مع كثرة الأعمال والمهام اليومية في العمل قد ينسى البعض الهدف الكبير للمؤسسة أو الشركة، فالغرق في تفاصيل العمل من الممكن أن يتسبب في غياب رؤية استراتيجية في عالم الأعمال للشركة ككل، ولكن هذا يقع فيه الموظفين العاديين ولكن غير مسموح بذلك لثلاثة أشخاص وهم: رائد الأعمال، والمدير التنفيذي، والمستثمر الملائكي، وسنتعرف في هذا المقال عن هؤلاء الثلاثة، وأهمية الرؤية الاستراتيجية، وكيف تساعدك تلك المهارات في أن تمتلك رؤية استراتيجية؟
من هو رائد الأعمال؟
رائد الأعمال هو شخص مبتكر ويملك شجاعة البدء في مشروعات جديدة، فهو يملك أفكارًا مبتكرة أو نسخة متطورة من أفكار موجودة بالفعل، ولديه القدرة على وضع استراتيجية وخطة لنمو الشركة واستدامة العمل بها، وعلى رائد الأعمال أن يتمتع بالمرونة والمعرفة والخبرة الكافية ليعرف كيف يواجه المشكلات والتحديات ليمر من الأزمات بنجاح.
من هو المدير التنفيذي؟
المدير التنفيذي ليس بالضرورة أن يكون مالكًا للشركة مثل رائد الأعمال، ولكنه يدير قطاع أو إدارة داخل الشركة، ويملك مهارات إدارية وقيادية قوية ليتمكن من اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمل، وكذلك يتواصل مع فريق العمل بشكل فعال، ويجب أن يمتلك رؤية استراتيجية ليستطيع التوسع وتحقيق أهداف الشركة.
من هو المستثمر الملائكي؟
عادةً يكون رجلًا أعمال ناجحًا، ولديه خبرة في السوق ويمتلك رؤى مستقبلية، وهو يقدم الدعم المالي للمشروعات الناشئة أو الصغيرة في مقابل أن يمتلك حصة من تلك الشركة، في وقت من الصعب للمشاريع الناشئة أن يقوموا بتأمين التمويل اللازم لنمو الشركة، وهو أيضًا يقوم بتقديم نصائح واستشارات للشركة.
وبالنظر لهؤلاء الثلاثة سنجد أن هناك عوامل مشتركة بينهم ومن الممكن أن يكون نفس الشخص رائدًا للأعمال ومديرًا تنفيذيًا ومستثمرًا ملائكيًا في مراحل مختلفة من حياته، فهم الثلاثة يتمتعون بالشجاعة والقدرة على اتخاذ القرارات والتفكير المستمر في التطوير وكيفية الاستحواذ على أجزاء من السوق، أو حتى إيجاد أسواق جديدة لتخدم مشاريعهم وشركاتهم، وبالطبع يمتلكون رؤية استراتيجية، والآن سنتكلم عن معنى الرؤية الاستراتيجية في عالم الأعمال.
الرؤية الاستراتيجية في عالم الأعمال
الرؤية الاستراتيجية هي الصورة المستقبلية التي تتطلع وتسعى إليها الشركة أو المؤسسة، وتساعد في وضع الأهداف الكبيرة والعليا التي تريد المنظمة تحقيقها والاتجاه الذي تسعى إليه على المدى البعيد، فهي بمثابة إطارًا وبوصلة للتوجه الذي تسير نحوه الشركة.
ويجب أن تكون تلك الرؤية واضحة ومفهومة ويمكن نقلها وشرحها، وتوفر الرؤية الاستراتيجية الارشادات اللازمة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية وتوجيه الموارد البشرية والمادية واللوجستية بشكل فعال لتحقيق أهداف الشركة.
وتتضمن الرؤية الاستراتيجية الكثير من العناصر مثل: تقييم موقف الشركة الحالي، تحديد الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها في المستقبل، وضع خطة العمل لتحقيق تلك الأهداف وكيفية الوصول إليها، تقسيم السوق إلى شرائح والعمل على استحواذ أكبر، استكشاف فرص جديدة للنمو والتوسع، وغيرها من العناصر التي تساعد الشركة في تحديد وجهتها المستقبلية.
