ما كيفية الحفاظ على التفوق التنافسي للشركات الرائدة؟

هذه من الأمور المهمة التي يبحث عنها كثير من الشركات، فإن الميزة التنافسية تعتبر عاملًا مهمًّا في الانتشار داخل الشركات لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، والشركات تسخر كل القدرات المرتبطة بهذه الميزة لكي تكسب هدف الريادة ضمن إطاراتها التي تمتلكها، فيجب عليها تحديد استراتيجيتها وكيفية امتلاك ميزة تنافسية خاصة بها. 

كيفية الحفاظ على التفوق التنافسي للشركات الرائدة من خلال فهم الميزة التنافسية

تعرف الميزة التنافسية بأنها العوامل التي توفر للشركة إنتاجًا أفضل من السلع أو الخدمات أو بأسعار أقل عن باقي المنافسين الآخرين؛ لكي تحقق مؤشرات ربحية أعلى منهم، تعمل على رفع مكانتها بينهم، ولكن يجب أن تكون حريصة على إضافة قيمة كبيرة للشركة والمنافسين، ومن الأمثلة التي توضح ذلك: 

• كفاءة إمكانيات الأيدي العاملة.
• التصنيع الاقتصادي للمنتجات. 
• الوصول لموارد طبيعية من الصعب أن يصل إليها المنافسين. 
• اكتشاف تكنولوجيا جديدة أو استخدامها. 
• امتلاك صورة علامة تجارية مميزة. 
• موقع جغرافي فريد للشركة. 

مفهوم الميزة التنافسية المستدامة 

تعتبر هذه الميزة إحدى أشكال الميزة التنافسية التي يصعب على المنافسين أن يقلدوها؛ لوجود عنصر أو أكثر من عناصر الميزة التنافسية التي لا يمكن انطلاقها إلا من قِبل الشركة فقط، فلا يعتبر الانتشار في السوق والسعر أحد المزايا التنافسية المستدامة لأن المنافسين الآخرين قادرون على كسر الأسعار في وقت لاحق سواء كان قريبًا أو بعيدًا، ولكن حب العملاء للشركة والمنتج وولائهم لها أحد أنواع الميزة التنافسية المستدامة. 

🔶اقرأ أيضًا: برامج الولاء للعملاء | ما هي وأنواعها وأهميتها؟ و5 فوائد للشركات

أهمية الميزة التنافسية

تحافظ الشركات على الميزة التنافسية الخاصة بها، فعندما تكون قادرة على تقديم عروض للعملاء تتفوق بها على كل العروض التي تُقدَّم من قِبل الشركات المنافسة، فهنا تظهر أهمية الميزة التنافسية والتي تكون قادرة على التميز عن باقي العروض الأخرى للوصول إلى المستهلك ليتخذ قرار الشراء، وتتمثل أهمية هذه الميزة في الآتي:

• تقليل النفقات: حيث تساعد الميزة التنافسية في تقليل النفقات التسويقية وتوظيف رؤوس الأموال المهدرة في مكانها الصحيح.
• إدارة الموارد: فهي تعمل على تنظيم إدارة الموارد البشرية وغير البشرية التي تعمل في الشركة، عن طريق إدارة الوقت وطبيعة الأنشطة لتصل إلى عائد استثماري عالٍ. 
• زيادة اليقين والثقة: فهي تسهم في زيادة الثقة واليقين تجاه الأعمال والنشاطات التجارية الممارسة، وتعمل على ضبط هذه النشاطات في حال التأثير عليه سلبًا. 
• القدرة على التنبؤ: عن طريق إدارة الميزة التنافسية للشركة، فهي تستطيع الوصول إلى تنبؤات تتعلق بإيرادات الشركة، وتحدد الخيارات الممكنة لزيادتها؛ لتحقيق معدلات ربحية أعلى. 
• إنشاء تحالفات: فالميزة التنافسية تعمل على تشجيع الشركات لإقامة تحالفات مع شركات أخرى لسد نقاط الضعف، عن طريق الاستفادة من نقاط القوة لدى تلك الشركات الأخرى، فمن الممكن أن يوجد تحالف بين شركتين تمتلكان ميزات تنافسية مكملة لبعضهما. 

