أصبح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي أمرًا شائعًا في عصرنا الحالي الذي يتسم بالرقمنة وأتمتة المعلومات والأدوات المستخدمة في عمليات سير العمل في مختلف المجالات، حيث يمكن الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في رفع جودة العمل، وزيادة الكفاءة التشغيلية، والتعزيز من جودة تجربة المستخدم، وغيرها من الفوائد التي تعود على الشركات بالنفع والإيجاب، وفي هذا المقال نستعرض معًا استخدامات الذكاء الاصطناعي في عملية تحسين المبيعات.
11 استخدامًا للذكاء الاصطناعي في المبيعات
يمتلك الذكاء الاصطناعي مجموعة من الأدوات القادرة على تنفيذ عدة مهام متعلقة بتحسين عملية المبيعات، وتسهيل عمل المشتغلين بهذا المجال، وفيما يلي جزء من كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في تحسين المبيعات:
تحليل سلوك العميل
يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل سلوك العملاء والجمهور المستهلك من خلال استخدام الخوارزميات لتتبع وتحليل البيانات حول المنتجات التي يشتريها العميل، وطبيعة الصفحات والمواقع التي يزورها، ثم يقوم بتحديد الخيارات التي تظهر أمام العميل في شكل توصية لهذه المنتجات المتعلقة بالمنتجات التي قد اختارها العميل بالفعل، وهذا ينشط من عمليات البيع العابر أو البيع الإضافي.
تحليل البيانات الضخمة
يتمكن الذكاء الاصطناعي من جمع وتحليل كميات كبيرة من البيانات بدقة عالية وفي وقت قصير، وهذا يساعد في تحليل سلوك العميل، واتجاهات السوق، والمنافسين، وتساعد نتائج تلك التحليلات في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتسويق والبيع والتوزيع، وفقًا لمؤشرات الوضع الراهن للسوق وتفضيلات الجمهور.
التنبؤ بالمبيعات
يستخدم الذكاء الاصطناعي البيانات القديمة المتعلقة بعمليات البيع سابقًا، مع القدرة التحليلية على معرفة السلوك الشرائي للعميل وتفضيلات الجمهور المستهدف، ويقدم توقعات مستقبلية للمبيعات وفقًا لتلك البيانات، وتستفيد الإدارة من تلك المعلومات في التخطيط للمرحلة القادمة، وتحديد الكميات الموجودة في المخازن، واختيار الوقت المناسب لطرح منتجات جديدة في السوق، ومتى يمكن البدء في إطلاق حملات إعلانية ترويجية.
إدارة العلاقات مع العملاء
تقوم إدارة العلاقات العامة بجمع كل الأنشطة المتعلقة بعمليات التسويق والمبيعات ودعم العملاء بخصوص استفساراتهم ومشكلاتهم في مكان واحد، ويمكن إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي في برامج إدارة العلاقات مع العملاء لتحسين العلاقة مع العملاء وزيادة المبيعات.
الرد الآلي والدعم الفوري
مَن منا لم يقم بالدردشة مع روبوتات الدعم الفني، فهي من أشهر الأدوات التي يتعامل معها الجمهور، حيث تُوفَّر روبوتات الدردشة والرد الآلي لتقديم الدعم للعملاء على مدار الساعة، ويمكن تغذيتها بالمعلومات اللازمة للرد على استفسارات العملاء وتقديم المساعدة لهم، حتى إتمام عملية الشراء معهم، مما يعزز من تجربة العملاء وضمان ولائهم للعلامة التجارية، بالإضافة إلى قدرتها على جمع الملاحظات، ومعرفة أكثر الاستفسارات والأسئلة التي يبحث عن إجابتها العميل وتقديمها لفرق العمل.
التسعير الديناميكي
يساعد الذكاء الاصطناعي في عملية التسعير بناءً على تحليل البيانات السابقة والحالية المتعلقة بالتغيرات السعرية، والعرض والطلب في السوق، مع اعتبار السعر المناسب للجمهور، ويقوم بتعديل الأسعار في ضوء تلك المعلومات.
أتمتة رسائل البريد الإلكتروني
يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في إدارة حملات البريد الإلكتروني وتحسينها، حيث يمكن تنظيم وتحديد أفضل الأوقات لإرسال البريد، ومتابعة معدلات فتح الرسالة، والنقر، وتحويل العملاء، أي تحليل سلوك العميل المتعلق بالتفاعل مع البريد الإلكتروني، وإمداد فرق العمل المختصة بالمعلومات اللازمة.
تحسين البيع بالتجزئة
يقدم الذكاء الاصطناعي أدوات تساعد في تقديم التوصيات الشخصية للعملاء، وفق تفضيلاتهم الشخصية التي جمعها الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل سلوكهم الشرائي عبر الخوارزميات، كما تساعد العملاء في إتمام عملية الشراء بنجاح، وتسهِّل عرض المنتجات وخصائصها لهم.
