الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، بل مليئة بالتقلبات والصعود والهبوط، وهذه طبيعة الدنيا فلا يوجد شيء ثابت، وعلى المرء أن يتقبل تلك الحقيقة وأنه من الممكن أن تتغير حياته بشكل كبير على نحو غير جيد وخارج حساباته، وبرغم صعوبة تلك التغيرات ولكن هذه الصدمات هي من أسباب قوة الإنسان وكيف أنه يحاول الوقوف مرةً أخرى ويُكمل حياته بشكل طبيعي، وفي هذا المقال سنتكلم عن المثابرة والقيام بعد العثرات وكيف تتعامل مع العقبات التي تواجهك.
تقلبات الزمان من الأمور الصعبة ولكن رفضك للأمر لن يغيره، بل يجب أن تعرف كيف تتعامل معه بشكل إيجابي، وكيف تستطيع أن تعبر هذه الفترة بسلام وبأقل الخسائر، وهذه العقبات قد تحدث في حياتك الشخصية أو المهنية، والتالي بعض النصائح التي من الممكن أن تساعدك في تخطي العقبات مثل رفدك من وظيفتك والبقاء بدون عمل لفترة.
نصائح تساعدك في تخطي العقبات والوقوف بعد الصدمات
- التفكير بشكل ايجابي
على الرغم من صعوبة الموقف الذي تتعرض له، ولكن تفكيرك بطريقة سلبية سيزيد من صعوبة الموقف، بل فكر بطريقة إيجابية، فالتجارب المؤلمة لها الكثير من الدروس المستفادة التي ستدركها لاحقًا، وستضيف لخبرات حياتك، فاعتبر هذه الخسارة مقابل تعلم أمور من المستحيل أن تدركها إلا بحدوث هذه العقبة في مسيرتك المهنية.
- انظر لحياتك بشكل عام
في وقت فراغك من الوظيفة يكون لديك الكثير من المشكلات التي يجب أن تجد لها حلول، ولكن أيضًا يكون لديك الكثير من الوقت، فانظر نظرة عامة على حياتك، وحدد وقتًا للتفكير في كيف قضيت يومك؟ وما هي القرارات الخاطئة التي اتخذها حتى وصلت إلى تلك المرحلة؟ لا نقصد بذلك جلد الذات، ولكن المقصود هو معرفة أسباب إخفاقك حتى تستطيع إدراك الأمر وألا تكرر الخطأ نفسه مرةً أخرى.
اقرأ أيضاً: أهم 5 مشكلات لكثرة مصادر التعلم وكيفية التغلب عليها
- الدروس المستفادة
كما ذكرنا في النقطة السابقة تأمل وتفكر لتعرف وتدرك كيف سارت بك الأمور إلى أن وصلت لهذه النقطة، وعليه تستطيع أن تتعلم من أخطائك، وأيضًا تركيزك فيما يحدث حولك سواء مواقف زملائك في العمل أو أصدقائك أو حتى موقف عائلتك بعد خسارتك للوظيفة أو المنصب الذي كنت تشغله يجعلك تعرف حقيقة البشر المحاطين بك، وتعرف من يتقرب إليك لشخصك، ومن كان قريب منك بسبب وظيفتك أو منصبك، وهذا من أكبر الدروس المستفادة وقت الأزمات.
- اجعل لك شخصية وحياتك الخاصة
بناءً على النقطة السابقة سندرك أمر خطير قد يقع فيه الكثير من الناس، وهو أنهم يخلطون بين شخصياتهم ومناصبهم، فيعتقدون أن من حولهم يحبونهم لأشخاصهم ولكنهم في الحقيقة يحبون المنصب والتسهيلات التي يوفرها لهم منصبك، وعليه اجعل لك شخصية منفصلة عن عملك حتى لا يكون العمل هو محور حياتك الأوحد، فإذا خسرت عملك خسرت كل ما تملك معه، وتعرف على أشخاص نبلاء لا يشغلهم ما هي وظيفتك وكيف يستفيدون منك.
- نظم حياتك
غياب الوظيفة يخلق الفراغ، ويتسبب في شعورك بمشاعر سلبية كثيرة كالغضب والحزن، ولكن كما اتفقنا فنحن نحاول التفكير بإيجابية لنستطيع الخروج من تلك المرحلة الصعبة بأفضل شكل ممكن، وهذه فرصة لإعادة تنظيم حياتك، وخلق روتين جديد لك يُكسبك المزيد من المعرفة والخبرات التي تساعدك في تحسين صحتك النفسية والعقلية، مما يفيدك لاحقًا في العودة لسوق العمل في أقرب فرصة ممكن.