محددات الميزة التنافسية

وفي مجرى حديثنا عن كيفية الحفاظ على التفوق التنافسي للشركات الرائدة، نعرف أن الميزة التنافسية تختلف من شركة لأخرى، وينتج عن هذا الاختلاف مجموعة من المحددات التي تكون ميزة تنافسية محددة للشركة عن باقي الشركات الأخرى، ومن الممكن اكتشاف الميزة التنافسية المناسبة للشركة عن طريق تحليل هذه المحددات بشكل دقيق وصحيح، وتتمثل هذه المحددات في الآتي: 

• نمط الخدمة التي تقدمها الشركة: فهذا النمط يؤثر على امتلاك الميزة التنافسية للشركة، فيمكن للشركة أن تمتلك ميزة تنافسية احترافية ومتخصصة في خدمة العملاء، بالإضافة إلى الوقت القصير الذي يستغرقه العميل في تعلم استخدام المنتج. 
• حجم وعمر الشركة: فهي من المحددات التي تؤثر على المزايا التنافسية للشركة، فالشركات التي تنشأ حديثًا دائمًا تمتلك ميزة تنافسية مبتكرة عن طريق اكتشاف أشياء حديثة للمستهلكين لم تتم تلبيتها من قِبل شركات أخرى، ولكن الشركات التي لديها عمر مهني طويل تعتمد على مزايا تنافسية مرتبطة بجودة المنتجات التي تقدمها والخبرة الداخلية التي توجد لدى الموظفين لأجل خدمة العملاء. 
• الموقع الجغرافي للشركة: فهو يسهم في خلق ميزة تنافسية ضمن السوق المستهدف، حيث إن الشركات المحلية تخلق رغبة أكبر لدى المستهلكين المحليين عندما يعلمون أن مقر الشركة قريب منهم، كما أن الموقع الجغرافي للشركة يخلق ميزة تنافسية تتعلق بفهم احتياجات العملاء والمقابلة الشخصية أيضًا والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ. 

أهمية التحليل التنافسي

نستكمل حديثنا عن كيفية الحفاظ على التفوق التنافسي للشركات الرائدة، فلكي تحصل الشركة على ميزة تنافسية في بيئه الأعمال القاسية يجب عليها أن تمتلك فهمًا شاملًا لمنافسيها، ويتم ذلك عن طريق إجراء فحص شامل للمنافسين، أي تعمل على إعداد تحليل تنافسي لهم؛ لكي تحدد نقاط القوة والدعم عندها، وتكتشف الفرص المحتملة، فيجب على الشركات الرائدة أن تكتشف أهمية التحليل التنافسي، لكي تأخذ المكانة الرائدة في السوق، فهي تعمل على: 

• تحديد المنافسين: وذلك عن طريق فهم المشهد الذي تعمل فيه هذه الشركات والتحديات التي تواجهها بشكل أفضل. 
• تحليل نقاط القوة والضعف: فبعد أن تعرف المنافسين، تحلل نقاط قوتهم وضعفهم حتى تحدد المجالات التي يتفوقون فيها والمجالات التي تميزهم عن الآخرين وكذلك نقاط الضعف التي تجعلهم سيئين؛ حتى تركز الشركة عليها وتتجنب الوقوع في نفس نقاط الضعف لكي تتفوق عليها. 
• اكتشاف الفرص المحتملة: وهنا يسهم التحليل الذاتي في الكشف عن الفرص المحتملة، وذلك عن طريق دراسة استراتيجيات المنافسين، وتحديد الفجوات التي توجد في السوق والاتجاهات الناشئة التي تستطيع الاستفادة منها. 
• التخفيف من التهديدات: حيث يستطيع التحليل التنافسي أن يخفف من التهديدات المحتملة، عن طريق فهم استراتيجيات المنافسين، وموقعهم في السوق، فمن الممكن أن تستطيع شركتك توقع تحركاتهم والاستعداد وفقًا لذلك. 
• البقاء في صدارة المنافسة: وهنا نؤكد أن التحليل التنافسي لا يعتبر تمرينًا لمرة واحدة، بل عملية مستمرة تحتاج لمراقبة وتكيف مستمر، فعن طريق التقييم المنتظم للمنافسين وديناميكيات السوق، تستطيع الشركة البقاء في صدارة المنافسة، وتعديل الاستراتيجيات حسب الحاجة، والحفاظ على الميزة التنافسية الخاصة بها، والاستمرار في التفوق على المنافسين. 