أهمية امتلاك رؤية استراتيجية
ولتوضيح أهمية امتلاك رؤية استراتيجية وكيف يتميز موظفًا عن آخر بسبب تلك الرؤية سنضرب مثالًا عن ما هو الفرق بين رجل المبيعات الناجح ورجل المبيعات المميز الذي يستطيع أن يكون مديرًا للمبيعات ناجحًا أيضًا مثلما كان رجلًا للمبيعات ناجحًا.
- رجل المبيعات الناجح هو الذي يستطيع إقناع العميل بالمنتج أو الخدمة التي يقدمها وبيع تلك السلعة للعميل بنجاح، فهو ناجحًا جدًا في البيع المباشر، البيع الذي يحدث بين طرفين(One to one) .
- أما رجل المبيعات المميز الذي يستطيع أن يكون مديرًا للمبيعات هو الذي يستطيع أن يبيع بشكل مباشر، وأيضًا له رؤية استراتيجية، فهو لا ينظر فقط إلى عملية البيع الذي تحدث، ولكن لديه نظرة إجمالية على السوق، ويستطيع تقسيم السوق إلى شرائح وكيف يحتل أجزاء من هذا السوق، ومعرفة عمل استراتيجية للبيع وحساب تكلفة كل قناة بيعيه، و كم تكلف الشركة عملية البيع للعميل الواحد.
فالعمل في المبيعات كالمثال الذي ذكرناه يختلف تمامًا من البيع على أرض الواقع، وما يحدث في الإدارة وما يقوم به المدير التنفيذي لإدارة المبيعات، والذي يميز رجل مبيعات عن الآخر ويجعله يتقدم في سلم الترقيات هو امتلاك تلك الرؤية الاستراتيجية.
اقرأ أيضاً: 7 خطوات لتكون رجل أعمال ناجح
10 مهارات تساعدك في امتلاك رؤية استراتيجية
بعد ما تحدثنا عن أهمية الرؤية الاستراتيجية وكيف يمكن أن تصبح مميزًا بسبب امتلاكك نظرة مستقبلية ورؤية استراتيجية، فالتالي 10 مهارات تساعدك على امتلاك تلك الرؤية الاستراتيجية في عالم البزنس:
- الحصول على قدر جيد من التعليم
التعليم الجامعي خصوصًا في الجامعات المرموقة يُكسب الطالب الكثير من المهارات بالإضافة إلى المادة التعليمية التي يدرسها، أيضًا التعليم يقوم بتوسيع المدارك ويجعلك قادرًا على البحث عن المعلومات والقدرة على استيعابها وربطها ببعضها البعض.
- العمل على أرض الواقع
العمل من المكاتب طوال الوقت يفقدك معرفة الممارسات الفعلية التي تحدث على أرض الواقع، فعليك معرفة الصناعة التي تعمل بها وما هي مراحل كل عمل، وأن تتعامل مع كل الفئات التي تدخل وتشارك في مجال صناعتك.
فمثلًا إذا كنت تعمل في مجال الزراعة الصناعية عليك النزول للأرض والتحدث مع الفلاحين ومعرفة طبيعة عملهم.
- القدرة على خلق مناخ لمنتجك (Branding)
أن تعرف كيف يمكن أن تسوق لمنتجك وتخلق له هالة ومناخ متعلق به، بدايةً من الخامات المستخدمة إلى ديكورات منافذ البيع وشكل المنتج الخارجي، وأسلوب رجال البيع مع العملاء، كل هذا يُعلي من المنتج أو الخدمة التي تقدمها، ويجعل العميل يشعر بالرضا تجاه شرائه من منتجاتك.
- القدرة على خلق قيمة للمنتج
المنتجات بين المنافسين تكون متشابهة إلى حد كبير، ولكن ما يميز منتجًا عن آخر هو القيمة الإضافية للمنتج، وتتمثل تلك القيمة في جودة المنتج نفسه وفي خدمة العملاء وخدمات ما بعد البيع من صيانة أو استبدال المنتج، والقيام بتقديم حلول إذا واجه العميل أي مشكلة مع المنتج أو الخدمة.
