كانت الظروف التي فرضتها جائحة كورونا أكبر دليل على أهمية المرونة في الحياة العملية وضرورة التكيف مع التغيرات والضبابية وعدم الوضوح الذي يتم به السوق أو البيئة الخارجية التي تنشط فيها المؤسسة، وهو ما يجعل من الصعب الاختيار والتخطيط.
فإلى جانب التغيرات في الأسواق العالمية والتطور التكنولوجي السريع، غالبًا ما يصعب التنبؤ وتحديد خطة ثابتة، وهو ما يستدعي التأهب للاستجابة ورد الفعل الإيجابي حيال التغيرات المفاجئة. سوف يساعدك هذا المقال على الإجابة على السؤال: كيف أكون مرنًا في حياتي العملية وإدراك هذا المفهوم بشكل أعمق.
ما المقصود بالمرونة؟
المُرونة هي القدرة على التكيف مع التغيير قصير المدى بسرعة وهدوء، بحيث يمكنك التعامل مع المشاكل أو التغيرات غير المتوقعة بشكل فعال.
بمفهوم آخر، هي القدرة على توجيه الجهود لتغيير الخطط للتعامل بشكل أفضل مع الطبيعة المتقلبة للسوق من خلال استراتيجية تعتمد على التأقلم مع الأوضاع الحالية والتصرف حيالها بإيجابية وتركيز أكبر على الأمور التي يمكن التأثير والسيطرة عليها لإيجاد أفضل الحلول التي تخدم رؤية المؤسسة وتضمن استمراريتها.
اسمع حلقة: كيف أكون أكثر مرونة في حياتي العملية؟
لماذا عليك أن تكون مرنًا في الحياة العملية؟
تتمثل أهمية المُرونة في الحياة المهنية والعَملية في النقاط التالية:
- مواجهة عدم اليقين والضبابية في الأسواق.
- اكتساب مهارة التعامل مع الأحداث غير المتوقعة.
- الحفاظ على مكانة الشركة ومواجهة المنافسة.
- الحفاظ على أهداف قابلة للتحقيق.
- الاستجابة وردة الفعل الإيجابية في مواجهة الأزمات.
- بالنسبة للموظفين، الاحتفاظ بمنصب العمل، والقدرة على إنجاز المهام الوظيفية بفعالية والكفاءة المطلوبة.
اقرأ أيضاً: 9 مهارات شخصية يجب أن تتوفر في رائد الأعمال الناجح
كيف أكون أكثر مرونة في حياتي العملية؟
أصبحنا نعيش اليوم في بيئة تتسم بعدم اليقين. لقد اجتمعت العولمة والتقلبات الجديدة والمستمرة لتشكل فجوة كبيرة تفرض على رواد الأعمال والموظفين على حد سواء أن يكونوا أكثر مرونة في الحياة العملية من أي وقت سبق. ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟
خطوات لتصبح أكثر مرونة في الحياة العملية:
- إدراك وتقبل فكرة التقلبات والتغيرات: تقبل أن التغيرات جزء من الحياة العملية وأن البيئة المتسمة بعدم اليقين تفرض عليك التكيف المستمر.
- اعتماد خطة قابلة للتغير: ضمن استراتيجية متكاملة تمكنك من إدارة التقلبات والأزمات بفعالية، والتصرف حيالها وفقًا لردة فعل سريعة وإيجابية.
- التواجد الذهني: تكييف استراتيجية العمل وفقًا للأهداف الكبرى ورؤية المؤسسة.
- تقييم الأوضاع الحالية وتحديد الأولويات: التركيز على نقاط القوة وتطوير نقاط الضعف بما يتماشى مع التغيرات الحاصلة.
- عدم التركيز على الأمور التي لا يمكن التحكم فيها: التركيز على ما يمكن التأثير والسيطرة عليه.
- القياس المستمر للأداء وإجراء التعديلات المناسبة: متابعة الأداء وتعديل الخطط حسب الحاجة.
- التعود على المجازفة: لاكتساب قوة تحمل ومهارات أكثر، فكر في احتمالين: ما الذي سوف أكسبه وما الذي سوف أخسره.
- كن أكثر إبداعًا: إطلاق العنان لأفكار وخطط جديدة والتفتح على آراء الآخرين.
- ضع تحديات لنفسك: تحدي نفسك باستمرار لتطوير مهاراتك.
- نمي قدراتك من خلال الخروج عن منطقة الارتياح: تجاوز منطقة الراحة لتطوير مهارات جديدة.
الخلاصة
تعد المرونة في الحياة العملية ضرورة حتمية لمواجهة بيئة المؤسسة المتقلبة. لذلك يجب على أصحاب الأعمال والموظفين التركيز على اكتسابها لتنمية المهارات الفردية والجماعية حتى تتمكن الشركات من الاستمرار والنجاح في ظل التغيرات المستمرة.