لماذا يترك الموظفون وظائفهم؟

إن سؤال الموظفين عن سبب مغادرتهم يمكن أن يوفر لك كصاحب عمل أو رائد أعمال أو حتى مدير لإحدى الأقسام داخل الشركة رؤى قيمة حول دوافعهم التي بدورها يمكن أن تساعدك في تقييم ما إذا كانت هناك مشكلات يمكن معالجتها لتقليل معدل دوران الموظفين والاحتفاظ بأفضل المواهب لديك، لأن الاحتفاظ بالموظفين له تأثير مالي في نهاية المطاف على أي مؤسسة، حيث يعمل الموظفون المخلصون بجد، وتكون لديهم حوافز تمكنهم من تحسين النتيجة النهائية.

 معظم الشركات ترغب في الاحتفاظ بموظفيها، لكنها لا تعرف دائمًا كيفية القيام بذلك، أو تنفذ بشكل خاطئ، و غالبًا ما تكون فكرة الاحتفاظ بالموظفين متوقفة عند التأكد من أن موظفيك سعداء فقط، لذلك في هذا المقال من بزنس بالعربي نناقش معكم  استراتيجية الاحتفاظ بالموظفين.

ماذا نعني بالاحتفاظ بالموظفين؟

 عملية الاحتفاظ بالموظفين الجيدين تبدأ من خلال إظهار أن الشركة تهتم بهم وبرفاهيتهم، وقدرة الشركة على إبرام عقود عمل قوية تحافظ على حقوق الطرفين وتجعل العلاقة أكثر استقرارًا وإنتاجية.

واستراتيجيات الاحتفاظ بالموظفين هي مجموعة الإجراءات التي تتخذها المنظمة للحفاظ على تحفيز موظفيها، ومشاركتهم الهدف النهائي، وإبقائهم في الوظيفة، والتركيز على أدائها بشكلٍ أكثر إنتاجية.

أهمية الاهتمام بالموظفين:

للأمر العديد من الأبعاد الاقتصادية والاستقرارية التي تمس سمعة المنظومة أو الشركة، فالموظفون في أي مكان هم مصدر الابتكار والإبداع وحل بعض الأزمات والأخطاء، إضافة إلى أن الـ Employee turnover أو معدل التغير الوظيفي مكلف للمؤسسات ويمكن أن يؤثر بشكل مباشر وواضح في جودة العمل، لأن الموظفين غير السعداء هم أقل إنتاجية بسبب عدم رغبتهم في الاستمرار في وظائفهم، وغالبًا ما يسبب عدم الشعور بالانتماء للشركة خللًا كبيرًا على أداء الأعمال.

العوامل المؤثرة على الاحتفاظ بالموظفين:

قد تكون بعض الإدارات هي السبب في رغبة الموظف بالرحيل، وفي بعض الأحيان تبذل الشركات والجهات الإدارية المختصة جهدًا كبيرًا في توفير أفضل بيئة للعمل والاحتفاظ بالموظفين الجدد لكن قد تكون هناك بعض العوامل الأخرى التي تؤثر على قرار الموظف فيما يخص بقاءه في نفس الشركة أو الرحيل، بعض هذه العوامل شخصي وآخر يتعلق بالشركات الأخرى.

اقرأ أيضًا: أهمية الالتزام بأخلاقيات العمل | أهم 10 قواعد أخلاقية يجب الالتزام بها في العمل

أولًا: العوامل المؤثرة النفسية:

• عدم الشعور بالتقدير.
• عدم توافق القيم الشخصية مع قيم الشركة.
• تغير الأولويات.
• الشعور بالإرهاق.
• التعامل السيئ أغلب الوقت.
• سوء التواصل بين الموظف والإدارة.
• التعنت والمكابرة.
• التدخل في الصلاحيات أو سحبها.
• الرغبة في تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة.

