تعد المشكلات التي يواجهها الموظفين داخل بيئة العمل من أهم العوامل التي تؤثر على شعورهم بالإنتماء وحب العمل، ومستوى إنتاجيتهم وجودة أدائهم في العمل، بل وتؤثر عليه في حياته خارج العمل، على عكس بيئات العمل الصحية التي تخلق أجواء تحفيزية تساعد الموظف على تحسين مهارات الموظف وبالتالي مستوى إنتاجيته.
مشاكل الموظفين لا تكون مزعجة للعاملين فحسب ولكنها من أكبر التحديات التي تواجه الإدارة لأن مسؤولية حل تلك المشكلات تقع على عاتقها، فهي المسؤولة عن توفير مناخ عمل صحي داخل المنظمة، واختيار موظفين متناغمين مع بيئة العمل.
في هذا المقال من بزنس بالعربي سنتناول أبرز المشكلات الأكثر شيوعًا للموظفين داخل منظمات العمل.
أبرز مشكلات الموظفين داخل بيئة العمل
عادةً يواجه الموظفين بعض المشكلات أو الصعوبات داخل بيئة العمل، وفيما يلي أبرز تلك المشكلات:
التضارب وعدم وضوح المهام
عدم توضيح المهام الوظيفية وخط سير مهام العمل من الأمور التي تسبب ضيق للموظف وأحد أشكال هدر الوقت، حيث لا يتعرض الموظف لكم كبير من التعديلات كان من الممكن تجنبها إذا تم توضيح المهمة من البداية، أيضًا تضارب آراء المديرين من علامات بيئة العمل غير الصحية.
المدير المتعالي
المدير المباشر للموظف قد يكون سبب رئيسي في رغبة الموظف بترك العمل، أو العكس إن كان قائدًا ناجحًا، ولكن المدير المتعالي الذي ينسب جهد أفراد الفريق إلى نفسه ويعاملهم بدونية هو بمثابة جحيم للموظفين الذين يعملون تحت قيادته.
التنمر
التنمر من الأخلاق السيئة خاصةً بين زملاء العمل، حيث يتسبب في ضعف الثقة بالنفس، والشعور بأنه منبوذًا، ومع استمرار هذا السلوك السيء يرغب الموظف في عدم الذهاب إلى العمل بسبب تنمر زملائه عليه.
ضعف المرتبات أو تأخيرها
تكمن أهمية الوظيفة في وجود راتب شهري يسد حاجات الموظف، ولكن ضعف المرتبات وعدم موائمتها مع السوق يشعر الموظف بعدم الرضا ويبحث عن عمل في شركة أخرى، كذلك تأخير المرتب بدون إبداء أسباب منطقية وعدم اعتذار الشركة عن ذلك.
غياب العوامل التحفيزية
مع روتين العمل والتكرار يتسرب إلى الموظفين شعور بالملل والرتابة، وبالتالي ضعف في مستوى الأداء، وانخفاض الروح المعنوية لدى العاملين، ولكن وجود المحفزات يجدد النشاط لفريق العمل، ويشعرهم بالانتماء تجاه الشركة وزيادة مستوى الإنتاجية مرةً أخرى.
🔸إقرأ أيضاً: إدارة الوقت وأدواته و7 تقنيات لترتيب الأولويات
التطوير الضعيف
رأس مال الموظف هو مهاراته، وعندما يعمل في شركة لا تقدم له قيمة إضافية ولا تعمل على زيادة مهاراته وتطويره، يبدأ في الانسحاب والبحث عن شركة أخرى يمكن أن تصقل من مهاراته الوظيفية، حتى هناك جملة متداولة بين العاملين (اترك العمل الذي لا تتعلم منه).
التحيز
التحيز سواء مع أو ضد من عناصر بيئة العمل السامة، فالتحيز وتميز شخص على حساب موظف آخر من أسباب إثارة الحقد بين زملاء العمل، فمن أشكال التحيز: التحيز ضد النساء وإعطائهم رواتب أقل، أو التحيز ضد الموظفين الجدد، أو التحيز لأبناء العاملين أو أصحاب المصالح.
عدم التقدير
تقدير جهود العاملين من الأمور التي تنمي لديهم الشعور بالرضا والثقة في قدراتهم، وأنهم شركاء في هذا العمل، والإدارة مهتمة بما يقدمونه للشركة، والعكس صحيح عند غياب التقدير من الإدارة للموظفين يشعرون بالإهمال وبالتالي تضعف معنوياتهم. التقدير سواء معنوي من تقديم شكر أو شهادات أو الإشارة لجهود فريق العمل عند إنجاز المهام، أو مادي من تقديم مكافآت أو زيادة على الراتب.
العمل لساعات إضافية
من الطبيعي أن تطلب الإدارة من الموظفين العمل لساعات إضافية وقت ضغط العمل، ولكن من غير المقبول استمرار هذا الوضع لمدة طويلة، أو عدم مكافأة الساعات الإضافية بزيادة في الراتب.
