لا يوجد قائد بلا أتباع، ولا أتباع بلا قائد. فالقائد بالنسبة للأتباع هو الملهم والمؤثر، وحتى تصبح قائدًا فعالًا لأتباعك، يجب أن تعرف كيف تتواصل معهم بشكل قوي ومؤثر.

في هذا المقال، عزيزي القارئ على موقع “بزنس بالعربي”، سنتعلم معًا كيف تتواصل كقائد مع فريقك وأتباعك بطريقة تضمن لك المزيد من التأثير والإلهام للآخرين.

القائد يجب أن ينظر في عين المتحدث

حينما تنظر كقائد في عين من تتحدث معه من أفراد فريقك، فهذا يدل على اهتمامك به وبما يقوله إذا كان يتحدث. فالعيون لها لغة صامتة تعبر عن الاهتمام بما يحدث الآن وتشعر الشخص الذي أمامك بمكانته. وهذا سيجعلك كقائد ذو مكانة في قلوب تابعيك، حتى وإن لم تكن تتكلم كثيرًا. يكفيهم أنك مهتم وتسمعهم.

القائد عليه التعرف على أسماء فريقه

كنت أتعجب كثيرًا كيف يحفظ صاحب الشركة أسماء العاملين لديه، واكتشفت من خلال الخبرة العملية أن هذا الأسلوب يجعله أكثر تأثيرًا وإلهامًا كقائد. ببساطة، إذا حفظ صاحب الشركة أو المدير أو القائد اسمك، فهذا يعني أنه يتذكرك ويعرفك كشخص قبل أن تكون موظفًا أو فردًا في الفريق. هذا الأسلوب سحري في التعامل وله تأثير كبير.

أنصت للآخرين عندما يتكلمون

عندما تنظر لأحد أفراد فريقك في عينيه، وتحفظ اسمه، وتنصت له جيدًا، فإن ذلك يمنحك تأثيرًا كبيرًا. سينهي الموظف اجتماعه معك وهو يشعر براحة نفسية لأنك اهتممت به وأنصت إليه. فالإنصات يختلف كثيرًا عن الاستماع؛ فهو أشد تأثيرًا وأكثر قوة. يتمثل الإنصات في تركيزك الكامل على ما يُقال، ووعيك وإدراكك لما يتحدث عنه الموظف. أنصت بعقلك وقلبك، وأفهم موظفك لتكسبه في صفك.

لا تهيمن على المحادثة طول الوقت

للأسف، نجد العديد من القادة أو المديرين يسيطرون بشكل كبير على الحديث في الاجتماعات، ولا يعطون فرصة لأفراد الفريق للتحدث أو إبداء آرائهم. هذا يجعل الموظفين يشعرون بعدم القدرة على المشاركة أو تقديم الاقتراحات، مما يجعل الاجتماعات ثقيلة وبلا فائدة، بل يراها البعض مضيعة للوقت. لذا، يجب أن يكون الحوار متوازنًا لضمان تحقيق الفائدة.

اقرأ أيضاً: كيف أكون أكثر مرونة في حياتي العملية؟

اسأل الآخرين عن أفكارهم

المدير والقائد الممتاز هو من يحرص على سؤال أفراد فريقه عن آرائهم باستمرار، ويسألهم عمّا يمكن تحسينه أو تطويره في العمل. طرح الأسئلة على أعضاء الفريق حول أفكارهم وآرائهم يعزز العصف الذهني ويحفزهم على تقديم اقتراحات مبتكرة. هذا النهج يساعدك، كقائد، على تطوير نفسك، وتحسين أسلوبك في القيادة والإدارة، بالإضافة إلى تحسين أداء العمل وتحقيق نتائج مميزة.

اضحك مع الآخرين

تذكر أنك إنسان قبل أن تكون مديرًا، وأن أفراد فريقك هم بشر أيضًا. لذا، شاركهم الضحك وتفاعل مع نكاتهم، فهذا السلوك البسيط يعزز الألفة بينكم، ويبني جسورًا من الثقة والود.

امدح العمل الشاق الذي يبذله الفريق حتى وإن وجدت أخطاء

منذ أيام، طُلب مني إنهاء مرتبات العاملين بسرعة قياسية. للأسف، لم تكن الشركة تمتلك نظام ERP System يساعد على إنجاز المهمة بدقة وسرعة. نتيجة لذلك، وقعت في عدة أخطاء أثناء المراجعة. رغم ذلك، قدّر قائد الشركة جهودي، حيث أدرك أنني اجتهدت وسهرت يومين كاملين لإنهاء العمل في موعده، حتى أنني عملت من المنزل. عالج القائد الأخطاء ووجهني لتجنبها مستقبلًا، لكنه في الوقت ذاته أشاد بجهودي، ما جعلني أشعر بالتقدير والإنصاف.

ابتسم عند لقاء أعضاء فريقك وقم بتحية الآخرين

ألتقي يوميًا بمديري المباشر، وأجده دائمًا يبتسم لي ويصافحني ويناديني باسمي. هذا السلوك يشعرني بالتقدير. لذا، كقائد، احرص على الابتسام عند لقاء فريقك، وتحية الجميع بأسمائهم. تذكر أن الابتسامة في وجه الآخرين صدقة، كما أن إفشاء السلام يعزز الحب والرحمة بين القلوب، وفقًا لما تعلمناه من التعاليم الدينية.

خاتمة

في نهاية المقال، أود أن أؤكد أن مهارات التواصل هي إحدى المهارات الشخصية الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل قائد، سواء كان يدير شركة ناشئة، صغيرة، متوسطة، أو كبيرة. غياب الكفاءة في العلاقات الإنسانية قد يؤدي إلى فشل القادة، بينما إتقان هذه المهارات يسهم في نجاحهم ونجاح فرقهم.

شاهد: كيف تكون مديرًا ناجحًا؟ | الجزء الأول

شاهد: كيف تكون مديرًا ناجحًا؟ ا الجزء الثاني