الموارد البشرية أو الموظفين هم من رأس مال المؤسسات والشركات، وعلى الشركات إدراك إدارة هذا الكنز البشري بذكاء، فأي مؤسسة تحتاج إلى العنصر البشري ذي الكفاءة العالية لإتمام مهام العمل بنجاح والسعي نحو النمو والاستدامة، ولكن تواجه الإدارات بعض التحديات والمشكلات أثناء إدارتهم للموظفين، وفي هذا المقال سنتناول أشهر تلك التحديات. 

أبرز تحديات إدارة الموظفين 

إدارة الشركات لها مهام كثيرة ومتعددة، وإدارة الموظفين من أهم الأقسام المنبثقة من الإدارة العليا، وفيما يلي أبرز التحديات التي تواجهها إدارة الموارد البشرية: 

ضعف التواصل 

التواصل الفعال من أهم عناصر إدارة الموظفين، حيث يوفر فتح قنوات التواصل بين الإدارة والموظفين سلاسة تمرير المعلومات في الاتجاهين، ويعمل على زيادة الشفافية والثقة بين الطرفين، وقد أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة “تاورز واتسون” أن الشركات الذين يطبقون استراتيجيات تعزز التواصل تكون أكثر احتمالًا من تحقيق معدلات رضا الوظيفي بنسبة 47% عن غيرها من الشركات التي لا تدرك قيمة التواصل الفعال. 

التحفيز والتقدير 

تكرار يوم العمل باستمرار يؤدي إلى انخفاض الهمم وشعور الموظفين بالملل، وهذا يؤثر بالسلب على جودة العمل، وعلى الإدارة الذكية أن تتبنى طرق تحفيزية تزيد من حماس العاملين وتشعل بينهم المنافسة الشريفة. بالإضافة إلى تقدير جهود الموظفين وإشعارهم بمدى القيمة التي يضيفوها للعمل عن طريق تقديم الجوائز والمكافآت. 

التقييم العادل 

التقييم مرحلة أساسية ومستمرة، وعلى الإدارة متابعة أداء العاملين وتقييم مستواهم بعدل وبدون تحيز، وخلال فترة زمنية محددة، فغالبًا ما يشعر الموظفين بأنهم تعرضوا للظلم أثناء التقييم. 

التنوع والتناغم 

يتعامل موظفو إدارة الموارد البشرية مع شخصيات كثيرة وبطبائع مختلفة، وعليهم أن يحافظوا على وجود التنوع داخل بيئة العمل مع وجود تناغم بين الموظفين لتعزيز روح الفريق والعمل الجماعي. 

تطوير المهارات 

توفير فرص لاستثمار وتنمية مهارات الموظفين من خلال وضع برامج تدريبية وتخصيص ورش عمل للفرق المختلفة، ووفقًا لما نشرته شركة “لينكد إن” أن 94% من الموظفين يكون لديهم انتماء للشركة ولديهم استعداد للعمل داخل الشركات التي تعمل على تطوير مهاراتهم وتحسين أدائهم المهني لأطول فترة ممكنة. 

تدعيم الروابط بين زملاء العمل 

خلق بيئة عمل تعزز من العلاقات الجيدة بين العاملين داخل الشركة الواحدة، وتقديم أنشطة ترفيهية تعمل على دعم الروابط بين زملاء العمل، وزيادة التناغم وإعلاء روح الفريق بينهم. 

حل الخلافات 

وجود خلافات ونزاعات بين الموظفين في إطار العمل أمر شائع في المؤسسات المختلفة، وأظهرت دراسة لـ “سي. بي. إس. انسايتس” أن المدراء يقضون 25-40% من وقتهم في حل الخلافات، وأن 85% يتعاملون مع نزاعات وخلافات داخل العمل. 

إدارة الوقت 

من أكبر التحديات التي تواجه المدراء هو تنظيم المهام وإدارة وقت الموظفين بنجاح، حيث لا يضطر الموظف إلى العمل لساعات إضافية لفترة طويلة، ولا أن يعاني من هدر الوقت لعدم توكيل مهام إليه، أيضًا إدارة الوقت يساهم في تحقيق التوازن بين العمل والحياة مما ينعكس بالإيجاب على صحة الموظف النفسية والشعور بالرضا وتحسين جودة العمل. 

التوظيف والاحتفاظ بالمواهب 

القدرة على الحفاظ على المواهب والموظفين المتميزين ومنعهم من الانتقال إلى شركات آخرى، خاصةً وأن الموظفين المؤهلين يبحثون دائمًا عن فرص أخرى لاستمرار التعلم والتطور. كذلك يقع على عاتق إدارة الموارد البشرية توظيف أفراد ذوو كفاءة عالية ولديهم ما يكفي من المهارات وفتح باب التطوير واستقطاب المواهب المميزة للانضمام إلى فريق عمل الشركة. 

