إن واقع انتشار فيروس كورونا المستجد كان له في الحقيقة أثر عميق على جميع أنواع الشركات والأعمال، وهو ما انعكس بالفعل على الاقتصاد العالمي ككل. فمع الإغلاق المؤقت لبعض الشركات وتباطؤ أنشطة كثيرة، كانت عواقب الوباء بالفعل أسوء من تلك التي أعقبت الأزمة المالية الكبرى في 2007: 2008.
4 أسواق ستتغير بسبب الكورونا وكيف نستفيد من هذا التغير؟
(لسماع حلقة البودكاست اضغط هنا)
تأثير فيروس كورونا على الوضع الاقتصادي
لقد أثرت توابع انتشار جائحة كورونا على الشركات الكبرى والمتوسطة والصغرى على حد سواء، وامتد تأثيرها ليشمل الاقتصاد العالمي بأكمله، حيث ظهر هذا التأثير بشكل مختلف وفقًا لخصائص كل سوق.
ويُلاحظ تأثير فيروس كورونا على الوضع الاقتصادي من خلال التراجع الكبير في الدورة الاقتصادية، الناتج عن صدمة العرض السلبية (مثل انخفاض الإنتاج الصناعي، إغلاق المصانع، وقف مشاريع البناء، البنية التحتية، والاضطرابات الخطيرة في سلاسل التوريد)، وصدمة الطلب السلبية (مثل تباطؤ استهلاك الأسر بسبب تدابير الاحتواء وتأجيل خطط الاستثمار)، مما تسبب في ركود اقتصادي حاد وتباطؤ كبير في وتيرة نمو الإنتاج.
إضافة إلى ذلك، تسببت حالة عدم اليقين المرتبطة بالأزمة الصحية وعواقبها الإنسانية الخطيرة في جعل الاقتصاد العالمي هشًا بدرجة كبيرة.
الاستراتيجية الفعالة للتأقلم مع انتشار وباء كورونا
التأقلم مع انتشار وباء كورونا يتطلب استراتيجية فعالة تضمن استمرارية العملية الإنتاجية في مختلف المجالات بنفس الكفاءة السابقة أو على الأقل استعادة دورانها مجددًا. لتحقيق ذلك، يجب التجديد والتغيير في العديد من المفاهيم واعتماد أساليب مبتكرة لإدارة الأزمة بأقل قدر ممكن من الخسائر.
العمل من البيت (Work from Home)
مع الظروف التي فرضتها طبيعة الفيروس، أصبح العمل من المنزل الخيار الأكثر عقلانية. ومع ذلك، فإن ذلك لا يعني إغلاق الشركات لمكاتبها تمامًا، بل يقتصر تواجد الموظفين في المكتب على الحالات التي تتطلب حضورهم الضروري.
تطبيق فكرة العمل من المنزل يحتاج إلى النظر في أمور عديدة، مثل تحديد أوقات العمل، تجهيز مكان مخصص لمباشرة المهام، وتوفير الأدوات والإمكانيات اللازمة للحفاظ على مستوى الأداء المهني السابق.
التحول إلى النظام الرقمي (Digital Migration)
أصبح التحول الرقمي ضرورة ملحة لضمان استمرارية الأعمال. ارتبط هذا التحول ارتباطًا وثيقًا بالعمل من المنزل، حيث ازداد الطلب على الحلول الرقمية والبنية التحتية التي تدعم هذا الاتجاه. يشمل ذلك شراء أجهزة الكمبيوتر المحمولة، تراخيص البرامج، البنية التحتية للشبكات الافتراضية، وحلول الأمان.
التحول الرقمي يسمح للشركات بمواصلة أعمالها دون الحاجة إلى تعطيل أو إغلاق، ولكن يشكل تحديًا كبيرًا يتطلب وقتًا وجهدًا لتحويل أنظمة العمل الورقية إلى بيانات رقمية، خاصة في الشركات التي لم تتبع هذا النظام سابقًا.
شبكة الـ Intranet
تعد شبكة الـ Intranet حلاً فعالًا يتيح لموظفي الشركة الواحدة التواصل وتبادل البيانات والأوامر داخل بيئة آمنة. تثبيت هذه الشبكة يوفر نفس كفاءة انتقال المعلومات التي كان يتم تحقيقها في النظام التقليدي، مما يضمن استمرارية العمل بسلاسة.
٤ أسواق ستتغير بسبب الكورونا وكيف نستفيد من هذا التغير؟
هناك أربعة أسواق رئيسية ستشهد تغيرات ملحوظة بسبب جائحة كورونا:
- التعليم:
قطاع التعليم لم يتوقف رغم الأزمة، لكنه يشهد تحولًا كبيرًا نحو التعليم عن بُعد باستخدام تكنولوجيا الإنترنت. هذا التحول يقلل من الحاجة للحضور الفيزيائي، مما يدفع المؤسسات لاعتماد الحلول الرقمية بشكل أكبر. - الرعاية الصحية:
الطلب على خدمات الرعاية الصحية عن بُعد ازداد بشكل ملحوظ، مما يفتح المجال لظهور خدمات جديدة تعتمد على التكنولوجيا. مع ذلك، تبقى التكلفة عائقًا لبعض الفئات حتى يتم استيعاب هذه الحلول بشكل أوسع. - شركات الاستثمار:
الوضع الاقتصادي الحالي فرض على سوق الاستثمارات توخي الحذر وضخ أموال أقل، مع التركيز على تقليل الخسائر قدر الإمكان. - المصانع:
تراجعت الإنتاجية في كثير من الصناعات، ما دفع بعض المصانع إلى الإغلاق. أما المصانع التي تتجه للتحول الرقمي فستكون قادرة على مواجهة هذه التحديات ومواكبة التغيرات.
كيف نستفيد من هذا التغير؟
على الرغم من الصعوبات، هناك فرصة للاستفادة من التغيرات من خلال تطوير استراتيجيات مرنة لإدارة الأزمة بكفاءة. يمكن تحقيق ذلك عبر أتمتة العمليات مثل البيع، التواصل مع العملاء والموردين، والتفاعل الداخلي داخل الشركة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن خلق فرص جديدة تمكّن الشركات من استغلال التكنولوجيا الرقمية لتعزيز كفاءتها ومواكبة المتغيرات.
أقرأ أيضًا : تأثير فايرس كورونا على الشركات وكيف تتعامل مع الوضع الحالي