جميعنا نحتاج إلى التحفيز بشكل مستمر وعلى جميع مستويات الحياة، مع العائلة أو في الأسرة أو في أثناء تحقيق إنجاز ما، تختلف طريقة التحفيز من شخص إلى آخر ومن موقف إلى آخر، ولكن لنتفق أن التحفيز شيء مهم جدًّا لأي إنسان يحيا معنا ونحيا معه. وفي عالم الأعمال والشركات هناك العديد من الطرق التي يقدمها أصحاب الأعمال أو رؤساء الأقسام لتحفيز موظفيهم؛ لتشجيعهم وزيادة إنتاجيتهم.
في هذا المقال من بزنس بالعربي سنتحدث عن تأثير برامج المكافآت على الموظفين وكيف تحفزهم للعمل أكثر، إضافة إلى مفهوم التحفيز بشكله الصحيح، مع بعض النصائح لكلٍ من الشركات والموظفين لمساعدتهم على استغلال مشاعر التحفيز بشكل جيد، وسنتناول أيضًا أنواع المكافآت المختلفة وأهمية الجوائز.
الأنظمة أو البرامج المتميزة هي أداة شائعة يستخدمها أصحاب العمل لتحفيز الموظفين وزيادة ولائهم وكفاءة العمل، ويمكن لأصحاب العمل تحفيز الموظفين على أداء وظائفهم بشكل أفضل من خلال مكافأة مقابل إسهاماتهم في أهداف الشركة، وبرامج مكافأة الموظفين وتقديرهم التي تعترف بإسهامات الموظفين في أهداف الشركة وتجعل جهودهم موضع تقدير تعد برامج ضرورية لمكان عمل عالي الأداء وموظفين سعداء ودوران أقل للموظفين.
والمكافأة المادية أو المال بشكل عام ليس الطريقة الوحيدة لمكافأة الموظفين، فهناك مكافآت أخرى غير مادية، فالحوافز غير النقدية تساعد أيضًا على الحفاظ على دافع موظفيك والتزامهم وتحفيزهم، لذلك علينا طرح سؤال مهم وهو: ما هو التحفيز؟
🔶اقرأ أيضًا: 6 قواعد للتخلص من ضعف الثقة في النفس
ما هو التحفيز الوظيفي؟
الدافع/التحفيز الوظيفي هو عملية تحفيز الموظفين وتشجيعهم على تحقيق الأهداف المحددة في العمل وزيادة الأداء وتحقيق الإنتاجية العالية، ويتم ذلك من خلال توفير المكافآت والأنشطة المناسبة لتشجيع الموظفين على العمل بجدية أكبر وأداء أفضل، ومن خلال توفير الشعور بالانتماء والتحفيز والإنجاز.
يحدث ذلك من خلال توفير بيئة عمل إيجابية تشجع التحفيز الوظيفي، وتوفر المكافآت المادية والمعنوية، وتوفر فرص التطوير والترقية، وتوفر دخلًا عادلًا وإجازة كافية، وتنظم الأنشطة الترفيهية والتعليمية والمسابقات، وغيرها من الطرق التي تسمح للموظفين بالعمل بجدية أكبر وتحسين أدائهم في مكان العمل.
العوامل المهمة في تحفيز الموظفين
- المكافآت: تشمل المكافآت المادية الملموسة، مثل: الأجور والمكافآت الإضافية والحوافز المالية، وكذلك المكافآت غير الملموسة، مثل: الترقيات والعطلات والدورات التدريبية والمسابقات والجوائز.
- الرعاية الاجتماعية: تشمل الخدمات الصحية والرعاية الطبية والتأمين الصحي، والتأمين على الحياة والحوادث، والمزايا المالية والاجتماعية.
- بيئة العمل: تتضمن بيئة عمل آمنة وصحية ومريحة ومشجعة، تتيح للموظفين الشعور بالراحة والانتماء والتحفيز.
- فرص التطوير: يشمل فرص التعلم والتطوير الإداري والمهني والترقية وفرص التطوير المستمر.
- الإسهام في عملية صنع القرار: يكون الموظفون متحمسين ويشعرون بالانتماء عندما يشعرون أنهم جزء من عملية الإدارة ويسهمون في عملية صنع القرار.
