أصبحت صناعة المحتوى بكل أنواعه أمراً مهماً جداً في عالم التسويق ومع التطور التقني ووسائل التواصل الإجتماعي وتطور منصاتها جعل الجمهور يتعرضون لكافة أنواع المحتوى المكتوب أو المرئي أو الصوتي، وهذا التنوع في المحتوى يساعد الأفراد أو الشركات على الوصول لأكبر عدد من الجمهور تلبية جميع الأذواق فهناك من يحبون معرفة تفاصيل المنتج أو الخدمة عن طريق المقالات وهناك من يحبون محتوى الفيديو بأشكاله المتنوعه وهناك من يحبون الإستماع وهذا ما يقدمه محتوى البودكاست.

لكن هذا التنوع الكبير في المحتوى يحتاج إلى الكثير من التفكير والعصف الذهني من فريق العمل بالإضافة إلى المتابعه المستمرة لأشهر الأحداث على الساحة للحصول على بعض الأفكار التي قد تساعد على إستغلال هذه الأحداث لصالح الشركة ومع زخم الأفكار وتدفقها والحرص على التجديد المستمر.

من الطبيعي أن يتعرض الفريق أحياناً إلى حالة تدعى الإنغلاق الفكري أو block Mental وهي حالة يكون فيها فريق المحتوى على المستوى الجماعي أو الفردي غير قادرين على توليد افكارٍ إبداعية جديده ومن سلبيات هذه الحالة أنها قد تطول قليلاً وخصوصاً إذا كان صانع المحتوى يقدم خدماته كعملٍ حر.

لذلك دعني أخبرك بخدعةٍ بسيطة وهي ما رأيك بأن تستغل هذا الإنغلاق الفكري بأن لا تفكر ولكن بأن تجعل جمهور يفكر نيابةً عنك في المحتوى الذي يريد أن يشاهده أو يتعرض إليه وهذه الإستراتيجية تسمى UGC أو التسويق عبر المحتوى الذي ينشئه المستخدم.

وفي هذا المقال من بزنس بالعربي سنخبرك بكل شئ عن إستراتيجية التسويق عبر المحتوى الذي ينشئه المستخدم (UGC)

• إستراتيجية التسويق عبر المحتوى ينتجه المستخدمون     UGC

تعرف هذه الإستراتيجية في عالم التسويق الرقمي بـ UGC وهي إختصارُ لكلمة User Generated Content والتي تعني بالعربية محتوى ينتجه المستخدم، تعتبر هذه الطريقة واحدةً من أكثر الطرق التسويقية الفعاله لتحقيق الهدف المطلوب وإضافةً إلى إنخفاض تكلفتها.

• ما هو المحتوى الذي ينتجه المستخدم UGC؟

هو ان تقوم الشركة بترك إختيار المحتوى الذي يريدون التعرض له من قبل الجمهور او ان يقوم الجمهور بصناعة المحتوى بأنفسهم، ولكن يجب أن يكون الجمهور موالياً لهذه العلامة التجاريه سواءً كانت تقدم خدمةً ما أم مُنتج لانه لن يقوم أحد بصناعه محتوى لعلامة تجارية هو لا يفضلها.

من أشهر الشركات العالمية التي قامت بتنفيذ الـ UGC شركة Sony حينما طرحت كاميرا خاصة بصناع المحتوى فقط ولم تطلق له سوى فيديو ترويجي واحد وإعتمد في ترويج المنتج على محتوى المستخدمين حيث أن أغلب صناع المحتوى إشتروا بالفعل هذه الكاميرا وقاموا بصناعه العديد من المحتوى بإستخدامها ولها وقاموا بنشرها على حساباتهم الخاصة مشيرين إلى الحساب الرسمي لسوني وهي بدورها قامت بإعادة نشر بعض من المحتوى الذي صنعه الجمهور.

العملاق الصيني هواوي ايضاً إستخدم هذه الإستراتيجية حينما طرحت الشركة جهاز لاب توب هواوي ميت بوك حينما أرسلت هذا الجهاز إلى العديد من صناع المحتوى التقني الذين عرفوا بالمصداقية لتجربة هذا الجهاز و سرد تجريبتهم الشخصية في إستخدام هذا الجهاز وهذا ولد موجةً كبيرة لإنتشار هذا المنتج على جميع منصات التواصل الإجتماعي.

بسبب هذه الطريقة يمكننا أن نرى أنه قدم إنشاء جميع أنواع المحتوى من قبل المستخدمين مثل منشورات الفيسبوك أو تغريدات تويتر أو ريلز إنستجرام وأيضاً فيديو تفصيلي عن المنتج على يوتيوب ومنصاتٍ أيضاً مثل تيكتوك وبينترست وهناك من لجئ لإستخدام البودكاست في التحدث عن المنتج لذلك تعد إستراتيجية UGC واحدةً من اشهر طرق التسويق.

إقرأ أيضاً : أبرز 4 قصص لاستخدام إستراتيجية الـ UGCالمحتوى الذي ينشئه المستخدم – الجزء الثاني

• مميزات إستراتيجية التسويق عبر المحتوى ينتجه المستخدمون UGC

أولاً: الثقة

الأشخاص يثقون في تجارب بعضهم أكثر من ثقتهم في العلامة التجارية، وحسب إحصائيةٍ من موقع Adweek فإن 85% من الجمهور يتأثرون بمحتوى أقرانهم من الجماهير ويثقون فيه أكثر من تأثرهم بالمحتوى المنتج من العلامة التجاريه نقسها لذلك فهذه الإستراتيجية تعتبر الأفضل في حالة أرادت الشركة في ترويج منتجٍ ما على نطاقٍ واسع وبعدة أفكارٍ مختلفة.

