إدارة الذات وكيفية التحكم في مصاعب العمل من أهم الاستراتيجيات التي يبحث عنها رائد الأعمال؛ حيث يمر العمل بالكثير من الأوقات الصعبة والتي تكون أحيانًا مستحيلة، ومن دون رائد أعمال ناجح قادر على التحكم والتعامل بثبات انفعالي كبير، سوف يخسر الكثير من المجهود، ويتحطم فريق العمل معه، لذا فكلما تجاوزت ضغوطًا بنجاح بالتأكيد يمكنك أن تنجو من أصعب الأوقات.

إدارة الذات وكيفية التحكم في مصاعب العمل تحت الضغط

أصبح الجميع الآن يتعامل مع الضغط، وذلك سواء في الحياة الشخصية أو المهنية، حيث يحدث الضغط في داخل بيئة العمل على شكل مواعيد تسليم تكون ضيقة، أو وجود طلبات مستعجلة من قِبل المدراء، أو وجود مشاكل حول أداء الموظفين والكثير من العقبات.

ولأن من المستحيل تجنُّب ضغط العمل، ينبغي عليك اكتساب الكثير من مهارات إدارة الذات وكيفية التحكم في مصاعب العمل بأحدث الاستراتيجيات. فما هي تلك المهارات؟ وما كيفية اكتسابها والعمل على تعزيزها؟

مهارات العمل تحت الضغط

يطلق مصطلح “إدارة الذات وكيفية التحكم في مصاعب العمل” على القدرة التي يمتلكها الأفراد من أجل التعامل مع كل الضغوطات التي تواجههم داخل العمل أو حياتهم بطريقة صحيحة، تضمن لهم تجاوز كل المواقف الصعبة بالإضافة إلى تطوير قدراتهم ومساعدتهم على النمو على الصعيدَين النفسي الشخصي والمهني.

ما أهمية مهارات العمل تحت الضغط؟

 تحدث دومًا الكثير من التغييرات في بيئة العمل، لذا نجد  أصحاب ورواد الأعمال يبحثون عن موظفين يجيدون التعامل مع أشكال الضغوط كافة، مع الحفاظ على نسبة إنتاجيتهم وأدائهم. 

فقد يتسبب مرض الموظفين في شركة ذات بيئة عمل مضغوطة، على بقية الموظفين. 

وهنا تظهر الحاجة إلى من يجيد فن إدارة الذات وكيفية التحكم في مصاعب العمل، لضمان إنهاء المهام المطلوبة في الوقت المستهدَف وتحقيق الأهداف المطلوبة.

أما في حالة الفشل في التعامل مع ضغوط العمل والمواقف الصعبة، فذلك يؤثر سلبًا على قدرة الموظفين وأدائهم وإنتاجيتهم، وبالتالي إنتاجية الشركة، وقد يتسبب ذلك لها في خسائر فادحة لا يمكن تعويضها.

🔸اقرأ أيضًا: العلامة التجارية | 3 أسباب رئيسية تسهم في تعزيز ولاء العملاء مع الـ Brand

كيف تعزز من مهاراتك في العمل تحت الضغط؟

إن كنت تعمل تحت الضغط، فلا بدّ من التمتع باستراتيجية إدارة الذات وكيفية التحكم في مصاعب العمل للتعامل بفعالية أكبر، وذلك من خلال التالي:

أولًا: حافظ على هدوئك:

 قد يكون هذا الأمر هو الأصعب في اللحظات الصعبة، لكن كلّما تمرنت عليه أكثر، تمكنت من فعله. لذا حافظ على هدوء أعصابك أمام فريقك مهما حدث. 

حيث إن فعل هذا يظهرك أمام الموظفين قادرًا على التحكم في مشاعرك وإتمام العمل في ظل ظروف صعبة، وهو ما يرفع من ثقة من حولك بك.