- الإدارة الجيدة: والتي تتحقق بالقيادة الفعالة، والتواصل الجيد، والتعاون، والاحترام، والتقييم المنتظم، والتأقلم المرن والفعال مع المشاكل والصعوبات.
تسهم هذه العوامل وغيرها في تحفيز الموظفين وزيادة الإنتاجية ورفع مستوى الأداء في مكان العمل، إضافةً إلى تعزيز الولاء الوظيفي للموظفين وإيمانهم بشركتهم.
تأثير برامج المكافآت على الموظفين
- زيادة الإنتاجية: يكون الموظفون أكثر تحفيزًا ويعملون بجهد أكبر عندما يحصلون على التقدير والمكافآت المناسبة؛ مما يزيد من إنتاجية الشركة ويحسن الأداء.
- الاحتفاظ بالموظفين: يشعر الموظفون بالرضا والتحفيز عندما يتلقون المكافآت المناسبة، ويحصلون على الاحترام والتقدير؛ فيزيد رضاهم الوظيفي، وينتمون إلى الشركة.
- جذب المواهب: يمكن أن يساعد توفير الدافع الوظيفي على جذب الموظفين الأكفاء والموهوبين للشركة، والمساعدة في تحسين سمعة الشركة وزيادة جاذبيتها للموظفين.
- تحسين سمعة الشركة: يمكن أن يساعد توفير الدافع الوظيفي في تحسين سمعة الشركة وصورتها الإيجابية مع الموظفين والمجتمع، والمساعدة في تحسين علاقات الشركة مع الموردين والعملاء.
- تحسين الأداء المالي: توفير الدافع المالي يمكن أن يزيد الإنتاجية، ويحسن جودة المنتجات والخدمات، وبالتالي الأداء المالي للشركة
بشكل عام، يعد تحفيز الموظفين ووضع نظام معين لمكافئتهم على جهودهم من أفضل البرامج التي تضعها الشركات لتعزيز ولاء الموظفين بها؛ مما يعني زيادة الإنتاجية.
أنظمة الحوافز للموظفين في الشركات
- المدفوعات والمكافآت: قد تكون المدفوعات والمكافآت هي النظام الأكثر استخدامًا لتشجيع الموظفين، يتم تحديد التعويض وفقًا للدور الذي يلعبه الموظف داخل الشركة، وتكون المكافآت مكافآت نقدية أو غير نقدية، مثل: الإجازة الإضافية أو الترقيات الوظيفية.
- الثقافة التنظيمية: يمكن تحفيز الموظفين من خلال خلق ثقافة تنظيمية إيجابية داخل الشركة. على سبيل المثال، يمكن تشجيع الموظفين على التفاعل والتعاون مع بعضهم بعضًا وتحقيق أهداف مشتركة.
- التدريب والتطوير: يمكن تحفيز الموظفين من خلال توفير فرص التدريب والتطوير، حيث تتاح لهم الفرصة لتحسين مهاراتهم وزيادة خبراتهم ومعارفهم بالقطاع، وهذا يمكن أن يحسن أدائهم ويحفزهم على العمل بجدية أكبر.
- إعطاء المسؤولية: يمكن تحفيز الموظفين بإعطائهم المسؤولية، لأن لديهم الفرصة لتحمل المزيد من المسؤولية وإدارة المزيد من المشاريع، حيث يمكن للموظفين أن يشعروا بالثقة والتحفيز عندما يتم منحهم المسؤولية وحرية اتخاذ القرارات.
- التقدير: يمكن تحفيز الموظفين من خلال التقدير والاعتراف بجهودهم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الثناء والتقدير الإيجابي لأدائهم وتحقيق الأهداف المحددة.
يمكن استخدام هذه الأنظمة بشكل منفصل أو معًا لتحفيز الموظفين في الشركة، ومن أهمية هذا الأمر نشير إلى أن استخدام أنظمة التحفيز المناسبة يمكن أن يؤدي إلى تحسين أداء الموظفين وزيادة الرضا والولاء للشركة.
