو المهني يُشير إلى التقدم والتحسن المستمر في المعرفة والمهارات والخبرات المهنية للفرد.
هذا يتطلب الحصول على خبرات جديدة، والتطور الذاتي، والتقدم في المسار الوظيفي.
النمو المهني هو عملية طويلة الأجل تؤدي إلى تحقيق طموحات وأهداف مهنية أكبر.
أمثلة على النمو المهني تشمل الترقيات، وتغيير المناصب،
والمسؤوليات الإضافية، والحصول على مؤهلات أعلى.
أهداف التطوير المهني
هنالك العديد من الأهداف للتطور المهني منها ما يلي:
- تحقيق النجاح للفرد وللشركة.
- زيادة فرص العمل وتقليل البطالة.
- زيادة راتب الموظف وشعوره بالاستقرار المادي.
- زيادة مهاراته وقدراته التي تنعكس على أدائه في العمل.
- زيادة الإنتاج للشركة.
- مواكبة التغيرات التي تحدث باستمرار.
- بناء شبكة علاقات مهنية قوية.
- يساعد التطور المهني على الشعور بالرضا، والاستقرار الوظيفي.
- تحسين جودة الخدمات التي تقدمها الشركة.
- تعزيز روح الفريق وخلق بيئة عمل إيجابية.
🔸إقرأ على موقعنا: إدارة التغيير | دور القادة في صناعة التغيير داخل المنظمات
إن التطوير الشخصي المهني هو عملية مستمرة تتطلب جهد والتزام من جانب الشخص والاستثمار في نفسك سيفتح لك فرص أكبر للتقدم والنجاح في الحياة المهنية، كما أن التطور المهني يركز على تحسين المهارات والقدرات الحالية، بينما النمو المهني يركز على التقدم والتطور طويل الأجل في المسار المهني للفرد، وكلاهما مكملان لبعضهما البعض في تطوير وتحسين الأداء المهني.
🔶شاهد أيضاً: كيف يبني القادة مهارات اتخاذ القرار ومهارات التأثير – حسام سيف الدين CEO لـ Capgemini