هناك تصور عام بأن مهارات التفكير الاستراتيجي يصعب الحصول عليها، وأن كبار المسؤولين التنفيذيين أو صناع السياسات فقط هم الذين يحتاجون إلى عقلية استراتيجية.
والحقيقة هي أنه يمكن اكتساب مهارات التفكير الاستراتيجي، وهو أمر جيد لأن القدرة على التفكير الاستراتيجي أمر ضروري للمناورة في عالم اليوم المعقد.
وكان ذلك ضروريًّا لتمكين وظائف التسويق المختلفة من العمل معًا، ولتمكين العديد من مديري التسويق في البلاد من تخطيط وتنفيذ حملاتهم المحلية.
ما هو التفكير الاستراتيجي؟
عندما تقوم بالبحث في جوجل، ستجد الملايين من التعريفات، وهناك العديد من التعريفات مجردة ومن الصعب فهم كيفية تطبيقها في حياتنا وعملنا.
فلا يوجد أي تعريف محدد بما فيه الكفاية لمساعدتنا على فهم معنى التفكير الاستراتيجي، ومؤكد أنه إذا لم نتمكن من توضيح ماهيته بوضوح، فمن الصعب شرح ما يجب فعله لاكتساب تلك المهارة.
في هذه المقالة، يتم تعريف التفكير الاستراتيجي باعتباره عملية تفكير يطبقها الفرد في سياق تحقيق هدف ما.
ما فوائد كونك مفكرًا استراتيجيًّا؟
- يساعدك على تحديد الخيارات المختلفة لتحقيق نفس الأهداف.
- تبسيط المشكلات المعقدة عن طريق تقسيمها إلى أجزاء سهلة.
- فهم أسوأ السيناريوهات للاستعداد للنتائج السلبية.
- تحديد المخاطر لتحديد أولويات الخيارات.
- تقليل هامش الأخطاء.
- احتضان ومواجهة المجهول عند حدوثه.
- التعبير عن أهدافك بوضوح.
فمفتاح التفكير الاستراتيجي هو فهم الهدف الذي تريد تحقيقه أو المشكلة التي تريد حلها. قد يبدو الأمر سهلًا، لكنه ليس كذلك.
وفيما يلي مثالين لهدفين:
عندما تكتب الأهداف، عليك أن تكتب مع وضع الأهداف النهائية في الاعتبار.
- مثال شخصي: أرغب في الحصول على 50000 جنيه لاستخدامها كدفعة مقدمة لمنزلي الأول.
- مثال تجاري: زيادة الإيرادات بمقدار 10 ملايين جنيه مصري من خلال إطلاق هذا المنتج في جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضًا: الابتكار والإبداع | كيف تُحفِّز الإبداع والابتكار بـ 3 مراحل
ما هي مهارات التفكير الاستراتيجي؟
هي البحث عن الخيارات وتحديدها للوصول إلى الأهداف، وتعد كتابة الأهداف بوضوح أمرًا حيويًّا؛ لأنه يوجه عملية تفكيرك في أثناء إنشاء الأفكار المختلفة لتحقيق أهدافك.
فإذا ركزت فقط على “ادخار 50 ألف جنيه” فقد تفوت خيارات أخرى للوصول إلى هدفك النهائي، أما إذا ركزت على “ادخار 50 ألف جنيه لشراء منزل”، فسوف توسع نطاق تفكيرك إلى ما هو أبعد من “الادخار”، فقد تتضمن الأفكار استثمار مدخراتك أو حتى شراء منزل.
فيما يلي قائمة واسعة من الخيارات عندما تكتب أهدافك مع وضع “السبب” في الاعتبار:
- تحليل الخيارات والمخاطر بموضوعية:
بمجرد حصولك على قائمة الخيارات، فإن الخطوة التالية هي تحليل كل خيار والمخاطر المرتبطة به.
مثال: كجزء من توفير 50000 جنيهًا في خلال عامين لشراء منزل، تقوم بإجراء تحليل للراتب والميزانية، فتحاول الضغط على كل قرش؛ فهذا يعني أنك قد لا تتمكن من السفر أو أخذ أي إجازة.
