الصحة النفسية والعقلية تشير إلى الرفاهية النفسية العامة للشخص، وهي تشمل مجموعة واسعة من العوامل بما في ذلك الوظائف العاطفية والاجتماعية والمعرفية للشخص، وتسمح الصحة العقلية الجيدة للأفراد بالتعامل مع ضغوط الحياة الطبيعية والعمل بشكل منتِج والحفاظ على علاقات صحية وتقديم إسهامات ذات مغزى للمجتمع.
🔶استمع إلى حلقتنا الجديدة:
يمكن أن تتأثر الصحة العقلية بمجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك العوامل الوراثية والعوامل البيئية وتجارب الحياة وكيمياء الدماغ، ويمكن لاضطرابات الصحة العقلية مثل: الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب أن تضعف قدرة الشخص على العمل وتؤثر سلبًا على حياته.
يتطلب الحفاظ على صحة عقلية جيدة مزيجًا من خيارات نمط الحياة الصحية، والحصول على الرعاية والدعم المناسبَين، ويمكن أن يشمل ذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، والنوم الكافي، وممارسة تقنيات الحد من التوتر، وإذا لزم الأمر طلب المساعدة من أخصائي الصحة العقلية.
من المهم ملاحظة أن الصحة العقلية هي عنصر مهم في الصحة العامة والرفاهية، ويجب التعامل معها بنفس مستوى أهمية الصحة البدنية. ويعد طلب المساعدة في قضايا الصحة العقلية علامة على القوة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تحسين الحياة وتحسين النتائج الصحية العامة.
🔶اقرأ أيضًا: تأثير المشاكل المادية على الموظفين و5 طرق للتقليل من دوران الموظفين داخل الشركة
في عالم اليوم الآن يجب أن تكون الصحة العقلية للموظفين أولوية قصوى للشركات التي تسعى إلى توظيف عمال ذوي كفاءة عالية، لذلك نسعى في بزنس بالعربي إلى تقديم جميع الخدمات والمحتوى التثقيفي من أجل ذلك، ويمكن تلخيص النقاط الخمس الرئيسية المتعلقة بالصحة العقلية في الآتي:
- الصحة النفسية هي أكثر من مجرد عدم وجود مرض عقلي.
- لا يمكنك التمتع بصحة بدنية من دون الصحة العقلية.
- تساعد الصحة العقلية على التعامل مع الإجهاد.
- يسير الأداء البشري والصحة العقلية جنبًا إلى جنب.
- يجب أن تكون العافية في مكان العمل أولوية قصوى.
أهمية مناقشة الصحة النفسية والعقلية في مكان العمل
لقد ولت أيام عدم الحديث عن الصحة العقلية أو على الأقل يجب أن تكون كذلك، فالصحة النفسية الإيجابية مهمة لأنها تتيح للأفراد مواجهة التحديات، حتى التحديات الجيدة والنكسات في حياتهم، سواء في العمل أو في المنزل.
تساعد الصحة النفسية الإيجابية في العمل الفِرَق على الحفاظ على رشاقتها عند تغيير الأدوار والمسؤوليات، ناهيك عن مواجهة التحديات الصعبة، فتساعد الموظفين على الازدهار في أدوارهم، وإدارة التوتر، وتعزيز المرونة، وبالتالي يصل كل فرد إلى أعلى إمكاناته.
مع كل هذه الفوائد من المهم مناقشة الصحة النفسية في مكان العمل، فإنشاء مساحة آمنة للموظفين على جميع المستويات للتواصل بشكل مفتوح دون تمييز أمر بالغ الأهمية، ومن دون ذلك فإنك تخاطر بخسارة التعليقات القيمة التي يمكن أن تساعدك على الاحتفاظ بالموهبة القيمة.
عوامل الخطر المرتبطة بالعمل التي تضر بالصحة النفسية والعقلية
قد يعاني الموظف من الاضطراب النفسي في مكان العمل، بسبب عدم كفاية سياسات الصحة والسلامة المهنية داخل الشركة، ويمكن أن تؤدي أماكن العمل ذات السياسات الصحية والسلامة السيئة إلى تدهور الصحة العقلية للموظفين وفقدان الموظفين والتقاضي وانخفاض الربحية.
