المحتوى الذي ينشؤه المستخدم هو محتوى يصنعه المستخدم بنفسه، ويشمل أشكالاً كثيرة مثل الصور الفوتوغرافية، الفلوجات، البودكاست، الموسيقى، وحتى الأفلام القصيرة وغيرها.
تساعد هذه الاستراتيجية الشركات على استخدام المستخدمين كجزء من فريق صناعة المحتوى الخاص بها، مما يضمن تنوع الأفكار وغزارتها وبجميع أنواع المحتوى.
بعض الشركات تجعل قابلية النشر مفتوحة لكل المستخدمين بمجرد أن يشيروا إلى اسم العلامة التجارية على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، بينما تختار شركات أخرى مشاركة أعمال معينة فقط وتمنح الإذن لظهورها.
لذلك، إذا أردت معرفة تفاصيل أكثر عن إستراتيجية المحتوى الذي ينشئه المستخدم (UGC)، يمكنك قراءة مقال “ما هو الـ UGC و4 مميزات للتسويق باستخدام المحتوى الذي ينشؤه المستخدم – الجزء الأول”.
أما في هذا المقال من “بزنس بالعربي”، فسنتحدث عن أبرز 4 قصص لاستخدام استراتيجية UGC.
استراتيجية UGC ربما تكون من أكثر التطبيقات شيوعاً لدى الشركات. وفي الواقع، يمارس المستخدمون هذا الأسلوب بشكل تلقائي حتى دون معرفتهم بأنهم صناع محتوى، حيث تعتمد منصات مثل YouTube، Facebook، TikTok، Twitter، وWikipedia على هذه الإستراتيجية.
على سبيل المثال، عندما ينشر أحدهم فيديو على YouTube، فإن المنصة هنا تكون مجرد مستضيف للمحتوى وليست صانعته، بينما الصانع الحقيقي هو المستخدم. ينطبق الأمر نفسه على باقي المنصات باختلاف طبيعة المحتوى الذي تقدمه. كما أن هناك مواقع أخرى تتيح للمستخدمين فرصة صناعة المحتوى، ولكن عملية النشر تخضع للموافقة لضمان ملاءمته للمعايير.
محتوى المقال
استراتيجيات اتبعتها العلامات التجارية في صناعة المحتوى المُقدم من العملاء UGC
أولاً: شركة Free People
متخصصة في مجال الملابس متوسطة السعر إلى المرتفعة، استطاعت هذه الشركة قبل عامين استخدام استراتيجية UGC بشكل رائع وفعال لخدمة مصالحها. فقد أنشأت هاشتاجًا أو وسمًا باسم FPMe#، وكان هذا الوسم مخصصًا فقط للعملاء الذين قاموا بعمليات شراء من فروع الشركة. حمل الهاشتاج جميع قصص المستخدمين مع تجربة شراء الملابس من Free People، بالإضافة إلى عرض أبرز القطع المتوفرة بجودة عالية.
قدم المستخدمون عبر علامة FPMe# الكثير من المحتوى بأشكاله المتنوعة، من صور وفيديوهات وفلوجات، وحتى محتوى نصي لوصف تجاربهم بشكل أوسع. هذا الأمر ساهم في زيادة المبيعات بنسبة تقارب 42%، فقط لأن العملاء يثقون بتجارب العملاء الآخرين. استغلت الشركة هذه النقطة بذكاء من خلال عرض هذه التجارب على منصاتها الخاصة، وأيضًا في مساحات CTA لتحفيز المزيد من العملاء.
لا تقتصر استراتيجية UGC على فئة أو جنس أو عمر معين، وأكبر دليل على ذلك هي القصة التالية لعملاق الجمال Dove.
ثانياً: شركة Dove
تعرف شركة Dove على مستوى العالم بأنها شركة متخصصة في مستحضرات العناية بالبشرة، الشامبو، والصابون ذو الجودة العالية. إذا كنت من مستخدمي Dove، فقد تتذكر منتجًا يحمل اسم Dove Beauty Bar، كان غلافه يتميز بصورة تضم أربعة أجيال: الجدة، الأم، الابنة، والحفيدة.
رغم تميز Dove في صناعة الإعلانات بشكل مبتكر وغير نمطي، قررت الشركة رفع مستوى الابتكار في حملتها الإعلانية BeautyStory#. في هذه الحملة، اختارت الشركة أن تمنح العملاء مساحة للإبداع بأنفسهم.
كان الهدف من الوسم BeautyStory# أن يشارك العملاء قصصهم وتجاربهم مع منتجات Dove. وقد تفاعل الجمهور بشكل كبير، خاصةً أن الكثير منهم يمتلكون ذكريات وقصصًا مميزة مع منتجات الشركة. هذا التفاعل الواسع جعل من حملة BeautyStory# واحدة من أنجح الحملات في تاريخ Dove.
