يتساءل البعض عن الخلطة السرية المُحركة للرؤساء التنفيذيين، والتي تجعلهم يصعدون إلى القمة، هل هي موهبة خارقة أم أمر وراثي؟

ما الذي يتطلبه الأمر لقيادة منظمة ناجحة؟ حيثُ أشار أقوى الرؤساء التنفيذيين عن اتباعهم للعديد من الاستراتيجيات التي سيتم ذكرها في المقال، بل ويبحثون عنها في الموظفين الذين يعملون معهم أيضًا.

أسرار الرؤساء التنفيذيين لقيادة العمل نحو النجاح

الرئيس التنفيذي لا يُعد شخصًا عاديًا للمنظمة بل هو قائد، عمله الرئيسي هو دفع المنظمة نحو النجاح، وذلك من خلال امتلاكه للعديد من الصفات، وتطبيقه لمجموعة من الاستراتيجيات، وفيما يلي أبرز تلك الاستراتيجيات:

1.   الرؤية الواضحة والتفكير المتطلع

يقول “Steve Jobs” مؤسس شركة Apple: “أن الأشخاص الذين يعتقدون اعتقادًا راسخًا بأنهم قادرون على تغيير العالم، فهم يفعلون ذلك”.

أقوى الرؤساء التنفيذيين يتمتعون برؤية واضحة للمكان الذي يرغبون أن يصلوا إليه بالمنظمة، ولديهم القدرة على التنبؤ بكافة الاتجاهات، والفرص، والنظرة الثاقبة إلى المستقبل بعيدًا عن الوقت الراهن.

2.   العقلية الإستراتيجية

العقلية الإستراتيجية للرؤساء التنفيذيين (CEOs) تجعلهم يفكرون دائمًا بشكلٍ استراتيجي، ويحللون الأسواق والمنافسين، لاتخاذ القرارات المستنيرة والملاءمة، التي تؤدي إلى نجاح الشركة.

إن الرئيس التنفيذي الرائد في مجاله لديه القدرة على تحديد الأولويات، وتحقيق التوازن بين الأهداف القصيرة وطويلة الأجل، وذلك لأن الاستراتيجية تتعلق بالاختيار المتعمد لأفضل الخيارات المتاحة.

3.   الفضول

الفضول هي صفة مشتركة بين الرؤساء التنفيذين الناجحين، إنها تقودهم نحو اكتشاف الفرص واقتناصها، وتحسين ما يلزم تحسينه، وكيفية بناء بيئة عمل فعالة للموظفين، للعمل مع قيادة المنظمة نحو النجاح.

4.   القيادة الموجهة نحو الهدف

قال “Howard Schultz” من ستاربكس: “بأنه من الهام والضروري وجود هدف يتجاوز الأرباح” لذلك التركيز على المجتمع والاستدامة لقى قبولًا واسعًا بين الجماهير.

والجدير بالذكر أن القيادة الموجهة نحو الإنجاز وتحقيق الأهداف، قد لا تؤتي ثمارها إذا كانت الأهداف غامضة وغير واضحة.

5.   عقلية النمو

لقد شهدت شركة “مايكروسوفت” تحولًا بشكلٍ ملحوظ تحت قيادة “Satya Nadella” حيث إن سعر سهم الشركة قد ارتفع بنسبة 600%، وكان أساس ذلك التحول هو التأكيد على عقلية النمو والتطور المستمر.

إضافةً إلى أن الرؤساء التنفيذيين (CEOs) أكدو على أن عقلية النمو تتطلب التشجيع الدائم على التعلم من الإخفاقات ومواجهتها، وأنهم لديهم عطش دائم للمزيد من المعرفة، والسعي للنمو الشخصي.

🔸إقراء أيضاً: 3 علامات تميز الموظف الناجح عند حدوث مشكلة (وكيف تكتسبها)

6.   الحزم

نظرًا لأن بيئة الأعمال سريعة الخطى، يمتلك الرؤساء التنفيذيين الناجحين القدرة على تقييم البدائل، ويتخذون القرارات الصعبة بشكلٍ سريع، حيث لا يمكن التأجيل، كما يتصرفون بحزم شديد وقت الضرورة.

الرؤساء التنفيذين العظماء لا ينتظرون حصولهم على المعلومات الدقيقة والمثالية، بل يتخذون قرارات بشكل سريع، حتى لو تم تصحيحها في وقت لاحق، ونهجهم المتبع في ذلك: أن هذا أفضل من عدم القيام بشيء.

7.   الذكاء العاطفي

أهم صفات الرئيس التنفيذي القائد والناجح هي مهارات الذكاء العاطفي، حيثُ إنها تساعده في بناء العلاقات القوية مع أصحاب المصلحة والموظفين؛ لخلق بيئة عمل شاملة وداعمة.

يُشار إلى التعاطف والذكاء العاطفي بأنه مثلما الوقوف مكان شخصٍ آخر والشعور به، والنظر إلى الأمور من منظورهم الشخصي.