إن فهم المخاطر يجبرك على مواجهة العديد من “ماذا لو”، ومن خلال الإجابة عن هذه الأسئلة فإنك تعمل ببطء وبشكل مؤكد على تطوير قدرتك على التفكير بشكل استراتيجي.
إن أفضل طريقة لتنمية مهارات التفكير الاستراتيجي هي معالجة الاحتمالات المختلفة، ومناقشة أسوأ السيناريوهات بصراحة، وتنفيذ أفضل ما يمكنك فعله، مع توقع الأسوأ.
- حدد مسار العمل بناءً على بحثك وتحليلك:
الآن بعد أن أنهيت تحليل “ماذا لو”، سيرشدك التحليل والمناقشة بشكل طبيعي إلى اتخاذ القرار. لا يوجد قرار صحيح أو خاطئ عند اتخاذه، فمن المحتمل أننا لن نعرف عواقب القرار إلا في وقت لاحق.
- الحقيقة هي أننا لا نعرف ما لا نعرفه:
احتضن واقبل المجهول عند اتخاذ القرار، وتذكَّر أن طريقة التعامل مع الأشياء المجهولة هي إجراء التعديلات في أثناء التنفيذ.
- إنشاء خطة التنفيذ:
على الرغم من أن الكثيرين يركزون على جزء “التفكير”، فمن المهم أيضًا التركيز على تنفيذ خطتك، ومن خلال التنفيذ، تتعلم المراقبة والتكيف، وهو ما سيزيد قدرتك على العيش.
فقم بإنشاء جدول زمني للمشروع، وحدد كل مهمة يتعين عليك القيام بها وقم بتنفيذها واحدة تلو الأخرى.
فيما يلي بعض الخطوات البسيطة التي يمكنك اتباعها لتطوير مهارات التفكير الاستراتيجي لديك.
كيف يمكنك تنمية مهارات التفكير الاستراتيجي لديك؟
لتطوير مهارات التفكير الاستراتيجي لديك، من الضروري أن يكون لديك فهم عميق للمفهوم نفسه، حيث يستلزم التفكير الاستراتيجي القدرة على التفكير النقدي، وتحليل المواقف من وجهات نظر متعددة، وتصور الاحتمالات المستقبلية.
ومن خلال الانخراط في التفكير الاستراتيجي، يمكنك تحديد الفرص والتحديات، وصياغة استراتيجيات فعالة، ومواءمة أفعالك مع الأهداف طويلة المدى.
1. احتضان عقلية النمو:
إن تنمية عقلية النمو أمر بالغ الأهمية لتعزيز مهارات التفكير الاستراتيجي لديك، فاعتنق الاعتقاد بأن الذكاء والمهارات يمكن تطويرها من خلال الجهد والممارسة.
ومن المهم التعلم من حالات الفشل والنكسات، لأنها توفر رؤى قيمة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية في المستقبل.
ومن خلال تبني عقلية النمو، فإنك تفتح لنفسك إمكانيات جديدة، وتبحث باستمرار عن فرص لتوسيع معرفتك وقدراتك.
2. عزِّز مهاراتك التحليلية:
تلعب المهارات التحليلية دورًا محوريًّا في التفكير الاستراتيجي، فابدأ بتحسين قدرتك على جمع البيانات ذات الصلة وتحليلها وتفسيرها.
طوِّر مهارات التفكير النقدي لديك من خلال فحص المعلومات بموضوعية والنظر في وجهات نظر مختلفة، وتدرب على تحديد العلاقات بين السبب والنتيجة للحصول على فهم أعمق للمواقف المعقدة، واستخدم الأدوات التحليلية، مثل تحليل SWOT (نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات)، لتقييم الجوانب المختلفة للمشكلة.
3. عزِّز العقل الفضولي:
الفضول هو أساس مهارات التفكير الاستراتيجي وتنمية عقلية الاستكشاف والتعلم المستمر.
- اطرح أسئلة مثيرة للتفكير للحصول على نظرة ثاقبة للجوانب المختلفة للمشكلة.
