في عالم ملئ بالمشتتات والمهام الإضافية والشعور بالإنهاك والتعب معظم الوقت، تأتي إدارة الذات لتجعل حياة الفرد أكثر تنظيمًا وإنجازًا، فالنجاح يبدأ من إدارة الذات وبناء روتين منظم يساعد الإنسان في تحقيق أهدافه ومهامه اليومية، لما لأدوات إدارة الذات من تأثير فعال في الاستمرار على العادات المفيدة التي تساهم في شعور الفرد بالرضا والإنجاز.
وفي هذا المقال نتناول كيفية وتأثير إدارة الذات على تحقيق النجاح والنمو الوظيفي.
أساليب واستراتيجيات إدارة الذات
إدارة الذات هي قدرة الفرد في التحكم على المشاعر والرغبات والسلوكيات من أجل تحقيق الأهداف والتمكن من ترتيب الأولويات حتى يصل إلى ما يريد إنجازه، وفيما يلي استراتيجيات وطرق إدارة الذات:
تحديد الأهداف
أولى الخطوات في طريق إدارة الذات هو وضع أهداف تريد الوصول إليها، وتكون أهداف ذكية smart goals أي يكون الهدف واضحًا ومحددًا، وقابل للقياس، ويمكن تحقيقه وإنجازه، ومحدد زمنيًا، وله علاقة بما تريد إنجازه في خطة حياتك ككل.
التحفيز الذاتي
وجود دافع ذاتي بداخلك بمثابة محرك للالتزام بخطة العمل التي تم وضعها من أجل تحقيق الأهداف، والتحكم في الابتعاد عن المشتتات الخارجية، وأيضًا مكافأتك لنفسك بعد تنفيذ المهام المطلوبة منك، حتى تشعر بالإنجاز وخلق بيئة إيجابية تساعدك على الاستمرار.
🔶إقرأ أيضاً: تقنيات إدارة الذات | 15 نصيحة لـ تحقيق أقصى قدر من الإنتاجية
إدارة الوقت
من أكبر المشكلات التي تواجه الإنسان هي ضياع الوقت، أو لنقل عدم القدرة على السيطرة عليه، ولكن هناك بعض الطرق الفعالة في إدارة الوقت وتنظيم اليوم بشكل يلائم خطة العمل، وذلك من خلال جدولة أعمالك وتخصيص وقت محدد لكل مهمة ويكون تقدير الوقت بشكل منطقي يناسب بالفعل المهمة المراد تحقيقها.
التنظيم وترتيب الأولويات
تختلف أولويات كل شخص عن الآخر، وعندما تبدأ في كتابة قائمة مهامك ضع أولوياتك على رأس القائمة، لتتمكن من تنظيم يومك وإنجاز مهامك بشكل صحيح.
المرونة والتفويض
عليك التمتع بصفة المرونة حين تنفيذ قائمة المهام، خاصةً في أوقات الأزمات أو حدوث أي شيء طارئ يؤثر على سير اليوم بشكله الطبيعي، هنا يأتي دور المرونة لتتمكن من تنفيذ خطة اليوم بأفضل طريقة ممكنة، لا أن تتجاهل خطة اليوم بأكملها ولا أن تُعرض نفسك لضغط كبير من أجل إنجاز قائمة المهام مع وجود أمر طارئ يعيق ذلك.
كما يمكنك تفويض بعض الأشخاص لإنجاز المهام بدلًا عنك إن كان ذلك متاحًا، وهذه وسيلة فعالة في تخفيف الضغط عليك.
التحكم في التوتر
الانفعالات البشرية أمر طبيعي، ولكن التحكم في التوتر والاحتفاظ بهدوئك من المهارات الفعالة في إدارة الذات؛ حتى تتمكن من التفكير واتخاذ قرارات عقلانية بدلًا من الاندفاع وراء المشاعر، ومن الممكن ممارسة تمارين التنفس أو الهوايات التي تساعدك على الاحتفاظ بهدوئك.
الاستعانة بالوسائل الخارجية
استخدام الوسائل المساعدة في تنظيم المهام وإدارة الوقت سواء الرقمية مثل تطبيقات الهاتف التي تساعد في جدولة المهام ومعرفة التواريخ والتذكير بالأحداث الهامة، أو المنظمات اليومية أو الأسبوعية الورقية، حيث كتابة وتدوين خطة العمل من الأمور الهامة في إدارة الذات.
الانضباط الذاتي والصبر
في نهاية الأمر إدارة الذات هي لتحقيق أهدافك أنت وتعمل على تحسين حياتك لا حياة الآخرين؛ لذلك عليك الالتزام بما خططته وعدم انتظار الآخرين لكي يدفعوك دفعًا للالتزام بالخطة، وهذا يحتاج لمزيد من الصبر والانضباط الذاتي، وهذا لا يقلل من وجود أشخاص محيطة بك لتشجيعك ولكن البداية تكون من داخلك.