التكنولوجيا والتحديث

يجب مواكبة التحديث المستمر للوسائل التكنولوجية ودمجها في استراتيجيات العمل والاستفادة منها، فالتخلف عن مواكبة التحديثات يعد خطوة للوراء، والتغيير في أنظمة العمل من التحديات المرهقة أمام المدراء. 

العائد المادي 

وضع نظام للرواتب والزيادات، وتحديد الحد الأدنى والأقصى للرواتب الشهرية الخاصة بالعاملين داخل المؤسسة، وتقديم حوافز أو مكافآت للأداء المتميز من قبل الموظفين. 

التعامل مع كبار السن 

بعض المؤسسات ترى أن العاملين الذين اقتربوا على سن التقاعد أصبحوا عبئًا إضافيًا على الشركة، وأن الشباب لديهم أفكار متبكرة وقدرة أكبر على العمل وزيادة الإنتاجية، ولكن كبار السن يمتلكون خبرة كبيرة في مجالهم ويمكن الاستفادة منهم من خلال تقديم الاستشارات ونقل تلك الخبرة إلى الشباب الأصغر سنًا.

نظام العمل واللوائح القانونية 

أصبحت أنظمة العمل أكثر تفتحًا منذ جائحة الكورونا في عام 2020 حيث انتشر العمل عن بعد بشكل كبير، وبات كثير من العاملين يفضلون هذا النظام لأنه يوفر الوقت والمجهود المبذول في الذهاب والعودة من مقر الشركة، أيضًا يوفر هذا النظام على المؤسسة تكاليف تأسيس مكان ليكون مقرًا للشركة، ولكن في حالة العمل عن بعد يتحير المدراء أي قوانين العمل تلائم هذا الوضع ويدعمه ليكون المرجعية القانونية في كتابة العقود. 

التأهيل للتغيير 

أي تغيير في هيكل المؤسسة أو استحداث برامج وأنظمة جديدة في عمليات سير العمل يواجه بمقاومة من قبل الموظفين، وعلى المدراء تأهيل الموظفين والعمل على إشراكهم في عملية التغيير حتى لا تحدث فوضى داخل بيئة العمل. 

تطوير القادة والمدراء 

التطوير والتأهيل المهني لا يكون فقط للموظفين والعاملين، ولكن يحتاج المدراء والقادة إلى برامج للتطوير من مهاراتهم القيادية والقدرة على مواجهة التحديات المختلفة. 

🔸إقرأ أيضاً: 9 مهارات شخصية يجب أن تتوفر في رائد الأعمال الناجح

يمكن للإدارة مواجهة تلك التحديات بتطبيق الاستراتيجيات الخاصة بحل كل مشكلة منهم، وتطويع الأدوات المختلفة التي في حيز تنفيذ إدارة الموارد البشرية للتحسين من بيئة العمل، وخفض معدلات التحول، وتقديم للعاملين بيئة عمل خالية من المتاعب قدر المستطاع، فبيئة العمل المليئة بالضغوطات والتحديات تستنزف طاقة الموظف ويبدأ في البحث عن فرص عمل أفضل، فالحفاظ على الموظفين المميزين واستقطاب مواهب جديدة يحدث عن طريق بناء بيئة عمل خالية من السموم وتدعم الإبداع والابتكار، وفتح باب النقاش بين الإدارة العليا والموظفين داخل الشركة.

برغم أن إدارة العاملين بها الكثير من التحديات والصعوبات ولكن وضع أنظمة عمل ذكية تحقق مصلحة الإدارة والموظفين في آن واحد هو الطريق لتقليل المشكلات التي يواجهها كلا الطرفين، فالوقت المستهلك في حل النزاع والخلافات يمكن أن يُستغل بشكل أفضل في إنجاز مهام العمل وتركيز الجهود على أمور أكثر نفعًا. 

في بعض الأحيان يكون نظام عمل إدارة الموارد  البشرية هو بذاته السبب في حدوث مشكلات مع الموظفين، لذلك على الإدارة العليا إعادة النظر حول سياسة وآلية عمل إدارة الموارد البشرية، فالوصول إلى سبب المشكلة هو أول خطوة في حلها. 

في الختام إن إدارة الموظفين ليست مهمة سهلة ولكنها في غاية الأهمية وبحاجة إلى توظيف قادة ومدراء لديهم القدرات العقلية والعاطفية التي تؤهلهم لإدارة الموظفين بنجاح، وفهم المشكلات التي تواجهها الشركة مع إدارة الموظفين والعمل على إيجاد حلول والتعامل مع التحديات بإيجابية حتى تتمكن الإدارة من تحقيق أهداف العمل وأيضًا يشعر الموظفين بالرضا والتطور المهني الذي يبحثون عنه، فالشركات التي لديها معدلات تحول (Turn over) عالية لا تحظى بثقة ولا سمعة جيدة بين الباحثين عن عمل، فإدارة الموظفين الناجحة تؤدي إلى نجاح الشركة وبناء ثقافة عمل قوية ومستدامة وقادرة على التعامل مع أي تحديات سواء داخل أو خارج الشركة 

🔸شاهد: كيف تبني فريق عمل لديه ولاء للشركة