أصبح التوتر مشكلة تواجه الكثير خاصةً مع تسارع وتيرة الحياة، وزيادة المهام اليومية والمشتتات التي فرضها علينا التطور التكنولوجي، والتحديات الاقتصادية التي جعلت أغلب الناس يفكرون في المسؤوليات التي لديهم، وتختلف مسببات التوتر من شخص لآخر، قد تكون بسبب الضغوطات في العمل، أو المرور بمشكلات مادية، أو ضغوط عائلية، يؤثر التوتر على الحالة النفسية والصفاء الذهني للفرد، وقد يؤدي ذلك لحدوث المزيد من المشكلات، والتأثير بالسلب على جودة الحياة.
أولى خطوات إدارة التوتر هو معرفة مسبباته والابتعاد عنها قدر الإمكان، ولكن في كثير من الأحيان تواجهنا صعوبة التحكم في الظروف المحيطة بنا؛ لذلك نقدم لك في هذا المقال 14 تقنية لإدارة التوتر.
تقنيات التحكم في التوتر
التوتر هو استجابة شعورية ورد فعل طبيعي يصدر عن الإنسان حين يتعرض للضغوط، وتختلف حدته من شخص لآخر، وفيما يلي بعض التقنيات الفعالة لإدارة التوتر:
تنظيم الوقت
جدولة الأعمال اليومية، وتحديد المهام التي يجب إنجازها وتخصيص الوقت المناسب لها من الوسائل المساعدة في تجنب الإحساس بالضغط وبالتالي تقليل احتمالية الشعور بالتوتر، ويعتبر التنظيم وإدارة الوقت من عوامل تحقيق التوازن بين العمل والحياة والشعور بالإنجاز.
التواجد في بيئة صحية
البيئة المحيطة بالإنسان تؤثر عليه بشكل كبير، والتواجد في بيئة صحية سواء في العمل أو دائرتك الاجتماعية يوفر لك الشعور بالراحة والتشجيع على الابتكار وزيادة التحفيز.
تمارين التحكم في التوتر
تساعد ممارسة بعض التمارين على إدارة التوتر مثل: تمارين التنفس، وممارسة اليوجا، واستخدام كرة الضغط للتخفيف من التوتر، أيضًا شرب الشاي الأخضر ومضغ العلكة يساعدان في تقليل الشعور بالتوتر.
الابتعاد عن العادات غير الصحية
المداومة على بعض العادات الضارة تؤثر على الشعور بالتوتر مثل: الإفراط في تناول الكافيين، أو الكحوليات، أو السجائر، كذلك النوم لأكثر من 8 ساعات والاستيقاظ متأخرًا والسهر ليلًا لفترات طويلة، أو الاستجابة للأكل العاطفي وتناول الأكل بشراهة.
اقرأ أيضاً: إدارة التوتر| استراتيجيات إدارة التوتر و10 علامات لصحة النفسية الجيدة
أخذ قسطًا من النوم
النوم يؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي، وسترى بنفسك الفرق بين حالتك في اليوم الذي تنام فيه بشكل جيد من اليوم الذي لا تحصل فيه على عدد ساعات كافٍ من النوم، أيضًا النوم في الليل لساعات طويلة والاستيقاظ باكرًا يٌحسن من جودة النوم، والشعور بالنشاط، والصفاء الذهني في اليوم التالي.
اتباع نمط غذائي صحي
العناية بصحتك الجسدية وتناول غذاءً متوازنًا ومتكامل العناصر الغذائية ينعكس إيجابيًا على شعورك بالتحسن، ويمنحك طاقة لإنجاز المهام المطلوبة منك، أيضًا يُقلل من الشعور بالثقل، ويجنبك المواقف المحرجة المتعلقة بزيادة الوزن أو النحافة المفرطة، ويساعد في تحسين النوم وتجنب الأرق.
الاسترخاء والتأمل
ازدحام اليوم وعدم مراعاة الحاجة النفسية للاسترخاء والتأمل يزيد من الشعور بالتوتر، يجب تخصيص وقتًا لنفسك يكون للاسترخاء بعيدًا عن ضوضاء الحياة اليومية.
ممارسة الرياضة
النشاط البدني وممارسة الرياضة بانتظام يعمل على تقليل مستويات التوتر لديك، فعند القيام بأنشطة رياضية يفرز الجسم مادة الإندروفين، والتي تساهم في تحسين المزاج، يمكنك ممارسة رياضة المشي يوميًا أو السباحة.
التواصل اجتماعيًا
قضاء الوقت مع العائلة أو الأصدقاء يساعد في تخفيف الشعور بالتوتر والقلق، ويوفر لك الدعم النفسي والمعنوي الذي تحتاجه، الحديث مع من تحب ومشاركته يومك يجعلك تشعر بالتحسن،الإنسان مخلوق اجتماعي وبحاجة للعناق والضحك ومشاركة الأحاديث مع الآخرين.
الكتابة والتدوين
تفريغ ما بداخلك على الورق من خلال كتابة أفكارك ومشاعرك من الوسائل الفعالة في تخفيف حدة الشعور بالتوتر، اكتب أي شيء يخطر ببالك أو تشعر أنه من مسببات الشعور بالضغط والتوتر، يمكنك التخلص من الورق فيما بعد إن كان هذا يشعرك بالتحسن.
