الحياة من حولنا مليئة بالفرص والطرق المختلفة التي من الممكن أن تسير فيها، ولكن كيف تستفيد من تلك الفرص التي تظهر أمامك؟ وكيف تسير في طريق النجاح من خلال الفرص التي تقابلها في حياتك وفي أثناء عملك -مع توفيق الله تعالى-؟ هذا هو موضوع مقالنا، كيف تتهيأ لاستقبال تلك الفرص وتُحسن استغلالها؟ قد لا نعلم حقًّا هل الفرصة التي أمامنا من الممكن أن تغير حياتنا للأفضل أم لا إلا من خلال التجربة والسير في هذا الطريق.
ولأن في بعض الأوقات نرى أناسًا حولنا تكون أمامهم فرص عظيمة ولكنهم للأسف لا يستطيعون استغلالها بسبب الخوف أو عدم رؤيتهم لها على أنها فرصة قد تغير من حياتهم، فإننا نعرض بعض النصائح والإرشادات التي تساعدك في تطوير شخصيتك حتى تتمكن من انتهاز الفرص الصغيرة والكبيرة التي تكون سببًا في تكوين خبراتنا في الحياة.
كيف نستعد لاستقبال الفرص؟
- العمل في سن صغير:
من الأشياء التي تنمي مهارات وشخصية الإنسان هو العمل والاحتكاك مع الشخصيات المختلفة في سن صغير، من الممكن أن تستغل الإجازات الصيفية وتعمل في خلال هذه الفترة في أي وظيفة لا تحتاج إلى معرفة أكاديمية، فالبيع في المحلات التجارية بمختلف نشاطاتها وغيرها من الوظائف حل أمثل لكل الطلاب الذين يبحثون عن عمل في أثناء الإجازة من الدراسة.
كذلك فإن العمل في سن صغير يُكسبك مهاراتي الالتزام والمسئولية، وترى به كيف تسير التجارة على أرض الواقع.
- تعلم مهارات البيع:
العمل في مجال المبيعات يساعد بشكل كبير جدًّا في بناء شخصيتك واكتساب مهارات عديدة، وأغلب رواد الأعمال الناجحين كانوا يعملون من قبل في مجال المبيعات، فالمبيعات تنمي لديك مهارات التواصل الجيدة والفعالة، لكونك تتعامل مع الكثير من الشخصيات المختلفة وتقوم بإقناعهم وتتم معهم عملية البيع بنجاح.
أيضًا العمل كمندوب مبيعات يُعرضك للرفض بشكل متكرر، لأنه من الصعب أن تقنع كل شخص تقابله، والتعامل مع هذا الرفض يُكسبك مهارة المرونة.
- اتباع الشغف والعمل باجتهاد:
توجد دوافع كثيرة تجعلك ملتزمًا في عملك أهمها هو تحمل المسئولية تجاه أعباء الحياة لنفسك ولأسرتك، ولكن ما يضيف المتعة لعملك هو أن يكون وسيلة لاتباع شغفك وساحة لتفريغ أفكارك وحماسك للعمل.
توجد مقولة شهيرة وهي “أَحِب ما تعمل حتى تعمل ما تحب” فالطريق للوظيفة التي تحقق شغفك ليس ممهدًا دائمًا، لذلك عليك العمل حتى تصل إلى ما تريد، واعلم أنه من الممكن أن ينتهي شغفك تجاه عمل ما، مما يجعلك تبدأ مغامرة جديدة نحو هدف وشغف جديد.
- كن جزءًا من مجتمع المجال الذي تريده:
إذا كنت تريد البدء في مجال ما أو بناء شبكة علاقات، عليك أن تكون جزءًا من تلك المجتمعات، بمعنى إن كنت تريد الانضمام لمجال التصوير والتعرف على العاملين في هذا المجال، اعرف متى وأين يجتمع المصورون أو المهتمون بمجال التصوير، وهكذا في أي مجال، والالتزام والحضور المتكرر في تلك الأحداث (Events) الخاصة بكل مجتمع، وتقديم نفسك لهم والتعرف عليهم بداية جيدة جدًّا لتكوين شبكة علاقات قوية خاصة بالمجال الذي تريده.
ولكن احرص أن تكون العلاقة بينك وبين زملائك علاقة تبادلية، قم بتقديم المساعدة لهم مثلما يقدمون لك النصح، فتكون العلاقة مليئة بالتعاون والعطاء المتبادل بينكم.
- المرونة والتعلم المستمر:
البدايات تكون شاقة على الكثير من الشباب، تقبَّل الفشل في البداية وأنك تحتاج لوقت إضافي حتى تستطيع إتمام مهام عملك، كل هذا طبيعي في بداية أي شيء جديد، بل تعلم من أخطائك واعرف ما هي أسباب إخفاقاتك حتى تتمكن من تنمية وتطوير مهاراتك.