تعتبر GoPro العلامة التجارية المختصة في الكاميرات الصغيرة للرياضين والمسابقات أبرز العلامات التي قامت ببناء ثقة بينها وبين المستخدمين بالإعتماد على المستخدمين أنفسهم، حيث يصنع الجمهور يوميًا 6,000 فيديو يتم رفعها على جميع منصات التواصل وهذا مما يزيد تفاعل الأخرين مع هذه العلامة وزيادة أرباحها أيضا.

ثانياً: المحتوى المختلف

أن تستخدم الشركة إستراتيجة الـ UGC فهذا يعني إطلاق العنان لكل مستخدميها بأن يكونوا هم أصحاب القرار في إختيار نوع وطريقة صناعة المحتوى الذين سيشاركوه مع غيرهم من الأشخاص لذلك فإن هناك إحصائيات تشير إلى أن 60% من الجمهور يرون أن المحتوى الذي ينشئه المستخدم هو أكثر أشكال المحتوى واقعيةً ومصداقية بسبب ثقتهم في عميل أخر مثلهم حيادي في طريقة عرضه للمنتج أو الخدمة وليس إبراز الجانب الجيد من المنتج أو الخدمة فقط من قبل العلامة التجارية نفسها.

ثالثاً: منخفض التكلفة

تنفق الشركات الكثير من الأموال على تصميم الحمالات الإعلامية والإعلانية الفعالة على جميع المنصات الرقمية أو المتوافقة مع جمهورهم المستهدف وهذا الأمر يكلف الكثير إضافةً إلى رواتب العاملين على هذه الحمالات، يوفّر المحتوى الذي ينتجه المستخدم هذه التكاليف الكثيرة، لأن المسؤل عن المحتوى هنا هو المستخدم نفسه الذي سيقوم بصناعته ومشاركته مع الأخرين وقد تتكلف الشركة القليل فقط في الدعاية لهذا المحتوى إذا كان جذابأً لتحفيز العملاء على الشراء.

رابعاً: التأثير الجماعي على الشراء

عندما نتعرض لشئ ما بشكلٍ مستمر فإن العقل يولد رغبةً ملحة لتجربة هذا الشئ فعلى سبيل المثال كثيراً ما نشاهد جديد صيحات الموضة على وسائل التواصل الإجتماعي ربما في المرات الأولى لا نلقي إهتماماً لهذا الأمر ولكن مع التعرض المتسمر ورؤية العديد من الناس يرتدون شيئاً جديداً وخوصاً إن كانوا من المقربين منا فهذا يعدل السلوك النمطي للفرد ويكون راغباً في التجربة هو أيضاً، حيث تشير الإحصائيات أن 79% من المستهلكين تتأثر قرارتهم الشرائية بشدّة بالمحتوى الذي ينشئه المستخدم بل ويعدل أيضاً سلوكهم لتجربة الشئ.

• أنواع المحتوى المُعد من قبل المستخدم UGC

أولا: محتوى الفيديو

محتوى الفيديو هو الأشهر حول العالم حيث أنه يمثل 82% من المحتوى المنشئ على الإنترنت وأكثرهم مشاركةً بين الجمهور وتعتمد عليه أغلب الشركات في الترويج لسلعة جديدةٍ بشكل أنيق، ويشمل محتوى الفيديو العديد من الاشكال مثل فيديو الأنيمشن أو الـ3D و 2D وايضاً محتوى المراجعة المصور من قبل صناع محتوى متخصصين وغيرهم من المستخدمين العادين.

ثانياً: محتوى الكاروسيل

يعتبر محتوى الصور أسهل في الإنشاء أكثر من الفيديو وغيره من اشكال المحتوى ومحتوى الكاروسيل هي عبارة عن مجموعةٍ من الصور تعرض خدمةً ما أو منتجاً ما وخاصة تلك الأشياء المطلوبة كثيراً من الجمهور، من ضمن محتوى الصور هي تقيميات العملاء على بعض المنتجات التي تحتوي على صور واقعيه للمنتج بعد الشراء.

ثالثاً: محتوى الـVLOG

هو شخصٌ يطلق عليه إسم فلوجر ويقوم بتصوير تجربته مع المنتج أو الخدمة بدون مونتاجٍ مبالغ فيه ويقوم بنشره ومشاركته على منصاته الخاصة مشيراً إلى حساب الشركة المنتجة أو مقدمة الخدمة.

رابعاً: المحتوى النصي

أبسط وأسهل انواع المحتوى حيث يقوم المستخدمون بكتابة وسرد تجربتهم مع المنتج أو الخدمة على حساباتهم الخاصة أو عن طريق مقالاتٍ على مواقعٍ مثل ويكي و كيورا وغيرها ويخبرون الناس بتجربتهم وغالباً مع يحتوى هذا النوع على تفاصيل كثيرة جداً بسبب سهولة إنتاجه.

الحديث عن إستراتيجية التسويق عبر المحتوى الذي ينشئه المستخدم UGC أمرٌ ممتع وبه الكثير من التفاصيل ونحن في بيزنس بالعربي نحرص دائماً على سرد المعلومة بشكل كامل وبسيط لذلك تابعونا لقراءة الجزء ثاني الذي سيتحدث عن أبرز الطرق الفعالة لغستخدام إستراتيجية الـ UGC

شاهد ايضاً :

من أهم أسرار النجاح على اليوتيوب مع سري الدين – مؤسس جيل يقرأ