إدارة الذات 13 استراتيجية للتحكم في وقتك وللإنتاجية الشخصية، لماذا تُعد إدارة الذات مهمة؟ وما هي؟ وما علاقتها بالذكاء العاطفي؟ وهل يُمكن للفرد اكتسابها لتحقيق الأهداف والتوازن في الحياة؟
إن إدارة الذات تُعتبر مفتاح النجاح في كافة جوانب الحياة، وهي مهارة يُمكن إتقانها، لذلك نحن بصدد الإجابة عن تلك الأسئلة أعلاه، وبيان مهارات إدارة الذات لإنجاز المهام والسيطرة على الوقت.
استراتيجيات إدارة الذات
امتلاك استراتيجيات فعالة لإدارة الذات في عالمنا السريع المُتغير أمر حاسم للنجاح وتحقيق الأهداف في كافة مجالات الحياة، وكذلك لتخصيص الوقت للرفاهية الشخصية، وأهم تلك الاستراتيجيات ما يلي:
1. إدارة الذات | إتقان فن إدارة الوقت
يُعد إتقان إدارة الوقت من الأمور الأساسية لزيادة الإنتاجية نظرًا لأنه مورد محدود، لذلك من الهام استخدام تقنية تقسيم الوقت إلى فترات زمنية مُحددة لكل مهمة على حدى.
بالإضافة إلى السيطرة على الانحرافات والحد منها خلال تلك الفترات والعمل على المهام، ويُمكن ذلك من خلال تحديد الأولويات للمهام استنادًا إلى هل هي مهمة أم عاجلة؟ ومن ثمَّ التعامل مع الأكثر أهمية.
2. إدارة الذات | قوة التخطيط
التخطيط بمثابة خارطة الطريق لإدارة الذات، لذلك يجب إنشاء الخطط بشكلٍ يومي وأسبوعي وشهري على المدى القصير والطويل، والبقاء منضبطًا ومسؤولًا، وعلى رأس تلك الخطط التي وضعتها بنفسك.
ولهذا يُمكن تقسيم المشروعات أو الأهداف الكبيرة إلى خطوات صغيرة، والتخطيط لوقت كل خطوة على حدى، ولكن إذا كنت مبتدئًا يجب التجربة والبدء من جديد، ولا تقع في فخ الشعور بالفشل للخطط.
3. إدارة الذات | وضع الأهداف الصحيحة
إحدى أهم الاستراتيجيات على الإطلاق لإدارة الذات هي تحديد الأهداف الواضحة والتي يُمكن تحقيقها، لذلك من الهام تقسيم الأهداف طويلة المدى إلى خطوات ومهام صغيرة قابلة للتنفيذ وللشعور بالإنجاز.
🔸اقرأ أيضاً: تكوين بيئة عمل إيجابية | أفضل 5 طرق لتحسين بيئة العمل وزيادة الإنتاجية
والوصول إلى ذلك يتطلب العمل بتقنية الأهداف الذكية (SMART) والمتابعة المستمرة مما يضمن البقاء على المسار الصحيح، والشعور بالمزيد من السيطرة على الوقت، والحد من التشتت.
4. إدارة الذات | اتخاذ القرارات الفعالة
تعلُّم كيفية اتخاذ القرارات المستنيرة عبر التفكُّر في إيجابيات وسلبيات الخيار أمر ضروري للنجاح في الحياة بشكلٍ عام، نظرًا لأن التردد يستنزف الوقت ويُعيق التقدم، وكما يقال إن التردد هو مقبرة الفرص.
ويُمكن اتخاذ القرارات الفعالة من خلال اكتساب مهارة التفكير التحليلي، أو استشارة الأشخاص الموثوقين، حيث إن اتخاذ القرار بفعالية وسرعة سوف يدفعك دفعًا نحو النجاح.
5. إدارة الذات | الحد من التسويف
وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في بيركلي عام 2021 أن 50% من البالغين يُعانون من التسويف، و25% يُعانون من التسويف المزمن!
التسويف هو عدو الإنتاجية، لذلك يجب الحد من تلك العادة من خلال تحديد الأسباب الجذرية ورائها، لذا يُمكنك تطبيق تقنية البومودورو والعمل لفترة ثم يليها فترة استراحة قصيرة حفاظًا على التركيز.