ثانيًا: العوامل المؤثرة للفرص الأكثر جاذبية:

• الحصول على منصب أو ترقية في مكانٍ آخر.
• ترتيبات عمل أكثر مرونة.
• ثقافة شركة أفضل.
• تطور مستمر للشركة.
• أجر أعلى.
• فرصة أفضل في النمو الوظيفي.
• ساعات العمل المرنة.
• العضويات أو الاشتراكات المالية الأفضل.
• برامج تدريب الموظفين وتأهيلهم.

أهمية وجود استراتيجية للاحتفاظ بالموظفين:

 ليس من السهل الاحتفاظ بأفضل المواهب وإبقاؤهم في الفريق، لذلك من المهم جدًّا امتلاك خطة أو استراتيجية للاحتفاظ بالموظفين، تساعد في احتواء حالات الـ Employee turnover، ولذلك هناك المضلع الخماسي أو الدوافع الرئيسية الخمسة للاحتفاظ بالموظفين، وهي:

• Motivation – التحفيز.
• Progression – التقدم أو الإنجاز.
• People – الأشخاص.
• Compassion – المراعاة أو التعاطف.
• Benefits – المنافع.

عند وضع استراتيجية للحفاظ على الموظفين يجب أن تشمل الاستراتيجية هذه الدوافع الخمسة عند تنفيذها أو تطويرها؛ لأنها من أهم الركائز والطرق الجيدة في الاحتفاظ بالموظفين.

• الاستراتيجية الأولى: رواتب تنافسية:

أحد أكثر الأسباب الرئيسية وراء استقالة الموظفين هو وجود عروض أخرى أفضل من الحالية، فلن يختار أي موظف البقاء مع شركة تدفع له أجرًا ضعيفًا وأقل من الأسعار التنافسية في المجال أو الصناعة، لذلك يمكن للشركات التي ترغب في الاحتفاظ بالموظفين البدء في تقديم عروض مادية تنافسية أو رفع سقف الأجر المادي، هذه الطريقة ترفع من معنويات الموظف وتحفزه على العمل بشكل أفضل، والأمر مفيد أيضًا عند تعيين موظف جديد، لأنه إذا وجد عرض الراتب جذابًا سيبدأ بالعمل فورًا.

• الاستراتيجية الثانية: المرونة في اختيار مكان العمل:

نُشر بحثٌ صادرٌ عن منصة العمل الحر الشهيرة Upwork يوضح أنه بحلول عام 2025 سيعمل 36.2 مليون أمريكي عن بُعد، أي أننا على بُعد عامين فقط لنصبح أمام زيادةٍ قدرها 90٪ للموظفين الذين يعملون عن بُعد والنسبة أكثر بكثير من الذين عملوا عن بُعد في جائحة COVID-19، وتشير بعض الإحصائيات أيضًا إلى أن الموظفين يكونون أكثر إنتاجية في أثناء العمل عن بُعد بدوامٍ كامل أو جزئي، وهذا أصبح ممكنًا بكل سهولة مع استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجموعة واسعة من الصناعات.

ليس من الضرورة أن يكون نظام الشركة هو العمل عن بُعد بشكلٍ دائم أو جزئي، ولكن المهم أن يكون العمل عن بُعد خيارًا دائمًا للعديد من الشركات، ليقدم للموظف مرونة في اختيار المكان الذي يرغب في أن يعمل فيه بشكلٍ جيد.

• الاستراتيجية الثالثة: الاستثمار في الأشخاص المناسبين:

توظيف الأشخاص المناسبين منذ البداية يُعتبر من أكثر الحلول فعالية للاحتفاظ بالموظفين، أي اختيار الموظف بناء على معايير جيدة وفعالة تناسب رؤية الشركة، حينها سيكون من المرجح أن يبقى فيها لفترة معقولة على الأقل، لذلك من المهم في أثناء القيام بمقابلات التوظيف أن يتم شرح كيفية عمل المنظمة مثلما يتم الاستماع إلى رغبة المرشح في حصوله على هذه الوظيفة، وبناءً على هذا الاستماع يسهل على المرشح التعرف على ما يمكن توقعه من دوره.

