مهارات التقديم والعرض أو Presentation Skills من أهم المهارات الناعمة التي يجب أن يتمتع بها الجميع. يعتقد البعض أن هذه المهارة تقتصر على المديرين أو أصحاب الأعمال أو رجال المبيعات وغيرهم ممن تتطلب وظائفهم التحدث أمام الجمهور، لكن في الحقيقة هذا مفهوم خاطئ.
في هذه المقالة الجديدة من بزنس بالعربي، نبدأ معكم رحلة لصقل مهاراتكم الناعمة عبر سلسلة من المقالات بعنوان مهارات 360. الهدف منها هو تطوير مهاراتكم لمواكبة تطورات سوق العمل محليًا ودوليًا. ولتعزيز ذلك، نقدم معلومات إضافية عبر بودكاست 360 قيادة من تقديم أحمد رشاد.
لماذا تعتبر مهارات التقديم والعرض ضرورية؟
مهارات التقديم والعرض ليست مقتصرة على مجال محدد، فهي مهمة في جميع قطاعات الأعمال وعلى المستوى الاجتماعي. فعلى سبيل المثال، قد يحتاج الطالب إلى تقديم عرض حول مشروع دراسي بذل جهدًا كبيرًا في إعداده، ولكن إذا لم يمتلك مهارات العرض، فإن جهوده قد تضيع بسبب ضعف في تقديم الفكرة.
هل أنت طالب جامعي؟
إذا كانت الإجابة بـ “لا”، فأنت محظوظ لأن لديك وقتًا لتطوير هذه المهارة. أما إذا كنت طالبًا جامعيًا، فعليك استغلال الفرص المتاحة لتحسينها، لأنك ستحتاجها سواء أثناء التواصل مع زملائك أو تقديم مشروعك أمام الدكاترة. فحتى الأفكار الممتازة قد تفشل إذا كانت طريقة عرضها ضعيفة.
أما بالنسبة للموظفين، فإن مهارات التقديم أصبحت ضرورة وليس رفاهية. ستُطلب منك في الاجتماعات مع المديرين أو أثناء التعامل مع العملاء لحل مشكلاتهم أو تسويق منتج. وبالتالي، فإن إتقان هذه المهارات يعزز فرص ترقيتك وتقييمك كموظف محترف.
ما هي مهارات التقديم والعرض – Presentation Skills
تعرف بزنس بالعربي مهارات التقديم والعرض بأنها:
“القدرة على تقديم المعلومات بوضوح وفعالية إلى الجمهور بثقة واحترافية، باستخدام نبرة صوت ملائمة ولغة جسد منظمة، مع تنظيم المحتوى بطريقة جذابة”.
الأنواع الرئيسية لمهارات التقديم والعرض – Presentation Skills
- العروض المقنعة – Persuasive Presentations
تهدف إلى إقناع الجمهور باتخاذ قرار معين. مثل عرض مؤسس شركة ناشئة أمام المستثمرين للحصول على تمويل، أو بائع يروج منتجه.
- العروض التعليمية – Instructional Presentations
تُستخدم لتوجيه الجمهور حول سياسات أو معلومات جديدة. مثلًا، يقدم مدير الموارد البشرية عرضًا لتعريف الموظفين الجدد بقواعد الشركة.
- العروض المعلوماتية – Informative Presentations
تقدم معلومات عن موضوع معين. مثال: عرض الموارد البشرية حول متطلبات المكافآت الجديدة.
- العروض الملهمة – Inspirational Presentations
تهدف إلى تعزيز الروح المعنوية. مثال: مؤتمر شركة آبل الذي يُبرز القيمة المضافة لمنتجاتها، أو خطابات متحدثي TED.
مع البحث والتعمق أكثر ستجد أن هناك العديد من أنواع العروض الأخرى، ولكنها جميعًا تدور في نفس الحلقة، وهي أنها مهارةُ مهمة في تقديم المعلومة أو بيع الخدمة أو المنتج أو عرض الذات أثناء مقابلة الوظيفة وغيرها.
أهمية مهارات التقديم والعرض – Presentation Skills
التواصل والتفاعل مع الآخرين سلوك بشري روتيني له العديد من الأشكال؛ فالتواصل لفظيًا أو نصيًا له أهمية كبيرة في انجذاب الناس لبعضها البعض، وأيضًا من أجل الأعمال التجارية وغيرها.
أولاً: تعزيز فرص النمو:
إتقان مهارات التقديم والعرض يُعتبر أداة رئيسية للنمو في أي مجال؛ حيث:
- يسلط الضوء عليك كشخص موثوق وقادر على التواصل بفعالية.
- تمكنك من عرض أفكارك ومهاراتك أمام الآخرين بثقة.
- يساعدك على التقدم في المناصب أو الحصول على الفرص القيادية.
ثانياً: تطوير الشخصية:
مهارات التقديم لا تتعلق فقط بالجانب المهني، بل تؤثر أيضًا في الحياة الاجتماعية.
