قد يشكو المديرون وأصحاب الشركات من عدم ارتباط وولاء الموظفين بالمؤسسة، مما يؤدي إلى شعورهم بعدم الانتماء وضعف الولاء للعمل. هذه المشكلة تدفعنا إلى طرح سؤال مهم: ما السبب وراء غياب ولاء الموظفين في شركتك؟ وهو ما يُعرف في علم الإدارة بـ Employee Engagement.
في هذا المقال من “بزنس بالعربي”، نتعرف على أربعة طرق لاكتساب ولاء الموظفين في شركتك.
ولاء الموظفين: لماذا قد يختفي؟
1. عدم وضوح الرؤية
أغلب الموظفين، خاصة في الشركات العائلية، يشكون من غياب رؤية واضحة للشركة. عندما لا يعرف الموظفون خطط الشركة وأهدافها، يشعرون وكأنهم ليسوا جزءًا من المؤسسة، مما يؤدي إلى شعورهم بالانفصال وفقدان الولاء.
2. عدم مشاركة الموظفين في القرارات
الكثير من المديرين يغفلون عن أهمية إشراك الموظفين في القرارات المصيرية التي تؤثر على حياتهم، مثل تقليل الرواتب أو عدم صرف الحوافز. هذه القرارات تؤثر سلبًا على نفسية الموظفين وأدائهم، مما يضعف انتماءهم للشركة.
3. تجاهل الاقتراحات والشكاوى
الشركات التي تتعامل مع الموظفين كأرقام في بيانات المرتبات تفقد تواصلها معهم. تجاهل اقتراحاتهم وشكاواهم يجعلهم يشعرون بعدم التقدير، مما يضعف ارتباطهم الوظيفي.
نتيجة لذلك، يشعر الموظفون بالإهمال وسوء المعاملة، مما يؤدي إلى فقدان الشركة للموظفين الموهوبين على المدى الطويل.
الارتباط الوظيفي
الارتباط الوظيفي هو مجموعة خطوات تتخذها الشركة لتعزيز العلاقة مع الموظفين، مما يساعد على استبقائهم لفترة طويلة، ورفع الرضا الوظيفي لديهم. هذا يسهم أيضًا في تحسين سمعة الشركة، مما يجذب المزيد من المواهب.
طرق لبناء الارتباط الوظيفي وتحقيق ولاء الموظفين
أولاً: بناء ثقافة الارتباط الوظيفي
على الإدارة العليا التعاون مع إدارة الموارد البشرية لوضع سياسات تعزز الارتباط الوظيفي، والتأكيد على أن الموظفين مسموعون ومقدرون، مما يرسخ دورهم في نجاح الشركة.
ثانياً: مشاركة الموظفين في رؤية الشركة
يجب أن تشارك الشركة موظفيها في رؤية المؤسسة وأهدافها الاستراتيجية، مع تقسيم الأهداف إلى مراحل قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، ومناقشة كيفية تحقيقها.
ثالثاً: المشاركة في اتخاذ القرارات
أي قرار مصيري يمس حياة الموظفين يجب أن يكون نتاج مناقشة شفافة معهم، مما يضمن تحقيق مصالح الشركة والموظفين على حد سواء، ويعزز شعورهم بالارتباط الوظيفي.
اقرأ أيضاً: 8 أسرار لبناء فریق عمل ناجح وفعال لمشروعك
رابعاً: 9 وسائل لبناء الارتباط الوظيفي وولاء الموظفين
تلعب إدارة الموارد البشرية دورًا محوريًا في ابتكار طرق ووسائل تعزز الارتباط الوظيفي بين المؤسسة وموظفيها، مما ينعكس إيجابًا على ولائهم وانتمائهم. من بين هذه الوسائل:
- الاحتفال بعيد ميلاد الموظف، حيث يُظهر هذا التقدير الاهتمام الشخصي بكل فرد في الفريق.
- الاحتفال بنجاح الموظف أو أحد أبنائه دراسيًا، ما يعزز الشعور بالتقدير العائلي.
- الاحتفال بزواج الموظف أو قدوم مولوده الجديد، مما يبرز اهتمام الشركة بحياة موظفيها الشخصية.
- عقد اجتماعات مع الموظفين خارج إطار المكاتب، في أماكن مريحة وغير رسمية لتوطيد العلاقات.
- تنظيم دوري لكرة القدم، وهو وسيلة ترفيهية تعزز روح الفريق والتعاون.
- تنظيم رحلات ترفيهية للموظفين لتحسين الروح المعنوية وكسر الروتين اليومي.
- تنظيم رحلات عمرة وحج للموظفين وأسرهم، مما يظهر اهتمامًا بالجانب الروحي.
- مراعاة الظروف الشخصية للموظفين، مثل تقديم الدعم لمن يمر بأزمات شخصية أو أسرية.
- تقديم جلسات كوتشنج للموظفين للاستماع إلى آرائهم وشكاواهم، مما يعزز الثقة والارتباط بينهم وبين الإدارة.
تعزيز روح الفريق
عندما يشعر الموظف بأن الشركة تهتم به كشخص، وليس فقط كعامل، تزداد رغبته في العطاء والانتماء. مثل هذه الوسائل تُظهر أن المؤسسة ليست مجرد مكان عمل، بل بيئة تحتضن موظفيها وتدعمهم في جميع جوانب حياتهم.
الناتج النهائي
يشعر جميع الموظفين بأنهم جزء من كيانٍ موحد يسعى لتحقيق رؤية الشركة الكبرى. هذه الممارسات تُسهم في تعزيز رضاهم الوظيفي وتقوية ارتباطهم بمكان العمل، مما يؤدي إلى تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية.
لإيضاح معنى الارتباط الوظيفي، إليك القصة التالية:
في منظمة ناسا للفضاء، سُئل أحد عمال النظافة عن وظيفته، فقال ببساطة: “مهمتي هي مساعدة المنظمة والعاملين فيها على الصعود إلى القمر، من خلال توفير بيئة نظيفة وإعداد أفضل المشروبات لهم ليعملوا بكفاءة عالية لتحقيق النتائج المرجوة”.
السؤال
كيف استطاعت منظمة ناسا أن تُشعر هذا الموظف البسيط بمثل هذا الارتباط الوظيفي؟
شاهد أيضاً: 5 نصائح للمدير الجديد