هكذا عرضنا أهم طرق إدارة الذات، مع العلم أن هذه عملية مستمرة وتحتاج إلى تقييم كل فترة زمنية لمعرفة ما هي العوائق التي كانت أمام تنفيذ خطتك، وما هي نقاط القوة ونقاط الضعف للعمل على تحسينها في المستقبل.
دور إدارة الذات في تحقيق النجاح الوظيفي
اتباع استراتيجيات إدارة الذات واستخدام أدواتها وطرقها المختلفة تؤثر في كل محاور حياة الفرد، وخاصةً في عمله حيث تساعده في تحقيق أهدافه المهنية بنجاح، وفيما يلي دور إدارة الذات في النمو والنجاح الوظيفي:
تحسين الإنتاجية
تساعد إدارة الذات في تحسين الإنتاجية ورفع كفاءة العمل من خلال أدوات إدارة الوقت وتنظيم المهام التي من شأنها تساعد في إتمام مهام العمل بشكل أفضل، وكذلك التغلب على مشكلة التسويف التي تؤرق الكثير من الناس.
تحسين مهارات التواصل
القدرة على الاستماع الجيد للأشخاص المحيطة، وفهم المطلوب منه في العمل بوضوح، يحسن من التواصل الفعال داخل بيئة العمل، وأيضًا يعزز من روح المشاركة والعمل الجماعي.
تحقيق التوازن
التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية من أصعب التحديات التي تواجه الكثير من الأفراد، الأمر بالتأكيد به بعض الصعوبة ولكن الاستخدام الفعال لأدوات إدارة الذات يساعد بشكل كبير في تحقيق المعادلة الصعبة، حيث يتم تخصيص وقت لكل شيء.
تحسين الصحة النفسية
الروتين من الأمور التي تشعر الإنسان بالهدوء، وجدولة المهام وإدارة الوقت يجعلان الإنسان قادر على تحقيق أهدافه والشعور بالإنجاز من خلال وضع روتين يومي يحتوي على وقت للراحة والاسترخاء، ووقت للعائلة والأصدقاء، ووقت للعمل وتطوير الذات، وهذا يعني صحة نفسية أفضل وبالتالي موظف مبتكر وينهي مهام عمله بشكل أفضل.
القدرة على حل المشكلات
التفكير التحليل المنطقي يتيح للفرد القدرة على التفكير في حل المشكلات بشكل أكثر عقلانية وبصورة أفضل، بدلًا من التفكير الفوضوي الذي يحدث داخل عقل مشتت ومزدحم بالمهام المختلفة.
التطوير والتعلم الذاتي
من خلال معرفة نقاط القوة والضعف والعمل على تحسين أدائك الفعلي، مما يدفع الفرد في تطوير مهاراته والتعلم الذاتي لاكتساب معرفة ومهارات إضافية.
الشعور بالثقة
بعد ذكر كل هذه الإضافات التي تقدمها أدوات إدارة الذات بالطبع سيشعر الفرد بمزيد من الثقة بالنفس، وهذا يساعد في الابتكار والمبادرة في تقديم حلول للمشكلات في العمل والتحدث بصورة مقنعة.
العمل تحت ضغط
بعض الأشخاص لا يقدرون على العمل تحت ضغط ومن الممكن أن يتعرضوا للانهيار إذا طالت مدة العمل تحت ضغط، ولكن الموظفين الذين ينفذون استراتيجيات إدارة الوقت وترتيب الأولويات، ويتمكنون من ضبط انفعالاتهم، تكون قدرتهم على العمل تحت ضغط أكبر من غيرهم، ويتمكنوا من إنجاز المهام الإضافية بصورة أفضل من أقرانهم في العمل.
مساعدة الآخرين
اكتساب مهارات إضافية مثل التفكير بهدوء والتواصل الجيد وتطوير الذات، تمكنك من مساعدة زملائك في العمل، لا من باب الاستعلاء ولكن لأنك تتمتع بروح الفريق والعمل الجماعي، وفي استطاعتك تقديم حلول لتساعد الآخرين، مما يخلق بيئة عمل إيجابية تتيح المزيد من الابتكار والشعور بالرضا داخل العمل.
ختامًا قد وضحنا أهمية إدارة الذات ودورها الكبير في تحسين حياة الفرد وتأثيرها على النجاح الوظيفي، من خلال الأدوات والوسائل المختلفة التي تقدمها استراتيجيات إدارة الذات، ولكن تنفيذ تلك الاستراتيجيات يحتاج إلى الصبر والمداومة، فالتغيير والتطوير لا يحدث بين عشية وضحاها، ولكن ستشعر بصعوبة الالتزام في بداية الأمر، ومع التكرار والعزم على التطوير ستتمكن من تنفيذ الخطة التي وضعتها من أجل تحقيق أهدافك سواء المهنية أو عناصر أخرى في حياتك، وأخيرًا إذا شعرت أنك بحاجة إلى المساعدة فلا تتردد في اللجوء إلى المختصين وطلب المساعدة منهم.
🔶شاهد أيضاً: أهم 15 كتاب في البزنس وريادة الأعمال وتطوير الذات