استراتيجيات إدارة التوتر لتحقيق السيطرة الذاتية، قد يفقد الإنسان عقله في بعض الأحيان، فإذا استطاع الإنسان أن يبتهج ويصبر على مواجهة هذه التحديات، فإنه لن يتمكن من الهروب من آثارها السلبية، وما تسببه من ضغوط نفسية هائلة، هذه الضغوط تجعل الإنسان المعاصر يشعر بأنه مثقل بمخاوف كبيرة، وقد أصبحت الحياة أكثر صعوبة تدريجيًا، حتى أن مجرد إلقاء التحية أصبح عملًا مثيرًا للاهتمام لا يستطيع أحد القيام به، في السطور القليلة القادمة سنأخذكم في جولة في هذا العالم المظلم، ليس للاستقرار فيه، بل للتغلب على المرض الأكثر انتشارًا في عصرنا، وهو الضغط النفسي.

استراتيجيات إدارة التوتر لتحقيق السيطرة الذاتية

استراتيجيات إدارة التوتر لتحقيق السيطرة الذاتية نوضحها أكثر من خلال السطور التالية:

• يُعرف الضغط النفسي بأنه حالة دفاعية ينتجها الجسم استجابةً لمحفز نفسي، أو جسدي، أو عقلي، يحدث له ويكون شديدًا وبدرجة أكبر من المعتاد، وعلى الرغم من أن هذه الحالة تدفع الجسم إلى إفراز المزيد من الهرمونات التي تساعده على الاستجابة عند مواجهة الخطر أو التحدي، إلا أنها يمكن أن يكون لها أيضًا تأثيرًا سلبيًا على صحة الشخص الجسدية والعقلية، وقد تؤدي أيضًا إلى الولاء.
• الضغط النفسي يشبه كرة الثلج، لا يظهر فجأة بسبب موقف بسيط، بل أنه يتراكم مع مرور الوقت ويجعل الإنسان يشعر بالتهديد من نفسه.
• ربما يكون ذلك بسبب المجتمع من حوله، سواء كانت الأسرة التي تفرض عليه مسؤوليات دون تفكير، أو الأشخاص الذين يسيئون إليه، أو الأشخاص الذين يثقلون عليه بمطالب لا يستطيع تحقيقها، أو الأشخاص الذين يعمل لديهم ويعهد إليهم من أي نوع من نمط الحياة، أو قواعد معينة تفرضها عليه بغض النظر عن حياته الشخصية أو صحته العقلية أو محيطه.
• إن الشعور بالضغط النفسي لا يعني أن هناك أزمة كبيرة أو خطيرة في الحياة، ولكن قد يشعر الطلاب بالكثير من الضغط والضغط النفسي بسبب اختبار بسيط، وقد يشعر الأطفال بنفس الشعور بسبب آراء والديهم.
• قد يشعر العامل بهذا الشعور في بيئة عمل جديدة، وقد تشعر المرأة بهذا الشعور عند اتخاذ قرار الزواج أو عند تنفيذه، هناك العديد من المواقف في الحياة التي تسبب الضغط النفسي، ومن المستحيل تعميمها جميعها، حادثة صغيرة قد تتسبب في إصابة الإنسان بضائقة نفسية شديدة، بينما قد تؤدي مواقف أخرى إلى مشاعر مؤقتة لا تدوم آثارها لفترة أطول ابتداءً من يوم واحد.

ما هي أعراض الشعور بالتوتر؟

نقوم بمناقشة استراتيجيات إدارة التوتر لتحقيق السيطرة الذاتية وتكون أعراضها كالتالي:

 الناحية النفسية

• يمكن أن يؤثر التوتر على الصحة العقلية للشخص، وهذا يجعله يعاني من أعراض مختلفة مثل: القلق، والخوف، وانعدام الأمن، والشعور كأنه لا يستطيع التنفس والغضب والتهيج والاكتئاب والإحباط من أدنى وأبسط المواقف.
• يشعر الإنسان الذي يعاني من الضغوط النفسية دائمًا بوجود همومًا كثيرة في جسده لم تحل، فيكون إما قاسيًا على نفسه أو على الأشخاص المحيطين به، أو ينعزل ويحيط به كل أنواع الأفكار المظلمة، مما يشعره بالعجز والخجل إلى الأبد.