- ابحث عن وجهات نظر متنوعة وتحدي الافتراضات من خلال كونك فضوليًّا.
- يمكنك توسيع منظورك واكتشاف الفرص المخفية وتحديد الحلول المبتكرة.
4. عزِّز قدراتك على اتخاذ القرار:
اتخاذ القرار الفعال جزء لا يتجزأ من التفكير الاستراتيجي:
- طوِّر مهاراتك في اتخاذ القرارات، من خلال النظر في العواقب قصيرة وطويلة الأجل لاختياراتك.
- تَدرَّب على الموازنة بين إيجابيات وسلبيات الخيارات المختلفة، وتقييم المخاطر التي تنطوي عليها.
- احتضن المخاطر المحسوبة، واتخذ القرارات بناءً على أحكام مستنيرة، بدلًا من ردود الفعل المتهورة.
- قم بالتقييم المستمر لقراراتك والتعلم منها، لتحسين عملية تفكيرك الاستراتيجي.
5. تنمية الإبداع والتفكير خارج الصندوق:
يتضمن التفكير الاستراتيجي توليد أفكار فريدة ومبتكرة من خلال:
- تعزيز إبداعك من خلال استكشاف وجهات نظر مختلفة، والعصف الذهني، وتبني التفكير غير التقليدي.
- تحدي الافتراضات التقليدية واستكشاف الحلول البديلة.
- احتضن ثقافة التجريب وشجع الأفكار المتنوعة داخل بيئاتك الشخصية والمهنية.
سيمكنك هذا من الازدهار وتطوير استراتيجيات إبداعية.
6.التعلم المستمر:
يتضمن التعلم المستمر الالتزام بتحديث وتحسين معارف الفرد ومهاراته بانتظام، تحفز هذه السمات استكشاف أفكار وأساليب جديدة؛ مما يحافظ على الاستراتيجيات جديدة ومستجيبة للسياقات المتغيرة.
7. تجميع المعلومات:
تجميع المعلومات هو القدرة على استكشاف مصادر مختلفة للبيانات ودمجها بطريقة ذات معنى، فتساعد هذه المهارة في فهم البيانات المعقدة، والإسهام في اتخاذ قرارات سليمة ومستنيرة.
8. التخطيط طويل المدى:
يتضمن التخطيط طويل المدى تحديد أهداف للمستقبل ووضع استراتيجيات لتحقيقها، يسمح التخطيط طويل المدى بتحقيق الأهداف بشكل مستدام، مما يعطي البصيرة والتوجيه للإجراءات الفورية.
9. تخطيط السيناريو:
تخطيط السيناريو هو عملية التنبؤ بإمكانيات المستقبل وتصميم الاستجابات المناسبة. في مهارات التفكير الاستراتيجي تساعد هذه المهارة في الاستعداد للعديد من النتائج، مما يضمن المرونة في مواجهة التغيير.
10. إدارة المخاطر وتقييمها:
تتضمن إدارة المخاطر وتقييمها تحديد المخاطر المحتملة، وتقييم تأثيرها، واستنباط طرق للتخفيف منها. في مهارات التفكير الاستراتيجي تضمن هذه المهارة أن تكون الخطط قوية وقابلة للتكيف، وتحافظ على التقدم حتى عند ظهور المخاطر.
11. تخصيص الموارد:
يتضمن تخصيص الموارد (مثل: الوقت أو المال أو الموظفين) للمهام، بناءً على أهميتها وتأثيرها المتوقع.
في مهارات التفكير الاستراتيجي يمكن أن يؤدي التخصيص الفعال للموارد إلى تحسين الإنتاجية والفعالية مع تقليل الهدر.
12. التواصل الفعال:
يتضمن التواصل الفعال التعبير بوضوح عن الأفكار والأسئلة والقرارات، مع تلقي وفهم مدخلات الآخرين بشكل صحيح.
في مهارات التفكير الاستراتيجي يضمن التواصل الفعال فهم الفريق، وتعزيز اتخاذ القرارات المستنيرة والجماعية.