- تتيح لك القدرة على التأثير في الآخرين من خلال لغة الجسد ونبرة الصوت.
- تعزز مهارات الاستماع والتفاعل مع الآخرين.
- تمنحك الثقة في التعبير عن أفكارك بوضوح وجاذبية.
ثالثاً: صياغة الفكرة والرسالة:
- تسهم في تبسيط الأفكار المعقدة وإيصالها إلى الجمهور المستهدف بشكل سلس.
- تعزز فهم الجمهور لرسالتك سواءً كنت تعرض منتجًا، خدمة، أو فكرة.
- تساعد في صياغة الرسائل بفعالية لإبرام صفقات ناجحة أو إقناع المستمعين.
رابعاً: تعزيز الثقة:
- عندما يتم اختيارك لتقديم عرض أمام جمهور، فإن ذلك يعكس ثقة الآخرين بك.
- تقديم العروض بشكل جيد يزيد من ثقتك بنفسك ويبرزك كشخص مؤهل ومتمكن.
- الثقة الناتجة عن الإعداد الجيد والتحضير المسبق تترك انطباعًا إيجابيًا لدى الجمهور.
الخلاصة: مهارات التقديم والعرض هي مفتاح للنجاح والتأثير، سواء كنت طالبًا أو موظفًا أو حتى قائدًا. تطوير هذه المهارات يفتح لك أبوابًا جديدة ويساهم في بناء شخصيتك بشكل شامل.
اقرأ أيضاً: ما هو نموذج SMART | كيف تحقق أهدافك في 6 خطوات باستخدام SMART Model للأهداف الذكية؟
العناصر الخمسة لمهارة العرض
كما يُقال: “قبل أن تتكلم، تعلّم كيف تتكلم.” نفس الشيء ينطبق على مهارة العرض. الإتقان الحقيقي لهذه المهارة يأتي من فهم عميق لمراحلها الرئيسية، والتي تتلخص في خمسة عناصر أساسية:
أولاً: الغاية أو الغرض من العرض:
الخطوة الأولى لفهم الغاية من العرض هي الإجابة عن الأسئلة التالية:
- لماذا أقدم هذا العرض؟
- من سيكون الجمهور المستهدف؟
- ما الذي أريد أن يتعلمه الجمهور؟
- ماذا أطمح إلى تحقيقه من العرض؟
تحديد الهدف يساعدك على صياغة عرض يلبي احتياجاتك واحتياجات جمهورك بشكل دقيق.
ثانياً: التخطيط:
التخطيط هو الخطوة التي تتحول فيها الأفكار إلى إطار منظم.
وهذه أسئلة يجب الإجابة عنها في مرحلة التخطيط:
- ما التنسيق الأنسب للعرض؟
- كم من الوقت يستغرق العرض؟
- كيف يمكن تقسيم المحتوى إلى أقسام واضحة وموجزة؟
- هل يمكن تضمين عناصر إبداعية أو كوميدية؟
- كم عدد الحضور؟ وما هو ترتيب المكان؟
- هل سيكون العرض مباشرًا أم عبر منصة إلكترونية؟
- هل سيكون هناك وقت مخصص للأسئلة؟
التخطيط الجيد يمنحك صورة شاملة ويوفر لك الوقت خلال إعداد التفاصيل.
ثالثاً: الإعداد:
الإعداد يتضمن جمع وتنظيم كل المواد اللازمة للعرض.
هذه أسئلة يجب طرحها في هذه المرحلة:
- هل المحتوى يحقق الهدف الأساسي؟
- هل العرض شامل ومركّز على النقاط الهامة؟
- هل العناصر البصرية (صور، شرائح) واضحة وغير مشتتة؟
- هل النص ملائم للجمهور وخالٍ من العبارات المعقدة أو المسيئة؟
- هل تم تدقيق كل التفاصيل ومراجعة المواد؟
احرص على صياغة محتوى يجمع بين الوضوح والتأثير، مع ترك مساحة للارتجال ضمن إطار العرض.
رابعاً: التدريب على العرض:
مبارك عليك أنت الأن إنتهيت من 80% تقريباً من التجهيز للعرض، والآن حان وقت التدريب على العرض، ستخبرك بزنس بالعربي نصيحة مهمة، أعط نفسك وقتاً بعد الإعداد للعرض في التدريب عليه ودراسته بشكلٍ جيد، فهذا سيساعدك على إتقانه وزيادة ثقتك بنفسك، وأيضاً ستمتلك الوقت الكافي في تدوين أي معلوماتٍ تحتاج إلى تعديل، كما سيساعدك التدريب على فهم كم الوقت الذي يستغرقه العرض وما إذا كان عليك تعديل وقته. فالتدريب هو المرحلة التي تنقل التحضير النظري إلى التنفيذ العملي.
ما الذي يجب التركيز عليه خلال التدريب؟
- وضوح الصوت وتلوينه بما يناسب الموقف.
- لغة الجسد: الوقوف بثبات واستخدام الإيماءات المناسبة.