مكافآت الموظفين تجعل الموظفين سعداء
يريد معظم أصحاب العمل أن يكون موظفوهم سعداء، وعادة ما يكون الموظفون السعداء موظفين منتجين، ويسهم الموظفون السعداء في رفع الروح المعنوية عندما تكون الروح المعنوية منخفضة وتكون المبيعات أقل، ومن المرجح حينها أن تحقق الشركة أهداف النجاح والإيرادات، حيث أظهرت الأبحاث أيضًا أن الإنتاجية تزداد بنسبة 12٪ على الأقل عندما يكون الموظفون سعداء.
إذًا ما فائدة المكافآت أو الجوائز؟ هي جزء مهم للحفاظ على الموظفين سعداء ومنتجين، وهناك علاقة مباشرة بين الأجر وسعادة الموظف؛ فـ 86٪ من الموظفين يقولون إنهم سعداء وفخورون عندما يتم تقديرهم في عملهم، و85٪ يقولون إنهم راضون عن عملهم.
ولاحظ غالبية الموظفين 70٪ أنهم عندما يكونون سعداء في العمل فإنهم يكونون سعداء أيضًا في منازلهم، والرضا في المنزل مهم لأن له تأثير كبير على قدرة الموظف على أداء وظيفته بشكل جيد، وتجنب مشاكل الحضور وعدم القدرة على العمل بكامل طاقته في أثناء العمل.
تقدير الموظفين يزيد من الثقة
بالإضافة إلى إسعاد الموظفين، وهو أساس وجود برنامج للمكافأة، فإن تقدير الموظفين يزيد أيضًا من الثقة في مكان العمل، ووفقًا لمسحٍ، شعر 90٪ من الموظفين الذين تم تقديرهم بطريقة ما في الشهر السابق بثقة أكبر في مديريهم، في حين أن أقل من نصف الموظفين الذين لم يتم تقديرهم يثقون في مديريهم. يريد الناس أن يعرفوا أن جهودهم تحدث فرقًا ولا يتم تجاهلها من قِبل السلطات العليا، إن مكافأة الموظفين وشكرهم تخلق علاقات أقوى؛ مما يزيد بدوره من الدافع.
العوامل السلبية التي تؤثر على عملية المكافآت وتحفيز الموظفين
- الجو السلبي في العمل: إذا كان الجو في العمل سلبيًّا ومرهقًا وتنافسيًّا بشكل مفرط، فهذا له تأثير سلبي على تحفيز الموظفين.
- عدم تقدير الجهد: إذا لم يتم تقدير جهود الموظفين، فإن ذلك يؤثر سلبًا على دوافعهم ويجعلهم يشعرون بالضيق والخجل.
- عدم تقديم الدعم اللازم: إذا لم يتلقَّ الموظفون الدعم الذي يحتاجون إليه من الإدارة والزملاء، فإن ذلك يؤثر سلبًا على دوافعهم.
- عدم توفير التدريب والتطوير: إذا لم يتم توفير فرص كافية للتدريب والتطوير، فإن هذا الوضع يؤثر سلبًا على تحفيز الموظفين.
- انعدام الشفافية والصدق: عندما يكون هناك نقص في الشفافية والصدق في العلاقات بين الإدارة والموظفين، فإن ذلك له تأثير سلبي على تحفيز الموظفين ويجعلهم يشعرون بخيبة الأمل والفراغ.
- النظام الإداري السيئ: إذا كان هناك نظام إداري سيئ يتميز بالتعقيد والبيروقراطية، فقد يكون لذلك تأثير سلبي على تحفيز الموظفين؛ مما يجعلهم يشعرون بعدم الرضا والقلق.
الخلاصة من بزنس بالعربي
أخيرًا كما ذكرنا سابقًا، فإن توفير الرضا الوظيفي للموظفين يحفزهم على البقاء في المنظمة. وقد أفاد مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن السبب الأكثر شيوعًا لتوقف الناس عن العمل هو عدم احترامهم من قِبل مديريهم أو عدم الوثوق بهم للقيام بأعمالهم. وفي المقابل يظهر تقدير ومكافأة الموظفين أن جهودهم تحظى بالاحترام والتقدير، وأن صاحب العمل يثق بهم للقيام بأعمالهم بشكل جيد، ويشجعهم ليس فقط على البقاء، ولكن أيضًا على العمل الجاد لبذل قصارى جهدهم.
🔶شاهد أيضًا: التخطيط وإنجاز الأهداف وتحويلها إلى واقع مع وليد حسونة الرئيس التنفيذي لشركة Valu