أصبحنا على دراية كبيرة باستراتيجية التسويق عبر المحتوى الذي ينشؤه المستخدم (UGC) وماهية هذه الطريقة الفعالة في توليد أفكار مختلفة للشركة، بالإضافة إلى مميزاتها. يمكنك التعمق أكثر ومعرفة المزيد بقراءة مقال “ما هو الـ UGC و4 مميزات للتسويق باستخدام المحتوى الذي ينشؤه المستخدم – الجزء الأول”.

أبرز العلامات التجارية في العالم تستخدم هذه الاستراتيجية، ولكل علامة منهم حكايتها الخاصة مع الجمهور. كيف استطاعت إحدى الشركات أن تزيد نسبة أرباحها إلى 42% بالاستعانة بمحتوى الجمهور؟ وهل يمكن لشركة عملاقة ورائدة في مجالها أن تغير اسمها من أجل أجمل حملة دعائية باستخدام الموظفين والجمهور؟ هذه القصص يمكنك التعرف عليها بقراءة مقال “أبرز 4 قصص لاستخدام إستراتيجية الـ UGC المحتوى الذي ينشئه المستخدم – الجزء الثاني”.

لكي تستطيع النجاح في شيء ما، فعليك أولاً أن تفهم هذا الشيء جيداً، ثم تتعلم من تجارب وقصص الآخرين لتتجنب أخطائهم أو تستفيد من أساليب تفكيرهم، وأخيراً أن تتقن خطوات القيام بهذا العمل.

في هذا المقال من “بزنس بالعربي”، سنرشدك لأهم 6 خطوات مهمة لفعالية استراتيجية التسويق بالمحتوى الذي ينشئه المستخدم (UGC).

عندما تسمح الشركات بعرض المحتوى الأصلي الذي أنشأه المستخدم على منصاتها أو موقعها الإلكتروني، فإنها تستفيد من الإبداع والابتكار الواسع للعملاء والمتابعين. تُعد هذه الاستراتيجية مربحة لجميع الأطراف على المستوى التجاري، لأن 60% من المستهلكين يعتقدون أن المحتوى الذي ينشؤه المستخدمون هو أكثر أنواع المحتوى التسويقي إقناعًا.

لنجاح استراتيجية UGC وفعاليتها في تحقيق الربح والهدف المطلوب، هناك خطوات عملية يجب اتباعها لتحقيق النتائج المطلوبة.

خطوات التسويق عبر المحتوى الذي ينشؤه المستخدم UGC

• أولاً: تحديد الهدف

• ما الهدف من استخدام هذه الاستراتيجية؟
• هل هذه هي الطريقة الأنسب لتسويق الفكرة؟
• هل ستكون فعالةً في تحقيق النتائج المرجوة أكثر من غيرها؟

 الكثير من التساؤلات التي يجب طرحها لتحديد الهدف من استخدام هذه الاستراتيجية، وأيضاً النية الأساسية في استخدام هذه الطريقة، فهناك شركات تستخدم هذا الأسلوب لإبراز تجارب العملاء لعملاء آخرين، خصوصاً أن 79% من العملاء يتأثرون في قراراتهم الشرائية بالمحتوى المنتج من قِبل عملاء آخرين مثلهم.

هناك شركات أخرى هدفها زيادة الوعي بعلامتها التجارية أكثر من الهدف المادي، وفي مقال “أبرز 4 قصص لاستخدام استراتيجية الـ UGC المحتوى الذي ينشؤه المستخدم – الجزء الثاني” جميع الشركات استخدمت نفس الاستراتيجية ولكن الهدف مختلف من شركةٍ لأخرى.

• ثانياً: اختيار المنصات الاجتماعية المناسبة

من المهم جداً تحديد الفئة المستهدفة من الجمهور بناءً على العمر، الجنس، الموقع الجغرافي، التعليم، والوضع الاقتصادي والمادي. هذا يساهم في تحقيق نتائج فعالة وأكثر ترتيباً مقارنة بالاستهداف الشامل.

علاقة تحديد الجمهور باختيار المنصة أمرٌ مهم للغاية لتحقيق الأهداف المطلوبة. على سبيل المثال، إذا أرادت الشركة X إتاحة الفرصة للعملاء لصناعة محتوى خاصٍ بتجاربهم مع منتجاتها على منصة Facebook، ولكن الأغلبية العظمى من العملاء المحتملين والمؤثرين هم من دول الخليج، حيث تُستخدم منصات مثل Snapchat، Twitter، وInstagram بشكل أكبر، فإن النتائج المرجوة لن تتحقق بشكل فعال على Facebook لأنها ليست المنصة الأنسب للعملاء المحتملين.

لذلك، ننصح في “بزنس بالعربي” باستخدام المنصة التي تخدم أهدافك والجمهور المستهدف بشكل مباشر. ابدأ بالمنصة الأكثر تفاعلاً بين جمهورك، ثم انتقل إلى المنصات الأقل استخداماً وفقاً للأولوية.

