تعتبر قيادة فرق العمل من أساس نجاح الشركات ومن عوامل سيرورة العمل في الاتجاه الصحيح لتحقيق أهداف الشركة وتميزها بين المنافسين، والحفاظ على إدارة فرق العمل داخل المنظمات هو مفتاح النمو ورفع الكفاءة التشغيلية وتحسين منظومة العمل، ومع التطور والتوسع المتزايد يأتي الذكاء الاصطناعي حيث يقدم مجموعة من الأدوات التي تساعد في إدارة فرق العمل وتيسير الأعمال المختلفة بنجاح. وفي هذا المقال سوف نلقي الضوء على دور واستخدامات الذكاء الاصطناعي في قيادة الفرق بفعالية.
🔶إقرأ أيضاً: فن القيادة | 6 أسرار ودروس لقادة الشركات العالميين
استخدامات الذكاء الاصطناعي في إدارة فرق العمل
يمتلك الذكاء الاصطناعي عدة أدوات تساعد في قيادة فرق العمل المختلفة وبنجاح، وفيما يلي أبرز استخدامات تلك الأدوار في إدارة الفرق:
تحسين التواصل
يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين عملية التواصل بين أعضاء الفريق الواحد والفرق الأخرى، من خلال توفير قنوات اتصال فعالة وسريعة، تعزز من سهولة التواصل وتبادل المعلومات فيما بين أعضاء الفريق، وتظهر أهمية وسائل الاتصال المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في العمل عن بعد، خاصةً وأن هناك بعض الشركات تعتمد على نظام العمل عن بعد وقد يكون أعضاء الفريق الواحد في بلاد مختلفة، وهذه الأدوات تُسهل من عملية القيادة وبناء روابط بين أعضاء الفريق.
تخصيص الوظائف
يتمكن الذكاء الاصطناعي من تحديد المهام والمسؤوليات الخاصة بكل فرد في الفريق، وتوزيع تلك المهام ومتابعة عملية التنفيذ، والوقت المتوقع للانتهاء من كل مهمة، ومتابعة مستوى الإنجاز؛ مما يزيد من إنتاجية الفريق.
التنظيم وإدارة الوقت
تقدم أدوات الذكاء الاصطناعي إمكانية جدولة المهام، واقتراح الأوقات المناسبة للاجتماعات أو الدورات التدريبية من خلال معرفته بالأوقات المتوفرة عند كل فرد واختيار الوقت المناسب لجميع أعضاء الفريق، أيضًا تخصيص الوقت المناسب لكل مهمة يساعد في تنظيم مهام اليوم.
قياس الأداء
يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في قياس أداء الفريق من خلال متابعة سير العمل، وتحليل قدرات كل فرد، ويقدم لقائد الفريق التقييمات التي يقوم بها حول أعضاء الفريق؛ مما يساعد في تطوير مهارات العاملين وبناء برامج تدريبية لكل عضو لرفع كفاءتهم المهنية.
أتمتة المهام
يوفر الذكاء الاصطناعي الكثير من وقت وجهد العاملين من خلال أتمتة المهام الروتينية، والقيام بتلك المهام بدلًا من الموظف لتسهيل عمله وجعل تركيزه الأكبر في عمليات أكثر أهمية وإبداع.
توفير المعلومات
يملك الذكاء الاصطناعي قدرة كبيرة في جمع وتحليل البيانات الضخمة وبشكل دقيق والوصول إلى نتائج تساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة وفقًا لتحليلات الوضع الراهن، وتحديد الاتجاهات المستقبلية التي سوف يعملون نحوها، ووضع نماذج للقياس.
تتبع المهام
يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات لتتبع إنجاز المهام وتقييم الأداء المهني للموظفين، لمعرفة مستوى إنتاجيتهم وما هي المهارات التي يحتاجون إلى تطويرها والعمل عليها، مما يزيد من النمو المهني للعاملين وزيادة الثقة في إدارة الفريق.
القدرة على التنبؤ
من خلال تحليل البيانات الحالية والقديمة يتمكن الذكاء الاصطناعي من التنبؤ حول مستوى إنجاز المهام عبر تحليل الأداء الوظيفي لأعضاء الفريق، ومعرفة مدة تسليم المهام وتوقع وقت التأخير الذي من الممكن حدوثه.
تشجيع التفكير الإبداعي
لدى الذكاء الاصطناعي القدرة على توليد العديد من الأفكار في اتجاهات مختلفة يمكن استخدامها وفقًا للموضوع المحدد، مما يعزز من التفكير الإبداعي لدى الفريق، والمساهمة في جلسات العصف الذهني بفعالية، وتوظيف الإمكانات المتاحة لتحقيق أهداف الشركة.
