يتميز التفاوض بكونه يهدف إلى فض النزاعات والمشكلات، والتوصل إلى اتفاق على مسارات العمل من خلال تقديم كل شخص لبعض من التنازلات في الآراء حتى يتم التوصل إلى نتائج ترضي جميع المصالح، وغالبًا ما يحتاج الأفراد إلى احتراف مهارات التفاوض في بيئات العمل المختلفة، حتى يتم الوصول إلى التقدم.
أهمية تحسين مهارات التفاوض
من الضروري تحسين مهارات التفاوض وخاصةً في العمل؛ حتى يتم الوصول إلى الأهداف المهنية التي نسعى إليها ومن ضمنها النجاح، إذا كنت من أصحاب اتخاذ القرار في عمل ما، لا بد من توفر مهارات التفاوض لديك، حتى تعمل على بناء علاقات قوية بين زملاء العمل؛ لتحقيق أفضل النتائج المهنية.
ولذلك لا بد من تطوير مهارات التفاوض لديك حتى تستطيع التواصل وفهم الطرف الآخر، وإيجاد الحلول التي تعمل على نجاح جميع الأطراف وإرضائهم؛ حتى لا تحدث نزاعات ومشكلات تعوق النجاح في العمل.
استراتيجيات عمليات التفاوض
توجد مجموعة من الاستراتيجيات التي تجعلك تحقق عمليات التفاوض بفاعلية ومهارة؛ لكي تعمل على تحقيق النتائج التي تُرضي جميع الأطراف.
- القدرة على الاستماع للطرف الآخر
لا بد من توافر مهارة الاستماع لأنها تجعلك تستمع إلى آراء الطرف الآخر، لكي يتم التفكير في المصالح المشتركة التي تسعون إلى تحقيقها، دون الارتفاع في الصوت، أو التكلم بأساليب سيئة، لأن ذلك يجعلك أنت الخاسر في المعركة.
- التعاون
لا بد من أن يكون الطرفان يتمتعان بالتعاون في كيفية الوصول إلى حل مشترك، وليس السعي إلى حل يرضي طرفًا واحدًا فقط، فبعملية التعاون والمشاركة في النقاش تستطيعون الوصول إلى أفضل النتائج.
3. استخدام البدائل
لا بد من توفر خيارات بديلة في حال لم يتوصلوا إلى حل مشترك، فذلك يساعد بالتأكيد على الوصول إلى حل، ولا بد من توفر المرونة في اتخاذ القرارات، وليس التصميم على رأيك ومصالحك الشخصية فقط.
- استراتيجية الحل المشترك
في النهاية لا بد من الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، وليس طرفًا واحدًا فقط، حتى يستفيد الجميع من تحقيق مصالحهم، ولكي تتحقق هذه الاستراتيجية لا بد من تحقيق التعاون والعمل الجماعي؛ لكي تتمنكوا من الوصول إلى حلول مرضية للجميع بعد الاستماع إلى الآراء المقترحة كافة.
- استراتيجية التأني
من أهم الاستراتيجيات في عملية التفاوض أنه لا بد أن يتحلى المفاوض بالصبر، والتحكم في ردود الأفعال أثناء التحدث مع الطرف الآخر، حتى لا تخرج منه ردود أفعال غير مناسبة، وبالتالي خسائر مشتركة، ولا بد من وجود عامل الزمن واستغراق بعض من الوقت في التفكير، وتحقيق تنازلات من جميع الأطراف للوصول إلى الحلول المرضية للجميع.
- استراتيجية win_win
وهي التي تتضمن الحصول على نتائج مربحة لكل الأطراف دون وجود طرف خاسر، وهي الاستراتيجية التي لا بد من اتباعها أثناء عملية التفاوض.
🔶اقرأ أيضًا: أهم 9 مشاكل تواجه الشركات العائلية
مهارات التفاوض
لا بد من تطوير ذاتك حتى تحترف مهارات التفاوض وتصل إلى تسوية مشتركة حول أي نزاع.
ولذلك لا بد من توفر مجموعة من مهارات التفاوض لديك، مثل:
- مهارات التواصل والاستماع الفعال
لا بد من وجود الاستماع الجيد للطرف الآخر، أي الاستماع بدون مقاطعة لحديثه، حتى تكون على علم بالمشكلة، وعلى معرفة بكيفية التوصل إلى حل مشترك يرضي جميع الأطراف.
- مهارات الإقناع
تعتبر مهارة الإقناع من المهارات المرهقة في عملية التفاوض، لأنها تحتاج إلى الكثير من الوقت للتأثير في الآخرين ضمن محاولة وصول الفكرة التي تطرحها، وخصوصًا إذا كان هؤلاء الأشخاص يتمتعون بالحزم في آرائهم.
- التخطيط
قبل التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، لا بد من التخطيط الجيد، ومعرفة كل النتائج التي ستحدث عند اختيار ذلك الحل، وتحديد إن كان مناسبًا للجميع ويؤدي إلى الوصول إلى النجاح لجميع الأطراف أم لا.
- التفكير الاستراتيجي
لابد أن تتحلى بالقدرة على التفكير الاستراتيجي، وهو القدرة على وضع خطة بديلة تُرضي جميع الأطراف، وليس التصميم على رأي واحد فقط، لأن ذلك يقدم لك التفكير في كل النتائج التي تحدث عند اختيار رأي معين.
