تأثير النشاط البدني للموظفين
العديد من الأشخاص لا يقدرون قيمة النعمة التي وهبها الله لهم وهي نعمة التمتع بالصحة الجيدة، والصحة كلمة شاملة للعديد من النعم التي نتمتع بها مثل: الصحة العقلية والصحة النفسية والصحة الجسدية، لكن حينما يتعرض الأشخاص لوعكة صحية يقدِّرون قيمة ما كانوا يمتلكونه وهم على فراش المرض.
🔶استمع إلى حلقتنا الجديدة:
جسم الإنسان هو وعاء الروح، فإن لم تحسن الحفاظ على هذا الوعاء الموهوب إليك من الله فإنك قد ضحيت بشيء لن يُعوَّض بأي مال أو ثمن، أو كما قال دينيس ويتلى: “الوقت والصحة هما من الأصول الثمينة التي لا ندركها ونقدرها حتى يتم استنفادها”، ويتفق معه في الرأي روبرت أوريش بقوله: “النجاح الحقيقي في الحياة يبدأ بالاعتناء الجيد بصحتك”.
لذلك في هذا المقال الجديد من بزنس بالعربي نناقش معكم أحد أكثر المواضيع أهميةً في حياة أي موظف أو حتى صاحب العمل شخصيًّا، وهو كيف يؤثر النشاط البدني على الموظفين معززًا من إنتاجيتهم العملية وتحسين صحتهم النفسية؟
تأثير النشاط البدني للموظفين
الصحة الجسدية والصحة النفسية عنصران أساسيان للوصول إلى حالة من المزاج المستقر أو الاستقرار النفسي، فعندما يتعرض الجسد إلى العديد من الضغوطات والإرهاق فإن ذلك سينعكس بسلب على الحالة النفسية والعكس صحيح أيضًا، لذلك من المهم أن يكون للموظف -وخصوصًا الذي يعمل في وظائف تحتاج إلى جهد فكري طويل- روتين يومي يمارس فيه أي نوع من أنواع الرياضة التي تساعده على تخفيف الضغط عن نفسه وجسده.
يرى العديد أن هذا الروتين قد يكون نوعًا من أنواع الرفاهية، ولكن في الواقع فإن هذا الروتين قد ينقذ صاحبه من العديد من الأمراض المزمنة على الصعيد النفسي (مثل: القلق، والاكتئاب والتوتر والتشتت) والجسدي (مثل: آلام المفاصل والظهر والركبتين والرقبة) وغيرها العديد من المشاكل، ولكن دعني أوضح لك بشكل أكبر كيف يؤثر النشاط البدني للموظف على جودة العمل:
- محاربة شيخوخة الدماغ:
للشيخوخة تأثيرات كبيرة على الدماغ تسبب مشاكل في ضعف الذاكرة ونقص التركيز والانتباه. ويبدو أن التمارين المنتظمة تقلل من آثار الشيخوخة على الدماغ وتبطئ الشيخوخة وتحسن الإدراك والنشاط المعرفي وخصوصًا لدى كبار السن من الموظفين.
- تحسين المزاج:
للرياضة تأثير مباشر وسريع على مستويات بعض الهرمونات في الجسم مثل: الدوبامين والسيروتونين، والتي تلعب دورًا أساسيًّا في تحسين الحالة المزاجية، ومن المعروف أنها تزيد من مستويات رفاهية الإنسان أو تسمى أحيانًا “هرمونات السعادة”.
- تحسين نوع ومدة النوم:
يوصي العديد من منظمات الصحة العقلية والمنظمات الطبية بممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة على الأقل في خلال الأسبوع لتحسين نوع النوم ومدته، حيث تساعد الرياضة على تقليل مستويات التوتر والقلق؛ لذلك يجب على أخصائيي الصحة العقلية أن ينصحوا الأشخاص الذين يعانون من الأرق بتغيير نمط حياتهم وممارسة الرياضة بانتظام ليعيشوا حياة صحية أفضل، خاصةً الموظفين الذي يعملون في وظائف متغيرة المواعيد وتختلف مع الساعة البيولوجية للإنسان، فممارسة الرياضة بانتظام مهمة لهم ليعيشوا حياة أكثر صحة وسعادة.
🔶 اقرأ أيضًا: تأثير الأجور الضعيفة على العمل | 7 آثار سلبية للحالة المالية للموظف على الشركات
- تقليل مستويات القلق والتوتر:
تقلل ممارسة الرياضة من مستويات القلق، والصعوبات النفسية، وتحسن الطريقة التي يتعامل بها الشخص مع تحديات الحياة، وتسمح له باتخاذ قرارات أفضل للتعامل مع ضغوط الحياة اليومية. وقد أثبت العديد من الدراسات أن التمارين المنتظمة تمنع الأشخاص الذين يعانون من القلق والتوتر من التعرض لضغط كبير أو اللجوء إلى ممارسات غير لائقة مثل: الكحول والمخدرات والتدخين.
يمكننا تلخيص ما سبق في نقاط سريعة كالآتي، النشاط البدني للموظف يساعده على:
- زيادة الطاقة: حيث يمكن أن يساعد النشاط البدني على زيادة الطاقة وتحسين التركيز وزيادة الإنتاجية وتحسين الأداء.
- تقليل التوتر: حيث يمكن أن يقلل النشاط البدني من التوتر والقلق ويحسن المزاج والرفاهية ويحسن أداء العمل.