زيادة مستوى الإنتاجية
يوفر الذكاء الاصطناعي الكثير من الجهود المبذولة، ويعمل على تقليل الوقت الضائع، ويحلل البيانات بعمق، ويعمل على تطوير مهارات الفريق، ويعتبر مساعد افتراضي لقائد الفريق الذي يقدم له معلومات باستمرار حول فريقه، مما يساعد في خلق بيئة عمل صحية، وبالتالي زيادة مستوى الإنتاجية ورفع الكفاءة التشغيلية.
تطوير مهارات الفريق
تقييم ومتابعة أداء وإنجاز العمل يساعد في معرفة مهارات الفريق، ومن ثم يمكن إدراجهم في برامج تدريبية مدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تعمل على صقل المهارات المهنية والمهارات الناعمة، وزيادة الوعي والمعرفة، وتقدم للمدير وأعضاء الفريق نقاط القوة والضعف لمساعدتهم في عملية النمو المهني والتطوير الشخصي لكل فرد منهم.
تحسين عملية سير العمل
تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في التدفق السريع للبيانات وتبادل المعلومات وفتح قنوات الاتصال بين الفريق، مما يعزز من جودة سير العمل بدون تعقيدات.
تقديم الحلول والتوصيات
يتمكن الذكاء الاصطناعي من تحليل البيانات وتحديد الاتجاهات والاستراتيجيات اللازمة، مما يساهم في كسب المزيد من الفرص ومعرفة كيفية الاستفادة منها بأكبر صورة ممكنة، وكذلك توقع حدوث الأزمات وإمداد القادة بالمعلومات اللازمة لتفادي الخسائر وإدارة الموقف بنجاح، بالإضافة إلى قدرته على اقتراح العديد من التوصيات حول زيادة كفاءة الفريق وتحسين مستوى مهاراته.
كيف تستعد لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بفعالية
تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في العديد من المهام الوظيفية سواء لأعضاء الفريق أو القادة، ولكن لتحصل على أفضل النتائج وترى تأثير تلك الأدوات يجب الاستعداد لها من خلال بناء البنية التحتية التكنولوجية الجيدة التي تحتاج إليها أدوات الذكاء الاصطناعي، وتدريب المتعاملين مع الذكاء الاصطناعي على كيفية استخدام الأداة للحصول على أكبر فعالية، تحسين عقلية الإدارة نحو استخدام الذكاء الاصطناعي فهذا لا يعني أن الموظف لا يقوم بتأدية مهامه ولكن هي من وسائل المساعدة في إتمام العمل بشكل أسرع وخفض من مستوى الخطأ البشري.
مهارات القائد الذكي
بإمكان الشركات استخدام الذكاء الاصطناعي والتحسين من مستوى التقني لديها، ولكن صفات القائد ومهاراته في إدارة الفريق تأتي أولًا، فالمدير غير المهني يتسبب في ضياع الجهود التحسينية التي تقدمها أدوات الذكاء الاصطناعي، وفيما يلي أبرز صفات القائد الناجح:
- امتلاك رؤية واضحة
قدرته على التبصر وامتلاكه لرؤية استراتيجية تجعله قادرًا على توظيف قدرات الفريق والذكاء الاصطناعي بشكل صحيح والعمل على توجيه وإرشاد فريقه والعمل الجماعي للوصول إلى تحقيق الأهداف على المدى القصير والبعيد.
- التحفيز والتشجيع
بناء بيئة عمل تساعد على التحفيز والإبداع، ومعرفة الطرق المناسبة لإلهام وتحفيز الفريق لزيادة شعورهم بالرضا وتقدير الذات، وبالتالي تحسين الإنتاج والعلو بجودة العمل.
- الذكاء الاجتماعي
فهم واستيعاب مشاعر أعضاء الفريق والتعامل معهم وفق الطريقة المناسبة لكل فرد منهم، يعزز الروابط الاجتماعية وروح الفريق.
- الحزم والمرونة
القدرة على اتخاذ القرارات في ضوء المعلومات والبيانات، وإدارة المخاطر والسيطرة على الفوضى، وتقديم حلول سريعة وقت الأزمات، وأيضًا امتلاك المرونة الكافية التي تجعله قادرًا على التكيف مع أي تغيرات مفاجئة والتعامل مع المواقف الصعبة بإيجابية.
- النزاهة والإلهام
يجب أن يتمتع القائد الناجح بالقيم الأخلاقية والأمانة والنزاهة وألا يتحيز لطرف على حسب الآخرين، بل يكون للفريق بمثابة نموذج ملهم للقادة الناجحين.
في نهاية المقال يمكننا القول بأن الذكاء الاصطناعي أصبح جزء أساسي من استراتيجية الشركات في الإدارة والاعتماد عليه نوع من مواكبة التطوير واستخدام التكنولوجية بفعالية لصالح تحسين القدرة الإنتاجية وتطوير مهارات العاملين بالشركات، من خلال إدارة الوقت وإمداد القادة وأصحاب القرار بالمعلومات اللازمة، ولكن ابتداءً يجب اختيار القائد بعناية حتى لا تذهب الجهود سدى، وتتمكن من الحصول على النتائج التي تتوقعها.