تعزيز مهارات التفاوض
لكي تكون لديك مهارات تفاوض جيدة، لا بد من تعزيزها عن طريق التدريب المستمر عليها، من خلال مجموعة من أساليب التدريب، منها:
- التدريب المستمر
يوجد العديد من ورش العمل، والكتب، والمقالات، التي تتحدث عن مهارات التفاوض، عليك قراءتها؛ لتساعدك على زيادة المعرفة والقدرة على التفاوض، وتحسين مهاراتك التفاوضية، وتحسين نطاق فكرك والتوصل إلى الحل الأمثل.
- الخبرات العملية
في الحياة اليومية يوجد العديد من المفاوضات، عليك الدخول بها حتى كنوع من التدريب؛ لتتعلم كيفية التعامل معها بسلاسة، وكيفية الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، سواء في العمل أو الحياة اليومية.
- استخدام تقنيات حديثة
يوجد العديد من البرامج والتطبيقات في مجالات التفاوض حتى تتدرب على القدرة على التفاوض بشكل أفضل، للوصول إلى نتائج مُرضية.
- الاستفادة من التجارب الأخرى
عليك المشاركة في فرص تطوعية؛ لكي تعمل على تعزيز مهارات التفاوض لديك، واكتساب العديد من الخبرات من تجارب الآخرين.
أنواع التفاوض
هناك عدة أنواع من التفاوض التي يمكن أن تتعرض لها في حياتك المهنية أو الشخصية، ولذلك لا بد من التعرف عليهم جيدًا:
التفاوض التوزيعي: وذلك عندما يعتقد أحد الأطراف أنه إذا فقد شيئًا من عملية التفاوض، فالطرف الآخر يأخذ مقابل ذلك، بدلًا من سعي الطرفين للوصول إلى نتائج مشتركة.
التفاوض التكاملي: يتميز ذلك التفاوض بكونه تفاوضًا مشتركًا، يسعى إلى الربح لكل الأطراف دون الضرر على الآخرين، وهو يأخذ الكثير من الوقت حتى يتم التوصل إلى حل يُرضي جميع الأطراف.
التفاوض الإداري: ذلك الذي تتعرض له في الحياة العملية عند عدم الارتياح في أخذ القرارات من ذوي الخبرة الأعلى في العمل، فذلك النوع من التفاوض هو الذي تريد أن تكتسبه عند طلب أي شيء من مديرك في العمل.
التفاوض مع زملاء العمل: لا بد من وجود عمليات التفاوض بين زملاء العمل؛ حتى يسعى الجميع إلى النجاح في العمل بدون حدوث نزاعات وخلافات بينهم، حتى لا تحدث مشكلات داخل العمل.
كيف تُطوِّر مهارات التفاوض لديك؟
لا بد أن تعرف كيف تعمل على تطوير مهارات التفاوض لديك من خلال 5 نصائح:
- لا بد من تحديد الهدف: لا بد عند الدخول في عمليات التفاوض مع الطرف الآخر من التفكير جيدًا في الأهداف التي تسعى إليها، وما مدى إمكانية تنازلك عن بعض الأهداف، وماذا يحدث إذا تنازلت عنها.
- بناء علاقات إيجابية مع الآخرين: لا بد من توافر الاحترام بين الطرفين، حتى تعمل على بناء علاقات سوية، حتى تستطيعوا التوصل إلى الحل المناسب الذي يرضي جميع الأطراف.
- الثقة بالنفس: عند التحدث في أثناء المفاوضة لا بد أن تثق بنفسك وبالكلمات التي تتحدث بها، حتى يأخذ الطرف الآخر انطباعًا جيدًا عن الحديث الذي تقوله، وذلك من خلال لغة الجسد، ونبرة الصوت، وغيرهما.
- نقاط الضعف ومعالجتها: لا بد من التعرف على نقاط ضعفك، ربما تجد أنك بحاجة إلى التفكير مرةً ثانية، أو تعزيز مهارات الإقناع لديك للتأثير في الطرف الآخر.
- عدم السعي إلى الرفض: يسعى كل طرف من أطراف المفاوضة إلى التمسك برأيه، ورفض الطرف الآخر، وذلك بالتأكيد يؤدي إلى خسائر مشتركة؛ ولذلك لا بد من عدم رفض الأفكار الأخرى، والمساعدة في الوصول إلى حل يرضي الجميع.
- الاحتمالات المختلفة: لا بد من وضع احتمالات متعددة وأخذ بعض من الوقت للتفكير في اختيار أحد الاحتمالات دون رفض جميع الاحتمالات.
- التدريب على التفاوض: كما ذكرنا، يوجد العديد من أشكال التدريب على التفاوض، وذلك من خلال التجربة في حياتك الشخصية مع أصدقائك، أو الذهاب إلى ورش عمل تدريبية على التفاوض، أو البحث عن أفضل الكتب والمقالات التي تقدم كيفية تحسين التفاوض.
في نهاية موضوعنا، لا بد من التعرف على كل المعلومات التي ذكرناها، حيث ذكرنا أهمية عملية التفاوض وضرورتها في حياتنا العملية والشخصية، كما تعرفنا على مهارات التفاوض، وكيف يمكن التدريب عليها، حتى تُعزَّز مهارات التفاوض لدينا، كما تعرفنا على استراتيجيات مهارات التفاوض وتطبيقاتها، حتى نصل إلى حل مشترك يرضي جميع الأطراف، بما في ذلك تعرُّفنا على أنواع التفاوض، وكذلك كيفية التطوير من الذات حتى نحصل على إيجابيات التفاوض.
🔶شاهد أيضًا: كيف تبني مهارة التواصل وبناء العلاقات؟ مع دكتور شريف عبد العال