ومن ضمن هذه العوامل ما يلي:
- عدم كفاية سياسة الصحة والسلامة:
تهدف سياسة الصحة والسلامة في مكان العمل إلى حماية رفاهية الموظفين والزوار والعملاء، كما أنها تحمي أصحاب العمل.
على سبيل المثال، تتضمن سياسة الحكومة تقديم المشورة للموظفين بشأن القضايا الصحية الروتينية وإظهار الالتزام بظروف العمل الآمنة. سواء كان الموظفون يتعاملون مع مواد خطرة أو معدات سيئة الصيانة، أو أماكن العمل مكتظة، أو مضاءة بشكل سيئ، كما تعتبر حوادث مكان العمل سيئة التهوية أو غير الصحية شائعة الحدوث وتظل شكاوي ومخاوف الموظفين بشأن السلامة دون إجابة.
- سوء ممارسات الاتصال والإدارة:
تعتبر ممارسة التواصل والإدارة المريحة والجذابة علامات على العلاقات الجيدة بين المديرين والموظفين.
من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي ضعف التواصل إلى زيادة التوتر في العلاقات وضعف الصحة العقلية وزيادة التوتر في مكان العمل.
- انخفاض مستوى دعم الموظفين:
يمكن للمديرين الذين لا يزيلون العقبات ولا يشاركون الموارد مع الموظفين الإسهام في حقيقة أن الموظفين يشعرون بالإرهاق وعدم التحفيز. على سبيل المثال، بدلًا من تكليف الموظفين بمهام غير مفهومة وتركهم، يجب على المديرين شرح كيفية إتمامها بوضوح، والبقاء متاحين للأسئلة.
- الضغط على الإنتاجية:
إن توقع عمل الموظفين بشكل مستمر في مستويات الذروة يضع ضغطًا غير معقول عليهم، وهذا يؤدي إلى زيادة عبء العمل، وساعات العمل، والإجهاد الإضافي، والإرهاق العاطفي.
- انعدام الأمن في مكان العمل:
مثَّل فقدان الوظيفة بسبب جائحة كوفيد-19 ضغطًا كبيرًا على الموظفين في عام 2020. فالخوف من أنهم لن يكونوا قادرين على دفع الفواتير أو رعاية أسرهم شكَّل تهديدًا خطيرًا لصحتهم العقلية.
كيف ستؤثر مشكلات الصحة النفسية على عملي؟
- ضع في اعتبارك العلاقة بين صحتك العقلية وأدائك.
- عندما تشعر بالرضا عقليًّا وعاطفيًّا فإنك تقترب من العمل بصحة عقلية جيدة.
- أنت تتكيف وتظهر المرونة والامتثال وأنك قادر على التعامل مع الصعوبات، كما تؤثر في ثرتك على العمل داخل الفريق وتزدهر حياتك الشخصية والمهنية
- سوء الصحة العقلية في مكان العمل، حتى لو لم يكن خطيرًا يمكن أن يؤثر سلبًا على عملك بعدة طرق.
الأمر نفسه ينطبق على الموظفين على جميع المستويات، ويمكن أن تكون العواقب على المنظمات مؤسفة، وفيما يلي خمس عواقب سلبية لسوء الصحة العقلية في العمل:
- عدم المشاركة في العمل:
يمكن أن يؤدي ضعف الصحة العقلية إلى الإحباط وقلة التركيز. فعندما تكون هناك مشاكل في الصحة العقلية في العمل، تتشتت أذهاننا وتركز على المشاكل؛ مما يجعل من الصعب تنظيم الأفكار والمشاعر.
- تقليل الأداء والوظائف:
الأداء العالي هو القوة العقلية في الحركة، تجعل الصحة العقلية السيئة من الصعب الوصول إلى المهارات السلوكية التي تعزز الإبداع والمرونة، فتقل الإنتاجية من دون هذه المهارات، لأنه ليست لدينا الموارد النفسية للقيام بعملنا بشكل جيد.
- انخفاض القدرات البدنية والقدرة على العمل اليومي:
من القلق الاجتماعي إلى انخفاض المهارات المعرفية والذاكرة العاملة، يمكن أن يكون لسوء الصحة العقلية تأثير كبير على الحياة اليومية والأداء البدني.