شاهد الفيديو: https://youtu.be/pupnHVCS0AU
الجميل في الأمر أن هذه الفكرة كان أساسها أحد العملاء وليس فريق عمل دوف، حيث راسلهم عميلٌ ما يخبرهم بأنه من محبي صابونة Dove Beauty Bar ويمتلك الكثير من الذكريات مع هذا المنتج، لتكون هذه هي شرارة انطلاق حملة BeautyStory#.
ثالثاً: شركة Chips
أطلقت شيبسي مصر حملة إعلانية باسم #الضحك_بيحب_الضحك، وفكرة الحملة قيام الشركة برسم ضحكات أعلى الكيس وعلى ظهر الكيس QRcode يقوم بنقل العميل إلى فلاتر ضاحكة يمكن من خلالها أن يستخدمها في تصوير نفسه مع الكيس ويقوم بصناعة فيديو قصير ممتع وفكاهي ومشاركته مع أصدقائه أو مشاركته مع وسم #الضحك_بيحب_الضحك.
وعلى الرغم من مشاركة نجمان كبيران في هذا الإعلان مثل أمير كرارة و أحمد سعد، إلا أن الشركة لم تتخل عن نجمها الأكبر في التسويق لهذا المنتج وهذا النجم هو الجمهور.
شاهد الفيديو: https://fb.watch/geTAntAYjg/
رابعاً: شركة Lenovo
رائدة في مجال التقنية والصناعات التكنولوجية، تمتلك شركة Lenovo باعًا طويلًا ومنافسة قوية في هذا المجال. لكن الشركة استخدمت إستراتيجية UGC بطريقة مختلفة، حيث استعانت باسم الشركة LENOVO لتكوين عبارة Love on!، ووضعتها على أحد فروعها الرئيسية والضخمة.
لم تكن هذه الحملة تستهدف العملاء فقط، بل كانت موجهة إلى الجمهور الداخلي للشركة، وهم الموظفون. بذلك، استخدمت Lenovo استراتيجية شبيهة بـ UGC تُعرف بـ EGC أو Employee Generated Content، أي “المحتوى الذي يولده الموظف”.
اعتمدت Lenovo على هذه الخدعة التسويقية لاكتساب ثقة العملاء، حيث يُظهر العملاء ثقة أكبر في تجارب عملاء آخرين مثلهم. عندما شارك الموظفون تجاربهم بكل وضوح ونزاهة مع العملاء الخارجيين، ساعد ذلك في بناء ثقة كبيرة. وتشير مصادر إلى أن المحتوى الذي ينشره موظفو الشركة على حساباتهم الشخصية قابل للانتشار بمعدل يفوق 24 مرة مقارنةً بالمحتوى الذي تنتجه الشركة نفسها، لأن العملاء يميلون إلى الثقة بتجارب العملاء أكثر من العلامة التجارية مباشرةً.
تجربة Lenovo تحمل أيضًا درسًا هامًا في ريادة الأعمال والإدارة، وهو أهمية حسن التعامل مع الموظفين. فالشركة التي تعامل موظفيها بطريقة إنسانية جيدة، وتوفر لهم بيئة نفسية وعملية صحية مليئة بالتحفيز، ستجعلهم أفرادًا موثوقين أمام العملاء الخارجيين. لذلك، ينصح الخبراء الشركات الناشئة بتعزيز التواصل الجيد بين الإدارة والموظفين لضمان نجاحها.
شاهد الفيديو: https://youtu.be/75lqgCuBlXs
الحديث عن استراتيجية UGC، المحتوى الذي ينشؤه المستخدم، لا ينتهي. هناك العديد والعديد من القصص التي يمكننا أن نتعلم منها كيفية استخدام هذه الاستراتيجية بأكثر من شكل يخدم مصالح الشركة، ويعزز من سمعتها وثقة الجمهور بها. كما فعلت Dove عندما اعتمدت على تفاعل الجمهور، وكيف استغلت Free People الأمر لصالحها لزيادة معدل المبيعات من خلال الجمهور نفسه، وبالطبع ما فعلته Lenovo عندما استفادت من ولاء موظفيها لجذب العملاء الخارجيين.
حديثنا لم ينتهِ بعد عن المحتوى الذي ينشؤه المستخدم (UGC)، لذلك تابعونا لقراءة الجزء الثالث، حيث سنكشف فيه عن أهم الخطوات لإنشاء حملة إعلانية ناجحة باستخدام استراتيجية UGC.
اقرأ أيضًا: 8 أسرار لبناء فريق عمل ناجح وفعال لمشروعك