الإعلان vs التسويق
هل من الممكن الاهتمام بالإعلان وحده دون النظر إلى باقي الأنشطة التسويقية؟ ما زال هناك من ينتمون إلى المدارس القديمة الذين يعتقدون أن الإعلان هو لُب التسويق ويتعاملون مع الإعلان على أنه هو التسويق، فإذا نُفذ إعلان انتهى دور التسويق على ذلك، ولكن هذا خطأ كبير فالإعلان ليس هو التسويق ولا يمكن أن يقوم بمهام التسويق.
في هذا المقال سنتحدث عن الإعلان والتسويق وباقي الأنشطة الترويجية الأخرى وستعرف إجابة هذا السؤال.
تعريف التسويق:
يُعرف التسويق بأنه مجموعة من الأنشطة التي تعمل لتحديد رغبات العملاء واحتياجاتهم وتحديد المنتج الأنسب لهم واختيار أماكن التوزيع وأفضل سعر للبيع والترويج لمنتجات أو خدمات الشركة، ويتكون التسويق من مجموعة عناصر تسمى عناصر المزيج التسويقي 4Ps.
عناصر المزيج التسويقي 4Ps:
- المنتج – product: أهم عناصر المزيج التسويقي؛ لأن من دونه لن تكون هناك جهود تسويقية من الأساس.
- السعر – Price: هو القيمة النقدية التي يدفعها المستهلك للاستفادة من المنتج أو الخدمة.
- مكان البيع/التوزيع – Place: المقصود بها نقاط بيع المنتج أو أماكن تقديم الخدمة.
- الترويج – Promotion: أهم ركائز التسويق وسنتحدث بالتفصيل عنه لاحقًا.
أهمية التسويق:
- زيادة وعي الجمهور بالشركة وما تقدمه من منتجات وخدمات.
- العمل على تحسين الصورة الذهنية للشركة.
- العمل على زيادة المبيعات.
- المساعدة في فتح أسواق جديدة.
- المساعدة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية داخل الشركة.
- العمل على زيادة ولاء العملاء للشركة.
اقرأ أيضًا: 3 أشياء عن التسويق: الأنواع، والأهداف، والأساسيات
الترويج:
الترويج من أعمدة النشاط التسويقي، وله تعريفات كثيرة، وهذا من أكثر التعريفات توضيحًا لمهمة الترويج: “هو كل النشاطات والاتصالات المباشرة وغير المباشرة التي تقوم بها الشركة لبناء وتعزيز العلاقات ذات الطابع القوي مع العملاء، عن طريق تقديم كل المعلومات، واستخدام أساليب الإقناع التي تعمل على المحافظة على استمرار العلاقة المشتركة بين الشركة والعميل”.
أي أن الهدف الأساسي هو بناء علاقة قوية مع العملاء؛ بهدف ضمان ولاء العملاء للشركة والحفاظ عليهم في ظل المنافسات القوية بداخل السوق الواحد.
عناصر المزيج الترويجي:
ولكي يستطيع الترويج أن ينفذ مهمته ويحقق الأهداف المرجوة منه يحتاج إلى بعض العناصر وهي:
الإعلان:
الإعلان هو جهود مدفوعة الأجر بهدف إيصال رسائل تسويقية محددة من قبل الشركة إلى الجمهور المستهدف من خلال استخدام وسائط جماهيرية بهدف الربح في النهاية.
أهمية الإعلان:
- يقوم بإيصال الرسالة التسويقية التي تريدها الشركة للجمهور.
- يعمل على زيادة المبيعات.
- يعزز من زيادة وعي العملاء بالعلامة التجارية.
- يعمل على خلق احتياجات للجمهور ليصل بهم الأمر في النهاية إلى شراء المنتج.
- يقوم بإعلام الجمهور بوجود منتجات جديدة وأماكن وجودها.
البيع الشخصي:
هو التواصل المباشر بين العميل وأحد ممثلي الشركة ويكون في هذه الحالة هو مندوب المبيعات، ويقوم بعرض المنتجات أو الخدمات بشكل مباشر مع العميل بهدف تبيين خصائص ومميزات المنتج أو الخدمة والرد على جميع استفسارات العميل؛ بهدف إقناع العميل وإتمام عملية البيع بنجاح.
أهمية البيع الشخصي:
- يعمل على زيادة إقناع العميل بالمنتج بسبب الرد السريع والمباشر على كل استفسارات العميل.
- قليل التكلفة مقابل عدد عمليات البيع التي تحدث من خلاله.
- يخلق علاقة قوية مع العميل بسبب التعامل المباشر مع مندوب المبيعات.
- يزيد من وعي العميل بالمنتج واستخداماته أو بكيفية الاستفادة من الخدمة التي تقدمها الشركة.
