الخطة التسويقية أو الإستراتيجية التسويقية تُعدّ من المفاهيم التي قد نصادفها كثيرًا داخل منظومة العمل وخارجها. لكن، هل تعني الإستراتيجية والخطة الشيء نفسه؟
غالبًا ما يصبح تحقيق الأهداف التنظيمية أسهل عند وجود إستراتيجية أو خطة واضحة لتوجيه العمل. ومع ذلك، لكل من الإستراتيجية والخطة أغراض محددة، وتناسب كل منهما مواقف مختلفة في بيئة العمل. يعتمد اختيار إنشاء إستراتيجية أو خطة على عوامل مثل الأهداف التنظيمية، الميزانيات، ومستوى المرونة المطلوب.
في هذه المقالة المقدمة من “بزنس بالعربي”، واستكمالًا للدليل الشامل لصناعة المحتوى التسويقي للأفراد والشركات، نناقش كلًا من مصطلحي الإستراتيجية والخطة، ونستعرض الاختلافات بينهما، وكيفية استخدام كلٍ منهما. كما سنتطرق إلى فهم أنواع الجمهور.
غالبًا ما يُطلق على تعريف “الإستراتيجية” اسم “الخطة”، وأحيانًا يحدث العكس. لكن هناك فرق جوهري في المعنى والمضمون بينهما. من المهم أن تدرك الشركات هذا الفرق، لأن لكل منهما نقاط قوة وأغراضًا خاصة. لذلك، لا يمكن استخدامهما بالتبادل دائمًا. دعنا نتعرف على هذا الفرق ببساطة.
الإستراتيجية والخطة
الخطة أو التخطيط تعني التفكير المسبق قبل اتخاذ القرار أو تنفيذه، أي تحديد مسبق لما سيتم إنجازه، وكيفية ومتى سيتم ذلك. أما الإستراتيجية، فهي خطة شاملة تهدف إلى ضمان نجاح القرار أو الإجراء، وتعتمد على خطوات مدروسة مسبقًا لتحقيق أهداف محددة.
ما هي الخطة التسويقية؟
الخطة التسويقية تعد جزءًا من الإستراتيجية، وهي خطة رئيسية مصممة لتحقيق أهداف المنظمة. تتضمن الخطة مزيجًا من المهام والإجراءات التنافسية التي تنفذها الإدارة العليا أو مدير المحتوى أو مدير التسويق لتحقيق الأهداف بنجاح. تتميز الخطة بطبيعتها الديناميكية والمرونة، وتعتمد الإستراتيجيات في التنفيذ على الخبرة العملية أكثر من المعرفة النظرية، مما يجعلها نشاطًا واقعيًا وموجهًا نحو العمل.
يتطلب تنفيذ الإستراتيجيات تحليلًا عميقًا من قِبل المديرين، يشمل توقيت الإجراءات، تسلسلها، والنتائج المتوقعة، بالإضافة إلى استجابة المنافسين وغير ذلك.
دور الإستراتيجية في عالم الأعمال والمحتوى
في مجال الأعمال، يتم وضع استراتيجيات الشركات لتوسيع نطاق عملها وتحقيق النمو، مثل الاندماج، التنويع، سحب الاستثمارات، والاستحواذ. أما في مجال المحتوى، توضع الإستراتيجيات للتعامل مع المنافسين، والتفوق عليهم عبر تقديم محتوى متميز.
العلامات التجارية التي تملك إستراتيجية محتوى موثقة تحقق أداءً أفضل وعائد استثمار أعلى. على سبيل المثال، 43% من المسوقين لديهم استراتيجيات تسويقية محددة، و60% من أفضل المسوقين وشركات الأعمال بين الشركات (B2B) يحرصون على وضع إستراتيجيات قوية. حتى 21% من أضعف المسوقين يعتمدون على استراتيجيات تسويقية، مما يوضح أهمية هذه الخطوة.
أهمية إستراتيجية المحتوى
تؤسس الإستراتيجية المنفذة جيدًا ثقافة محتوى مميزة للشركة. وتُعد إستراتيجية المحتوى من أهم مكونات أي إستراتيجية تسويقية، حيث تحدد التفاصيل الأساسية للتواصل مع الجمهور، مثل:
- ما تريد تحقيقه (What you want to accomplish).
- من تريد الوصول إليه (Who you need to reach).
- أنواع المحتوى للنشر (What types of content to publish).
- كيف يدعم المحتوى العلامة التجارية (How content will support the brand).
- كيفية تمييز المحتوى الخاص بك (How to differentiate your content).
- طرق الترويج للمحتوى (Ways to promote your content).