6. إدارة الذات | تحقيق التوازن
لإتقان فن إدارة الذات من الضروري الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة؛ تعزيزًا للإنتاجية وللحذر من الاحتراق، لذلك يجب التخطيط الجيد لأوقات العمل، وكذلك لكافة جوانب الحياة مثل العائلة.
7. إدارة الذات | التفويض
حفاظًا على التركيز على المسؤوليات والأولويات الأكثر أهمية يجب القيام بتفويض بعض المهام للآخرين، لأنه لا يوجد أحد يُمكنه القيام بكل شيء بمفرده.
التفويض الفعال لا يقلل من العبء فحسب، بل يعزز مهارات التواصل وخاصةً في العمل، فهو يمنح فريقك الشعور بالقدرة والتمكين، وبالتالي تعزيز بيئة عمل أكثر إنتاجية.
8. إدارة الذات | تقليل الضغط والتوتر
الضغط المزمن والتوتر يزيدان من فرص التأثير سلبًا على الصحة الجسدية والعقلية، وهو عائق كبير أمام الإنتاجية، لذلك تطبيق تقنيات مثل: تمارين التنفس العميق، والهوايات، والاسترخاء، وغيرها من الأمور الهامة لإعادة شحن الطاقة.
9. إدارة الذات | قبول الفشل
الفشل من الأمور التي لا مفر منها ولا يُمكن القضاء عليها بشكل جذري، ويُمكن النظر إليه على أنه خطوة للنجاح من خلال تغيير النظرة إليه، ومعاملته كفرصة للنمو والتعلم.
ولهذا من الأمور الحاسمة لإتقان فن إدارة الذات اعتماد معتقد جديد بأن الفشل هو فرصة للنمو، والنظر إلى التحديات التي تقابلك بنظرة أنها فرصة ذهبية للتحسن.
10. الاستماع الفعال
نظرًا لأن التواصل أحد أهم الطرق للوصول إلى إدارة الذات، لذلك من الهام تطوير مهارات الاستماع الفعال لفهم الآخرين، وفهم وجهات نظرهم، وبالتالي تعزيز العلاقات واكتساب المزيد أيضًا.
11. الجراءة والوضوح
الجراءة في التعبير عن الاحتياجات والأفكار دون الحاجة لأن تكون شخصًا عدوانيًا أو سلبيًا من ضروريات إتقان فن إدارة الذات.
حيث إن التواصل الواضح والجريء يمنع الصراعات والمشاحنات، وكذلك يضمن بأن تُحترم أرائك.
12. عدم التوقف عن التعلُّم المستمر
كُن فضوليًا دائمًان الاستمرار على التعلُّم هو من ضروريات الحياة، وليس لإتقان فن إدارة الذات فقط، ووسائل التعلُّم لا تُعد مثل: قراءة الكتب، أو حضور الدورات والندوات للتوسع في المعرفة والمهارات.
حيث إن تعلُّم أشياء جديدة والجديد في مجالك بشكلٍ عام، يُحافظ على حدة عقلك، وتكون ضمن أوائل مجالك في جانب العمل.
13. التخلص من العادات السيئة
التخلص من العادات السلبية ليس أمرًا سهلًا ولكنه ليس مستحيلًا أيضًا، لذا يُمكن الوصول والتخلص منها من خلال اتباع الخطوات التالية:
- تحديد العادة التي ترغب في التخلص منها، وفهم ماهية الأسباب التي تجعلك راغبًا في التخلص منها، كما يجب تحديد المُحفزات التي تُثير شعورك بفعل تلك العادة.
- استبدال العادة السلبية بعادة إيجابية أخرى ويُفضل أن تكون العادة المُستبدلة تُعطي نفس الشعور، وقم بجعل العادة الإيجابية الجديدة سهلة وممتعة.
- الالتزام حيث إن التغيير يتطلب الالتزام والمثابرة، ولا يجب أن تستسلم عندما تواجه التحديات، فهي أمر لابد منه في التغيير، وتذكر أن تُكافئ نفسك على الإنجاز.