- حدد أهدافك
في تلك الفترات العصيبة قد تشعر بالتشتيت والضياع، قد يكون لديك رغبة في الانتقام ممن حولك، أو تريد أن تثبت لهم أنك في غنى عنهم، خصوصًا إذا كنت في مركز وظيفي رفيع، ولكن في الحقيقة الحل الأمثل هو أن تدرخ تلك الطاقة لنفسك وتركز على حياتك وتقوم بتحديد أهدافك للفترة القادمة، وتخصص وقتًا للبحث عن عمل، وتقوم بتعديل سيرتك الذاتية وترى ماذا ينقصك من مؤهلات تتعلمها لتجد وظيفة أخرى.
- أبدأ من جديد
كثرة الصدمات والعثرات تجعلك أقوى وأكثر جلدًا وقادرًا على تحمل الصعاب بشكل أكبر، فمع كل عثرة في حياتك سترى أنك تتجاوزها بشكل أسرع من التي قبلها، أبدأ من جديد في كل مرة ولا تستلم لليأس والإحباط، بل اوجد لنفسك مصدرًا للطاقة، تتمكن من إعادة شحن طاقتك منه لتواجه لحياة، من الممكن أن يكون مصدر الطاقة هو ممارسة الرياضة أو إحدى ألعاب العقل، أو الجلوس مع صديقك أو التنزه بمفردك، المهم أن تجد لنفسك مصدرًا للطاقة.
- لا تستصغر ما تقوم به
التمسك بفعل أشياء صغيرة في الفترات الصعبة من الإنجازات الهامة في حياة الإنسان، فلا تستصغر النجاحات الصغيرة، فالحفاظ على نظام للنوم مثلًا والالتزام بتعلم شيء جديد هي إنجازات ونجاحات صغيرة تؤدي لنجاحات أكبر فيما بعد، وتأكد أنه لا يوجد نجاح كبير دون نجاحات صغيرة تسبقه وتكون بمثابة سُلمًا للإنجازات الكبيرة، اشعر بالرضا تجاه تلك الأمور الصغيرة ولا تسفه منها وسترى أثرها في حياتك.
- لا تنسى أنك إنسان
من الطبيعي أن تشعر بمشاعر سلبية ومتناقضة، وتتعرض لردود فعل سيئة ممن حولك وتشعر بالخذلان، لا تنكر ما تشعر به ففي النهاية هذه طبيعة إنسانية، اعترف بتلك المشاعر حتى تستطيع التعامل معها بشكل صحيح، فمواجهة العقبات ليس بالأمر الهين، خصوصًا إذا كان لديك مسئوليات أسرية وعائلية، لذلك اطلب المساعدة إذا وجدت أن الأمر أكبر من قدرتك على التحمل، أنت إنسان قد لا تعرف ما هو التصرف الصحيح في بعض المواقف أو لا تعرف كيف تتعامل مع مشاعرك، والتوجه لمختص في هذه المواقف من الأمور المساعدة بشكل كبير.
- تعرف على نفسك من جديد
بدلُا من التفكير الزائد والقلق المستمر حول كيف ستمر الأيام القادمة وكيف ستتصرف، اعد اكتشاف نفسك وتعرف عليها من جديد، اعرف ما هو شغفك الحقيقي وما هي الصناعات والمجالات التي تهتم بها وما هي الوظائف التي من الممكن أن تعمل بها بناءً على خبرات في تلك المجالات التي تشعر بالشغف نحوها، حدد ما هي مميزاتك وعيوبك، واعمل على تحويل تلك العيوب إلى مميزات وكيف يمكن أن تطور من مميزاتك وتزيد من مهاراتك، وكل هذه الأمور ستساعدك في البدء من جديد وإيجاد وظيفة أو منصب جديد، وستشعر بشكل أفضل حول نفسك.
في نهاية المقال نود القول أن الصبر هو محور أساسي في تلك النصائح السابقة، بدون الصبر ستشعر بالضيق بشكل أكبر وأنه لا جدوى مما تفعل، وستكون فريسة سهلة للإحباطات واليأس، وهذا ما لا نريده، بل التفكير بشكل إيجابي والعمل على حل المشكلة ومعرفة أسبابها وإيجاد حلول لها، وكيف يمكن أن تجد عملًا جديدًا يناسبك هو ما يشغلنا الآن، ومن الطبيعي أن تستغرق وقتًا حتى تخرج من الأزمات بنجاح.
لا تفقد الأمل وتذكر إيجابيات العقبات والعثرات في حياتنا، وانظر للنماذج التي تعرضت لصدمات كبيرة في حياتها وكيف أنها عادت مرةً أخرى لسوق العمل وأكملوا مسيرتهم المهنية وأحدثوا إنجازات، تذكر أن الإخفاقات والعقبات هي ليست نهاية المطاف، بل هي بدايات جديدة لتجارب مختلفة، وأنه لا يوجد موقف صعب لا يغيرنا للأفضل ويعرفنا حقيقة من حولنا.
شاهد أيضاً: تخطي العثرات والقيام بعد السقوط و المثابره- وائل الفخراني المدير التنفيذي لـ Edenred UAE EP