بناء بيئة عمل سعيدة للفريق أمر مهم للغاية، حيث يقضي الموظفون 8 ساعات تقريبًا من العمل في المؤسسات أو الشركات، وقد تزيد هذه المدة في بعض المهن بسبب دواعي العمل، وحسب دراسةٍ قد أجريت فإن ثاني أكبر وقت يقضيه الفرد هو في العمل، والعدد التراكمي لساعات العمل يصل إلى 10 سنوات ونصف يقضيها الموظف في العمل فقط.

في عام 2014 نشرت المجلة العلمية Journal of Occupational and Environmental Medicine دراسةً توضح أن هناك علاقة قوية بين بيئة العمل الجيدة والفعالة وتأثيرها النفسي والفكري على ذهن الموظفين ومهارات التفكير لديهم سواءً بشكل إيجابي أو سلبي، بالإضافة إلى أن الوظائف التي ترهق الموظفين من الناحية الجسدية والعاطفية والعقلية من شأنها أن تؤثر على الصحة والمهارات المعرفية لديهم.

لذلك نناقش معك اليوم في بزنس بالعربي أهم 7 نصائح لخلق بيئة عمل إيجابية وفعالة داخل شركتك

إن كنت مؤسسًا أو مديرًا أو قائدًا لإحدى الشركات أو حتى مسؤول الموارد البشرية، فإنه تقع على عاتقك مسؤولية التأكد من تأسيس بيئة عمل جيدة لموظفيك، والتأكد من أن أعضاء الفريق يشعرون بالأمان والراحة في أثناء العمل، وأنهم يشعرون أيضًا بالرضا عن أدوارهم، وذلك من خلال خلق بيئة عمل إيجابية.

وأهمية خلق بيئة عمل إيجابية جيدة تكمن في جميع نتائجها التي ستكون في صالح الجميع، وخصوصًا أنت بصفتك قائدًا للعمل والفريق؛ لأن الانسجام والارتياح بين الجميع سيجعل مكان العمل أكثر إمتاعًا لجميع الموظفين، مما يعني إنجازًا أكبر وتحقيق أهداف أكثر، مع أخطاء ومشاكل أقل، وغياب أقل أيضًا بسبب رغبة الجميع في تحقيق نجاح آخر سويًّا.

اقرأ أيضًا: أهم 5 مشكلات لكثرة مصادر التعلم وكيفية التغلب عليها

7 نصائح لبناء بيئة عمل سعيدة للفريق:

أولًا: مساحة العمل المريحة:

تهيئة بيئة العمل بشكل مريح للحالة النفسية والمزاجية وأيضًا الجسدية سيجعل الموظفين في حالةٍ من الارتياح النفسي في أثناء العمل.

 لذلك عند اختيارك لمقر العمل حاول بقدر المستطاع تجنب بعض الأشياء وتطبيق بعض الأشياء الأخرى، وإليك بعض النصائح بخصوص ذلك:

ثانيًا: اللقاء الأول:

إن كنت مسؤول الموارد البشرية أو مديرًا لقسم ما وقمت بتعيين موظف جديد، فمحاولة الترحيب به من جانبك وبقية زملائه تزرع داخله شعورًا بالسعادة والاطمئنان، ويزيل من قلبه شعور الرهبة والقلق من المكان الجديد والمحيطين به، إضافة إلى أنك بهذا تقوم بتعريفه على زملائه وتعرفهم أيضًا عليه؛ مما يساعد على اختصار الوقت، وتحفيز الموظف الجديد وتشجيعه على الاندماج في العمل بشكل أسرع.

ثالثًا: الهدف الواضح من العمل:

تقع عليك كمدير للعمل مسؤولية توضيح خطة العمل وهدفه لجميع الموظفين بكل تدرجاتهم الوظيفية؛ لأن ذلك يمنح الموظفين ثقةً بالمكان الذين يعملون به، وأنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح، وتشمل تلك الخطة قواعد العمل ونظامه وأوقات الاجتماعات ومواضيعها.

رابعًا: التواصل المفتوح:

التواصل المباشر والواضح هو الأساس لأي فريق عظيم؛ لأن التواصل الجيد هو مفتاح فهم أهداف موظفيك بشكل أفضل، وهو أمر حيوي في بناء العلاقات داخل جدران العمل، فالإدارة الناجحة داخل أي منشأة هي التي تساعد موظفيها على التواصل بشكل لائق وراقٍ بينهم، وتوفر أيضًا تواصلًا سهلًا ذا مصداقية وشفافية بين المدير والموظفين؛ مما يعني تجاوزًا سريعًا للمشاكل الناتجة عن الخلافات في وجهات النظر أو ضغوطات العمل.

خامسًا: التدريب والتطوير المستمران:

 قادة الشركات الكبرى في العالم يعلمون جيدًا أهمية التدريب والتطوير المستمرين للموظفين، فبعض الشركات تضع برامج تدريبية لجميع موظفي الشركة بكل تدرجاتهم الوظيفية لجعلهم مواكبين لسوق العمل وآخر التطورات، ولكن هناك بعض الشركات الأخرى التي تهتم بتطوير الجماد على حساب الموظف؛ مما يؤدي إلى ضعف في المستوى وبطء في التطور العقلي.

إذًا لماذا يعد تدريب الشركة لموظفيها أمرًا مهمًّا؟

1. لأن تعزيز مهاراتهم يؤدي إلى تحسن إنتاجيتهم.
2. لأن ذلك يشعرهم بالانتماء لشركتهم؛ لما تقدمه لهم من فرص تعلم حقيقية.
3. لتقليل الرغبة داخل الموظف في بحثه عن مكانٍ آخر.
4. لأن تبادل المعرفة بين الموظفين وأفراد الإدارة يخلق فرصًا مثالية للتواصل واستكشاف العقليات.

سادسًا: تقبل الأفكار الجديدة والتشجيع:

تقبل المدير لفكرة جديدة خارج الصندوق من الموظف تساعد على تعزيز انتماء الموظف تجاه شركته، ويُشعر ذلك الموظفين بأن كل فكرة جديدة قد يقوم أحدهم بطرحها ستنال الاهتمام والاحترام في قبولها أو النقاش بخصوصها مهما كانت بسيطة أو حتى خاطئة، فرفض الأفكار بشكل سيئ أمرٌ يعاني منه الموظفون في العديد من الشركات وهذا ينعكس بالسلب على الموظفين ويجعل ساعات العمل تمر من دون حماس ويكون حينها التركيز فقط على مهام الوظيفة من دون الالتفات إلى ما يحتاجه العمل أو ما يمكن القيام به بشكل أفضل، وفي دراسة نُشرت في مجلة Forbes فإن 4% فقط من الموظفين يرغبون في بذل جهد إضافي عندما يكون التشجيع قليلًا، ولكن 67% من الموظفين يرغبون في ذلك عندما يتم تشجيعهم وتقبل أفكارهم بشكل كبير.

سابعًا: التفويض وإعطاء السلطة:

عندما يتمتع أحد أعضاء الفريق بسلطة اتخاذ القرار، فإنه يشعر بمزيد من التمكين، ويحتاج القادة إلى التأكد من أن الموظفين يتمتعون بالمهارات والمعرفة الكافية لاتخاذ قرار جيد قبل منحهم هذه السلطة، وكلما زادت سيطرة الناس على عملهم وكيفية القيام به زاد شعورهم بالتمكين والانتماء.

شاهد أيضًا: تخطي العثرات والقيام بعد السقوط والمثابرة – وائل الفخراني المدير التنفيذي لـ Edenred UAE