السرد القصصي الرقمي وعلاقته بالطفولة:
كنا نستمع جميعًا في طفولتنا إلى قصص قصيرة قبل النوم يقصها علينا آباؤنا وأمهاتنا، وحينما كبرنا قليلًا تعلقت أذهاننا ببعض هذه القصص وأصبحت جزءًا من تكوين شخصيتنا، وعندما أصبحنا بالغين انفتحنا بشكلٍ كبير على عالم القصص والروايات والنصوص الأدبية الكثيرة التي تعتمد على مهارة السرد القصصي، ولكن ما علاقة كل هذا بمجالٍ مثل التسويق والمبيعات؟
تعتبر القصة من أقدم أشكال المحتوى التي تطورت مع مرور الزمن، وعادة تهتم القصة القصيرة بتأثير واحد يتم نقله في حلقة واحدة أو بضع حلقات لإيصال المحتوى بشكل كلي، عن طريق الشخصيات والحوار والحبكة التي تعتمد على فنون أدبية وكتابية معينة لإخراج أحداثٍ مترابطة.
في هذا المقال من بزنس بالعربي نستعرض معكم إستراتيجية مهمة من إستراتيجيات التسويق بالمحتوى وهي “السرد القصصي الرقمي”.
القصة القصيرة نوعٌ أدبي قادر على منافسة أي شكلٍ من أشكال المحتوى وإخراجه كمحتوى مسموع أو مرئي أو مكتوب، وتقول المؤلفة والروائية “إليزابيث باون”: “القصة القصيرة ابنة لعصر السرعة الذي نعيش فيه، وهي تعكس إيقاعات الحياة الحديثة”، لذلك دعونا نتعرف عن أكثر أنواع التسويق تشويقًا.
ما هو السرد القصصي الرقمي؟
Storytelling كلمةٌ إنجليزية مكونةٌ من كلمتين هما story أي القصة و tell أي الإخبار أو القول، وتعني الكلمة في العربية “الحكي” أو “السرد”، وفي مجال التسويق الرقمي تعني السرد القصصي الرقمي، وهو عملية نقل رسالة معينة للجمهور بطريقةٍ إبداعية بسيطة، تعتمد على الإبداع الكتابي في إنتاج العديد من أشكال الوسائط الرقمية التي يمكن للأشخاص العاديين استهلاكها ومشاركتها مع الآخرين.
والسرد القصصي الرقمي من أساليب التسويق المميزة التي تهدف إلى تحويل النصوص إلى قصصٍ رقمية تفاعلية وبصرية، وفي بعض الأحيان صوتية، وعلى الرغم من شهرته عالميًّا فما زال هذا الفن طفلًا رضيعًا في عالمنا العربي، حيث إنه لم يبدأ بالانتشار بين صناع المحتوى والإعلاميين كذلك إلا في السنوات الأخيرة، وخصوصًا مع ظهور جائحة كورونا، وظهر هذا الشكل الأحدث من رواية القصص مع ظهور تقنيات وأجهزة وبرامج إنتاج الوسائط الرقمية التي يسهل الوصول إليها.
اقرأ أيضًا: الإعلان والتسويق | 5 أسباب لأهمية الإعلان في التسويق والفرق بينهما
ويعني السرد القصصي الرقمي في عالم التسويق استخدام التكنولوجيا في رواية القصص، من خلال نص على موقع ويب أو من خلال السرد والصور في مقطع فيديو أو من خلال السرد في بودكاست.
اكتشف صحفيان عام 2009 أن تقنية السرد القصصي الرقمي ستكون مؤثرةً جدًّا مستقبلًا، لذلك قررا اختبار هذه الإستراتيجية بشكلٍ فعال، فقاما بشراء مئتَي سلعةٍ من إحدى المتاجر الإلكترونية، كان متوسط سعر كل سلعةٍ منها دولارًا واحدًا فقط، وطلبا من مجموعة من الكُتاب أن يقوموا بإنشاء قصصٍ قصيرةٍ عن كل سلعة من وحي خيالهم ليتم نشرها مع صورة السلعة في مربع الوصف كما تفعل المتاجر دائمًا، وبعد الانتهاء من كل هذا كانت النتيجة غير متوقعةٍ أبدًا، حيث إن تلك السلع الرخيصة جدًّا حصدت مبلغ 8 آلاف دولار فقط، بعد هذه التجربة أثبت السرد القصصي الرقمي أنه أحد أكثر أشكال التأثير قوةً في عالم التسويق والمبيعات، لذلك أصبحت هذه الإستراتيجية محط أنظار صناع المحتوى والمسوقين.
تكمن قوة القصص الرقمية في جمعها لأفضل نوعين من أنواع التسويق وهما الفيديو والكتابة، لأخذ المستمع أو القارئ أو المشاهد في رحلة، تمامًا مثل الرواية أو الفيلم الوثائقي، ولكن من أجل تعريفه بالخدمة أو المنتج.
مميزات السرد القصصي الرقمي التسويقية:
- يمكن للشركات الناشئة أو الشركات الكبيرة الترويج لمنتجاتها أو خدماتها من خلال سرد قصتها.
- يمكن للقصص الرقمية إنشاء علاقة تفاعلية مع ذهن الجمهور.
- يخلق السرد القصصي الرقمي مساحة للاستماع الهادف.
- تُقنع رواية القصص الرقمية العقل والقلب.
- يمكن ترجمة المحتوى بشكلٍ مختلف حسب الجمهور.
- تساعد القصص الرقمية على إيصال المعلومة بشكل أكثر سهولة وعمق.
- يحصل محتوى السرد القصصي على تفاعلٍ أكبر من الجمهور.
القصص الرقمية ليست مجرد حقائق مقدمة مع الصور والأصوات المصاحبة لها، إنها نصوص مكتوبة ومصممة لأخذ المستمع أو القارئ في رحلة تعريفية بالمنتج بشكلٍ مختلف عن جميع الأنواع الأخرى التي تهدف إلى جذب الانتباه فقط من أجل جعل العميل يتخذ إجراء التفاعل أو الشراء، فالهدف الأساسي للسرد القصصي الرقمي هو التوعية بالعلامة التجارية.
هذا المقال ما هو إلا بداية من بزنس بالعربي لسلسةٍ شاملة نشارككم بها عن مهارة السرد القصصي الرقمي وكيف يمكن توظيفها بشكلٍ فعال في إبراز المحتوى الجيد.
شاهد أيضًا: كيف تكتسب مهارات التخطيط الإستراتيجي لتطوير حياتك وأعمالك؟