أقرأ أيضاً : أھم 37 سؤالاً یطرحھم المستثمرین على رواد الأعمال للحصول على التمویل

• ثالثاً: نوع المحتوى المطلوب

قبل إطلاق حملة تهدف إلى جعل الجمهور ينشئ المحتوى بنفسه، عليك أولاً أن تقرر ما هو المحتوى المستهدف. هل تستهدف من جمهورك محتوى مصوراً فقط؟ أم تريد منهم الدخول إلى موقعك الخاص ومشاركة تجربتهم عن طريق الكتابة؟ أم أنك ترغب في أن يشارك الجمهور هذه التجربة عبر مجموعة من الفيديوهات المصورة بشكل فكاهي تحت هاشتاج معين؟

جميع هذه الأسئلة من المهم جداً أن تحددها الشركة أو فريق المحتوى قبل إطلاق الحملة، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة والتواصل بوضوح مع الجمهور.

• رابعاً: حراس البوابة

في مقال “ما هو الـ UGC و4 مميزات للتسويق باستخدام المحتوى الذي ينشئه المستخدم – الجزء الأول”، ذكرنا أن قوة هذه الاستراتيجية تكمن في أن الجمهور هو من يقنع الجمهور، وأنهم يثقون ببعضهم البعض أكثر من إعلانات العلامة التجارية. لكن هناك بعض المنافسين للشركة الذين يمكنهم استغلال توقيت هذه الحملة لنشر ذباب إلكتروني يهدف إلى تلطيخ سمعة العلامة التجارية من خلال المحتوى الكاذب، الصور المفبركة، والمنشورات المزورة.

هذا الأمر يُعد من سلبيات استخدام هذه الاستراتيجية. لكن بعض الشركات تتخذ إجراءات استباقية لتفادي هذه المشكلة عن طريق تشكيل فريق كامل من “حراس المحتوى”. يتولى هذا الفريق الإشراف اليومي على المحتوى الذي ينشئه المستخدمون عبر جميع المنصات.

عادةً ما يتمتع أعضاء هذا الفريق بالقدرة على إدارة الأزمات والتعامل مع النقاشات المتعلقة بالمحتوى المسيء للعلامة التجارية. هذا يساعد في تحسين سمعة الشركة وتعزيز الثقة بها لدى الجماهير الأخرى.

• خامساً: تحفيز الجمهور عن طريق الطلب

هذه الخطوة، رغم بساطتها، فعالة جداً لكنها تمر بمرحلتين:

1- مرحلة تحفيز الجمهور على صناعة المحتوى
2- مرحلة الطلب من الجمهور أن تستخدم الشركة هذا المحتوى

أثناء فترة إطلاق الحملة، من الجيد أن تقوم الشركة بتحفيز جمهورها على المشاركة بقصصهم وتجاربهم من خلال صناعة المحتوى بطريقة معينة. على سبيل المثال، كما فعلت شيبسي مصر في حملة #ماتوقفش_الضحكة_عندك أو شركة Dove في حملة BeautyStory#.

بعد تفاعل الجمهور مع الحملة، يكون من الممتع أن تتفاعل الشركة أيضاً مع محتوى الجمهور. يمكن أن يتم ذلك من خلال الرد على التعليقات، إعادة نشر المحتوى على المنصات الرئيسية، أو حتى طلب الإذن من صانع المحتوى نفسه لنشر محتواه. بعض الشركات ترسل رسالة استئذانية لصانع المحتوى لنشر ما قام بصناعته لأنه ممتع للغاية.

هذا الفعل البسيط يولد نوعاً من الحب بين العميل والعلامة التجارية، مما بدوره يحفز الآخرين على المشاركة في حملة الشركة.

• سادساً: الفرز والترتيب

أكبر خطأ قد ترتكبه الشركات بعد انتهاء الحملة التسويقية باستخدام استراتيجية المحتوى الذي ينشؤه المستخدم (User Generated Content) هو إهمال محتوى الجمهور. هذا المحتوى يُعتبر كنزاً لا يفنى، فقد يكون هو الأكثر تأثيراً على مبيعات الشركة أو الخدمة في المستقبل. ولأن الجمهور لا يثق سوى بالجمهور، فإن هذا المحتوى يُعد مرجعاً موثوقاً للعملاء المحتملين لاحقاً.

لذلك، يجب على الشركة أن تقوم بفرز هذا المحتوى بناءً على المطلوب، وأيضاً ترتيبه من الأكثر تأثيراً إلى الأقل. لكل شركة طريقتها الخاصة في عرض المحتوى المملوك لها، بما يعزز من قيمته وتأثيره على العملاء.

المحتوى الذي ينشئه المستخدم (User Generated Content – UGC) هو من أهم استراتيجيات التسويق وأكثرها متعة.

لهذا السبب، في “بزنس بالعربي” وبعد 3 مقالات شاملة، ندعوكم لمشاركتنا قصصكم الملهمة في عالم الإدارة والتسويق عن طريق الإشارة إلينا في المحتوى الخاص بكم.

شاهد أيضاً :
كيف تتعامل مع الخوف و الضغوط لبدأ مشروعك مع عمر خليفه