8.   النزاهة والأخلاق

يقود الرؤساء التنفيذيين المنظمات عبر الحفاظ على النزاهة والمعايير الأخلاقية المرتفعة، كما يعطون الأولوية للصدق والشفافية في تعاملاتهم، ويحرصون على تعزيز ثقافة الثقة بداخل المنظمة.

“Anne Mulcahy” الرئيس التنفيذي السابق لشركة “زيروكس” تؤكد على أن السمعة هي النزاهة، كما يجب تذكر أن الأمر يستغرق 20 عامًا لبناء سمعة جيدة، بينما يستغرق 5 دقائق فقط لتدميرها.

9.   مهارات قوية في التواصل

الرؤساء التنفيذيين يتفوقون في توصيل وتوضيح رؤيتهم وتحفيز الآخرين لمشاركة شغفهم، إن الرئيس التنفيذي لديه المهارة القوية في الاستماع، ونقل الرسائل بشكلٍ واضح.

حيثُ أكد مؤسس أمازون “Jeff Bezos” وقال عن التواصل بأنه مهارة يُمكن تعلُمها مثل ركوب الدراجة، إذا كانت لديك الرغبة في التعلم، فسوف يُمكنك تحسين جودة حياتك بسرعة.

10.  التكيف والمرونة والقابلية على التغيير

المشهد الاقتصادي يتغير باستمرار، لذا أقوى الرؤساء التنفيذيين هم الذين يتجاوبون مع تلك التغييرات، ويقودون منظماتهم نحو الاتجاه الجديد للأسواق، كما يشجعون على الابتكار الدائم.

11.   تخطي العقبات

رحلة الرؤساء التنفيذيين مليئة بالانتصارات وأيضًا بالهزائم، لذا فهم يتمتعون بالمرونة، ويتعافون سريعًا وقت الهزائم والمرور بعقبات، نظرًا لعقلية التحدي التي يمتلكونها.

 كما يعملون على تحفيز وتشجيع فريقهم في الأوقات الصعبة، يقول “إيلون ماسك”: إن المرونة والمثابرة هامان وضروريان للغاية، إلا إذا اضطررت للتخلي والاستسلام.

12.    بناء فريق متعاون

الرؤساء التنفيذيين (CEOs) يفهمون جيدًا أهمية بناء كادر بشري من الموظفين المتعاونين، ويحرصون على تعزيز بيئة عمل داعمة، لذلك يستهدفون الأفراد الموهوبين.

إضافةً إلى أن الرئيس التنفيذي يعزز الثقة لدى الأفراد العاملين بالشركة، ويمنحهم القدرة على اتخاذ القرارات، ويشجعهم على العمل الجماعي لتحقيق رؤى ومتطلبات المنظمة.

كيفية قيادة المنظمة والوصول بها إلى الأداء المتميز؟

يقوم الرؤساء التنفيذيين (CEOs) الأقوياء بوضع اتجاهًا للمنظمة استنادًا إلى زيادة الاستثمار، وتُشير الأبحاث إلى أن هناك أشياء عديدة يُمكن القيام بها للوصول إلى نتائج ملموسة، لذلك أبرز أسرار الرؤساء التنفيذيين ما يلي:

• إعادة توزيع الموارد: تُشير الأبحاث بأن الشركات التي تعمل على إعادة توزيع النفقات الرأسمالية بنسبة أكثر من 50%، يخلقون قيمة بنفس النسبة وأكثر من الشركات الأخرى.
• تطابق الموهبة مع القيمة: أفضل الرؤساء التنفيذيين يتبنون منهجًا لمطابقة المواهب بالأدوار الوظيفية؛ لخلق قيمة أكبر للمنظمة، ويتعاملون بشكلٍ سريع مع أي تغيير ضروري.
• الجمع بين الاستقرار والسرعة: الرئيس التنفيذي الماهر يزيد من قدرة المنظمة على التكيف، من خلال تحديد السمات المستقرة في تصميم الشركة، وخلق عناصر تتكيف مع الفرص الجديدة.
• التناسق في عمليات الإدارة: عادةً ما تعمل عمليات الإدارة في اتجاهات متعارضة، لذا يأتي دور الرئيس التنفيذي في طلب تنفيذ عمليات تعزز الأولويات المركزية، وتعمل على تعزيز بعضها البعض.
• الثقافة: الرؤساء التنفيذيين الذين يصرون على إدارة وقياس كافة العناصر الثقافية الدافعة للأداء، يزيدون من احتمالية الوصول إلى نتائج ممتازة من تنفيذ استراتيجياتهم، وبأكثر من الضعف.
• العلاقات: إقامة العلاقات الجيدة تساعد الرؤساء التنفيذيين على التعامل مع المواضيع التي تكون معقدة نوعًا ما، كما تسمح لهم بالترويج للروابط بين المديرين التنفيذيين الأعلى ومجلس الإدارة.
• الغرض الاجتماعي: أفضل الرؤساء التنفيذيين يقضون الوقت في صياغة وترويج أهداف الأعمال اليومية على مستوى المنظمة بشكل شامل.
• الاستعداد للأزمات: عادةً معظم الأزمات تكون قابلة للتنبؤ، لذا يعمل الرؤساء التنفيذيين الأقوياء على بناء المرونة قبل الأزمة، وإنشاء دليل استجابة تحضيرًا لأسوأ السيناريوهات المحتملة.
• النموذج القيادي: يعمل الرؤساء التنفيذيين الماهرين على التوازن بين واقع ما يجب عليهم القيام به ودورهم الوظيفي، ودورهم كبشر وأهدافهم الشخصية.
• الترتيب: الرؤساء التنفيذيين (CEOs) يقومون بجدولة التفاعلات مع الأطراف الخارجية، وتحديد الأولويات وتشكيلها، واستخدام تلك التجارب بهدف تحفيز العمل.
• إدارة الوقت والطاقة: طاقة الرئيس التنفيذي هامة للغاية بنفس قدر وقته، الحفاظ على الطاقة يسمح بتحمل وتحقيق الواجبات المطلوب القيام بها، لأن العكس سوف يؤدي للاحتراق.
• العمل الجماعي: ضبط تكوين فريق ناجح وبشكل سريع من سمات الرؤساء التنفيذيين، مما يسمح باتخاذ قرارات لإزالة الأفراد ذوي الأداء المنخفض؛ حفاظًا على استراتيجيات المنظمة.
• القدرات: توجيه أعضاء مجلس الإدارة من قبّل الرؤساء التنفيذيين للمساعدة في التحسين، عبر خلق فرص تعلم في بعض المجالات مثل: التحولات الماكرو اقتصادية، والمخاطر الناشئة.
• الحذر من الغطرسة: يُمكن للرؤساء التنفيذيين تشكيل مجموعة من الموظفين الموثوق بهم لتقديم المشورة، كما يُفضل التواصل مع الموظفين من الدرجة العادية.

أسرار الرؤساء التنفيذيين: الدور الوظيفي والمهام لـ CEOs

الرؤساء التنفيذيين (CEOs) يختلف دورهم وفقًا لعدة معايير مثل حجم الشركة وهيكلها وثقافتها، عادةً في الشركات الكبيرة يتعامل الرئيس التنفيذي مع القرارات الاستراتيجية الكبيرة ذات الصلة بنمو المنظمة.

بينما دورهم في الشركات الصغيرة قد يقتصر على المشاركة في المهام اليومية والتدريبات العملية.

مهام الرؤساء التنفيذيين

• التفاعل مع القياديين الآخريين في المنظمة: من الضروري للشركات الناجحة وجود مديريين تنفيذيين لنمو الشركة تُمكن الرئيس التنفيذي من الاعتماد عليهم، ومن ثمّ التفاعل معهم لمعرفة سير الأمور.
• مراقبة أداء المنظمة: في نهاية المطاف تقع مسؤولية الأداء المالي للشركة على عاتق الرئيس التنفيذي، لذا عادةً ما يطلبون التقارير اللازمة؛ لمعرفة القرارات الاستراتيجية الواجب اتخاذها.
• الإشراف على الاتجاه الاستراتيجي للشركة: نظرًا لأن المدير التنفيذي ينشغل بالأنشطة التشغيلية بشكلٍ يومي، يقوم الرئيس التنفيذي بجمع تلك النتائج، ووضع الخطط طويلة الأمد.
• تحديد ثقافة وبيئة العمل: إحدى مسؤوليات الرؤساء التنفيذيين هي خلق بيئة عمل مثالية؛ لتحقيق النجاح والحفاظ على ذلك النجاح، والنمو المستمر.
• الانخراط في العلاقات العامة: الرئيس التنفيذي غالبًا ما يكون هو وجه الشركة، لذا يتضمن ذلك التحدث في المؤتمرات حول التغييرات بالشركة، أو المشاركة في الأحداث المجتمعية.
• تنفيذ الخطط المقترحة: الرؤساء التنفيذيين يقومون بصياغة الرؤى، ثم يبدأون التنفيذ، وبعدها تظهر التغييرات والنتائج، الأمر متروك بالنهاية لهم؛ لمراقبة تلك التغيرات وأخذ القرارات.

الرؤساء التنفيذيين الرائدين ليسوا مجرد أشخاصًا يعملون على إدارة شركة، بل هم قادة يدفعون بالمنظمة نحو النجاح بالرؤى والاستراتيجيات الحكيمة، وكذلك الصفات الفريدة التي تؤهلهم وتميزهم.

لذلك يتمكنون من التعامل مع كافة التحديات واتخاذ القرارات، حتى الصعبة منها بحكمة وسرعة، كما يُمكنك التعرف والاشتراك في باقات قاف بوكس لتأهيلك وإخراج القائد الذي بداخلك.

🔸شاهد أيضاً: التخطيط وإنجاز الأهداف وتحويلها الي واقع مع وليد حسونة ألرئيس التنفيذي شركة Valu