كل من يمتلكون تجارة وأعمال خاصة بهم يعرفون حقيقة لا تقبل التشكيك وهي أن التعرض للفشل أو الإخفاق أمر طبيعي ووقد يحدث لأكبر رجال الأعمال، ويرون زملاء وأصدقاء لهم في المجال يخسرون أعمالهم، فهذا أمر برغم صعوبته إلا أنه كثيرًا ما يحدث، وتعرض له الكثير من أصحاب الأعمال الحرة.
وفي هذا المقال سنتكلم عن مفهوم النجاح وكيف يمكن أن تتجاوز الفترات العصيبة بأقل خسائر ممكنة على مستوى العمل وعلى المستوى الشخصي أيضًا، والنصائح التالية مهمتها أن تساعدك في تجنب الانهيار وقت الفشل والخسارة لتتخطى هذه المرحلة وتصل إلى النجاح.
11 نصيحة تساعدك في كيف تتجنب الانهيار وقت الأزمات
تحمل الصعاب والخسائر
قد نسمع عن أحد تعرض لأزمة صحية بعد خسارة كبيرة في عمله أدت إلى سقوطه، فالخسائر الكبيرة هي أمر صعب ومؤلم، وتحتاج إلى قوة نفسية كبيرة حتى تستطيع التعامل مع هذه الإخفاقات، ومعرفتك أن من الممكن أن تتعرض لأزمات كبيرة وتتهيأ لذلك نفسيًا من الأمور الهامة التي عليك أن تقنع بها؛ حتى تخفف من صعوبة الأمر على نفسك وقت السقوط.
اقرأ أيضاً: أفكار مشاريع ناجحة | 7 أفكار لمشاريع ناجحة يمكن أن تبدأ بها الآن
الإيمان بالأقدار
كل ما يحدث لنا فهو رزق من الله وأقدار، والإيمان بالله وبأقداره من الأمور المساعدة في تقبل الخسارة والفشل، فتفكيرك أن هذا ابتلاء من الله ليرى هل تصبر وتدعوه ليكشف عنك ما أصاب سيهدأ من فورة الغضب الذي ستشعر به وقت الأزمة.
اجتهد في العمل واعمل ما بوسعك
مرحلة الشعور بالتقصير وجلد الذات هي مرحلة يمر بها الكثير ممن تعرضوا لأزمات قوية وخسائر كبير، تفكيره هل حقًا لم يكن هناك حلول تنقذا الموقف، وحتى توقف التفكير السلبي عليك من البداية أن تعمل بجد وتبذل كل جهدك للعمل وتفعل ما عليك تنفيذه منذ بداية مشاريعك مثل:
- عمل دراسة جدوى بشكل صحيح وسليم وبناءً على أرقام حقيقية على أرض الواقع.
- دراسة السوق ومجال الصناعة ومعرفة تفاصيله وكبار رجال الأعمال الذي يعملون به قبل البدء في اتخاذ خطوات على أرض الواقع.
- توفير المصاريف المالية اللازمة للمشروع قبل البدء فيه، سواء من مالك الخاص أو من مستثمر أو شراكات، المهم أن المال الخاص بالعمل موجود بالفعل معك.
- اختيار فكرة يمكن أن تجني منها أرباح، البزنس مهما اختلف نشاطه ونوعه فهو بالأخير يهدف إلى الربحن حتى لو كان هناك أداف أخرى يقدمها مثل المشاريع التي تحافظ على البيئة أو المشاريع التعليمية، نعم هناك هدف نبيل وراء هذا العمل ولكن من الضروري أن يُدخل هامش ربح من وراءه.
- الصبر من الصفات التي يجب أن تلازم رجال الأعمال وأصحاب المشاريع، الربح لن يأتي سريعًا، لتكبر في السوق وتصنع لنفسك اسم وتحتل مساحة بين المنافسين، كل هذه الأمور تأخذ بعض الوقت، وهنا يأتي دور الصبر.
- اصنع خطة للخروج من أي مشروع، جهز خطة في حالة أنك تريد الانسحاب من المشروع وتقوم ببيعه أو تتركه لباقي الشركاء، كذلك خطة خروج من الأزمات والخسائر التي قد تواجهك أثناء العمل.
اعتياد تلقي الضربات
التعرض للفشل والإخفاقات والخسائر مرة بعد مرة، يجعلك أكثر صلابة في مواجهة السقوط فيما بعد، بالطبع ليس من السهل التعامل مع أزمات كثير أو أن تخسر أموالك وتغلق مشاريعك، من الطبيعي أن تمر بفترة صعبة، ولكن اصنع من تلك الضربات والإخفاقات سلمًا يصل بك إلى النجاح، فالفشل أمر عادي بل هو شيء صحي لأنك ستكتسب المزيد من الخبرة بكثرة التجارب والتعرض لفشل ونجاحات، وقيام بعد سقوط.