- دائم التعلم، دائم العمل
بذل الجهد والكد في العمل مطلوب، فهذا من شأنه يعلمك ويصقل مهاراتك وخبراتك في العمل، كذلك مواصلة التعلم والاطلاع، فالتعلم والتطوير من ذاتك عملية مستمرة لا تتوقف، ما إن توقفت عن التعلم فأنت تتراجع إلى الوراء، ليس بالضرورة أن يكون التعليم أكاديمياً فقط، ولكن من المهم أن تتعلم من التجارب التي تمر بها، ومن الأشخاص الذين تتعامل معهم.
- اعمل كأنك تملك الشركة
نعم ليس بالضرورة أن تكون أنت مالك الشركة، ولكنك ستفكر وتتصرف كأنك تملك تلك الشركة، وأن مصلحة الشركة من مصلحتك، وهذه درجة كبيرة من الولاء للمكان والشعور بالمسئولية تجاه العمل والمؤسسة أو الشركة نفسها، وهذا سينعكس على قراراتك خصوصًا وقت الأزمات والتحديات.
- حدد ما لا تعرفه
من المنطقي والطبيعي أن هناك بعض المجالات أنت ليس على دراية كافية بها، أو بعض الأمور الخاصة بتفاصيل العمل، وعليك أن تعرف ما لا تعرفه في عملك أو الصناعة التي تعمل بها، فهذا سيساعدك على سرعة تعلم ما ينقصك من المعرفة.
- تطلع للغد
الرؤية الاستراتيجية هي رؤية مستقبلية وكيف ترى الشركة على المدى البعيد، وهذه من المميزات التي يتمتع بها الشباب، فلا تهتم كم بلغت من العمر، ولكن حافظ على تلك الروح الشبابية دائمة التطلع للغد وللمستقبل.
- معرفة المشكلات قبل العميل نفسه
من الأمور الهامة التي قد يغفل عنها بعض إدارات الشركات، هي أن تسبق العميل في معرفة المشكلة، أن تتابع عمليات البيع والشراء واستفسارات العملاء، ومتابعة سير العمل، وتعمل على حل المشكلات التي استطعت أن تكشفها من قبل أن يشتكي العميل وهو غاضبًا، فأن تتواصل مع العميل لتشرح له المشكلة وأنك تعمل على حلها يختلف كثيرًا في تواصلك مع العميل وهو غاضبًا وتحاول أن تحتوي المشكلة والعمل على تهدئته.
- الاستفادة من الرؤى المختلفة لإدارة الأعمال
رواد الأعمال صغار السن لهم مدرسة مختلفة بعض الشيء عن أصحاب الخبرات من الأجيال السابقة، لا نقول أن مدرسة منهما هي الصحيحة، ولكن الصحيح هو أن يحدث تناغم بين المدرستين، أن يستفيد أصحاب الشركات والمستثمرين الكبار من ابتكار الشباب والتطور التكنولوجي الذي نشأوا فيه، وكذلك يستفيد الشباب من خبرات الكبار.
وفي نهاية المقال نريد أن نذكركم أن تحديد الأهداف بوضوح أمرًا هامًا في وضع الخطط الاستراتيجية وفي تحديد اتجاهات فريق العمل، أيضًا لا تجعل منصات التواصل الاجتماعي والتباهي الذي يحدث عليها يضعف من عزيمتك، فليس من الشائع أن يكون شابًا في منتصف العشرينات من عمره يحقق الكثير من الأهداف والنجاحات، ولكن أغلب رواد الأعمال الناجحين في منتصف الأربعين، لأن ما مضى من عمره هو خليط من النجاحات والاخفاقات التي اكسبته المزيد من الخبرات حتى وصل لدرجة من النجاح في سن الأربعين، فقط اجتهد واعمل ما يتوجب عليك فعله.
شاهد أيضاً: تطوير الاعمال والاستثمار مع زياد علي مؤسس Peacock