- التواصل غير المتوازن:
عندما نشعر بتَوَعُّك عاطفي، يصعب علينا التواصل بشكل جيد. ويمكن أن يتسبب سوء الصحة العقلية في إساءة فهم الزملاء أو المبالغة في رد الفعل، فيبدو الشخص أنه يتحدث بنبرة سلبية عدوانية، أو أنه مستمع ضعيف أو لديه موقف سلبي.
- سوء اتخاذ القرار:
يمكن أن يتسبب ضعف الصحة العقلية في نقص التحكم في الانفعالات، والتفكير غير الصحي، وضعف اتخاذ القرار. ويمكن أن يؤدي اتخاذ القرارات الخاطئة إلى فقدان الاجتماعات أو التأخر أو التراجع عن الالتزامات أو عدم الامتثال لسياسة الشركة.
كيفية تعزيز الصحة النفسية في مكان العمل:
عندما يتعلق الأمر بتعزيز الرفاهية في مكان العمل، فإن إنشاء خيارات إيجابية لمساعدة الناس على تحسين صحتهم العقلية اليومية والحفاظ عليها هو عامل رئيسي، يسهم في ازدهار الموظفين وتعزيز الولاء الوظيفي، وفيما يلي بعض الخيارات الاستباقية لتعزيز الصحة العقلية في العمل لكل من صاحب العمل والموظفين:
أولًا: كصاحب عمل:
أهم إجراء يمكن أن يتخذه صاحب العمل هو توفير الموارد للأشخاص الذين يحتاجون إلى خدمات أوسع في الصحة النفسية والعقلية.
إضافة إلى أنه في كثير من الأحيان في خلال الفترات العصيبة يحتاج الموظفون إلى المساعدة في اكتساب المهارات للتغلب على التوتر وإدارته وزيادة المرونة، ويعد تعزيز صحتهم العقلية بشكل عام أمرًا مهمًّا بالنسبة لهم، ليس فقط ليكونوا أشخاصًا سعداء ولكن أيضًا ليكونوا أعضاء منتجين في فريقك.
لذلك إليك من بزنس بالعربي استراتيجيات يمكن لأصحاب العمل استخدامها لتعزيز الصحة النفسية والعقلية في مكان العمل:
- برامج مساعدة الموظفين:
برنامج العمل هو برنامج في مكان العمل يساعد الموظفين تقليديًّا على حل المشكلات الشخصية والمتعلقة بالعمل والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على أدائهم أو رفاهيتهم.
- توفير خطط العمل الإلكترونية للموظفين:
يمكن أن تساعد في قضايا مثل مشاكل العلاقات والأحداث الصادمة (مثل العنف في مكان العمل) والقضايا القانونية والقضايا الصحية ومجموعة واسعة من القضايا الأخرى، ويمكن للموظفين الوصول إلى الخدمات عبر الإنترنت، أو عبر الهاتف، أو الفيديو، أو البريد الإلكتروني، أو المقابلة الشخصية.
- توفير مساحة للاسترخاء:
تمنح الغرف الهادئة المصممة للاسترخاء الموظفين الفرصة لأخذ قسط من الراحة عند الظهر للاسترخاء وتخفيف التوتر، من المهم بنفس القدر جعل فترات الراحة واستخدام هذه الغرف مقبولًا ثقافيًّا، ويمكن للمشرفين والمديرين أن يساعدوا في تطبيق وتقبل هذا الأمر.
- أداة التقييم الذاتي للصحة العقلية متاحة لجميع الموظفين:
توفر أدوات التقييم الذاتي استبيانات وأدوات لتقييم مشاكل الصحة النفسية والعقلية لدى كل فرد، هذه التجربة البسيطة لديها القدرة على تعزيز ولاء الموظفين ونجاحهم بشكل كبير.
هذه الأدوات لا تسمح لك بإجراء تشخيص، ولكنها يمكن أن تساعدك في معرفة ما إذا كان التقييم الإضافي أو الموارد سيكون مفيدًا للموظف، وتشمل الأدوات:
- اختبار مقياس الصحة العقلية.
- قائمة مرجعية لتقييم الحالة المزاجية.
- استبيان لتقييم التوازن بين العمل والحياة.
- استبيان لتقييم وضعك الحالي.
- مراكز المساعدة عبر الإنترنت لإدمان الكحول وإدمان المخدرات.