ويمكنك القيام بالتالي لاستعادة هدوئك:

• أن تأخذ نفسًا عميقًا عدة مرات قبل البدء في اتخاذ أي قرارات خطيرة.
• ويمكنك العد لعشرة قبل أي رد فعل، أو التحدث بأي كلمة حول الوضع الذي أنت فيه.
• كذلك فكِّر في أمر مضحك، أو شاهد مقاطع  تنسيك للحظات الضغط الذي تعاني منه؛ حتى تتمكن من خفض التوتر والبدء من جديد.

ثانيًا: ركز في واجباتك الأساسية:

فمهما كان العمل مضغوطًا ومشحونًا بالتوترات، حاول بقدر الإمكان التركيز على مهامك الأساسية ومقدار مسؤولياتك  لليوم، بدلًا من التفكير في حجم الضغط التي تشعر به على المدى الطويل، أو مدى توتر المدير أو غضبه منك، بل ركز على ما عليك أنت القيام به.
ويمكنك الحفاظ على تركيزك بالخطوات التالية:

• في البداية حدد ما هي أهدافك ونوع أولوياتك اليوم، ثم اكتبها في مكان ما أمامك، وليكن فوق مكتبك، تلك الأهداف ستفيد فريقك أيضًا.
• كما أن عليك أن تفصل نفسك عمن حولك من خلال بعض الوقت في مكتبك.
• تخلص من أي ملهيات، مثل: وضع هاتفك على خيار الوضع الصامت، وتوقف كل تنبيهات البريد الإلكتروني على حاسوبك.
• عليك تحديد فترات للعمل لتكون بين 30 إلى 90 دقيقة، وبينهما استراحات لمدة عشر دقائق مثلًا؛ فذلك يفيدك أنت وفريق العمل.

ثالثًا: ساعد زملائك الواقعين تحت الضغط:

عندما تحافظ على هدوء أعصابك، مع التركيز على مهامك الرئيسية، تتمكن حينها من إنهاء أعمالك حتى قبل الآخرين، وهنا يكون عليك تقديم العون لكل زملائك وبقية فريق العمل الذي يعاني من ضغط كبير.

 حيث يمكنك مساعدتهم في تجميع الملفات، أو فعل أي تصرفات بسيطة تشعرهم بالتحسن وتخفف من توترهم.

رابعًا: ابتعد عن الدراما:

تكثر في فترات الضغط المشاجرات وكذلك الخلافات؛ لذا كن واعيًا بحدوث ذلك الأمر، مع تجنب توريط نفسك فيها، بدلًا من الوقوع في مشاكل مع رئيسك في العمل. 

 فكر بإيجابية وانظر إلى المشكلة على أنها دليل على ثقة المدير بك، وأنها فرصتك من أجل النمو والتطور، وقس على تلك الحالة مختلف المواقف في مكان العمل.

خامسًا: لا تخجل من أن تطلب المساعدة:

حيث إن جزءًا كبيرًا من مسؤوليتك في الشركة -سواءً كنت مدير فريق أو موظفًا أو صاحب العمل- حماية مصالح تلك الشركة.

 لذا إن واجهتك مواقف صعبة، أو شعرت أنك غير قادر على إنهاء المهمة في الوقت المناسب، لا تتردد في أن تطلب العون من زملائك، وإن اكتشفت مشكلة خلال فترة الضغط، عليك أن تبادر سريعًا بالإبلاغ عنها لكل الفريق المختص؛ فذلك يظهر قدرتك على التفكير بشكل سليم في خلال المواقف الصعبة، ويرفع كذلك من قيمتك أمام موظفي الشركة ومَن هم أعلى منك في المناصب.

سادسًا: ابتعد عن الكافيين:

يعتقد الكثيرون أن القهوة والمنبهات الحل الأفضل في وقت الضغط؛ لأنها تعمل على تحفيز الدماغ وتساعدك على البقاء مستيقظًا من أجل المهام المطلوبة منك.

 لكن في الحقيقة ما تفعله مادة الكافيين هو أنها تجعلك أكثر يقظة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الدوبامين في المخ إلى مستويات عالية جدًّا قد تجعلك في النهاية تفقد تركيزك.

شاهد هذا الفيديو: ترى ما الذي قد يحصل حين تفقد تركيزك؟

مع زيادة شعورك بحالة التوتر والضغط، وحينها تفشل في التعامل مع الموقف بنجاح، وبالتالي تفقد مهارة إدارة الذات وكيفية التحكم في مصاعب العمل؛ لذا ينصح الخبراء بشرب كوب من الأعشاب الطبيعية بدلًا من القهوة؛ فهي تعمل على راحة أعصابك وترفع من تركيزك.

سابعًا: خذ استراحات مناسبة:

في مختلف أوقات الضغط والتوتر، قد تقول إن فكرة الحصول على استراحة أمر غير مناسب على الإطلاق، إلا أنها أفضل شيء يُنصح بفعله ضمن استراتيجيات إدارة الذات وكيفية التحكم في مصاعب العمل، حتى لو كانت استراحة قصيرة في مكتبك، أو في أي مكان مجاور.

ويمكنك حينها أن تُعِد لنفسك وجبة خفيفة أو تتحدث مع صديق لك. عليك فقط أن تغادر جو العمل تمامًا، ثم بعد ذلك عد إليه بنفسية ومشاعر إيجابية، تضمن لك حينها تحقيق أداء أفضل.

ثامنًا: عليك استغلال إجازتك جيدًا:

هناك أوقات تحتاج إلى أخذ إجازات طارئة، ليست ما نقصده هنا، بل نعني الإجازات السنوية المعتادة. 

عليك أن تخطط لها بذكاء، واحرص فيها على نسيان شركتك مؤقتًا والبعد عن ضغوط العمل.

أما في الأوقات التي يكون فيها الضغط فى العمل كبيرًا، فالأفضل تجنب ذلك النوع من الإجازات.

 وربما يساعدك التزامك في الحصول على عمل أكبر في عملك أو مكافأة لحسن تعاملك مع فن إدارة الذات وكيفية التحكم في مصاعب العمل.

تاسعًا: عليك أن تدخل في مشاريع الشركة الكبرى:

قد تحتاج منك شركتك مساعدة في المشاريع الكبرى فيها. 

لا تخف فكل رائد أعمال بدأ من تلك الخطوة، واتبع الخطوات التالية:

• في البداية تقبَّل الحصول على تلك المسؤوليات الجديدة.
• انظر إليها باعتبارها طريقة لتنمو أكثر وتكتسب بها مزيدًا من المهارات.
• عليك أن تكون مرنًا، وأعد ترتيب كل أولوياتك من جديد، كما يمكنك تكليف آخرين بالاهتمام بالمهام البسيطة التي تأخذ وقتًا؛ حتى تتفرغ للمهام الجديدة.

المخلص

إدارة الذات وكيفية التحكم في مصاعب العمل هي أحد أسس نجاح الكثير من الأعمال المختلفة؛ لذا اجتهد المتخصصون في وضع أفضل الاستراتيجيات الناجحة في العمل، والتى تضمن لك الاستمرارية رغم الصعوبات على المدى الطويل من دون القلق من تعثُّر العمل أو انهيار فريق العمل تحت الضغط.

من خلال التمرن على تلك الخطوات السابقة والتدريب المستمر عليها، سوف تكتسب مهارات التعامل تحت الضغط. وتذكَّر أن الموظف القادر على إدارة الذات والعمل تحت الضغط هو من ينجح ويصل إلى المراتب العليا، فهل تستطيع تطبيق التمارين السابقة بسهولة والبدء في حصاد النتائج الآن؟

🔸شاهد أيضًا: فن إدارة الأعمال وكيفية قيادة البزنس إلى النجاح مع شريف البحيري مدير MDI