استشارة المختصين
في بعض الأحيان يصل التوتر والقلق إلى مستويات عليا، ومن الصعب التحكم به عن طريق التقنيات والتمارين المعروفة، ولكن استشارة المتخصصين يكون هو الحل الأمثل لتقديم المساعدة المطلوبة للتحكم في التوتر بنجاح.
ممارسة الهوايات
قضاء الوقت في ممارسة هواية أو فعل ما تحب يعمل على تحسين المزاج، وتهدئة الأعصاب، وتخفيف الشعور بالتوتر والضغط.
التعرض للشمس والهواء
عدم الخروج من البيت والتعرض للشمس واستنشاق هواءً منعشًا ومتجددًا من أسباب الإصابة بالاكتئاب والقلق.
الاهتمام بالجانب الروحي
من أهم الأمور التي تساعد في تحسين مستويات القلق والتوتر هو الاهتمام بالجانب الروحي، وزيارة دور العبادة بانتظام وممارسة العبادات الشرعية، حيث ستشعر بالهدوء والسكينة حين تتقرب إلى الله عز وجل.
بعض العوامل التي تساعد في تخفيف حدة الشعور بالضغط
هناك بعض الأمور المساعدة في تحسين المزاج وتجنب التعرض لضغوطات مثل:
- تعلم قول لا
لا تقبل بعض المواقف التي لا تناسبك أو اتخاذ مهام إضافية تجعلك تشعر بالضغط والقلق، يمكنك الرفض وتوضيح موقفك للشخص الآخر، أو تفويض تلك المهام لغيرك.
- التفكير المنطقي
مهارة حل المشكلات والتفكير المنطقي يجعلك تتخذ قرارات بشكل أفضل، ويكون لديك القدرة على التعامل مع التحديات المختلفة بمرونة أكبر وبحلول أكثر فعالية، بدلًا من الشعور بالتوتر الذي يتسبب في تشتيت ذهنك عن التفكير بشكل سليم.
- الروائح العطرة
تجديد الهواء في المنزل واستنشاق الروائح العطرة الطبيعية تساعد على تهدئة الأعصاب والشعور بالتحسن.
- الترتيب والتنظيم
الجلوس في أماكن غير مرتبة وفوضوية تشعرك بعدم الراحة، كذلك التعرض للضوضاء بشكل مستمر يجعلك تشعر بالتوتر بشكل أكبر.
- تطوير الذات
امتلاك مهارات حياتية والنجاح الدراسي أو المهني يعزز لديك الشعور بالثقة والتعامل بأريحية بشكل أفضل.
- التكيف والتأقلم
التكيف مع الأوضاع المتغيرة والتأقلم السريع من المهارات التي تساعد على تقليل الشعور بالتوتر.
- امنح لنفسك الوقت
لا تجعل شعور الاستعجال يسيطر عليك في كل شيء، بل تمهل وامنح لنفسك الوقت للتفكير، وتذوق الطعام، والتأمل في البيئة المحيطة، والاستماع الجيد لمن حولك، والفرصة لتطوير مهاراتك على مهل، هذا يساعد في الشعور بالهدوء والاستمتاع بما تملكه وتعزيز شعور الامتنان لديك.
في النهاية تجاهل حالتك النفسية وشعورك بالتوتر أو غيره من المشاعر قد يؤثر بالسلب على جودة حياتك وعلاقاتك الاجتماعية وكذلك أدائك المهني، فالحفاظ على صحتك النفسية أمر ضروري يجب إعطائه قيمته الحقيقة، خاصةً في هذا الزمن المليء بالضغوطات والتحديات، وقد عرضنا في المقال جزءً كبيرًا من التقنيات الفعالة للتحكم في التوتر، فكل هذه الاستراتيجيات تساعد على تحسين المزاج، والتخفيف من التوتر والقلق، وتعزز من الاستقرار النفسي.
وأخيرًا يمكننا القول بأن التوتر جزء طبيعي من الحياة، ومن الصعب السيطرة على مسبباته بشكل كامل، ولكن الحل هو التحكم في انفعالاتنا ولا نجعل التوتر يؤثر على الوظائف اليومية والصحة النفسية، ويكون عائقًا بيننا وبين ممارسة الحياة بشكل طبيعي، يمكنك البدء بإحدى التقنيات التي ذكرناها وجعلها جزءً من يومك وممارستها بانتظام حتى تتمكن من الشعور بالهدوء، اطلب المساعدة من المختصين فورًا إذا وجدت أن الشعور بالتوتر خرج عن المستوى الطبيعي له، ولا تخجل من مشاعرك واطلب الدعم النفسي والعاطفي ممن حولك.
إدارة التوتر من أدوات تطوير الذات التي تساعدك في تحسين إنتاجيتك، وتحقيق التوازن في الحياة، شجع الآخرين باتباع تلك الأساليب ففي النهاية جميعنا نريد حياة أكثر هدوءً وسعادة.