العلاقات العامة:
تهدف العلاقات العامة إلى بناء روابط وعلاقات جيدة وقوية مع جمهور الشركة من الجانبين، الجمهور الخارجي وهم المستهلكون والعملاء المستفيدون النهائيون من المنتج أو الخدمة، وجمهورها الداخلي وهو يشمل العاملين داخل الشركة والموردين والمسهمين والجهات أو المنظمات التي تتعامل معها سواء كانت حكومية أو خاصة، كما تعمل على تنظيم التواصل بين الإدارات المختلفة داخل الشركة، والتواصل الخارجي الذي يحدث بين الشركة وبين جهات أخرى كالبنوك مثلًا، ومن أشكال العلاقات العامة الأحداث والمناسبات التي تنظمها الشركة، أو أن تقوم برعاية أحداث تنظمها منظمات أخرى؛ وذلك بهدف ضمان سير الأعمال بشكل صحيح، والعمل على تحسين وتعزيز الصورة الذهنية للمنظمة أمام الجمهورين الداخلي والخارجي.
أهمية العلاقات العامة:
- العلاقات العامة هي خط الدفاع الأول حين تتعرض الشركات أو المنظمات لهجوم أو لحملات تشويه السمعة.
- هي المسئول الأول عن تحسين الصورة الذهنية للشركة، ويساعدها في ذلك باقي عناصر الترويج.
- تعمل على خلق روابط متينة بين العملاء والشركة، وبين الجهات الخارجية والشركة.
- هي حلقة الوصل بين العاملين في الشركة والإدارة العليا للشركة، وعليها أن توصل مشكلات العاملين واحتياجاتهم للإدارة، وألا يكون اتجاه الاتصال بينهما من أعلى لأسفل فقط من خلال توصيل قرارات الإدارة للعاملين، ولكن يجب الاهتمام باحتياجات وآراء العاملين أيضًا.
- تُظهر الشركة على أنها شخصية لها حياة وليست كيانًا جامدًا بلا روح.
الدعاية أو النشر:
هو من أحد أدوات العلاقات العامة ولكن من الممكن فصله عنها لأن من الممكن استخدامها وحدها، والدعاية أو النشر باختصار هو عندما يتحدث أحد المشاهير أو المؤثرين أو إحدى الوسائل الإعلامية عن الشركة بشكل إيجابي، وتحدث هذه العملية بدون تدخل الشركة نفسها، فتغطية الأحداث التي تقوم بها الشركة مثلًا هي أحد أشكال الدعاية والنشر، ومن مصلحة الشركة أن يتم الحديث عنها بشكل يعزز من صورتها من خلال أفراد من خارج الشركة أو المنظمة.
أهمية الدعاية والنشر:
- تعمل على تحسين الصورة الذهنية للشركة بشكل غير مباشر.
- لا تتحمل الشركة أعباء تكلفة الدعاية والنشر إذ يحدث ذلك بشكل خارجي، ومن المفترض أن المنظمة لا تقوم بالدفع من أجل النشر عنها.
- تعمل على زيادة وعي الجمهور العام بالشركة.
- تعمل على زيادة فخر وولاء العاملين بالشركة، حين يرون خبرًا منشورًا عن الشركة التي يعملون بها.
تنشيط المبيعات:
والمقصود هنا كل الأنشطة والعروض التي يكون هدفها تنشيط وزيادة المبيعات، مثل: الخصومات والكوبونات والعروض الموسمية التي تقوم بها الشركة من أجل زيادة معدل بيع المنتجات أو الاستفادة من خدمات الشركة.
أهمية تنشيط المبيعات:
- يعمل على تحفيز الجمهور على شراء السلع.
- يزيد من حركة الرواج داخل نقاط البيع والفروع المختلفة.
- بالطبع زيادة معدل المبيعات للشركة.
الإعلان vs التسويق:
بعد كل هذا نعتقد أننا قمنا بالإجابة عن السؤال الذي طرحناه في بداية المقال “هل من الممكن الاهتمام بالإعلان وحده من دون النظر إلى باقي الأنشطة التسويقية؟” وبالتأكيد الإجابة هي “لا”، لا يمكن غض الطرف عن أهمية التسويق وجميع عناصره والأنشطة التي يقوم بها التسويق، بالأخير الإعلان هو عنصر من عناصر المزيج الترويجي الذي بدوره عنصر آخر داخل عناصر المزيج التسويقي، فلا يمكننا الاهتمام بالجزء (الإعلان) مقابل الكل (التسويق) إذا ركزنا فقط على الإعلان سنخسر جميع فوائد عناصر المزيج الترويجي الأخرى: (البيع الشخصي – العلاقات العامة – الدعاية – تنشيط المبيعات)، فضلًا عن باقي فوائد التسويق ككل.
في النهاية يجب الانتباه إلى أن التسويق عملية شاملة، تتكامل عناصرها مع بعضها بعضًا، وكل جزء من عملية التسويق له دوره ومهمته التي يقوم بها، وعلى الإدارة أو المسوق الذكي أن يعرف كيف ومتى يستخدم كل عنصر من عناصر الترويج ليتمكن من تحقيق أهداف الشركة بنجاح، وعليه أن يواكب التطور حتى لا يتخلف عن باقي الشركات في السباق التنافسي بينهم، خصوصًا مع سرعة التطور التكنولوجي وإحداثه لتغييرات في أشكال التسويق والاتصال بين الشركة وجمهورها.
شاهد أيضًا: الفرق بين التسويق والمبيعات