يشهد الاقتصاد العالمي تقلبات وتحولات جذرية توثر بشكل مباشر على طبيعة العمل والمهارات المطلوبة، فما كان يعتبر مهارة أساسية قبل بضع سنوات قد يصبح غير ذي جدوى اليوم.

ضرورة فهم الذكاء العاطفي والذكاء الاصطناعي

هذا السياق المتغير يفرض على الأفراد والشركات أن يكونوا في حالة تعلم وتطور بشكل مستمر، أصبحت الاستمرارية في التعليم والتطوير ليست خيارًا بل ضرورة ملحة تجعلنا نتابع عن كثب تقرير مهارات المستقبل الذي يصدر سنوياً عن منتدى الاقتصاد العالمي، وغيره من الهيئات المعنية بالاقتصاد وسوق العمل.

في ظل تسلل الـ(Ai) إلى كل زاويةٍ من زوايا بيئة العمل، وحديث العاملين في مجال التكنولوجيا عن أهمية مهارات وأدوات الذكاء الاصطناعي، وتعدد الكورسات وبرامج التدريب على استخدام الذكاء الاصطناعي، وحملات من نوع “هل لازلت تمتلك Virtual Team” أيها البائس ألم تلتحق بدبلومة الذكاء الاصطناعي لتوفير آلاف الدولارات؟ بعد دبلومة على اليمين ودورةٍ على اليسار وفي وسط كل هذه الفوضى الرقمية، يصر المنتدى الاقتصادي العالمي على أن المهارات البشرية مثل: المرونة والقدرة على التعامل مع الضغوطات والذكاء العاطفي تأتي أولاً.

شكرًا للآلة حيث مازال هناك مجالًا للبشر بمهاراتهم العاطفية، أمام هذه الكائنات المعدنية وكل هذه الأزرار.

🔸استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق| 4استخدامات للـ Ai في التسويق

دور الذكاء العاطفي والذكاء الاصطناعي في بيئة العمل المتغيرة

في بيئة عمل تتغير باستمرار يمكن أن يكون الـذكاء العاطفي (Ei) هو العامل الذي يحافظ على التوازن، ويساهم في تعزيز التعاون والإبداع، والقدرة على التكيف مع التغيرات، والتعامل مع الضغوطات، وبناء علاقات قوية، هذه بعض الجوانب التي يضيفها الـ(Ei) إلى بيئة العمل ولكن انتبه! الذكاء الاصطناعي أدق، أسرع، لا يتعب، يعمل أربعةً وعشرين ساعة في الأسبوع، ولا يطلب زيادة في المرتبات، ولا شك أن هذا هو حلم كل صاحب عمل وكل مدير تنفيذي.

الذكاء الاصطناعي من جهته يوفر قدرة هائلة على معالجة البيانات وتحليلها بسرعة ودقة تفوق البشر، ويمكنه إتمام المهام الروتينية، وتقديم تحليلات دقيقة، والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، ولكن هل بدأت معركة القرن بين الإنسان والآلة؟ هل هو صراع الـ(Ei) والـ(Ai) أم أنه دور الذكاء المنطقي والتحليلي لإدارة المشهد.

الخبر الجيد أنه لن تمتلئ مكاتبنا بالربوتات على الأقل في المستقبل القريب، حيث يمكن تحقيق توازن مثالي في بيئة العمل من خلال دمج الذكاء العاطفي مع الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للموظفين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ببعض من الذكاء المنطقي، لتعزيز بيئة العمل، وتسهيل مهامهم الوظيفية من خلال استخدم أدوات الذكاء الاصطناعي، لتحديد فجوات المعرفة والمهارات والالتحاق ببرامج تعليمية تناسب احتياجاتهم.

يمكن للموظف أن يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتنفيذ المهام الروتينية، مما يمنحه الوقت للتركيز على المهام الإدارية، وبناء علاقات وشراكات، وحل المشكلات بطرق إبداعية، وكذلك يمكنه أن يستغل الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، وتحسين استراتيجيات التواصل, مما يساعده على فهم فريقه وزملائه بشكل أفضل، والتفاعل معهم بفعالية أكبر.

الختام

عزيزي الموظف دع الـ(Ai) يتولى المهام التحليلية بينما تركز أنت على توليد الأفكار الجديدة، والحلول المبتكرة. الجمع بين قدرات التحليل والتفكير الإبداعي يمكن أن يؤدي إلى نتائج مذهلة، المهم هنا أن تعرف أهمية دورك في إدارة وتطويع أدوات الذكاء الاصطناعي لصالحك، واعلم أن أصحاب قوة الملاحظة المتوسطة يدركون دور الذكاء الاصطناعي في ملفاتك، بما في ذلك دوره في كتابة هذا المقال فأرجوك أن تحسن استخدامه فما زالت الدراسات تؤكد أنك أذكى من الآلة، وأنا أحسبك كذلك.

🔶شاهد أيضاً: أثر الذكاء الاصطناعي على الأعمال في المستقبل مع أحمد أباظة CEO Synapse Analytics – EP