استراتيجيات العلامة التجارية وتحديد المواقع

لمعرفة كيفية الحفاظ على التفوق التنافسي للشركات الرائدة، يجب معرفة استراتيجيات العلامة التجارية، ومن أهم هذه الاستراتيجيات: 

• فهم أهمية التحليل التنافسي: والتي ذكرناها سابقًا، فيجب أن تعرف الشركة كل مشاهد الأعمال التنافسية، وأن يكون لديها فهم شامل لمنافسيها، وهنا يلعب التحليل التنافسي دورً مهمًّا وحيويًّا في تطوير استراتيجيات فعالة للعلامات التجارية لتحديد المواقع، وعن طريقه تستطيع الشركة تمييز نفسها في السوق وجذب جمهورها المستهدف. 
• الكشف عن استراتيجيات المنافسين: وهذه النقطة من أهم الفوائد الأساسية لإجراء التحليل التنافسي، فهي عبارة عن اكتساب نظرة واضحة للاستراتيجيات التي يستخدمها المنافسون، وذلك عن طريق الفحص الدقيق لمنتجاتهم، وحملاتهم التسويقية، وهياكل التسعير التي يقدموها، وتجاربهم مع العملاء، وعروض المنتجات، ومعرفة المجالات التي يتفوقون فيها والمجالات التي يفشلون فيها؛ حتى تتعلم من تكتيكاتهم ودمج الاستراتيجيات المتشابهة في جهود العلامة التجارية الخاصة بها. 
• تحديد اتجاهات السوق والفرص: حيث يعمل التحليل التنافسي على مراقبة نبض اتجاهات السوق، وتحديد الفرص المحتملة عن طريق مراقبة أنشطة المنافسين، ومن الممكن البقاء على اطلاع بالتقنيات الناشئة لهم، وتفضيلات العملاء المتغيرة، وتحولات الصناعة؛ فهذه المعرفة تساعد على تكييف استراتيجيات العلامة التجارية، وتحديد الموقع، لكي تتوافق مع الاحتياجات المتطورة التي يحتاجها الجمهور المستهدف. 
• تقييم تصور العلامة التجارية: فمن الضروري أن النظر إلى العلامة التجارية للمنافسين، لكي يتم تحديد المواقع بشكل فعال، ومن الممكن التحليل الذاتي عن طريق تقييم نقاط القوة والضعف للعلامة التجارية وتحديد المجالات التي تعمل على تحسين الصورة بين المنافسين. 
• تقديم نصائح لإجراء تحليل تنافسي فعال: لكي تتأكد الشركة من أنها تقوم بعمل تحليل تنافسي فعال تنتج عنه رؤى قيمة، يجب أن تضع هذه النصائح في الاعتبار:
  • أن تستفيد من مجموعة مختلفة من أساليب البحث عن المنافسين المباشرين وغير المباشرين. 
  • أن تجري التحليل بانتظام؛ لكي يواكب بيئة الأعمال المتغيرة. 
  • أن تستخدم البرامج والأدوات؛ لكي تبسط عملية جمع المعلومات وتحليلها بكفاءة. 

الملخص

كيفية الحفاظ على التفوق التنافسي من النقاط المهمة التي تخلق للشركات الرائدة ميزة تنافسية مختلفة عن باقي الشركات، ويجب أن تكون ملمًّا بكل محددات الميزة التنافسية واستراتيجيات العلامة التجارية لتحديد المواقع؛ لأنها أمور ضرورية للبقاء في صدارة المنافسة، وذلك عن طريق تتبع مؤشرات الأداء الرئيسية، وتحليل استراتيجيات المنافسين، واستطلاع آراء العملاء، واستخدام الأدوات المنافسة عبر الإنترنت. 

🔶شاهد أيضًا: Principle at A15 Ventures الاستثمار وكيف تقيم الشركات – باسم رأفت