قبل بضع سنوات لم تكن السعادة كلمة مستخدمة في العمل، لكن أصبح هناك العديد من أصحاب العمل والمدونين المحتملين يتحدثون عن ذلك، وتكتشف بعض أماكن العمل الحديثة مناهج جديدة تؤكد على السعادة وإن كان ذلك بطريقة عشوائية، ولكن عندما تسأل أشخاصًا ما عن رفاهيتهم تجدهم ربما يتحدثون عن أشياء مثل: الديتوكس أو صور انستغرام لمَن يتجولون في الفنادق بأثواب حمام وأقنعة، أو غير ذلك من أمور الرفاهية الأخرى.

وتركز المخاوف المتعلقة بالصحة دائمًا على الرفاهية، عندما يتعلق الأمر بالصحة فإن حقيقة انتشار الوباء في جميع أنحاء العالم أكبر من حجمه تشير إلى وجود تركيز عالمي على الرفاهية، وكان مكان العمل في الأمام والوسط وقد يعتقد العديد من أصحاب العمل أن السعادة في مكان العمل مثل التباعد الاجتماعي وأقنعة الوجه هي مجرد موضة أخرى تختفي في غموض ما قبل الوباء، لكنها ليست كذلك كما هو الحال مع العمل عن بُعد فإن مخاوف الرفاهية مستمرة.

في هذا المقال من بزنس بالعربي سنتحدث عن رفاهية الموظف، ونتعرف على مصطلح Well-Being، وتأثير ركائزه الخمسة على المنشأة ونموها.

ما هو الـ Well-Being؟

الـ Well-Being هو مصطلح يشير إلى الحالة الشاملة للصحة النفسية والعاطفية والاجتماعية والجسدية للفرد، ويمكن وصفه بأنه شعور بالراحة والسعادة والرضا مع الحياة، وهو يشمل العديد من العوامل مثل: الصحة العامة، والعلاقات الاجتماعية والعائلية، والتحديات والإنجازات الشخصية، والشعور بالأمان، والاستقرار المادي، والعاطفي.

يمكن تحقيق الـ Well-Being من خلال اتباع نمط حياة صحي، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية الإيجابية، وتحقيق الأهداف الشخصية، والمشاركة في الأنشطة التي تزيد من الرضا والسعادة والراحة النفسية، وهذا هدف مهم للفرد والمجتمع بشكل عام؛ حيث يؤدي إلى تحسين الجودة الحياتية وزيادة الإنتاجية والإبداع.

تظهر أبحاث شركة ديلويت أن إعطاء الأولوية لرفاهية الموظف يؤدي إلى قوة عاملة أكثر سعادة، والموظفون السعداء أكثر إنتاجية وأكثر إبداعًا، وغالبًا ما ترتبط سعادة الموظف بالعواطف الإيجابية، لكنها تنطوي على أكثر من ذلك بكثير، وغالبًا ما تواجه الشركات صعوبة في تحديد ما هو أكثر أهمية عند التوظيف: العقلية الصحيحة أو مجموعة المهارات أو مجموعة الأدوات بالنسبة للشركات الجديدة، يعمل مزيج من العقلية ومجموعة المهارات بشكل جيد مع نمو الشركة، يمكن تطبيق مجموعة من مجموعات المهارات والأدوات بشكل أكثر فعالية.

🔶اقرأ أيضًا:  الصحة النفسية والعقلية | 5 أسباب لأهمية الصحة النفسية والعقلية داخل بيئة العمل

 لذلك يُنصح عند التوظيف بالبحث عن المرشحين ذوي المؤهلات المناسبة للمرحلة التي تقع فيها الشركة فبمجرد تعيين أحدٍ ما يمكنه تطوير جوانب أخرى في الشركة.

ولتطوير العقلية والمهارات الصحيحة لدى موظفيك ركز على الركائز الخمسة لرفاهية الموظف وهي:

• الرفاهية الجسدية
• الرفاهية العاطفية
• الرفاهية الاجتماعية
• الرفاهية المالية
• الرفاهية المهنية

 تخلق هذه الركائز البيئة المناسبة لتطوير العقلية الصحيحة ومجموعة المهارات ومجموعة الأدوات، من خلال التأكيد على رفاهية الموظفين في جميع الجوانب، ويمكن للشركات خلق ثقافة إيجابية في مكان العمل تدعم تطوير وإنتاجية الموظفين.

الركائز الخمسة لرفاهية الموظف

إن معرفة العناصر الخمسة الرئيسية لرفاهية الموظف ستجعل مكان العمل هو المعيار الذهبي لرفاهية الموظف، ولكن دعني أوضح لك دور كل ركيزة من هذه الركائز، ولماذا هي مهمة إلى هذا الحد. 

• أولًا: الرفاهية الجسدية:

تعني أن يكون جسدك جيدًا.

وتشمل الرفاهية البدنية جميع الجوانب الجسدية لمكان العمل، مثل: بيئة العمل، واللياقة البدنية، والعادات الصحية، والتغذية، وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لدعم الرفاهية الجسدية لموظفيك:

• توفير الوصول إلى خيارات الطعام الصحي، بما في ذلك خيارات الوجبات الخفيفة الصحية في آلات البيع، والكافيتريات الصحية وغرف الراحة بأسعار معقولة، وكذلك برامج العافية مثل: التثقيف الغذائي ودروس الطبخ.
• شجع النشاط البدني، من خلال توفير بيئة عمل تساعد على الحركة وترتيب فترات راحة للمشي، وممارسة الرياضة، وتقديم دروس اللياقة البدنية في الموقع.
• توفير الموارد مثل: الوصول إلى العيادات والتطعيمات، والتثقيف في مجال الصحة، والسلامة لمنع وإدارة المرض والإصابة.