التمتع بالمرونة يقلل من الضغط النفسي الذي ستواجهه في بيئات العمل المختلفة، ولكن التعلم هو بداية الإصرار في إثبات مهاراتك وأنك تستحق الفرصة والمكان الذي تشغله، بالطبع هذا ليس سهلًا ولكن الأمر يستحق العناء.
- النهم تجاه المعرفة والخبرات الجديدة:
إذا كنت تعمل أو ترغب في العمل في مجال مختلف عن دراستك الأكاديمية، مهما تعلمت على أرض الواقع سيأتي وقت وتحتاج فيه للدراسة الأكاديمية، فهذا سيؤهلك لفرص العمل بشكل أكبر، ويزودك بما ينقصك من معلومات حول هذا المجال، فالتعلم ومعرفة كل جديد في مجال عملك أو ما يؤثر على سوق عملك مفيدان جدًّا لك ولمسيرتك المهنية.
- التركيز على المهارات الحياتية:
المهارات الحياتية أو المهارات الناعمة أو ما تُسمّى بالـ (Soft skills) هي مفتاح استقبال الفرص وبداية طريق النجاح، فإذا كنت تملك مهارات حياتية قوية فأنت تكون مؤهلًا بشكل كبير لأي فرصة أو وظيفة حتى وإن كنت تجهل عنها الكثير أو لم تعمل بها من قبل، فالمهارات التقنية من السهل تعلمها وتقوم الشركات ببذل الوقت والمجهود لتعلمك المهارة التقنية إذا كنت تملك مهارات حياتية جيدة.
اقرأ أيضًا: الإعلان والبيع الشخصي 5 اختلافات بينهما ودورهما في التسويق
- ركز على أهدافك:
الحياة مليئة بالطرق المختلفة والتي تتقاطع أحيانًا مع بعضها بعضًا، قد يُفتح لك أكثر من باب في وقت واحد، أو تنغمس في الحياة والعمل وتنسى هدفك من الوظيفة، حدد أهدافك واعرف ما الذي تريد كسبه وإضافته في كل عمل تعمل به، حتى لا تشعر بضياع الوقت دون فائدة، وتستطيع قبول العروض التي تساعدك في تحقيق أهدافك.
- لا تخشَ المجهول:
القلق أمر طبيعي في كل شيء جديد لم نجربه من قبل، ولكن هذا القلق أو الخوف لا يجب أن يبقينا في أماكننا دون حراك، فنحن لن نعرف المجهول إلا إذا تقدمنا نحوه، ولن نكتسب خبرات ومعرفة جديدة إلا إذا جربنا أشياء جديدة، المجهول ليس مخيفًا، على العكس فهو يحتوي على العديد من الفرص والخبرات المختلفة، وقد يكون بداية لنجاح كبير في حياتنا، فلا تتردد في قبول الفرص الجديدة والمجهولة بالنسبة لك.
- بيئة العمل المحفزة:
بيئة العمل من الأمور التي تكون خارج سيطرتك نوعًا ما، ولكن احرص على أن تعمل في منظمات ومؤسسات تهتم ببيئة العمل، فتوجد بيئات عمل لا تستطيع أن تنفذ فيها أفكارك، ولا تعطي المجال للعاملين بها لتوليد وتنفيذ أفكار جديدة، فبيئات العمل يحكمها الكثير من الأشياء حسب طبيعة كل مجال، ولكن هناك شركات أخرى تمتلك الجرأة والشجاعة الكافية لتعطي فريق العمل صلاحيات كبيرة لثقتها في قدراتهم ومهاراتهم.
في النهاية نريد أن نذكرك بأن العمل الجاد والتعامل بإنسانية مع زملائك في العمل أمران أساسيان لكثير من النجاحات، فالعلاقات الاجتماعية سبب في وصول الفرص إليك، فالكثير من الناس تأتي لهم فرص عمل عن طريق زملاء لهم في عمل قديم أو زملاء الدراسة، ولن يتم ترشيحك لعمل وقبولك فيه إلا إذا كنت تمتلك مهاراته حتى وإن كنت لا ترى ذلك، ولكن الأساس الجيد من المهارات كافٍ لتعلم مهارات جديدة والبدء في وظائف مختلفة.
هذا لا يأتي بين عشية وضحاها ولكن بالعمل المستمر والحفاظ على علاقاتك مع من تعرف، فرأس مالك في سوق العمل هو مهاراتك وخبراتك التي تحصلهما عن طريق العمل باجتهاد أولًا، وعلاقاتك الاجتماعية ثانيًا، وهذا تحصل عليه بالتعامل الحسن وبالاحترام المتبادل بينك وبين زملاء العمل والدراسة، وتأكد أن لكل مجتهد نصيب.
نتمنى لك فترة شباب مثمرة وفرصًا جيدة تفتح لك طريق النجاح.
شاهد أيضًا: كيف تنتهز الفرص وتحولها إلى نجاح في حياتك – محمد الفقي مؤسس Sympl