تحقيق التوازن بين العمل والحياة أصبح من الأمور التي تشغل بال كثير من العاملين نظرًا لأهميته وضرورة تطبيق الأدوات والتقنيات التي تساعدك في تحقيق التوازن، خاصةً وأن عالمنا اليوم سريع ومليء بالمهام والمشتتات المختلفة، ولم نعد كما في السابق ننعم بحياة أكثر هدوءً، وهذا ينعكس بدوره على صحتك النفسية وعلاقاتك الاجتماعية وأيضًا جودة عملك. وفي هذا المقال سنلقي الضوء على أهم استراتيجيات لتحقيق التوازن بين العمل والحياة.
استراتيجيات لتحقيق التوازن بين العمل والحياة
قد يبدو الحديث عن تحقيق التوازن بسيط، ولكن في الحقيقة الأمر يحتاج إلى تدريب لتصل إلى ما ترجوه، ويمكن للاستراتيجيات التالية أن تساعدك في تحقيق هذا الهدف:
ترتيب الأولويات
تحديد الأهداف وترتيب الأولويات من أولى الخطوة لإدارة الوقت لأنك بذلك ستعرف أي الأشياء ستحتاج إلى تخصيص وقت لإتمام أكثر من باقي المهام، وتكون في أعلى قائمة مهامك، فإنك اليوم عطلة فسيكون قضاء وقت مع عائلتك على رأس أولوياتك وهكذا في باقي الأيام.
تنظيم وإدارة الوقت
تعتبر إدارة الوقت هي المفتاح والبوابة التي تؤدي بك إلى تحقيق التوازن بين العمل والحياة، فالالتزام بالجدول الزمني والقدرة على تقسيم وتخصيص الوقت بين أهدافك اليومية من الأمور الرئيسية التي تحتاج إلى التركيز عليها للوصول إلى هدفك. فعلى سبيل المثال إذا انتهى وقت العمل لا تتفقد البريد الإلكتروني أو تتلقى اتصالات خاصة بالعمل إن كان الأمر غير ضروري، وكذلك إذا انتهى وقت الراحة عليك القيام بمتابعة أعمالك.
وضع جدول زمني
تقسيم الوقت بين المهام المختلفة مع الوضع في الاعتبار الوقت الفعلي الذي تستغرقه المهام، لا تضع أوقات غير واقعية ولا تناسب طبيعة المهمة، الالتزام بالجدول الزمني من أكثر الأمور التي تحتاج إلى تدريب.
التفويض والمرونة
تقبل حدوث أمور خارجة عن السيطرة تتسبب في إحداث بعض الفوضى لجدولك الزمني، تمتع بالمرونة والاستجابة الإيجابية للأمور الطارئة، اجعل جدولك الزمني به بعض المرونة والقدرة على التعديل. أيضًا من الأمور المُعينة هي تفويض شخص آخر يمكنه مساعدتك في إتمام بعض المهام إن كان في مقدوره ذلك.
ضح حدود واضحة
على المتعاملين معك معرفة حدودهم وهذا يكون في يدك أنت، لا تسمح لأحد أن يسرق من وقتك دون ضرورة، ولكن اطلب منه بطريقة لطيفة أنك ستعود للتحدث معه عند الإنتهاء من المهمة التي تقوم بها وإعطاؤه موعدًا بذلك، كذلك عدم تلقي أي مهام إضافية بعد الخروج من العمل.
الوجود الفعلي
وجودك بالمكان لا يعني بالضرورة أنك متواجد بالفعل به، ولكن في كثير من الأحيان ستجد نفسك جالسًا مع أصدقائك أو عائلتك ولكنك منشغل عنهم بمهام أخرى، أو بذهن شارد لا تعي ما يحدث حولك، فالتوازن لا يحتاج فقط إلى تخصيص الوقت ولكن ضع في الحسبان مقدار الطاقة التي تحتاج إليها المهمة.
الراحة أمر ضروري
أنت لست إنسانًا آليًا، نحن جميعًا بشر ونحتاج بشكل يومي أن نحصل على قدر من النوم والراحة كافيين لتجديد النشاط البدني والذهني، أيضًا جلسات الاسترخاء في منتصف اليوم، فإذا أجهدت نفسك ليوم أو يومين فلن تتمكن من الصمود لليوم الثالث، ولكن اهتم بمقدار وجودة النوم الذي تحصل عليه.
التعلم وتطوير المهارات
تطوير المهارات يجعلك أكثر قدرة على تنفيذ المهام في وقت أقل من السابق وهذا يوفر الوقت والمجهود، أيضًا يحقق لك أحد عناصر التوازن وهي الاهتمام بنفسك والعمل على تطويرها وتنمية الذات بالإضافة إلى أن تطوير المهارات يحسن من إنتاجيتك المهنية.