نقص المواد اللازمة لإتمام العمل
يشعر الموظف عند نقص العناصر والمواد التي يتم استخدامها في العمل بأن الشركة غير جيدة بالشكل الكافي، وكذلك عدم وجود مرافق أساسية أثناء العمل مثل غياب كرافانات للمهندسين في مواقع البناء.
النميمة وكثرة المشتتات
تعتبر النميمة من أكثر مضيعات الوقت داخل بيئات العمل، غير ضررها الكبير في تفكيك الروابط الاجتماعية بين زملاء العمل، بالإضافة إلى الموظفين كثيري الكلام والحركة والإزعاج لمن حولهم، فهولاء يكونوا من عوامل التشتيت لباقي زملائهم.
التنصل من المسؤولية
وجود أفراد أو قادة يتنصلون من المسؤولية عند وقوع خطأ في العمل، والسعي إلى تحميل الخطأ بأكمله على موظف واحد فقط للتهرب من المساءلة وحفظ ماء الوجه.
غياب المرونة
أنظمة العمل الصلبة، والجداول الزمنية غير القابلة للتعديل، تكون في كثير من الأحيان غير مريحة للموظفين؛ إذ كونها لا تراعي أي ظرف يحدث للعاملين، أو تشعرهم بالضغط.
ضغط العمل
ضغط العمل المتواصل يسبب للعاملين الشعور بالإنهاك والاحتراق الوظيفي، خاصةً مع عدم تقدير الإدارة للجهد المضاعف الذي يبذله الموظف أثناء عمله حتى يتمكن من إنجاز المهام الموكلة إليه في الوقت المحدد.
ضعف الروابط بين الزملاء
الشعور بالوحدة وغياب الروابط الاجتماعية بين زملاء العمل أمر غير صحي، وعلى القادة دعم العمل الجماعي وتكون فرق لا أن يعمل كل موظف بشكل فردي، والمشاركة في الأنشطة الترفيهية التي تعمل على تعزيز العلاقات بين زملاء العمل.
التواصل غير الفعال
التواصل أحادي الجانب من قبل الإدارة إلى الموظفين، وغياب الشفافية وعدم وصول الرؤية وأهداف الشركة إلى العاملين بشكل صحيح، كلها أمور تؤثر بالسلب على بيئة العمل، ويشعر الموظف أن الإدارة منفصلة عنهم وغير مهتمة بهم.
الإدارة الدقيقة
يشعر الموظفين بالإنزعاج وعدم الارتياح أثناء تأدية مهامه عندما يراقب المدير عملية سير العمل عن قرب والتدخل في كل تفصيلة والتعديل عليها، ولكن الصحيح هو الاكتفاء بتوضيح المهمة للموظف وتقديم اقتراح بالتعديل عند الانتهاء إذا لزم الأمر وعدم ملاحقة الموظف في كل خطوة أثناء عمله.
عدم وجود نظام واضح
لا يثق الموظف في الشركة عند غياب نظام عمل واضح ومعايير محددة لكل دور وظيفي سواء للعاملين أو القادة، وعدم وجود سياسة واضحة للرواتب والتقييم والترقيات.
كيف تواجه الإدارة تلك المشكلات؟
أولى خطوات حل المشكلة هو الاعتراف بها، فبدايةً يجب السماع للموظفين ومعرفة ما الذي يواجهه الموظفون، ومن ثم العمل على حل تلك المشكلة تبعًا للأدوات المتاحة للإدارة، حيث على الإدارة أن توفر لموظفي الشركة سبل الراحة في العمل، وبناء بيئة عمل صحية تساعد على تحسين الإنتاجية وتطوير مهارات العاملين.
في نهاية المقال إن المشكلات التي تواجه العاملين لا يمكن حلها بالتجاهل، ولا هي من ابتداع الموظفين لأنهم لا يريدون العمل باجتهاد، ولكنها مشاكل حقيقية تؤثر على الموظفين من الناحية المهنية والنفسية، ويجب مراعاة توفير بيئة عمل مناسبة تؤهل الموظف من إنجاز مهامه بنجاح، وعلى الشركة تبني استراتيجيات لمتابعة وتحسين بيئة العمل باستمرار.
ولا تنسى أن رأس مال الشركة لا يكون أمولًا فحسب، ولكن الموظفين الذين يعتبرون من شركاء النجاح، فالاهتمام بالموظفين ينعكس على شعورهم بالرضا والانتماء الوظيفي، وبالتالي العمل بأداء أفضل وقدرة إنتاجية أعلى، بالإضافة إلى تدعيم الروابط بين العاملين في الشركة لأن هذا يشعرهم بغياب الوحدة ويعزز من الروح الإيجابية داخل العمل.
🔸شاهد أيضاً: أبرز صعوبات تواجه المشاريع اللوجستية وأسرار الادارة المالية مع سامر غرايبة CEO Mylerz