خاص – بزنس بالعربي: وافق البرلمان الإيراني على مشروع قانون لإلغاء أربعة أصفار من العملة الوطنية الريال، في خطوة تهدف إلى تبسيط المعاملات المالية ومواجهة آثار التضخم المزمن الذي تجاوز 35 بالمائة خلال السنوات الأخيرة.

وبموجب القرار، سيتم استبدال 10,000 ريال حالي بـ ريال جديد واحد، على أن يتم تنفيذ عملية التحول على مرحلتين:

أولًا، يمنح البنك المركزي الإيراني فترة عامين للتحضير الفني والإداري للعملية.

ثانيًا، تبدأ بعدها مرحلة انتقالية مدتها ثلاث سنوات يتم خلالها تداول الريال القديم والجديد بشكل متزامن.

ويُعد هذا القرار جزءًا من إصلاحات نقدية وتشريعية أوسع، حيث تم تعديل قانون النقد والبنوك، وتم التصويت عليه بـ 144 صوتًا مؤيدًا مقابل 108 معارضين من أصل 262 نائبًا حاضرًا في الجلسة.

ورغم أن الريال سيظل العملة الرسمية، فإن الإيرانيين يستخدمون في حياتهم اليومية وحدة التومان، والتي تعادل 10 ريالات، ما يجعل القرار أقرب إلى توحيد الاستخدام الشعبي والرسمـي.

ويأتي هذا التحرك في ظل تدهور قيمة الريال، حيث بلغ سعر صرفه في السوق الحرة نحو 1,150,000 ريال للدولار الواحد، مقارنة بـ 920,000 ريال قبل إعادة طرح المشروع في أغسطس الماضي.

ورغم أن القرار يهدف إلى تسهيل العمليات الحسابية وتقليل الأعباء على المواطنين، إلا أن بعض النواب والخبراء الاقتصاديين انتقدوا الخطوة، معتبرين أن تحسين القيمة الحقيقية للعملة أهم من مجرد تعديل شكلها الرقمي.

القرار لا يزال بحاجة إلى مصادقة مجلس صيانة الدستور وتوقيع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قبل أن يدخل حيز التنفيذ رسميًا.

ولكن ما هي نظرية إلغاء الأصفار من العملات ؟

تُعرف نظرية إلغاء الأصفار بأنها إجراء نقدي تتخذه الدول التي تعاني من تضخم مفرط أو تدهور كبير في قيمة العملة، ويهدف إلى إعادة هيكلة العملة عبر حذف عدد من الأصفار من الفئات النقدية، لتسهيل التعاملات اليومية وتحسين الصورة النفسية للعملة دون تغيير قيمتها الحقيقية.

أهداف إلغاء الأصفار من العملة

• تبسيط العمليات الحسابية والمحاسبية.. وذلك بتقليل عدد الأصفار يسهل عمليات الدفع، الفوترة، والمحاسبة، خاصة في الأنظمة الإلكترونية.
• تحسين الثقة النفسية في العملة.. فيعطي ذلك انطباعًا بأن العملة أصبحت أكثر استقرارًا، مما يعزز الثقة بها داخليًا وخارجيًا.
• خفض تكاليف طباعة العملة .. حي أن الفئات النقدية الجديدة تكون أقل عددًا وأبسط تصميمًا، مما يقلل من تكلفة الطباعة والتوزيع.
• دعم الإصلاحات الاقتصادية .. لأنه غالبًا ما يُستخدم هذا الإجراء كجزء من حزمة إصلاحات أوسع تشمل ضبط التضخم، تحسين السياسات النقدية، وتعزيز الاستقرار المالي.

تجارب دولية حديثة في إلغاء الأصفار

إيران

كما ورد في تقريرنا بوافقة البرلمان الإيراني على حذف أربعة أصفار من الريال، وتحويله إلى ريال جديد، في محاولة لمواجهة التضخم وتوحيد الاستخدام الرسمي والشعبي للعملة.

فنزويلا

نفذت فنزويلا عدة مراحل من حذف الأصفار، أبرزها في عام 2018 عندما ألغت خمسة أصفار من البوليفار، ثم أتبعتها بإلغاء ستة أصفار في عام 2021، بسبب التضخم الذي تجاوز 1,000,000 بالمائة.

زيمبابوي

ألغت زيمبابوي 12 صفرًا من عملتها بين عامي 2006 و2009، بعد أن وصلت معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة عالميًا، مما أدى لاحقًا إلى التخلي عن العملة المحلية واعتماد الدولار الأمريكي.

تركيا

في عام 2005، ألغت تركيا ستة أصفار من الليرة التركية، ضمن خطة إصلاح اقتصادي شاملة، ونجحت في استعادة الثقة بالعملة وتحقيق استقرار نسبي.

البرازيل

شهدت البرازيل عدة مراحل من حذف الأصفار خلال القرن العشرين، أبرزها في الثمانينات والتسعينات، ضمن جهود لمواجهة التضخم المرتفع وتحقيق استقرار نقدي.

هل تنجح هذه الخطوة دائمًا؟

نجاح إلغاء الأصفار يعتمد على وجود إصلاحات اقتصادية حقيقية ترافق القرار، مثل ضبط التضخم، تحسين الإنتاجية، واستقرار السياسات المالية. أما إذا تم تنفيذها بشكل رمزي فقط، فقد تؤدي إلى نتائج عكسية وتفاقم الأزمة.