الناحية الجسدية

• يمكن أن تكون استراتيجيات إدارة التوتر لتحقيق السيطرة الذاتية العديد من الآثار المؤلمة على الجسم، وبسبب التوتر المستمر قد يتعرض المريض للإغماء، وسرعة ضربات القلب، وصعوبة في التنفس، والغثيان والقيء المستمر، والشعور بكسور في العظام، مما قد يسبب مشكلات في عملية النطق وتلعثم أصوات الحروف.
• كما قد يعاني المرضى الذين يتعرضون لضغوط نفسية من بعض الأعراض الجسدية مثل: الضعف المفاجئ والمستمر، أو التهاب العيون، أو التشوه التدريجي، أو ضعف الذاكرة، أو سوء التغذية، أو التعرق الزائد، أو التغيرات الفسيولوجية في الجسم مثل: زيادة الوزن أو فقدانه، وكذلك حالات عسر الهضم، والمتلازمات.

العلامات الدالة على صحتك الجيدة

العلامات التي تدل على أن صحتك النفسية جيدة:

• تقدير الشخص لذاته وتقييمه غير المتحيز لنفسه، وتقدير مهاراته وتطويرها وفهم عيوبه وحلها.
• القدرة على التعامل مع الأحداث غير المتوقعة والتفكير بعقلانية قبل اتخاذ أي قرار.
• إعطاء الموقف قيمته المستحقة على أساس حجمه أو أهميته.
• القدرة على تحديد الأولويات والتعامل مع نفسك.
• الشعور بالراحة مع الآخرين والقدرة على الاندماج معهم بسهولة.
• القدرة على إدارة المناقشات مع الآخرين بذكاء دون السماح لهم باستغلال نقاط الضعف أو إساءة التعامل معها.
• القدرة على التعامل بفعالية مع مشاكل الحياة وأعباءها.
• القدرة على تحمل المسؤولية واتخاذ الإجراءات المناسبة.
• الثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع النقد، والنقد غير البناء دون المساس بالثقة بالنفس.
• القدرة على تنظيم الحياة الشخصية والمهنية دون التأثير سلبًا على بعضها البعض.

🔶اقرأ أيضاً: رفاهية الموظف | 5 ركائز لرفاهية الموظفين وتأثير الـ Well-Being على نمو الشركات وتطورها

كل هذه العلامات تدل على أنك تتمتع بصحة نفسية جيدة، وغياب بعض هذه العلامات لا يعني بالضرورة أنك لا تعاني من هذه الحالة الصحية.

استراتيجيات التكيف | إدارة ضغوط العمل

يعد التوتر جزءً لا مفر منه من الحياة، وبالنسبة للكثيرين منا فهو منتشر بشكل خاص في مكان العمل، سواء كان ذلك عبء عمل ثقيل، أو مواعيد نهائية ضيقة، أو زملاء عمل غير مريحين، هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في التوتر في مكان العمل، ومع ذلك من المهم تذكر أن التوتر ليس من الضروري أن يتحكم في حياتنا، ومن خلال اعتماد استراتيجيات التكيف الفعالة يمكننا إدارة التوتر بشكل أفضل، والحفاظ على الإنتاجية والتحفيز والسعادة في مكان العمل.

• تحديد مصادر التوتر

الخطوة الأولى في إدارة التوتر في العمل هي تحديد مصدره، يمكن أن يكون مشروعًا، أو مهمة محددة، أو زميلًا، أو مديرًا، أو بيئة العمل نفسها، بمجرد تحديد مصدر التوتر لديك، يمكنك البدء في تطوير استراتيجيات التكيف على سبيل المثال، إذا وجدت أن مهمة معينة تسبب لك التوتر، فيمكنك تقسيمها إلى خطوات أصغر وأكثر قابلية للإدارة، أو طلب الدعم والتوجيه من زميل أو مدير.

