بزنس بالعربي: انتقدت رئيسة شركة شل أمريكا، كوليت هيرستيوس، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف مشاريع طاقة الرياح البحرية، واصفة إياه بأنه “ضار جدًا بالاستثمار”، وذلك في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز نُشرت يوم الأحد.
وقالت هيرستيوس: “أعتقد أن حالة عدم اليقين في البيئة التنظيمية تُعد ضارة جدًا. كلما تأرجح البندول في اتجاه، من المرجح أن يتأرجح بنفس القوة في الاتجاه الآخر.”
وشددت على ضرورة استمرار المشاريع التي حصلت على التصاريح اللازمة، مؤكدة أن التراجع عنها يضر بثقة المستثمرين في قطاع الطاقة المتجددة.
وكانت إدارة ترامب قد ألغت مشاريع لطاقة الرياح بقيمة 679 مليون دولار، مبررة القرار بأن هذه المشاريع “تهدر الموارد التي يمكن استخدامها في إنعاش قطاع النقل البحري الأمريكي”، بحسب تصريح وزير النقل الأمريكي شون دافي.
ولكن هل طاقة الرياح البحرية مهمة لهذه الدرجة ؟
تُعد طاقة الرياح البحرية من أبرز مصادر الطاقة المتجددة التي تراهن عليها الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها المناخية، حيث وضعت إدارة بايدن خطة طموحة لنشر 30 جيجاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030، تكفي لتغذية أكثر من 10 ملايين منزل، وتجنب انبعاث 78 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون.
ويمتلك الساحل الأمريكي إمكانات تقنية لتوليد أكثر من 13 مليون جيجاواط/ساعة سنويًا من الكهرباء عبر الرياح البحرية، وجذب القطاع استثمارات تفوق 12 مليار دولار في التصنيع، وبناء السفن، وتطوير الموانئ، ومشاريع مثل Vineyard Wind وSouth Fork Wind وOcean Wind 1 حصلت على الموافقات الفيدرالية وبدأت التنفيذ بالفعل.
لكن القطاع يواجه تحديات مثل ارتفاع التكاليف، ومشاكل في سلاسل الإمداد، بالإضافة إلى تقلب السياسات التنظيمية، كما حدث مؤخرًا مع قرار إدارة ترامب بوقف مشاريع بقيمة 679 مليون دولار.
شل بين التوسع والتراجع في الطاقة المتجددة
ودخلت شركة شل مجال طاقة الرياح منذ أكثر من 25 عامًا، وتمتلك حاليًا أكثر من 2 جيجاواط من مشاريع الرياح قيد التشغيل أو التطوير عالميًا، منها مشاريع ضخمة في هولندا مثل Borssele III & IV وHollandse Kust Noord.
ومن أبرز استثماراتها شراكة مع أمازون لتزويدها بالكهرباء من مشروع Hollandse Kust Noord، واستخدام الكهرباء المنتجة لتشغيل مصنع الهيدروجين الأخضر الأكبر في أوروبا: Holland Hydrogen I.
إلا أنها أعلنت في عام 2024 عن مراجعة استراتيجية شاملة، تضمنت تقليص الاستثمارات في مشاريع الرياح البحرية الجديدة، الانسحاب من مشاريع في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وكذلك تقسيم وحدة الطاقة إلى قسمين أحدهما لتوليد الطاقة والآخر للتجارة، ورغم هذا التراجع، أكدت الشركة أنها ستواصل تطوير المشاريع القائمة، وستدرس فرصًا جديدة فقط إذا كانت ذات جدوى استثمارية قوية.





