نظرًا لأن عالم التسويق هو عالم يتطور وينمو بشكلٍ سريع ومستمر، ومن السهل الخداع بواسطة أحدث التقنيات والاتجاهات، لذلك كانت من الأهمية القصوى دمج النوعين من التسويق، لتحقيق نتائج مذهلة من الحملات التسويقية وإنشاء استراتيجية أكثر شمولية وفاعلية، عبر إنشاء رحلة سهلة للعملاء بين النهجين التسويقيين.
ما هو الفرق بين التسويق الرقمي والتقليدي؟
قبل بيان أهمية مزج التسويق الرقمي والتقليدي من الهام التعرف على الفرق بين النهجين، كالتالي:
ما هو التسويق التقليدي؟
إن التسويق التقليدي هو استراتيجية تسويقية لترويج الخدمات أو المنتجات، باستخدام قنوات للإعلان والوصول إلى العملاء المحتملين وإقناعهم بالشراء، وهو أكثر في التكلفة مقارنةً بغيره.
تتضمن قنوات التسويق التقليدي: الإعلانات المدفوعة، الإعلانات الإذاعية، الإعلانات التليفزيونية، اللوحات الإعلانية على الطرق، الصحف، المجلات، الرسائل النصية، التواصل وجهًا لوجه.
ما هو التسويق الرقمي؟
الـ (digital marketing) هو أسلوب تسويقي عبر الإنترنت للترويج للمنتجات والخدمات لتحسين المبيعات، ويُتيح تتبُّع فاعلية الاستراتيجية التسويقية في الوقت الفعلي لها، وهو منخفض في التكلفة.
من أشكال التسويق الإلكتروني: تحسين محركات البحث SEO، التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الإعلان بالدفع مقابل النقرات PPC، التسويق عبر البريد الإلكتروني، وغيرها من أشكال التسويق الرقمي.
أهمية المزج بين التسويق الرقمي والتقليدي؟
هُناك دراسة لشركة (Nielsen) تُشير إلى أن 86% من المستهلكين عند اتخاذ قرار الشراء يعتمدون على مزج التسويق الرقمي والتقليدي، وتلك حُجّة قوية لأهمية دمج النهجين التسويقيين معًا.
لذلك إن الشركات التي تعمل باستراتيجية مزج التسويق الرقمي والتقليدي معًا، تُحقق نتائجًا مذهلة، لذلك نحن بصدد بيان أهمية دمجهما معًا في استراتيجية مُتكاملة، وهي على النحو التالي:
أهمية مزج التسويق الرقمي والتقليدي: توسيع النطاق
أبرز مزايا دمج نوعان استراتيجيات التسويق الرقمي والتقليدي هي القدرة على الوصول إلى جمهور أكبر، حيث يُمكن للتقليدي استهداف الأسواق المحلية، ويُمكن للرقمي الوصول إلى الأسواق المحلية والعالمية.
عبر استخدام النهجين التسويقيين يُمكن للشركات التأكُّد من أنها تصل إلى جمهور كبير، وللأشخاص الصحيحة في الأماكن الصحيحة من المُهتمين بالمُنتج أو الخدمة، مما يزيد من فعالية الاستراتيجية.
أهمية مزج التسويق الرقمي والتقليدي: زيادة الانتشار
إن زيادة الانتشار وظهور العلامة التجارية بشكلٍ مُنتظم وكبير عبر قنوات التسويق المُختلفة، يعمل على زيادة الوعي بالعلامة التجارية لأكبر عدد ممكن من الجمهور المستهدف.
وبالتالي، فإن المستهلكون على الأرجح عندما يكونون على استعداد لإجراء عملية شرائية يُفكرون بشكلٍ تلقائي في علامتك التُجارية، لذلك فإن استراتيجية الدمج ستساعد على خلق وجود قوى للعلامة التجارية.
أهمية مزج التسويق الرقمي والتقليدي: الحد الأقصى لـ (ROI)
إن استراتيجية مزج التسويق الرقمي والتقليدي تُمكّن الشركات من الوصول للحد الأقصى للعائد على الاستثمار (return on investment) وتحقيق أفضل النتائج بنفس الميزانية.
مثال: إن التسويق التقليدي يُمكّن من زيادة الوعي، وجذب العميل المستهدف إلى موقع ويب الشركة، بينما عبر الـ (digital marketing) سوف يتحول الزائر إلى عميل دائم، وبالتالي زيادة الـ (ROI).
هُناك دراسة لـ (Data & Marketing Association) تُشير إلى أن البريد المباشر يُحقق عائدًا على الاستثمار بنسبة 29%، وهي أعلى من نسبة الـ (ROI) للبحث المدفوع البالغة 23%.