ما هي إدارة الذات؟
يُمكن تعريف إدارة الذات بأنها القدرة على إدارة مشاعرنا وسلوكياتنا وأفكارنا بطريقة صحيحة وهادفة، وبطريقة مُوجهة للفرد نحو تحقيق أهدافه، الأمر كله يكمن في تحمل المسؤولية الشخصية.
وكذلك إدراك النتائج التي سوف يترتب عليها كافة جوانب الحياة، كما ترتبط بالاختيارات اليومية واتخاذ قرارتنا، وإتقانها يتطلب إتقان العديد من المهارات مثل: تحديد الأهداف، والتحكم في الدوافع، وغيرها.
ما هي أهمية إدارة الذات؟
تُعد الـ (self management) بأنها مهارة رئيسية تُمكن الأشخاص والفرق على الوصول إلى أعلى مستويات الأداء وتحقيق أقصى قدر من الإنتاجية وبكفاءة.
إنها مزيج من العديد من القدرات مثل: اتخاذ القرار، والانضباط الذاتي، والذكاء العاطفي، والتنظيم، والتخطيط، وغيرها من القدرات التي يجب اكتسابها وصقلها بشكلٍ دائم للوصول إلى أقصى درجات النجاح والإنتاجية.
نصائح لإتقان فن إدارة الذات
يتطلب فن إدارة الذات بعض النصائح الواجب اتباعها للوصول إلى الإدارة الذاتية والنجاح وهي كالآتي:
- إنشاء روتين يومي أو أسبوعي يتضمن بعض الأنشطة بهدف تقليل الضغط مثل: ممارسة الهوايات، أو قضاء وقت مع الأصدقاء، وتذكر فترات الراحة هي خط دفاعك.
- تعلم كيفية التعامل مع المشاعر وكيفية التحكم بها خاصةً في المواقف الصعبة مثل: التنفس العميق، أو تقنيات اليقظة الذهنية، جانبًا إلى جنب الإدراك للمُحفزات.
- لا تسير جميع الأمور دائمًا بشكلٍ متوافق مع الخطة، لذا المرونة هي الحل الأمثل للتعامل والتكيُّف مع تغيير الخطط.
- الحفاظ على الوعود يبني ثقة كبيرة في العلاقات سواءً الشخصية أو المهنية، وبالتالي ازدياد وتقوية تقدير الذات والانضباط الذاتي.
- تنمية العقلية الإيجابية المتفائلة، ورؤية المصاعب والتحديات على أنها فرص للنمو هي دافع قوي ومُحفز للاستمرارية وللنجاح.
- الاهتمام بالصحة الجسدية والعقلية والعاطفية من الأمور الحاسمة، لذلك يجب الحرص على الطعام الصحي والرياضة وأخذ قسطٍ كافٍ من النوم، والأشياء التي تسعدك.
إدارة الذات وعلاقتها بالذكاء العاطفي
إن مفهوم إدارة الذات يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالـ( EQ) وفي حين أن الذكاء العاطفي يُشير إلى القدرة على فهم وإدارة مشاعرك وكذلك فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معها بشكلٍ صحيح وملائم.
فإن إدارة الذات تأخذك خطوة إلى الأمام وتُمكنك من التحكم في تلك المشاعر، والتدخل في الوقت المناسب حرصًا من أن تؤثر بالسلب على حياتك، لذا الاثنين وجهان لعملة واحدة.
في الختام، فإن استراتيجيات إدارة الذات هي رحلة تحويلية تُمكن الشخص من السيطرة على حياته، وتحقيق أهدافه، والوصول إلى وجهته في كافة جوانب الحياة عبر إدارة الوقت وتحديد الأهداف الذكية.
وكذلك العديد من الاستراتيجيات كما تم بيانها أعلاه، يُمكن لإتقان فن إدارة الذات أن يُبصرك إلى إمكاناتك الكاملة، ويجب التنويه على أن إدارة الذات عملية مستمرة للتحسين والنمو، ولكي يكون النجاح هو حليفك.
وللمزيد في مساعدتك في الوصول إلى تغيير حياتك يُمكنك حجز استشارة مع فريق بزنس بالعربي.
🔶شاهد أيضاً: كيف تبني مهارة التواصل وبناء العلاقات؟ مع دكتور شريف عبد العال