أخلاق الفرد هي أهم ما يميزه ويؤثر في أفعاله وتصرفاته مع الغير، والأخلاق لا تكون في الحياة الاجتماعية فحسب، ولكن يمتد تأثيرها وأهميتها في العمل أيضًا، فالمرء بطبيعة الحال لا يعيش معزولًا عن البشر ولكنه يعمل مع آخرين مثله، وهناك أخلاق تحكم تصرفاته مع زملائه في العمل، وأخلاقيات تخص العمل نفسه، وأهمية الالتزام بأخلاقيات العمل من نفس أهمية إتقان العمل وامتلاك مهاراته اللازمة.

ولكل مهنة أو وظيفة مجموعة من الأخلاقيات الخاصة بها، ولكن مهما اختلفت المجالات والمهن فيما بينها ستبقى هناك مجموعة من المعايير والمبادئ الأخلاقية التي لا يوجد اختلاف عليها فهي أساسية في أي عمل، وفي هذا المقال سنتحدث عن أهمية الالتزام بأخلاقيات العمل، وأهم 10 أخلاقيات للعمل يجب أن تتبعها في وظيفتك.

أخلاقيات العمل:

تعريف أخلاقيات العمل: هي مجموعة من المبادئ والقيم الأخلاقية التي تحكم سلوك الأفراد في بيئة العمل وفي أثناء أداء مهامهم المهنية، وتعتبر أخلاقيات العمل مرجعًا أساسيًّا للتصرف الأخلاقي وتحديد ما هو مقبول أو غير مقبول فعله في مجال العمل، وتهدف إلى توجيه سلوك الأفراد بشكل إيجابي لاتخاذ القرارات الأخلاقية المناسبة.

أهم 10 أخلاقيات للعمل يجب الالتزام بهم:

تلعب أخلاقيات العمل دورًا مهمًّا في شكل العلاقات التي تتكون بين زملاء العمل أو المهنة الواحدة، وتؤثر في خلق نظام وبيئة للعمل إيجابية وصحية، إليك أهم 10 أخلاق يجب الالتزام بهم:

المسئولية والإنتاجية:

أداء المهام المطلوبة منك في العمل، والالتزام بتأدية تلك المهام في الوقت المحدد لها، كذلك المسئولية عن أفعالك وقراراتك في العمل وعدم رمي أخطائك على الآخرين، وأيضًا الالتزام بمواعيد العمل الرسمية وعدم التأخير عنها يقع ضمن شعورك بالمسئولية.

النزاهة والشفافية:

ويتحقق ذلك بالوضوح في القول والفعل، وعدم الحديث بكلام يحمل أكثر من معنى، والتصرف بأمانة وصدق في جميع أفعالك، وعدم قبول الهدايا ورفض جميع أنواع الرشوة المادية والمعنوية.

عدم التمييز:

على الموظف مهما كان درجته أن يتعامل مع الجميع بمساوة وعدل، وألا يفرق في المعاملة على أساس شخصي لكونه يحب أحدهم فيساعده أو يعامله بشكل أفضل ويعامل من لا يحبه بشكل خالٍ من الاحترام والذوق، فهذا خطأ كبير ويؤدي إلى حدوث مشاكل بين زملاء العمل، أيضًا فإن جميع أشكال العنصرية مرفوضة مثل: العنصرية على أساس اللون أو النوع أو الجنسية، وكل أشكال التعامل مع الآخر بشكل يقلل من الاحترام مرفوض.

التعاون والعمل الجماعي:

كما ذكرنا سابقًا لا يعمل الإنسان في بيئة معزولة عن البشر، ولكن دائمًا يتعامل مع أفراد آخرين، والتعاون والعمل بروح الفريق من أفضل الآليات التي تحقق أهداف الشركات، وتقوم على تنمية العلاقات الإنسانية بين أفراد وزملاء العمل.

المبادرة والإيجابية:

أي المبادرة في تقديم الحلول واقتراح الأفكار الإبداعية للإسهام في تحسين العمل، وتقبل العمل لساعات إضافية إن احتاج العمل لذلك، أيضًا التوقف عن التذمر والشكوى طوال الوقت، والتمتع بتفكير إيجابي وعدم نشر السلبية بين أقرانك في العمل.  

الالتزام بالسرية:

الحفاظ على أسرار الشركة يقع على عاتق الجميع، فكثير من الموظفين يطلعون على تقارير وإيصالات ويعرفون الكثير من المعلومات المتداولة، وعلى الموظف ألا يقوم بكشف تلك الأسرار لأي جهة، والحفاظ على سرية المعلومات التي يعرفها عن الشركة حتى وإن كان غير مقدر لأهميتها، أيضًا الحفاظ على أسرار زملاء العمل، وعدم نشر كل ما يسمعه من زملائه سواء فيما بينهم أو توصيل هذا الكلام للإدارة، فهذا من شأنه أن يسبب تخريب العلاقات بين زملاء العمل، أو وقوع أحد الموظفين في مأزق مع الإدارة.

الاحترام والثقة:

ليس المطلوب ولا المتوقع أن يكون جميع أفراد الشركة أصدقاء، ولكن المهم والمعيار الأخلاقي الحقيقي أن يكون التعامل بينهم باحترام وثقة متبادلة، وعدم التسفيه أو الحط من شأن أحد، وتقبل تنوع الشخصيات والاختلافات بين الناس.