أهم النصائح لاكتساب مهارات التفكير الاستراتيجي:
1. تحديد أولويات المهام:
أي الترتيب الواعي أو تصنيف المهام وفقًا لضرورتها وأهميتها.
قد تكون على دراية بمنطق مبدأ أيزنهاور العاجل والمهم، وعادةً ما تعتبر الأنشطة ذات المواعيد النهائية الوشيكة عاجلة، والأنشطة ذات العواقب الكبيرة إذا لم يتم تنفيذها (بغض النظر عن المواعيد النهائية لها) مهمة.
2. تخصيص الموارد بكفاءة:
الغرض من التخصيص الفعال للموارد هو ضمان توزيع مهارات كل عضو في الفريق ووقته وجهده، بالإضافة إلى الموارد الملموسة المحتملة، بطريقة يمكن أن تزيد من كفاءة المشروع ومخرجاته.
يضمن تخصيص الموارد هذا أن أعضاء الفريق يعملون وفقًا لنقاط قوتهم؛ مما يؤدي إلى تحسين وتيرة وجودة العمل.
3. تحليل ملاحظات العملاء:
يتضمن هذا الشكل من التفكير الاستراتيجي جمع التعليقات الواردة من العملاء ومراجعتها وتفسيرها؛ لتحسين المنتج أو الخدمة.
4. تفويض المهام على أساس نقاط القوة والخبرة:
يتضمن هذا النهج في مهارات التفكير الاستراتيجي تقييم وفهم مجموعات المهارات والخبرات لأعضاء فريقك، وإعطاء المهام للأفراد ليس فقط بناءً على مناصبهم الوظيفية، ولكن أيضًا بناءً على نقاط قوتهم ومهاراتهم الفريدة.
5. تحديد الأهداف طويلة المدى وقصيرة المدى:
يتضمن ذلك تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس، ثم يتم تقسيمها بعد ذلك إلى أهداف أقصر يمكن تحقيقها بشكل فوري.
6. تحليل بيانات المبيعات السابقة:
تدور مهارات التفكير الاستراتيجي حول استخدام بيانات المبيعات للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، واتخاذ قرارات العمل.
7. اختيار أفضل وسيلة للتواصل:
في هذا السيناريو، يدور التفكير الاستراتيجي حول مراعاة الفروق الدقيقة في رسالتك واختيار القناة المناسبة لتوصيلها.
8. تحديد فجوة السوق:
يتعلق هذا المثال من التفكير الاستراتيجي بعملية تحديد الاحتياجات غير الملباة أو أوجه القصور في السوق التي يمكن أن يلبيها منتج أو خدمة جديدة.
تخيل أنك تدير شركة تكنولوجيا وفي أثناء البحث المكثف للسوق، أدركت أن العديد من كبار السن يعانون من تعقيد الهواتف الذكية الحديثة، واستشعرت وجود فرصة (فجوة في السوق)، فقررت إنشاء هاتف سهل الاستخدام مصمم خصيصًا لكبار السن، مع ميزات مبسطة وخطوط أكبر.
يعد هذا القرار مثالًا على الاستجابة الاستراتيجية لتحديد الفجوة في السوق وسدها، فيمكن لشركتك الاستفادة من الفرص المثيرة، مما يؤدي إلى زيادة حصتها في السوق وتحسين سمعة العلامة التجارية.
9. تحليل ملاءمة المنتج للسوق:
يتضمن التفكير الاستراتيجي في هذه الحالة تقييم ما إذا كان منتجك أو خدمتك يتوافق بشكل جيد مع الطلب الحالي في السوق.
في الختام، تتوقع ما هي النصيحة من مهارات التفكير الاستراتيجي الوحيدة في هذه المقالة التي ستضيفها إلى حياتك والتي ستفيدك أكثر؟، فكِّر بشكل استراتيجي سواء كان الأمر يتعلق بتفويض مهامك أو تنفيذ استراتيجيات جديدة للتعلم، خذ هذه النصائح معك وانطلق.
شاهد أيضًا: تحول البراند من المحلية إلى العالمية – محمد طلعت Concrete – EP