• ممارسة اليقظة الذهنية

اليقظة الذهنية هي أداة قوية لإدارة التوتر في مكان العمل من خلال التركيز على اللحظة الحالية والانتباه.

ما أهمية الرعاية الخاصة بإدارة التوتر؟

يعتبر التوتر جزءً متواجدًا في حياتنا اليومية، وقد يؤثر على الجميع بطرق متعددة، ولكن العديد من الأشخاص قد يتعاملون مع التوتر بشكل معتاد، ولكن المهم أن الجميع قد يمارسون الرعاية الذاتية الخاصة بالتوتر، فقد تشير هذه الرعاية إلى بعض من الممارسات سواء كانت في صحتهم العاطفية أو الجسدية أو العقلية، سنقوم بمناقشة استراتيجيات إدارة التوتر لتحقيق السيطرة الذاتية، ونقوم بتوضيح أيضًا أهم النصائح العلمية لتنفيذ بعض الممارسات الخاصة بالرعاية الذاتية.

• تساعد الرعاية الذاتية على تقليل التوتر

قد يؤثر التوتر على صحة الأشخاص سواء كانت الجسدية أو العقلية أو العاطفية، فقد تفرز أجسامنا هرمون التوتر وهو الأدريالين والكورتيزون، وقد يتعرض الشخص بسببهما إلى مشاكل صحية مثل: أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، وقد يساعد الانخراط في ممارسة الرعاية مثل: التأمل والتمارين، وأن يحصل الشخص على قسط من الراحة، على تقليل التوتر.  

• الرعاية الذاتية في تعزيز الصحة النفسية

يمكن لاستراتيجيات إدارة التوتر تحقيق السيطرة الذاتية مثل: كتابة اليوميات، والتأمل الذهني، وأيضًا العلاج، لكي يتم تحسين الصحة الذهنية فيمكن أن تساعد هذه الممارسات في تحديد الأفكار والمشاعر، وتقليل نسبة الأفكار والتوتر بالجسم، ويتم تحسين المزاج إلى الأفضل، 

فعليك الاهتمام بصحتك سواء العقلية أو النفسية حتى يتم الحفاظ على نظرة هائلة للحياة.

• الرعاية قد تعزز الإنتاج والإبداع

عندما يشعر الشخص بالتوتر قد يحدث صعوبة في التركيز، إن استراتيجيات إدارة التوتر لتحقيق السيطرة الذاتية مثل: 

أخذ فترة قسط من الراحة أوالمشي أو يتم الاستمتاع بعض من الوقت حتى بتم تغزيز إنتاجنا، عندما يقوم الشخص بإعادة طاقته وشحنها يتم استعادة تركيزه مرة أخرى.

• الرعاية الذاتية مختلفة 

استراتيجيات إدارة التوتر لتحقيق السيطرة الذاتية ليست هي الحل المنتسب الذي يرضي جميع الأطراف، والذي يصلح لشخص من الممكن ألا يصلح لشخص آخر، بالإضافة إلى ذلك يجب دمج ممارسة الرعاية الشخصية في حياتك اليومية مثل: التمارين، وأن تأخذ وقتًا من الراحة في النوم، وتقضي بعض الأوقات في مكان وسط الطبيعة، أو قضاء وقتًا مع الأصدقاء.

الملخص

تعتبر استراتيجيات إدارة التوتر لتحقيق السيطرة الذاتية من الأساسيات المتواجدة بالحياة، عليك الاهتمام بها كما قمنا بتوضيحها في السابق، بالإضافة إلى ذلك عليك كل الاهتمام بنفسك، وتقوم بالسيطرة على نفسك من التوتر الذاتي، وتعمل على ممارسة الرياضة اللازمة.

🔶شاهد أيضاً: الفرق بين ريادة الأعمال في الكتب والواقع – محمد خضر