- فحص الصحة العقلية عبر الإنترنت.
- الفحص السريري المجاني أو المدعوم للاكتئاب:
الفحص السريري من قِبل أخصائي الصحة النفسية والعقلية الذي سيقدم ملاحظات للشخص، وإذا لزم الأمر يحيله للعلاج، هذا يساعده على حل مشاكله، حيث يمكن أن تكون الجهود المبذولة للعثور على التقييم والعلاج عائقًا.
- التأمين الصحي:
توفير تأمين طبي مجاني أو منخفض التكلفة للأدوية الموصوفة وتوصيات الصحة النفسية والعقلية من شأنه أن يرفع درجة الولاء الوظيفي داخل الشركة.
ثانيا: كموظف:
لتعزيز الصحة النفسية والعقلية في مكان العمل يجب على الموظفين تشجيع صاحب العمل على تقديم برامج التدريب على إدارة الإجهاد والصحة العقلية التي تلبي احتياجاتهم واهتماماتهم، ويجب أن يكون الموظفون أيضًا على دراية بقواعد أخذ إجازة للحفاظ على الصحة العقلية إذا لزم الأمر، بالإضافة إلى ذلك يتم سرد ست استراتيجيات يمكن للموظفين استخدامها لتعزيز الصحة العقلية في مكان العمل:
- المشاركة في البرامج والفعاليات التي يرعاها صاحب العمل:
يجب على الموظفين المشاركة في برامج صاحب العمل من أجل اكتساب المهارات والحصول على الدعم اللازم.
- المشاركة مع الآخرين:
للحد من وصمة العار المرتبطة بالصحة العقلية، يمكن للموظفين في كثير من الأحيان مشاركة تجاربهم مع الزملاء الآخرين إذا لزم الأمر. إذا كنت لا تشعر بالأمان التام فهذا يعني أنك بحاجة إلى مشاركة إنسانيتك، بدلًا من الخوض في التفاصيل لا يمكن لزملاء العمل أن يكونوا بديلًا لأخصائي الصحة العقلية.
- ممارسة مهارات إدارة الإجهاد في خلال يوم العمل:
للتعامل مع ضغط العمل اليومي، يمكن للموظفين ممارسة التقنيات التي تعزز التفكير الصحي والعلاقات الجيدة والإدراك الذاتي.
تشمل أدوات المواجهة:
- التنفس العميق.
- التواصل الصحي.
- تحديد الأولويات والتركيز على مهمة واحدة في كل مرة لتجنب الإرهاق.
- استخدام الترويج الذاتي الإيجابي.
- ممارسة الرعاية الذاتية في أثناء استراحة الغداء.
فاستراحة الغداء اليومية ليست فقط فرصة لتناول الطعام، ولكنها أيضًا وقت مثالي للعناية بنفسك.
وقد تشمل ممارسات الرعاية الذاتية في أثناء استراحة الغداء أشياء بسيطة مثل:
- الاستماع إلى البودكاست.
- التأمل.
- التنفس العميق.
- المشي مسافة قصيرة.
- رعاية صحتك البدنية: فيمكن للموظفين الاستعداد للنجاح في مجال الصحة العقلية من خلال الاهتمام بصحتهم البدنية، وهذا يشمل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والنوم الكافي.
- تقوية العلاقات: فتعزيز الروابط الاجتماعية في العمل هو المفتاح لمنع العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة في مكان العمل.
الخلاصة من بزنس بالعربي
يمكن للشركات أن تقود طريق إزالة وصمة الصحة النفسية والعقلية، وأيضًا أخذ نظرة أوسع لدور الشركة في تعزيز الولاء الوظيفي نفسيًّا. ويمكننا إعادة تعريف الصحة النفسية من خلال التركيز على الحلول التي تساعد الموظفين على الازدهار شخصيًّا ومهنيًّا وتعزيز الولاء الوظيفي لهم، بالإضافة إلى توفير الدعم والوصول إلى الرعاية لمَن هم في أمس الحاجة إليها، من خلال الفهم والإبداع والدعم، ويمكن للشركات تقديم أفضل برامج الصحة العقلية لموظفيها.
🔶شاهد أيضًا: أشهر أخطاء الإدارة في الشركات وكيفية علاجها – إبراهيم سليمان CEO لشركة INTEGROMED