- تحسين الإبداع: حيث يمكن أن يساعد النشاط البدني على تحسين الإبداع والتفكير النقدي؛ مما قد يؤدي إلى حلول أكثر إبداعًا وابتكارًا للمشاكل في مكان العمل.
- زيادة الرضا الوظيفي: يمكن أن يساعد النشاط البدني على زيادة الرضا الوظيفي وتحسين العلاقات مع الزملاء؛ مما قد يؤدي إلى بيئة عمل أكثر إيجابية.
كيف يعزز تأثير النشاط البدني للموظفين من إنتاجيتهم في العمل؟
وجد الباحثون أن ممارسة الرياضة في أثناء فترات الراحة في العمل تساعد على تجديد الطاقة وتحسين الدورة الدموية وزيادة النشاط وتحسين التركيز وزيادة الإنتاجية، وذكر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC أن ممارسة الرياضة في خلال يوم العمل توفر عددًا من الفوائد الصحية والمعرفية وتساعد على تحسين المزاج واللياقة والأداء في العمل.
ووجدت دراسة أُجريت على أكثر من 200 موظف في المملكة المتحدة عام 2008 أن الموظفين الذين يذهبون إلى النادي الرياضي يزيدون من قدرتهم على التركيز والنجاح في خلال النهار، وتبين أنهم أكثر ارتياحًا لعملهم في أثناء النهار عندما يمارسون الرياضة في خلال ساعات العمل.
هذه الأبحاث من شأنها أن توضح لنا بشكل واضحٍ وصريح أن الروتين يؤثر بدرجة كبيرة في الصحة النفسية والجسدية للفرد، مما يعزز بشكل مباشر أداء الموظفين في أعمالهم، وخصوصًا إذا كانت الشركة تمتلك أحد برامج تطوير وتدريب الموظفين التي من دورها أن تساعد على:
- زيادة الطاقة: يساعد النشاط البدني على زيادة مستويات الطاقة النفسية أو الجسدية؛ مما يعني قيام الموظف بدوره على أكمل وجه، على صعيد المهن الفكرية أو الابتكارية والمهن الجسدية.
- زيادة التركيز: يساعد النشاط البدني على تقليل التوتر وزيادة التركيز والانتباه؛ مما يسمح للموظفين بإكمال المهام بشكل أكثر دقة وكفاءة مع القليل من المشاكل أو الأخطاء.
- تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة: يساعد النشاط البدني على تقليل أخطار الإصابة بالأمراض المزمنة مثل: السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان؛ مما يعني عمل الموظف بصحةٍ جيدة وخلوه من أي مشاكل قد تعيقه عن ممارسة عمله بشكل سليم.
- تحسين المزاج: النشاط البدني يحسن المزاج ويساعد على زيادة الرضا الوظيفي؛ مما يؤدي إلى رفع مستوى سعادة وإنتاجية الموظفين.
- تقليل معدلات التغيب والإجازات المرضية: يتمتع الموظفون الأصحاء بقدرة أكبر على التحمل والإنتاجية.
لهذا السبب ننصحكم في بزنس بالعربي بعدد من النصائح التي يمكن للشركات والمؤسسات اتباعها لتشجيع الموظفين على ممارسة الرياضة بانتظام:
- توفير مرافق رياضية في العمل: قد يشمل ذلك صالة ألعاب رياضية، أو غرفة تمارين يوجا، أو منطقة خاصة للمشي، أو الركض، أو ممارسة العبادات (مثل الصلاة).
- تقديم خصومات على عضوية الصالة الرياضية: يمكن أن يساعد ذلك الموظفين على الاشتراك في الصالة الرياضية.
- تنظيم الأنشطة الرياضية الجماعية: قد يشمل ذلك دروس الرقص ودروس اليوجا وحتى المسابقات الرياضية.
- تشجيع الموظفين على المشي أو ركوب الدراجة للعمل: يمكن أن يساعد ذلك الموظفين على ممارسة الرياضة في الصباح الباكر.
- تقديم مكافآت للموظفين الذين يمارسون الرياضة بشكل لائق: قد تشمل هذه المكافآت هدايا مجانية وإجازات مدفوعة الأجر وعروضًا ترويجية.
- خلق ثقافة تعزز الصحة والعافية: قد يشمل ذلك توفير خيارات الطعام الصحي في المقصف أو البوفيه، وإنشاء برنامج لمكافحة التدخين، وتشجيع الموظفين على أخذ فترات راحة منتظمة في خلال العمل.
- تطوير برامج تحفيزية للموظفين الذين يمارسون الرياضة بانتظام: قد يشمل ذلك تقديم مكافآت للموظفين الذين يحققون أهدافًا معينة، أو إنشاء مسابقات رياضية بين الإدارات.
- تثقيف الموظفين حول أهمية النشاط البدني: قد يشمل ذلك تقديم معلومات حول فوائد الرياضة أو إجراء ندوات وورش عمل حول الصحة والعافية.
الخلاصة من بزنس بالعربي
ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني يهدف إلى تحسين الموظف بشكل عام شيء أساسي وليس رفاهية، فلن تستفيد الشركات أو المؤسسات بوجود موظفين لا يتمتعون بصحة جيدة تعينهم عن أداء مهامهم الوظيفية بشكلٍ جيد وفعال؛ لذلك من المهم جدًّا أن تهتم الشركات بهذا الجانب الذي بدوره يسهم في تقليل نفقات التأمين الصحي على الشركات.
🔶 شاهد أيضًا: من فشل في ٩ مشاريع إلى أحد أنجح رواد أعمال مجال الـ Fintech – عبدالعزيز الجوف مؤسس شركة Paytabs