إضافة إلى حسن التعامل مع المرشح في أثناء المقابلة، لأنه سيجعله يشعر بالترحيب منذ البداية، وهذا الأمر يعد استراتيجية فعالة أخرى للاحتفاظ بالموظفين، فهذا الاختيار المناسب سيوفر المال على المدى الطويل، لأن عملية التوظيف بطبيعتها مكلفة.

• الاستراتيجية الرابعة: إعطاء الامتيازات:

قد يمر الموظف ببعض الأزمات وحالات الطوارئ، لذلك تجعل الامتيازات مكان عملك متميزًا عن أي مكانٍ آخر في حالة مراعاة هذه الحالات بشكلٍ إنساني يُرضي جميع الأطراف، وبناءً على استطلاع رأي قامت به إحدى الجهات يرى بعض الموظفين أن إجازة الوضع (الحمل) المدفوعة تعد امتيازًا كبيرًا، أيضًا يرى الطلاب أن الشركات التي لا تستقطع الأيام التي غابها الطالب بسبب الامتحانات لها امتياز كبير، وقد يفضلون العمل في هذه الشركة براتبٍ متوسط أكثر من الشركات الأخرى.

• الاستراتيجية الخامسة: التوازن والتحفيز:

تشجيع وتعزيز التوازن الجيد بين العمل والحياة أمرٌ مهم جدًّا وليس رفاهية كما يتوقع بعض أصحاب الشركات، وهذا السبب بالتحديد يستشهد به المزيد والمزيد من العمال الذين يتركون أعمالهم، فهم يتركونها بسبب عدم التوازن بين العمل والحياةمما يدفعهم للتفكير في وظائف جديدة ويبحثون عن فرص أفضل.

يمكن تحقيق هذه الاستراتيجية عن طريق المرونة في توزيع العمل على جميع الموظفين أو في أثناء جدولة الأعمال أو تقليل أيام العمل أو تفعيل خيار العمل عن بُعد، لكن بعض الشركات تتعرض لضغوطات في العمل بسبب كثرة الإقبال عليها، وحينها يكون تفعيل مثل هذه الأمور أمرًا صعبًا، فيمكن للشركة حينئذ تشجيع الموظفين وطمأنتهم بأنه لا بأس في التأخر قليلًا في تنفيذ المهمات أو عدم الرد على البريد الإلكتروني، ويُعد احترام وقت الموظفين بعيدًا عن العمل أمرًا أساسيًّا للحفاظ على علاقة عمل صحية معهم.

• الاستراتيجية السادسة: التواصل الفعال بين الجميع:

هناك اقتباس يقول: “دع الموظفين يعرفون أنه يمكنهم التواصل أو الاتصال بالمدير لإجراء محادثة سريعة عندما يحتاجون إلى توجيه أو إجابة سؤال لأن مديرهم سوف يجيب بأسرع ما يمكن”.

عادةً ما يكون المديرون مشغولين ويمكن أن يظهروا بشكل غير مقبول أمام الموظفين، لذلك هذه الاستراتيجية موجهة للمديرين إذا كانت إدارة الوقت صعبة، فحاول تحديد وقت كل يوم أو أسبوع يمكن للموظفين فيه طرح الأسئلة في اجتماع لفريق العمل أو بشكل فردي؛ تجنبًا لعدم انكسار سلسلة العلاقات الجيدة بين الإدارة والموظفين.

وأخيرًا، رأس مال الشركات هو موظفوها؛ لذلك لا يُعد الاهتمام بهم رفاهية، بل هو أمرٌ أساسي من أجل تحقيق أقصى إنتاجية ممكنة منهم.

شاركونا آراءكم حول أهمية الاحتفاظ بالموظفين من خلال منصات بزنس بالعربي الاجتماعية.

شاهد أيضًا: تطوير فريق عمل قوي وذكي للشركات ورواد الأعمال