استراتيجيات المزج بين التسويق التقليدي والرقمي
من مفاتيح النجاح في عالم الأعمال اليوم هو المزج التسويق الرقمي والتقليدي معًا للترويج للمنتجات أو الخدمات بشكلٍ فعال وعلى نطاق واسع، لذا يُمكن بيان الاستراتيجيات في النقاط التالية:
تحديد الأهداف الواضحة
من الضروري تحديد الأهداف الواضحة للحملة التسويقية قبل البدء في التكتيكات التسويقية، سوف يساهم ذلك في تحديد استراتيجية الدمج الفعَّالة، للوصول إلى تحقيق الأهداف من تلك الاستراتيجية.
تحديد الجمهور المستهدف
كلا المنهجين التسويقين يعتمدون على الفهم العميق للجمهور المستهدف، ومن خلال تحديد العميل واحتياجاته، يُمكن تصميم الاستراتيجية التسويقية الملائمة للوصول إليه بفعالية.
كما ينبغي تذكُّر أن استجابة الشرائح من الجمهور المستهدف تختلف، حيث قد تستجيب الشريحة الشابة للإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
بينما الشريحة من الفئة العمرية الأكبر سنًا، تستجيب لاستراتيجيتك التسويقية بشكلٍ أفضل للبريد المباشر، أو للإعلانات المطبوعة.
دمج الحملات
البحث عن طرق لمزج تكتيكات التسويق الرقمي والتقليدي حاسمة عند التخطيط للحملة التسويقية، فعلى سبيل المثال: استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لحدث ما في الشركة.
أو دمج الحملات عبر تضمين رمز الاستجابة السريع (QR code) على الإعلانات المطبوعة، وبذلك يوجه المستخدم إلى صفحة محددة على الموقع الإلكتروني الخاص بك.
عبر دراسة أجرتها (Harvard Business) تُشير إلى زيادة بنسبة 4% للعملاء الذين يتفاعلون مع العلامة التجارية عبر عدة قنوات تسويقية أكثر من الذين يعتمدون على قناة واحدة فقط.
اتساق رسائل العلامة التجارية
من الأمور الحاسمة في استراتيجية المزج هي الحفاظ على إنشاء رسائل متسقة للعلامة التجارية عبر كافة القنوات التسويقية، للاستفادة القصوى من الجهود التسويقية.
وذلك يعني استخدام نفس العناصر البصرية والصوتية، وكذلك نفس اللهجة وما إلي ذلك في كافة المواد التسويقية، تلك الاستراتيجية تساعد في بناء الوعي والثقة بعلامتك التجارية، وبالتالي زيادة التفاعل.
قياس النتائج
يُعد التتبُّع للتسويق التقليدي أكثر تحدي من التسويق الإلكتروني، ولكن من الضروري قياس تأثيره، ويُمكن ذلك من خلال أرقام الهواتف المُخصصة، أو عناوين (URL) القابلة للتتبُّع في الإعلانات المطبوعة.
بينما الـ (digital marketing) من أبرز مزاياه أنه سهل التتبُّع في الوقت الحقيقي للحملة التسويقية، وذلك عبر استخدام أدوات للمُراقبة والتحليل من خلال الإنترنت، والقيام بالتحسينات إذا لزم الأمر أثناء الحملة التسويقية.
التحسين الدائم
إن العملية التسويقية هي عملية مُستمرة وتتطلب التعديل باستمرار لرؤية النتائج المرجوة، ويُمكن ذلك من خلال استخدام البيانات التي يتم تجميعها من الاستراتيجية السابقة “التقييم وقياس النتائج”.
البيانات الخاصة بأداء الجهود التسويقية للاستراتيجية المتكاملة للمزج بين نوعيّ التسويق، بهدف تحسين وتنقيح النتائج مع مرور الوقت.
تحديات مزج التسويق الرقمي والتقليدي
عند تطبيق استراتيجية المزج بين المنهجين التسويقيين قد يكون هناك بعض التحديات، سوف يتم الإشارة إليها عبر النقاط التالية:
- التكلفة: الشركات الناشئة خاصةً قد تواجه التكلفة المرتفعة لاستراتيجية الدمج تلك:
o حيث إن التسويق الإلكتروني (digital marketing) يتطلب استثمارًا في إنشاء المحتوى، وفي إعلانات التواصل الاجتماعي، والتحسين لمحركات البحث.
o بينما قنوات التسويق التقليدية قد تتطلب استثمارًا كبيرًا لإعلانات التلفاز، أو الإعلانات المطبوعة، ولوحات الطرق.
