إدارة الأزمات المالية في الشركات أحد أكثر التخصصات والمهارات المعرفية التي يجب أن يمتلكها رائد الأعمال أو حتى أصحاب الشركات الناشئة لأنهم سيحتاجون إلى هذه المهارة يومًا ما، حيث كان للأزمة المالية عام 2008 تأثير كبير على معظم جوانب الصناعة المالية، وفي العديد من المؤسسات، أصبحت إدارة الأزمات موضع تركيز أكبر من أي وقت مضى.
في الواقع، تشير الأبحاث إلى أن “بيئة الأزمات” العامة قد استقرت في العديد من الشركات، حيث ينفق العديد من المديرين التنفيذيين المسؤولين عن التسويق والاتصالات وعلاقات المستثمرين ما يصل إلى ربع يومهم على “المواقف السلبية أو الأزمات” مثل شكاوى العملاء والسمعة المتضررة.
الآن أكثر من أي وقت مضى، تحتاج صناعة الخدمات المالية إلى دمج أفضل ممارسات إدارة الأزمات التي لن تحمي سمعة المنظمة فحسب، بل ستدير أيضًا التهديدات التي تهدد السلامة المالية للشركة وصحة موظفيها.
ما هي الأزمة المالية أو إدارة الأزمات المالية في الشركات؟
في الأزمات المالية، تشهد أسعار الأصول انخفاضًا حادًّا في القيمة، وتعجز الشركات والمستهلكون عن سداد ديونهم، وتعاني المؤسسات المالية من نقص السيولة.
وغالبًا ما ترتبط الأزمة المالية بالذعر أو الهروب إلى البنوك، حيث يقوم المستثمرون ببيع الأصول أو سحب الأموال من حسابات التوفير لأنهم يخشون أن تنخفض قيمة تلك الأصول إذا بقيت في مؤسسة مالية.
تشمل المواقف الأخرى التي يمكن وصفها بالأزمة المالية انفجار فقاعة مالية مضاربة، أو انهيار سوق الأوراق المالية، أو التخلف عن سداد الديون السيادية، أو أزمة العملة.
وقد تقتصر الأزمة المالية على البنوك أو تنتشر في اقتصاد واحد، أو اقتصاد منطقة ما، أو الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
ما الذي يسبب الأزمة المالية؟
للتعامل مع الأزمة المالية، عليك أن تفهم سببها، ومن الضروري أن نفهم السبب وراء عدم الاستقرار المالي حتى يمكننا إيجاد حل طويل الأجل لهذه المشكلة.
عندما نتحدث عن العوامل الخارجية التي تؤثر على الشؤون المالية للشركة، فإننا نعني أحداثًا مثل وباء كوفيد-19، أما عندما نتحدث عن العوامل الداخلية التي يمكن أن تؤثر على الشؤون المالية للشركة، فقد يكون ذلك سوء إدارة الحساب، أو عدم استيفاء الفواتير من قِبل العملاء، أو سوء إدارة وتوزيع أرباح الأعمال.
ومن ثم، فإننا نعلم أنه لكي نتمكن من حل الطوارئ المالية في أي عمل تجاري، يتعين علينا أولًا أن نفهم الأسباب التي أدت إلى تلك الأزمة حتى يتسنى لنا حلها في الوقت المناسب وبقدر أكبر من الفعالية.
ما هي مراحل الأزمة المالية؟
يمكن تقسيم الأزمة المالية إلى ثلاث مراحل متتالية:
- المرحلة الأولى: تبدأ مع انطلاق الأزمة، حيث تفشل الأنظمة المالية، ويرجع ذلك عمومًا إلى إخفاقات النظام والتنظيم، وسوء الإدارة المؤسسية للشؤون المالية.
- المرحلة الثانية: تتضمن انهيار النظام المالي، حيث تصبح المؤسسات المالية والشركات والمستهلكين غير قادرين على الوفاء بالتزاماتهم.
- المرحلة الثالثة: تنخفض فيها قيمة الأصول، ويرتفع المستوى العام للديون.
أفضل الممارسات في إدارة الأزمات المالية في الشركات:
قبل الدخول في ذكر أهم ممارسات إدارة الأزمات المالية في الشركات، قم بتقييم نقاط الضعف الداخلية والخارجية أولًا، فعند النظر في خطة إدارة الأزمات المالية لديك، تأكد من مراعاة نقاط الضعف التي تأتي من داخل مؤسستك وخارجها.
فلا بد من النظر في نقاط الضعف مثل:
- التغطية الإعلامية الضارة.
- المشاعر العامة السلبية تجاه شركتك أو الصناعة ككل.
- العلاقات العامة التنفيذية أو أزمات وسائل التواصل الاجتماعي.
- مشاكل القوى العاملة، مثل تسريح العمال.
- الأزمات في الشركات الشريكة.
فيما يلي، نعد تنازليًّا بعضًا من أفضل الممارسات التي يجب مراعاتها في جهود إدارة الأزمات الخاصة بك:
- من ممارسات إدارة الأزمات المالية في الشركات: القضاء على جميع النفقات غير الضرورية:
يعد الحفاظ على نفقات عملك أمرًا مهمًّا للغاية، ويجب عليك تحليل النفقات التي يتكبدها عملك، بمجرد أن تعرف ما هي نفقات عملك، يمكنك تقييمها بسهولة وخفض جميع التكاليف الإضافية.