الحفاظ على ممتلكات الشركة:

كل موظف في الشركة يقوم باستعمال الكثير من ممتلكات ومرافق الشركة، من كهرباء وإنترنت ومكاتب وكراسي وأوراق وما إلى ذلك، وعلى كل فرد الحفاظ على تلك الممتلكات وتحري الأمانة عند استخدامها، فلا يستخدمها إلا في تأدية مهامه الوظيفية، أو إذا سمح صاحب العمل بغير ذلك.

عدم التحايل:

عدم التحايل على قوانين المنشأة أو المؤسسة، ولكن يجب الامتثال لما ينص عليه قانون العمل الذي وافق عليه الموظف ابتداءً حين قبل العمل في الشركة، كذلك عدم استغلال منصبه أو العمل داخل إحدى الشركات أو المؤسسات لصالح أعماله الشخصية أو لتحقيق مصالح الآخرين مقابل رشوة مثلًا.

التطوير وتنمية الذات:

هذه من أخلاقيات العمل التي يغفل عنها الكثير، فيجب على الموظف الاعتناء بمستوى مهارته والعمل على تطويرها بشكل مستمر؛ حتى يستطيع تأدية الأعمال الموكلة إليه بالكفاءة المطلوبة.

اقرأ أيضًا: كيف تنمي مهاراتك؟ | 10 خطوات لتبدأ مشروعًا ناجحًا

أهمية الالتزام بأخلاقيات العمل:

الالتزام بأخلاقيات العمل له أهمية وعائد كبير على الفرد/الموظف والشركة على حد سواء، فاتباع المعايير الأخلاقية في العمل أمر جيد بالنسبة لجميع الأفراد، لذلك نعرض لك جزءًا من المردود الإيجابي للالتزام بأخلاقيات العمل:

أولًا: الأثر العائد على الفرد/الموظف:

• الشعور بالرضا:

يسهم الالتزام بالقيم الأخلاقية في شعور الفرد بالرضا عن نفسه، بسبب شعوره بالنزاهة والأمانة في أثناء تأدية عمله، ويعزز لديه ثقته في نفسه وفي تصرفاته.

• بناء سمعة جيدة:

من أكبر مكاسب الإنسان أن يحظى بسمعة جيدة ويكون المعروف عنه أنه شخص ملتزم ولديه معايير أخلاقية، وبالتالي يكون محل ثقة زملائه في العمل، ويمدهم بشعور بالراحة عندما يتعاملون معه.

• بناء علاقات قوية:

تساعد الأخلاقيات في بناء علاقات قوية ومستدامة مع الزملاء والعملاء، فعندما يتصرف الأفراد بصدق واحترام يزيد ذلك من تكوين وبناء شبكة علاقات قوية ومستدامة.

ثانيًا: الأثر العائد على الشركات:

• ثقة العملاء:

الالتزام بأخلاقيات العمل يسهم في بناء سمعة جيدة للشركة، ويجعلها تحظى بثقة العملاء بشكل أكبر، بسبب عمل الشركة وفقًا لمبادئ وقيم أخلاقية عالية، وبالتالي يكونون أكثر استعدادًا للتعامل معها.

• تعزيز روح الفريق:

أخلاقيات العمل تعزز من التعاون والعمل الجماعي في المؤسسات، حيث إن اتباع الأخلاق يعمل على تنمية الروابط والعلاقات بين زملاء العمل، ويسير حينها العمل الجماعي بينهم بشكل من التناغم والتفاهم؛ مما يزيد من الإنتاجية.

• بيئة عمل صحية:

يسهم اتباع أخلاقيات العمل في خلق بيئة عمل إيجابية وصحية، بسبب التعامل بين الأفراد والإدارة بنزاهة واحترام وعدالة؛ مما يعمل على تحفيز الموظفين وشعورهم بالرضا والولاء للشركة.

• استدامة العمل:

الشركات التي تلتزم بالأخلاقيات تتمتع ببيئة عمل مستدامة؛ لأن الالتزام بأخلاقيات العمل يعمل على تقليل النزاعات والمشاكل داخل المنظمات، وبالتالي يعزز الاستقرار والاستمرارية في العمل.

وبشكل عام فإن الالتزام بالأخلاق يعود على الإنسان بالنفع وعلى المجتمع ككل بكثير من الآثار الإيجابية، وهذا في حياتنا العادية، فما بالك ونحن نقضي الكثير من الوقت في العمل ونتعامل مع الكثير من الأفراد في وسط بيئة تنافسية، فالالتزام بأخلاقيات العمل يجعلنا نتصرف بشكل صحيح ويمدنا بشعور من الرضا عن أنفسنا، وتمني الخير لغيرنا، والالتزام بالأخلاق يكون أولًا بدافع ذاتي والتعود على التصرف في ضوء الأخلاق الحسنة، وأفضل ما نختم به هذا المقال هو قول الشاعر أحمد شوقي: “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”

شاهد أيضًا: فن إدارة الأعمال وكيفية قيادة البزنس إلى النجاح مع شريف البحيري مدير MDI