بزنس بالعربي – السعودية: حذّر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، المهندس أمين حسن الناصر، من احتمال حدوث نقص عالمي في إمدادات النفط خلال السنوات المقبلة، في حال واصلت الشركات العالمية تقليص استثماراتها في قطاعي التنقيب والإنتاج.
وقال الناصر، خلال مشاركته في منتدى عالمي للطاقة، إن “العالم يواجه خطرًا متزايدًا يتمثل في فجوة بين العرض والطلب إذا لم يتم ضخ استثمارات كافية في تطوير الحقول النفطية الجديدة”، مؤكدًا أن “الطلب على النفط لا يزال في مسار صاعد، في حين أن معدلات الاستكشاف والإنتاج في انخفاض مستمر منذ عقد تقريبًا”.
وأوضح أن الولايات المتحدة، التي شكّلت في السنوات الأخيرة النسبة الأكبر من نمو المعروض العالمي بفضل النفط الصخري، قد تصل إلى ذروة إنتاجها خلال العقد المقبل، مما سيؤدي إلى ضغوط متزايدة على الأسواق العالمية.
وأضاف أن “القرار الاستثماري في مشروعات الطاقة الكبرى يستغرق ما بين خمس إلى سبع سنوات حتى يظهر أثره الفعلي، ما يعني أن أي تباطؤ اليوم سيؤدي إلى نقص حاد في المستقبل”.
ويأتي هذا التحذير في وقتٍ تشهد فيه الأسواق النفطية تراجعًا في الإنفاق الرأسمالي على مشروعات الاستخراج، مع توجه عدد من الدول نحو سياسات التحول إلى الطاقة المتجددة، وهو ما يثير مخاوف من اختلال توازن السوق خلال الأعوام المقبلة.
تأثيرات على الاقتصاد والمجتمع السعودي
يمثل تحذير “أرامكو” إشارة واضحة إلى أهمية الاستثمار المستمر في قطاع الطاقة للحفاظ على مكانة المملكة كأكبر مصدر للنفط في العالم وضمان استقرار إمداداتها.
فعلى المستوى الداخلي، قد يؤدي أي اضطراب في سوق النفط العالمية إلى تذبذب في الإيرادات الحكومية التي تمثل عصب تمويل العديد من المشروعات التنموية والاجتماعية ضمن رؤية السعودية 2030.
كما أن ارتفاع الأسعار عالميًا قد ينعكس على تكاليف النقل والمعيشة، مما يؤثر بصورة غير مباشرة على المستهلكين داخل المملكة.
في المقابل، يشير محللون إلى أن استمرار المملكة في الاستثمار في الطاقة التقليدية إلى جانب التوسع في الطاقة المتجددة يمنحها ميزة مزدوجة، حيث تظل عنصر استقرار في السوق العالمي من جهة، وتواصل بناء اقتصاد متنوع ومستدام من جهة أخرى.