تحسين العمليات الداخلية
يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين العمليات الداخلية المتعلقة بالإنتاج والتوزيع، مثل: الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد والإمداد؛ مما ينعكس على زيادة المبيعات، من خلال تقليل النفقات ورفع الكفاءة الإنتاجية، وهذا له تأثير مباشر في تسريع الشحن والتوصيل للعميل، وتحسين تجربة المستخدم وشعوره بالرضا.
التصميم الذكي للمنتجات
معرفة احتياجات الجمهور التي يستنتجها الذكاء الاصطناعي من خلال جمع البيانات وتحليلها يساعد في إحداث تحسينات على المنتج؛ ليواكب هذا التطور متطلبات العميل، ويقدِّم تجربة وقيمة أفضل له، مما يزيد من فرص البيع.
التحكم في الشحن وتتبع الطلبيات
توفر أدوات الذكاء الاصطناعي نظام تتبع لمعرفة خط سير الطلبية، بدايةً من خروجها من المخازن أو نقاط البيع، وصولًا إلى العميل المستهلك، سواء كان التوصيل من خلال الشركة نفسها أو عن طريق الاستعانة بشركات الشحن.
دور رجل المبيعات في تحسين تجربة المستخدم
لم يعد نجاح الشركات متوقفًا على بيع المنتج فحسب، ولكن أصبح تقديم تجربة متميزة للعميل من خلال استخدام المنتج أو الخدمة من معايير نجاح الشركات، ويعزز من زيادة المبيعات، والحفاظ على ولاء العميل، وفيما يلي جانب من تأثير رجل المبيعات في تحسين تجربة المستخدم:
الملاحظة وجمع المعلومات
يتعامل مندوب المبيعات بشكل مباشر مع العميل، ويمكنه ملاحظة تفاعله مع المنتج من خلال المحادثة بينهما وانطباعات العميل ولغة جسده، فيتمكن من جمع تلك المعلومات ومشاركتها مع فرق العمل الأخرى المسؤولة عن تطوير المنتج، وبالتالي يحصل العميل على تجربة أفضل فيما بعد.
تقديم حلول وتوصيات
مندوب البيع هو ممثل الشركة أمام العميل، ومن المؤكد أن تواصله الفعال مع العميل، ورده على جميع استفساراته، وتقديم الحلول له، وترشيح الخدمات أو المنتجات الملائمة لاحتياجاته، يعزز من بناء الروابط بين العميل والعلامة التجارية، وزيادة شعور العميل بالرضا.
🔶اقرأ أيضًا: احتراف فن المبيعات | 9 استراتيجيات لـ تحقيق النتائج وزيادة البيع
تحديد الجمهور المستهدف
يتواصل مندوب البيع مع الكثير من المستهلكين، وبالممارسة يمكنه المساعدة في بناء شخصية العميل المستهدف، وتحديد الشريحة التي تهتم بالفعل بمنتجات وخدمات الشركة، وبالتالي تخصيص الرسالة التسويقية لهم؛ لجذب العملاء المحتملين، وتعزيز العلاقة بالعملاء الحاليين.
تزويد فرق العمل بالمعلومات
لدى مندوبي البيع معلومات كثيرة حول شخصيات العملاء، وسلوكهم الشرائي، ونواياهم المختلفة للشراء، وانطباعاتهم حول المنتج، كل هذه المعلومات مهمة لفريق التسويق، وفريق خدمة العملاء، وفريق الإنتاج وتطوير المنتجات، فهو أكثر مَن يتواصل مع العميل بفعالية وبشكل مباشر، وبالتالي يمكنه إمداد تلك الفرق بالمعلومات اللازمة حسب طبيعة عمل كل فريق؛ ليتشاركوا كل الجهود لتحسين تجربة العميل.
في النهاية يقوم الذكاء الاصطناعي بدور مهم في تيسير الكثير من المهام المختلفة التي تساعد في تطوير الأداء وتحسينه، ويقدم للشركات أدوات تساعد في رفع كفاءة قسم المبيعات، حيث تسهم استراتيجيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز النمو التجاري، وزيادة حجم المبيعات، وتوفير وقت العاملين لمهام أخرى تحتاج المزيد من الابتكار والتركيز.
وعلى الرغم من هذا التطور التكنولوجي الهائل، فلا يمكن الاستغناء أبدًا عن رجل المبيعات، حيث لا يوجد شيء يوازي التفاعل البشري، وإدراك البشر للمشاعر ولغة الجسد والانطباعات التي تصدر عنها، وللوصول إلى أفضل النتائج يجب الدمج بين الاعتماد على البشر وأدوات الذكاء الاصطناعي، ففي النهاية أساس استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي هو تسهيل عمل الإنسان وليس إلغاء دوره.
والمبيعات من المجالات التي تسمح بتداخل الجهود الآلية والبشرية لتنفيذ نتائج مبهرة، مما يساعد الشركة في تحقيق النمو والريادة في قطاع أعمالها، والحفاظ على حصتها التسويقية، بل وزيادة مبيعاتها داخل الأسواق، ودعم تجربة المستخدم، وزيادة ولاء العملاء للعلامة التجارية.
🔶شاهد أيضًا: أبرز صعوبات تواجه المشاريع اللوجستية وأسرار الإدارة المالية مع سامر غرايبة CEO Mylerz