اطلب المساعدة من الخبراء
قد يشعر البعض بالحرج عند طلب المساعدة، أو الاستكبار وكيف له أن يطلب المساعدة بعد مضي سنوات كثيرة من الخبرة، ولكن المساعدة من الخبراء ومكاتب الاستشارات من الامور الهامة التي من الممكن أن تنقذ مشروعك من الانهيار وتساعدك في أن تقف على قدميك مرةً أخرى.
الفصل بين الملكية والإدارة
في بعض الأحيان أن تدير ما تملك يعرضك للخسارة، فالشركات لها مراحل نمو وسيأتي وقت عليك أن تتوقف فيه عن الإدارة وتجدد الدماء في الشركة وتترك الإدارة لأعضاء آخرين ذوي كفاءة عالية لتنتقل بالشركة لمستوى آخر، فالشركات حين تكبر تزداد مهامك نحوها ومن الصعب امتلاك الوقت لكل الأمور المتعلقة بالشركة.
مواكبة التطورات التكنولوجية
التغيير والتطور التكنولوجي السريع مثل أنه يفتح أسواق جديدة ويساعد شركات وصناعات كثيرة على النمو، ولكنه أيضًا إذا لم تتواكب معه وتجعله في صفك، فسوف يتسبب لك في خسائر كبيرة، ومثال على ذلك وقت أزمة الكورونا هناك شركات استطاعت أن تستمر في عملها أونلاين، بل وبدأت مشاريع في هذا الوقت معتمدة على العمل عن بعد، وشركات أخرى أغلقت أبوابها لفترة من الزمن بسبب عدم قدرتها على استخدام التكنولوجيا.
الجمع بين التعليم والخبرة
الشهادات الجامعية والتعلم الأكاديمي في غاية الأهمية ولا نقلل من شأنه أبدًا، فالتعليم الجيد يبني أسس ويفتح مدارك الإنسان ويكسبه الكثير من المهارات، ولكن لا تبدأ مشروع بالتعليم الأكاديمي فقط، فالخبرة العملية والعمل على أرض الواقع أمر مختلف تمامًا، وأفضل شيء هو أن تجمع بينهما.
العند في العمل
لا نقصد بذلك عدم المرونة أو العصبية لرأيك الشخصي، ولكن العند في الدفاع عن مشروعك وأفكارك ورؤيتك له، العند في النجاح، فالتخلي عن أفكارك وما تؤمن به أمام كل عقبة تواجهك ستتلاشى رؤيتك بعد وقت قليل، ولكن الصبر وسياسة النفس الطويل دائمًا ما تؤتي ثمارها في نهاية الطريق.
اصنع لنفسك أسواق جديدة
التنافس الشديد قد يكون من أسباب السقوط، فمواجهة عدد كبير من المنافسين في نفس السوق يزيد من صعوبة الوصول، ولكن من الممكن أن تعمل في صناعات المنافسة بها أقل من غيرها، أو أن تذهب إلى مدن ومحافظات التنافسية بها أقل من العاصمة أو المدن التجارية المعروفة.
تعلم الدرس المستفاد
الخروج من الأزمات والإخفاقات يزيد من خبراتك وتتعلم منه دروساً كثيرة تساعدك في حياتك العملية والشخصية أيضًا، ولكن هذا يحدث بعد الخروج من الأزمة، فلا تدع نفسك لليأس والإحباط، وتأكد أنه يمكنك تجاوز تلك العقبة وتكمل حياتك بشكل طبيعي وبخبرة أكبر.
في نهاية المقال نذكرك بأن العمل جزء من حياتك، وليس هو حياتك بأكملها، وكسب المزيد من المال هو جزء من النجاح وليس كل النجاح، فأنت السبب في جلب المال، فإذا خسرت أموالك لا بأس يمكنك أن تجني مثله وأكثر بالعمل مرةً أخرى، وأهم شيء تقدمه لنفسك هو أن تستمتع بحياتك كلها، لا تجعل عملك هو محور حياتك الوحيد، إذا خسرته تشعر بالضياع، ولكن هناك عناصر كثيرة في الحياة مثل عائلتك وأصدقائك ونفسك وهكذا.
والنصيحة الأخيرة التي نقدمها لك في هذا المقال هو أن تصنع لنفسك روتينًا تستطيع من خلاله أن تقسم وقتك على كل دوائر الحياة وليس فقط العمل، لتتمكن من التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وتشعر بالرضا تجاه نفسك وما تفعله في حياتك.
شاهد أيضاً: الخروج عن المألوف للنجاح في بزنس التعليم- كريم مصطفى المدير التنفيذي لـ Eduhive