يمكنك أيضًا التقدم بطلب للحصول على قرض تجاري في متناولك ليساعدك على القيام باستثمارات في مجالات مربحة، وستساعدك هذه العملية على تجنب أي تكاليف زائدة قد تتكبدها أعمالك، مع التأكد من عدم تكرار نفس الخطأ.
اقرأ أيضًا: أهم 5 مشكلات لكثرة مصادر التعلم وكيفية التغلب عليها
2.من ممارسات إدارة الأزمات المالية في الشركات: غيّر طريقة ميزانيتك:
إدارة ميزانيتك أمر مهم للغاية، إذا لم تكن الميزانية الحالية مثمرة وتضعك في الديون، فهذا هو الوقت المناسب للتفكير في الأمر مرة أخرى، تأكد من أنك لا تبالغ في الإنفاق، فقد يؤدي ذلك إلى سوء الإدارة المالية.
للحصول على ميزانية أفضل، استخدم التكنولوجيا المناسبة والمتقدمة، وقم بتضمين خبراء ماليين في فريقك، وقم بصياغة ميزانية سليمة يمكن أن تنقذ مؤسستك من أي أزمة مالية في المستقبل.
3.من ممارسات إدارة الأزمات المالية في الشركات: قم بمراجعة استراتيجيات عملك:
تشكل المبيعات جزءًا مهمًّا من أي منظمة تجارية؛ فكلما زادت المبيعات زادت أرباح الأعمال، وبالتالي إذا واجهت أي منظمة صعوبات مالية في عملياتها، فيجب عليها مراجعة استراتيجيات المبيعات الخاصة بها.
يجب إجراء تقييم مناسب لاستراتيجيات المبيعات لمعرفة ما إذا كانت تعمل أم لا، حيث تؤثر المبيعات بشكل مباشر على إيرادات الشركة.
قم بمراجعة استراتيجيات التسويق الخاصة بك إذا لم تحقق النتائج المتوقعة، ويجب عليك إبقاء الأشخاص المعنية على اطلاع دائم بالاتجاهات المستمرة في السوق وابحث عن طرق جديدة للتواصل مع عملائك.
4.من ممارسات إدارة الأزمات المالية في الشركات: مراقبة التدفق النقدي لشركتك:
في أوقات الأزمات المالية في أي عمل تجاري، يصبح من الضروري إجراء فحص منتظم للتدفق النقدي لشركتك، ومن خلال القيام بذلك، يمكنك استثمار الأموال بحكمة وخلق المدخرات.
إذا كان لديك تدفق نقدي كافٍ للعمليات التجارية، تقدم بطلب للحصول على قرض تجاري، فهناك أيضًا قروض تجارية عبر الإنترنت في السوق يمكن أن توفر لك الوقت والمال أيضًا.
قم بتحليل حجم أعمالك السنوي على مر السنين، وحدِّد إن كان قد زاد أم انخفض.
إذا كان حجم مبيعات شركتك في ازدياد، فإن الأرباح تتزايد أيضًا، وتكون هناك احتمالات أقل بأن تواجه شركتك أزمة مالية في المستقبل.
من ناحية أخرى، إذا كان حجم مبيعات أعمالك السنوي يتناقص، فهذا يعني أن عملك لا يحقق أرباحًا كافية، وأن هناك احتمالات أن تواجه شركتك أزمة مالية في المستقبل.
5. من ممارسات إدارة الأزمات المالية في الشركات: ركز على النفقات المدرة للدخل:
هذا يعني أنك بحاجة إلى تقليص النفقات التي لا تدر دخلًا، ويعني أيضًا أنك بحاجة إلى الاستفادة من التمويل قبل فوات الأوان.
إن الحصول على خط ائتمان تجاري أو بطاقات ائتمان تجارية معينة يمكن أن يوفر طريقة أقوى للخروج من الركود.
6. من ممارسات إدارة الأزمات المالية في الشركات: مراجعة التزامات الديون:
إحدى الخطوات التي يمكن أن تتخذها الشركة هي إعادة هيكلة ديونها، فإذا كان لدى الشركة ديون كبيرة مستحقة، فقد تفكر في إعادة تمويل أو إعادة هيكلة التزامات ديونها، يمكن أن يشمل ذلك التفاوض مع المقرضين لخفض أسعار الفائدة أو تمديد فترات السداد أو تعديل شروط السداد، لتتماشى بشكل أفضل مع الوضع المالي الحالي للشركة.
وفي الختام؛ الأزمة المالية أو الإفلاس هي أسوأ السيناريوهات بالنسبة للأعمال التجارية، و لإدارة الأزمات المالية في الشركات، يجب عليك دائمًا التحقق من خسائر الأعمال والأرباح، فقم بإدارة حساباتك وتأكد من تطابق ميزانيتك العمومية.
لتجنب الصعوبات المالية في العمل، تجنب الإفراط في الاقتراض، ولكي تجعل عملك مستقرًا وفعالًا على المدى الطويل، يجب عليك مواكبة السوق المتغير باستمرار.
اقبل التقنيات والأفكار الجديدة، واستكشف قطاع القروض التجارية، وابتكر في مكان العمل.
بهذه الطريقة، سوف تزدهر في السوق دون أي خوف من الأزمات المالية غير المتوقعة في المستقبل.
شاهد أيضًا: كيفية إدارة الأزمات مع هبة راشد مؤسسة مرسال بودكاست بزنس بالعربي