- التواصل البصري مع الجمهور لخلق اتصال مباشر.
- ارتداء ملابس ملائمة تتناسب مع طبيعة الحدث.
- التمرن على الوقت المخصص للتأكد من التزامك بالجدول الزمني.
خامساً: العرض:
أخيرًا أنت تقف على خشبة العرض لتقديم محتواك، تذكر أنك قد أتممت التخطيط والإعداد والتدريب للعرض، لذا كن واثقًا بنفسك.
نصائح لليوم الكبير:
- التزم بالخطة، لكن لا تخف من تعديلها إن تطلب الموقف ذلك.
- إذا شعرت بالتوتر، خذ نفسًا عميقًا، فهو شعور طبيعي.
- كن مرنًا إذا حدثت تحديات غير متوقعة، وارتجل بثقة بناءً على معرفتك.
- ركّز على الرسالة الرئيسية وتواصل مع الجمهور كأنك تتحدث إلى أصدقاء.
اقرأ أيضاً: SWOT Analysis | مفهومه و7 طرق للاستفادة منه في تحليل الأعمال
7 نصائح رئيسية لمهارة التقديم
مهارة التقديم والعرض (Presentation Skills) تتكون من عنصرين رئيسيين: العرض والتقديم. قد تكون ماهرًا في إعداد محتوى جذاب، لكن دون تقديمٍ مميز يفقد المحتوى تأثيره. هنا نستعرض أهم الجوانب المرتبطة بمهارات التقديم.
أولاً: معرفة الجمهور:
فهم الجمهور هو مفتاح نجاح العرض.
- عند مخاطبة قادة حكوميين، استخدم مفردات دبلوماسية ولغة رسمية.
- في مناسبات احتفالية مع الشباب أو الطلاب، كن أكثر ألفة، مع الحفاظ على اللباقة.
يساعدك فهم طبيعة الجمهور على ضبط نبرة خطابك واختيار الكلمات المناسبة.
ثانياً: نبرة الصوت:
نبرة الصوت تضفي الحياة على العرض.
- تنوع نغمات الصوت يعزز تفاعل الجمهور.
- تحدث بثقة وإقناع، مع الحفاظ على الاحترام والاحترافية.
تجنب الكلمات العامية والركيكة التي قد تقلل من قيمة العرض, مثل: (يسطا – باشا – برنس – هقلك المفيد – هجبهالك دوغري – خلصانه …….).
ثالثاً: توقيت الكلام:
- التحكم بالوقت مهارة حاسمة في العروض.
- الترتيب المنطقي (الأصل ثم الفرع) يساعد على إدارة الوقت بفعالية.
- تدرب على تقديم عرضك في الزمن المخصص.
- ركز على الأهم، واترك التفاصيل غير الضرورية للأخير.
رابعاً: لغة الجسد:
لغة الجسد تعكس الثقة والمصداقية.
- الوضعية: الوقوف أو الجلوس باستقامة يعكس الاحترافية.
- التواصل البصري: انظر مباشرة إلى الجمهور لتكوين رابطة قوية.
- الإيماءات: استخدم حركات اليد باعتدال لتوضيح النقاط.
- تعابير الوجه: عبّر عن الحماس أو الجدية بما يناسب الموقف.
خامساً: الايجازية:
- الوضوح والإيجاز من أهم عوامل جذب انتباه الجمهور.
- اختصر الأفكار قدر الإمكان، وركز على النقاط الأساسية.
- استخدم تقنيات بصرية مثل الشرائح التوضيحية لتلخيص الأفكار.
- التبسيط لا يعني التقليل من قيمة المحتوى، بل تقديمه بشكل أكثر فاعلية.
سادساً: الالتزام بالموضوع:
- حافظ على التركيز في موضوع العرض.
- الخروج عن الموضوع قد يكون أداة فعالة لاستعادة انتباه الجمهور، لكن يجب أن يكون مدروسًا وهادفًا.
- البقاء ضمن الإطار المحدد يضمن وضوح الرسالة وعدم إرباك المستمعين.
سابعاً: التدريب:
- التدريب هو العامل الحاسم لتقديم عرض مميز.
- مارس العرض بشكل متكرر حتى تتقنه وتستطيع تقديمه دون الحاجة للقراءة المستمرة.
- تدرب على توقع الأسئلة المحتملة من الجمهور وجهّز إجابات لها مسبقًا.
- احرص على محاكاة الظروف الفعلية للعرض أثناء التدريب.
الخلاصة:
مهارات التقديم والعرض ليست فقط مفتاح النجاح في الحياة المهنية بل تعزز الثقة الشخصية وتفتح آفاقًا جديدة. استثمر وقتك في تطوير هذه المهارة من خلال الممارسة والتعلم المستمر، فهي أداة لا غنى عنها في أي مجال.
تذكر دائمًا: العرض الجيد يبدأ من تحضير ممتاز وينتهي بتقديم متميز.
شاهد أيضاً: أهم المهارات المطلوبة في سوق العمل – أحمد عباس