- قياس النتائج: قد يكون من التحديات الكبيرة لاستراتيجية مزج الرقمي والتقليدي:
o قنوات التسويق التقليدية غالبًا ما تفتقر إلى إمكانية التتبُّع للبيانات التفصيلية بسهولة.
o قد يكون تحديد العائد للاستثمار (ROI) صعبًا بعض الشئ لبعض الحملات.
- المهارات والموارد: الاستراتيجية المُتكاملة للدمج بين النوعين تتطلب مجموعة واسعة من المهارات والموارد، وذلك من التحديات التي تواجه العلامة التجارية:
o خبرة المسوقون في كل القنوات التسويقية المختلفة لنوعيَّ التسويق.
o القدرة على تنفيذ وإدارة الحملات القائمة على الدمج.
- التنسيق: نظرًا لأن الاتساق إحدى التكتيكات الهامة لاستراتيجية الدمج، قد يكون من التحديات:
o حيث قد يستغرق تنسيق الجهود وقتًا طويلًا عبر القنوات المُتعددة.
o التحقق من اتساق الرسائل التسويقية عبر كافة القنوات التسويقية يتطلب وقتًا من فريق العمل.
- التشبُّع: بعض الأسواق قد يكون من التحدي الكبير اختراقها لأنها مزدحمة ومليئة بالعلامات التجارية التي تلبي حاجات العملاء.
- التغيرات في التكنولوجيا: التسويق الرقمي يتطلب مواكبة التطورات السريعة والمُستمرة للتكنولوجيا في عالمنا اليوم.
🔸اقرأ أيضاً: دور العلاقات العامة في بناء سمعة إيجابية للعلامة التجارية
نصائح للتغلب على تحديات مزج التسويق الرقمي والتقليدي
- تحديد الغايات والأهداف الواضحة من الحملة التسويقية: مثل أن يكون الهدف قابلًا للقياس لكل القنوات سواءً الرقمية أو التقليدية، وربط الهدف برؤية الشركة.
- التخصيص الفعال للموارد: مثل الاستثمار في التقنيات الهامة والضرورية، وتحديد الميزانية بشكلٍ فعّال، وتكوين فريق تسويقي متعدد المهارات.
- التكيُّف مع التغييرات ومواكبة الاتجاهات الحديثة: مثل التعديل الدائم للاستراتيجية بما يتماشى مع البيانات، والبقاء على اطلاع على أحدث التطورات التكنولوجية.
- تطوير استراتيجية مُتكاملة وشاملة: تتضمن التحديد للقنوات التسويقية الملائمة للوصول لجمهورك المستهدف، وفهم احتياجاته، وإنشاء الرسائل المُتسقة عبر كافة القنوات.
- الاستخدام لأدوات الأتمتة التسويقية: إن أدوات أتمتة التسويق يُمكن أن تساهم بشكلٍ كبير في التحسين من حملتك التسويقية.
- التدريب والتطوير للفريق: الاستثمار في تدريب الفريق الخاص بعلامتك التجارية، وتزويده بالمهارات المطلوبة يساعد كثيرًا في فعالية حملاتك التسويقية وعملك بشكلٍ عام.
طرق لاستراتيجيات مزج التسويق الرقمي والتقليدي
تتعدد الطرق لدمج المنهجين التسويقيين معًا للوصول إلى النجاح بالحملة التسويقية، إليك بعض الطرق على النحو التالي:
- استخدام القنوات التقليدية مثل: الراديو أو إعلانات التلفاز؛ لزيادة عدد الزوار للموقع الخاص بعلامتك التجارية، أو لصفحات الهبوط (Landing page).
- تقديم الهدايا بعنوان الموقع الإلكتروني الخاص بك، أو لقنوات وسائل التواصل الاجتماعي لعلامتك التجارية.
- تنظيم الفعاليات للعلامة التجارية خارج الإنترنت، والترويج لها يكون عبر البريد الإلكتروني، أو وسائل التواصل الاجتماعي.
- استخدام الأساليب التقليدية للعلاقات العامة للتغطية لأحداث العلامة التجارية، واستكمالها عبر التسويق بالمؤثرين من خلال الإنترنت.
- دمج الـ(QR code) في الإعلانات المطبوعة للربط بمُحتواك الرقمي مثل: معلومات المنتج، أو كوبونات الخصم.
- جمع معلومات الاتصال بالعملاء لتمكينك من التواصل معهم عبر الحملات التسويقية للبريد الإلكتروني، أو البريد المباشر.
ختامًا، قد تم بيان الأهمية القصوى لاستراتيجية الدمج القوية لنوعيّ التسويق الرقمي والتقليدي، وتحقيق التوازن فيما بينهما، لتمكين الشركات من تحقيق النجاح وزيادة الـ(ROI).
وللمزيد يُمكن الاستماع إلى بودكاست التسويق بشكل صحيح حتى تحقق مبيعات كبيرة.