مشاركة الآخرين
شارك من حولك سواء كانوا أسرتك أو أصدقائك أو زملائك في العمل خطتك الزمنية؛ حتى لا يخربوا الخطة بمتطلبات ومهام خارج قائمة مهام اليوم، وتقديم الدعم ومساعدتك في إتمام مهامك وفق الجدول الزمني المحدد لها.
اهتم بصحتك وطعامك
اتباع نمط حياة صحي يجعلك تشعر بأنك أصبحت أفضل، يمكنك ممارسة التمارين الرياضية مثل رياضة المشي يوميًا، بالإضافة إلى اتباع حمية غذائية مناسبة لأهدافك في تحسين صحتك، وبالطبع الابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين والسهر لساعات طويلة أو تناول الأكل بشراهة.
🔸إقرأ أيضاً: ادارة الذات | 13 استراتيجية للتحكم في وقتك وإنتاجيتك الشخصية
لا تنسى أنك إنسان
الطبيعة البشرية تحتاج إلى الترفيه والتحفيز لإعادة شحن طاقتك، مارس هوايتك المفضلة أو اذهب في عطلة مع من تحب، ولا تنسى قضاء وقت ممتع تشعر فيه بالراحة والسعادة خارج إطار مسؤولياتك اليومية.
عناصر التوازن بين العمل والحياة
العمل هو جزء من حياة الفرد ولكن الغرض هو عدم ابتلاع العمل لوقتك ومجهودك وألا يكون في مقدورك إنجاز أي شيء آخر بجانب عملك، وفيما يلي العناصر الرئيسية التي تحتاج إلى تقسيم الوقت بينهم:
وقت للذات
أنت بحاجة إلى قضاء وقت لنفسك لتتمكن من التخطيط بنجاح والشعور بالهدوء النفسي بعيدًا عن ضغوطات الحياة.
وقت للعائلة
أسرتك وعائلتك هم من أهم أولوياتك وعليك قضاء وقتًا معهم لدعم الروابط الأسرية بينكم ومشاركة الحياة معًا لا أن يعتادوا غيابك.
وقت الأصدقاء
الدائرة الاجتماعية التي تحيط بالإنسان تؤثر فيه بشكل كبير وغياب دائرة الأصدقاء يؤثر بالسلب عليك وتشعرك بالوحدة.
وقت للتطوير والتعليم
التعلم من أجل النمو المهني وتطوير مهاراتك وتعلم أمور جديدة مفيدة.
وقت للعبادات
العبادة والروحانيات من الأمور التي تشعرك بالراحة والسلام.
وقت لصحتك
اتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة وتناول طعام متوازن.
وقت العمل
وبالطبع لا ننسى العنصر الذي يستهلك أكثر من ثلث يومك والجزء الأكبر من طاقتك.
السابق كان أهم الأمور التي عليك تحقيق التوازن بينهم وتقسيم وإدارة الوقت لتحقيق أهداف كل عنصر منهم، نعم يبدو الأمر في غاية الصعوبة ولكن سأقدم لك نصيحة ذهبية في إدارة الوقت وإنجاز المهام وهي ألا تجعل اليوم هو وحدتك الزمنية التي تقيس بها إتمامك للمهام ووضع كافة الأهداف في نفس اليوم، ولكن اجعل الأسبوع هو وحدتك الزمنية وقم بتقسيم المهام بين أيام الأسبوع، وستجد أنك أنجزت المهام المتعلقة بكل عنصر من عناصر حياتك في نهاية الأسبوع.
في نهاية المقال نود القول بأن تحقيق التوازن أمر يحتاج إلى المثابرة والمرونة والالتزام، وبرغم صعوبة تطبيق الاستراتيجيات في البداية إلا أن الفوائد العائدة منها تستحق التعب وبذل المجهود، استمر في المواظبة على خططك اليومية وستجد بعد فترة زمنية بسيطة إنجازات ملموسة للتحسينات التي تريدها في محاور حياتك المختلفة.
تحقيق التوازن بين العمل والحياة ينعكس عليك بالإيجاب وستشعر بأنك حققت إنجازات كثيرة ولديك ثقة في نفسك، وشعور بالرضا تجاه حياتك وما تبذله من وقت وجهد، بالإضافة إلى تطوير وتنمية مهاراتك المهنية التي من الممكن أن تحصل على ترقية وتحقق إنجازات في العمل بسببها، فالحياة المتوازنة هي التي تجمع بين النمو الوظيفي والرضا الشخصي.
وأخيرًا تحقيق التوازن عملية مستمرة ونهج يتبعه الإنسان بقية حياته تبعًا لأولوياته لكل مرحلة عمرية يمر لها وأهدافه التي يتطلع إلى تحقيقها خلال هذه الفترة.