• ثانيًا: الرفاهية العاطفية:

الرفاه العاطفي، وتشمل الرفاهية العاطفية الصحة العاطفية والعقلية، بما في ذلك إدارة الإجهاد، والتوازن بين العمل والحياة، والدعم الاجتماعي، وفيما يلي بعض الأشياء التي يمكن للقادة القيام بها لدعم الرفاهية العاطفية:

• تقديم المشورة والدعم في مجال الصحة العقلية من خلال برنامج مساعدة الموظفين، بما في ذلك خدمات الاستشارة، والإحالات إلى أخصائيي الصحة العقلية.
• ترتيبات عمل مرنة، مثل مشاركة الوظائف لمساعدة الموظفين على إدارة عملهم وحياتهم، وتقليل التوتر، وتحسين الرفاهية.
• زيادة الدعم الاجتماعي من خلال تنفيذ تمارين بناء الفريق، والأنشطة الثقافية للشركات، والمناسبات الاجتماعية، وفرص التطوع.

• ثالثًا: الرفاهية الاجتماعية:

هي الرعاية الاجتماعية، وتشمل جميع الجوانب الاجتماعية لمكان العمل، مثل: العلاقات والتفاعلات، ويجب على القادة ممارسة تمارين وأنشطة بناء الفريق التي تعزز ثقافة مكان العمل الإيجابية، وتغرس الاحترام والثقة والعمل الجماعي، وفيما يلي أشياء متنوعة يمكن للشركات القيام بها لدعم الرعاية الاجتماعية:

• توفير فرص للتفاعل الاجتماعي والتواصل خارج العمل، مثل: المناسبات الاجتماعية، واجتماعات التنشئة الاجتماعية، وفرص التطوع.
• تحسين التواصل من خلال تشجيع الناس على التحدث مع بعضهم بعضًا بسهولة؛ مما يساعد على بناء الثقة والاحترام في مكان العمل.

• رابعًا: الرفاهية المالية:

الرفاه المالي، ويشمل جوانب مثل: الادخار وإدارة الأموال، ويمكن للشركات دعم الرفاهية المالية لموظفيها بطرق متنوعة لتوفير الوصول إلى التعليم المالي، من خلال ورش العمل والندوات أو التدريبات الفردية، لمساعدة الموظفين على تطوير عادات مالية جيدة واتخاذ قرارات مالية أكثر ذكاء، وذلك عن طريق:

• توفير التأمين الكافي والمزايا الصحية؛ بحيث لا تؤثر حالات الطوارئ الطبية على التخطيط المالي والادخار.
• مساعدة الموظفين على وضع خطط التقاعد من خلال توفير الموارد، مثل خطط التقاعد لمساعدة الموظفين على فهم مقدار الأموال التي يحتاجون إليها للادخار قبل التقاعد.
• تقديم امتيازات مالية، مثل المكافآت والتعويضات الجيدة؛ لمساعدة الموظفين على إدارة أوضاعهم المالية وتحسين استقرارهم المالي العام.

• خامسًا: الرفاهية المهنية:

ترتبط الرفاهية المهنية بما يشعر به الموظفون تجاه وظائفهم، والتوازن بين العمل والحياة، والشعور بالرضا عن العمل، ويمكن لشركات التطوير الوظيفي أن تدعم الرفاهية المهنية بالطرق التالية:

• توفير فرص التطوير الوظيفي، مثل: التدريب والتوجيه والاستشارات، لمساعدة الموظفين على تعلم مهارات جديدة والتقدم في حياتهم المهنية.
• توفير فرص التطوير الوظيفي من خلال تزويد الموظفين بفرص صعبة لتسلق السلم الوظيفي.
• تقديم ترتيبات عمل مرنة، مثل: العمل عن بُعد أو جداول زمنية مرنة أو ساعات عمل مخفضة، لمساعدة الموظفين على إدارة أعمالهم ومسؤولياتهم الشخصية وتحسين رفاهيتهم العامة.
• خلق بيئة عمل إيجابية، من خلال تشجيع التواصل، ومكافأة العمل الجيد، وتوفير الفرص للعمل معًا في المشاريع.

الخلاصة من بزنس بالعربي

تعد صحة الموظفين قضية متعددة الأوجه، وقد شكلت تحديًا كبيرًا لأصحاب العمل في السنوات الأخيرة، ومع ذلك فمن خلال تصنيف الاحتياجات المختلفة للموظفين، ستساعدك الركائز الخمسة لرفاهية الموظف على معرفة المجال الذي تحتاج إلى تعزيزه وما يمكنك القيام به، لمساعدة الموظفين على الشعور بالرضا عن وظائفهم والوصول إلى حياة صحية ومتوازنة.

ولضمان رفاهية الموظفين فمن المهم جدًّا لكل شركة أن تستثمر في سعادة موظفيها، وأن تخلق بيئة عمل وثقافة أفضل؛ حيث إن ذلك يسهم في نمو المنشأة بشكل فعال، ويمكن لمكان العمل الصحي أن يزود الموظفين بالمهارات والأدوات التي يحتاجونها للإسهام في نجاح الشركة، والمساعدة في تعزيز عقلية النمو في النهاية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة رضا العملاء وزيادة الإنتاجية.

🔶شاهد أيضًا: التخطيط وإنجاز الأهداف وتحويلها إلى واقع مع وليد حسونة الرئيس التنفيذي لشركة Valu