الكثير من علماء الانثربوجي وعلم الاحياء التطوري يرون ان استقامة العمود الفقري عند لانسان والانتقال من الحركة على اربع الي الحركة على قدمين تعتبر نقطة التحول الرئيسية في نظرية التطور البشري فبعد الانتقال إلى الوضعية المنتصبة، تغير شكل الحوض البشري ليصبح أكثر اتساعًا وأقصر هذا التكيف أثر أيضًا على وضعية الأعضاء التناسلية مما جعل ممارسة الجنس الأمامي أكثر احتمالًا وأقل تعقيدًا مقارنة بالكائنات الاخرى واصبحت الوضعية الامامية لممارسة الجنس قاصرة على الانسان وربما 4 او 5 انواع اخرى من الثديات.

🔸إقرأ أيضاً: اقتصاد السعادة

هذا النمط من الجنس احدث ثورة حضارية واقتصادية فبمجرد اختلاف مجال رؤية الرجل لجسد المرأة حول المرأة الي منتج استهلاكي يخضع لكل ما تخضع له ادوات الاقتصاد من قوانين وقواعد منظمة، بما في ذلك قانون العرض والطلب، الاقتصاد الحر، السوق والتنافسية، التسليع والتشييء حتى منتهى الاستهلاكية، الجميع ادلى بدلوه بين نظريات هنا وفلسفات هناك حتى اطل فرويد برأسه واحكمت الرأس مالية زمام الامور في صورة علاقة طفيلية تجعل الانسان في حالة بحث دائم عن الرضا والكمال وشعور عميق بالنقص والاحتكار وسباق خلف كل جديد.

في كتابه الرأسماالية والرغبة يكشف تود ماكجوان الطرق التي تستغل بها الراسمالية هياكل الرغبة عند الانسان من اجل اعادة انتاج نفسها حيث ان اليات الراسمالية تجعلنا نرغب في النظام الراس مالي نفسه. و في كتابها ذا سيكشوال ايكونومي اوف كابيتاليزم تتعرض الكاتبة ماري سي برينتون لمفهوم تسليع الجنس. تشرح برينتون كيف أن الرأسمالية تُحوِّل العلاقات الجنسية والجندر إلى سلع يمكن بيعها وشراؤها.

تتناول صناعة الجنس، والإعلانات التي تستخدم الجسد البشري لجذب المستهلكين، وكيف يُستغل ذلك في الاقتصاد وتستعرض الكاتبة كيف تؤثر الرأسمالية على العلاقات الشخصية، مشيرة إلى أن العلاقات الرومانسية والجنسية تُشكَّل وتُعاد تشكيلها بواسطة الضغوط الاقتصادية. تُناقش كيف أن الضغوط المالية والعوامل الاقتصادية تُؤثر على قرارات الزواج، الإنجاب، والعلاقات الشخصية. وبعيدا عن ميول برينتون وماكجوان الاشتراكية الا ان البعد الفلسفي والاجتماعي لفكريهما يستحق التأمل.

تعد نظرية الاقتصاد الجنسي موضوعًا معقدًا يجمع بين علم الاقتصاد والسلوك الاجتماعي لدراسة كيفية تأثير العرض والطلب على العلاقات الجنسية والأسواق المتعلقة بالجنس. تركز هذه النظرية على تحليل القيم الاقتصادية المتعلقة بالجنس وكيفية تأثيرها على الاقتصاد بشكل عام وبطبيعة الحال تاخد المرأة دور المنتج او السلعة الرئيسية في مسرحية الاقتصاد الجنسي او افتصاد الغريزة ” الشهوة”.

ربما تندهش اذا عرفت ان صناعة مثل الالبان الصناعية للاطفال لم تأتي بدوافع طبيه او غذائية وانما دوافع تجميلية اقتصادية للحفاظ على مظهر ثديي المرأة، ومن نفس المنطلق فكرة تسويق نماذج الجمال من البشرة الكورية للخلفية البرازيلية واالانف القوقازية كل هذا واكثر يدعم اقتصاد صناعة جراحات التجميل التي بلغت قيمتها حوالي 81.1 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 139.64 مليار دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 7.2%
في حين بلغت قيمة سوق مستحضرات التجميل العالمية حوالي393.75 مليار دولار في عام 2024. ومن المتوقع أن ينمو السوق ليصل إلى 758.05 مليار دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 9.8%

كل هذا يعمل حول الابداع في التجربة الجنسية ويخلق اسواق متعددة وتتبعها اسواق وصناعات تكميلية تكاد تكون غير محدودة فاالأسواق المتعلقة بالجنس تشمل العديد من الصناعات مثل صناعة الأفلام الإباحية، خدمات المرافقة، ومنتجات الصحة الجنسية. وفقًا لتقرير صادر عن “فوكس” في 2019، تقدر قيمة صناعة الجنس(الدعارة) العالمية بأكثر من 97 مليار دولار. هذه الأسواق ليست فقط مربحة ولكنها أيضًا تخلق فرص عمل وتعزز من النشاط الاقتصادي في العديد من المناطق بالاضافة الي اسهامها في الموارد الضريبية . وصناعة المنشطات الجنسية هي واحدة من أسرع القطاعات نموًا في السوق الجنسي.

حيث تقدر قيمة سوق المنشطات الجنسية العالمية بحوالي 5.5 مليار دولار في 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 9.7 مليار دولار بحلول 2026. هذه المنتجات تساعد الأفراد على تحسين حياتهم الجنسية، مما يزيد من جودة الحياة والرضا الشخصي او هكذا يدعون. هذا الي جانب سوق الانجيري الذي يشهد نموًا كبيرًا أيضًا حيث تقدر قيمة هذا السوق بحوالي 29 مليار دولار في 2020، ومن المتوقع أن يصل إلى 49 مليار دولار بحلول 2027.

التكنولوجيا ايضا لعبت دورًا كبيرًا في تطوير الأسواق الجنسية. منصات المواعدة عبر الإنترنت، وتطبيقات الهواتف الذكية، والواقع الافتراضي كلها أمثلة على كيفية تأثير التكنولوجيا في تسهيل التواصل الجنسي وتوسيع نطاق السوق. على سبيل المثال، تقدر إيرادات تطبيقات المواعدة عبر الإنترنت بحوالي 3.08 مليار دولار في 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 5.71 مليار دولار بحلول 2025.

علاقات الحب التكنولوجية تأتي بدعوى “صفر مخاطر في الحب” فالحب الاستهلاكي يأتي اليك دون ان تنتظر الصدفة وفي ظل هذه التغيرات في الديناميكيات الجنسية يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في هيكل الأسرة التقليدي. العلاقات المفتوحة وتعدد الشركاء أصبحت أكثر قبولًا في بعض الثقافات، مما يؤثر على البنية الاجتماعية والاقتصادية. مابالك اذا تطرقنا الي المثلية الجنسية والدعم الاقتصادي الغير محدود لها فلا شك ان المثلية الجنسية منتج اقتصادي في طريقه الي التحكم بزمام الامور.