- المقاييس التي تحدد النجاح (Metrics that define success).
اقرا أيضا: الدليل الشامل لصناعة المحتوى للأفراد والشركات| خطوات وأدوات صناعة المحتوى – الجزء الثالث
الاستراتيجية والخطة
تذكر دائمًا هذه العبارة: “الاستراتيجية تحكم كيف ستجري الأمور فيما بعد.” اجعلها نصب عينيك عند بناء استراتيجيتك.
الخطة والتخطيط
التخطيط هو نشاط موجه نحو المستقبل، يهدف إلى تنظيم التفكير المسبق لتحقيق أهداف مستقبلية. إعداد أو وضع الخطة يعني ترتيب الخطوات التي تساهم في إنجاز الأهداف والأعمال التنظيمية. وجود خطة يحقق العديد من الفوائد، منها:
- التنظيم
- التحكم
- التحفيز
- القيادة
- اتخاذ القرار
- قياس الأداء
- تجنب تداخل الإجراءات والمهام
لإنشاء خطة فعالة، يجب تحديد الأهداف بوضوح واختيار الخطة المناسبة التي تؤدي إلى تحقيقها بنجاح. ومع ذلك، تذكر دائمًا: “لا شيء يسير وفق الخطة دائمًا.” لذا، من الضروري إعداد خطط بديلة أو Plan B، لتكون مكملة للخطة الأساسية إذا فشلت أو واجهت صعوبات.
أهمية الخطط التكميلية
إنشاء خطة بديلة يُعد جزءًا أساسيًا من عملية التخطيط. يجب أن تكون الخطة الأساسية مرنة لتكييفها مع أي تغييرات محتملة في ظروف الشركة أو متطلبات المحتوى.
خطوات عملية التخطيط
بما أن التخطيط نشاط منظم، هناك خطوات رئيسية يجب على كل فريق أو فرد اتباعها:
- Setting Objectives – تحديد الأهداف.
- Developing Planning Premises – تطوير هيكل الخطة.
- Determining Resources Needed – تحديد الموارد اللازمة.
- Identifying Alternative Courses of Action – تحديد المسارات البديلة.
- Creating a Timeline – إنشاء جدول زمني.
- Selecting the Best Alternative – اختيار أفضل البدائل.
- Implementing the Plan – تنفيذ الخطة.
- Distributing the Plan – توزيع الخطة على جميع المشاركين.
- Finishing the Plan – إتمام الخطة.
- Follow-Up Action – متابعة الإجراءات.
الفرق بين الاستراتيجية والخطة
الخلاصة أن الاستراتيجية والخطة كلاهما يهدفان إلى تحقيق غاية نهائية، لكن لكلٍ منهما دوره ووظيفته:
- الاستراتيجية تركز على الهدف الأسمى والنتائج طويلة المدى.
- الخطة تحدد خطوات مرحلية لتحقيق هدف محدد وقصير المدى، وغالبًا ما تكون جزءًا من استراتيجية شاملة.
الاختلافات الجوهرية
- التخطيط هو التوقع والتحضير المسبق، بينما الاستراتيجية هي الخطة المثلى من بين البدائل.
- الخطة خريطة إرشادية، أما الاستراتيجية هي المسار الذي يقود إلى الهدف الرئيسي.
- الاستراتيجية تقود إلى وضع خطة، والخطة تنفذ الرؤية الشاملة للاستراتيجية.
- التخطيط موجه نحو المستقبل، بينما الاستراتيجية موجهة نحو التنفيذ العملي.
- التخطيط يعتمد على الافتراضات، أما الاستراتيجية فتستند إلى الخبرات العملية.
- التخطيط يمكن أن يكون قصير أو طويل المدى، بينما الاستراتيجية دائمًا طويلة المدى.
- التخطيط جزء من العملية الإدارية، بينما الاستراتيجية جزء من عملية صنع القرار.
دور فريق المحتوى
الاستراتيجية والخطة عنصران أساسيان في مهام فريق المحتوى التسويقي. تعتمد قوتهما على كفاءة الأفراد في تنفيذ المهام الموكلة إليهم. لذلك، ننصح بأن يتم إعداد الاستراتيجية والخطة بواسطة أكثر الأفراد خبرة وكفاءة، مع مشورة باقي الفريق.
ختامًا، ستجدنا مجددًا في مقالات أخرى من هذا الدليل. أما الآن، فقد حان وقت تطبيق ما تعلمته لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
هل استمعت إلى الحلقة الجديدة من بودكاست بزنس بالعربي؟:
من دكتوره في الجامعة إلى رائدة أعمال و مجال ال fintech – ندا الشاذلي
شاهد ايضاً:
