أن تكون رجل أعمال ناجحًا أو رائدًا للأعمال لك مشروعك الخاص الذي يدر عليك الأرباح بدون ضغوطات العمل التقليدي هو حلم يطارد الجميع، ولكن لم يكن الأمر بهذه المثالية التي صورتها مصطلحات التنمية البشرية البراقة التي تدفعك لتقديم استقالتك والبدء في مشروعك الخاص، هذا الأمر يدفع ثمنه قليلو الخبرة الذين ينجذبون نحو أحلام الثراء السريع من دون دراسة سليمة لما سيفعلونه عند إنشاء شركة، لذلك قبل هذا علينا أن نعي جيدًا ماذا يعني إنشاء شركة وكيف تديرها بشكل سليم.
في هذا المقال سنتكلم عن خطواتٍ عليك أن تتبعها حتى تبني شخصية رائد أعمال يستطيع إدارة مشروع
ناجح يدر عليه أرباحًا، لا تُغلق أبوابه بعد عام من نشأته.
اقرأ أيضًا: أهم 5 مشكلات لكثرة مصادر التعلم وكيفية التغلب عليها
7 خطوات لتكون رجل أعمال ناجحًا:
١- كوّن خبرتك الخاصة:
لا تتعجل في إنشاء شركة وأنت حديث التخرج حتى ولو كان رأس المال متوفرًا، فمن المهم العمل في سن مبكرة والاحتكاك بسوق العمل والتعامل مع شرائح مختلفة في الصناعة والتجارة، فهذا يصقل من شخصيك ويجعلك أكثر قدرة على التعامل الصحيح مع كل فئة تتعامل معها لاحقًا في مشروعك، كما يجعلك ناضجًا فكريًّا لا يحركك كل رأي، ويكون بإمكانك تكوين وجهة نظر لنفسك في مجريات الأمور من حولك.
٢- تعلّم إدارة الأعمال:
الطبيب ليكون طبيبًا عليه أن يدرس الطب، كذلك رجل الأعمال ليبدأ عمله الخاص عليه أن يدرس إدارة الأعمال،
بالإضافة إلى معرفة كل ما يخص إدارة الشركات حتى ولو لم يكن بشكلٍ متعمق، ولكن المعرفة الجيدة بأساسيات
عمل كل فرع من فروع الشركة مثل المبيعات والتسويق وإدارة الموارد البشرية يجنبك الكثير من المشكلات، فالكثير
من الأخطاء الشائعة والمتكررة للشركات يمكن تجنبها بدراسة المدخل لعلوم الإدارة أو كما يطلق عليها (101
courses).
كذلك القراءة في علم النفس المتعلق بأنظمة البيع المباشر وغير المباشر، والمتعلق بكيفية الوصول لجمهورك،
والتعامل مع موظفي الشركة بشكل يجعل بيئة العمل جيدة ومريحة، كل ذلك يساعد على نمو الشركة وليس العكس.
٣- تعلّم كيفية التصنيع:
ليس من المعقول أن تقوم بالتجارة في شيء لا تعلم كيف يتم تصنيعه، وما هي مراحل التصنيع بداية من المواد
الخام وأنواعها والماكينات المستخدمة في التصنيع وصولًا لمنتج جاهز للبيع.
لا شك في أن الدخول للمصانع والورش أمر مهم لمعرفة تفاصيل الصناعة، ولو كان بإمكانك أن تجرب بيديك والمشاركة في مرحلة تصنيع المنتج يكون جيدًا جدًّا، حتى تتمكن من الإلمام بكل شيء يتعلق بالمنتج وكيفية تطويره مستقبلًا، وكذلك معرفة الأفراد القائمين على تصنيع المنتج لمعرفة مشاكلهم والعمل على حلها وتجنب المشاكل الأخرى حين تبدأ مشروعك الخاص.
٤- تقبّل الفشل مقابل مكاسب أخرى:
هل من الممكن أن يحب أحد الفشل؟ بالطبع لا، ولكن هناك نوعان من الفشل: الفشل الذي يلحق بالشركة خسائر
كبرى وهذا ما يجب علينا تجنبه، أما النوع الآخر فهو الفشل المحمود أي ما نخسره الآن لنجني مكاسب أخرى من
ورائه في المستقبل.
تعلّم أن تفرق بين هذين النوعين وألا تندم على خسارات صغيرة تأتي من ورائها مكاسب أكبر، وأن تكون لديك
طريقة تفكير مرنة لتعرف كيف تستغل مواقف الخسارة وتحولها لمكاسب، فالندم على كل خسارة من دون التفكير في
كيفية الخروج من الموقف بأفضل الحلول يكلفك الكثير، فلا تنظر تحت قدميك غير مهتم بالآفاق من حولك.
٥- التعلم والتجربة عملية مستمرة:
البزنس ليس شيئًا جامدًا ولكن المرونة جزء أساسي فيه، وعليه فإن التجربة عملية مستمرة باستمرار الشركات، فكل
منتج جديد يمكن أن يُجرّب على نطاق ضيق فإذا لاقى قبولًا ونجاحًا تتوسع الشركة فيه، كذلك تجربة التطويرات على المنتج وقياس رد فعل الجمهور على ذلك التغيير، وهذا أمر في غاية الضرورة حتى تتجنب الخسارات الكبيرة إذا لم يتقبل
الجمهور المنتج الجديد، فالفشل في التجارب الصغيرة أفضل بكثير من الفشل على نطاق أوسع، وكل شيء قابل
للقياس والتجربة والاختيار بين أفضل النتائج.
كذلك التعلم عملية مستمرة لا تتوقف، فكل شيء حولنا يتجدد ويتطور، وتظهر دائمًا أمور حديثة وأكثر تكنولوجية، والثبات في نفس المربع يعني خسارة كبيرة والرجوع إلى الخلف، فالتعلم لا يتوقف بسن محددة أو بالوصول لخبرة ما، ولكن عليك تثقيف نفسك وتجديد معلوماتك ومهاراتك دائمًا وتعلم كل شيء جديد يكون له علاقة بالبزنس الخاص بك.
٦- تعلّم كيف تسوق لنفسك بأقل التكاليف:
التسويق عملية مهمة لأنه يُمكّنك من الوصول لجمهورك وتعريفهم على شركتك ومنتجاتك أو الخدمات التي تقدمها،
وعلى الرغم من الأهمية الكبرى للتسويق فإن الكثير من الشركات الناشئة تكون غير قادرة على تحمل نفقاته أو
تريد التقليل من تكلفته، فإذا كنت غير قادر على تحمل تكلفة التسويق فعليك أن تتحلى بالصبر لأن الوصول
لجمهورك ونشر شركتك سيأخذ وقتًا أطول مقابل تقليل نفقات التسويق.
الحل في هذا الموقف يكمن في التسويق بالمحتوى عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والتسويق بالمحتوى
من أهم أدوات التسويق الإلكتروني حيث تقوم بعمل محتوى تعليمي وقيِّم يجذب الجمهور لمتابعتك، ومن ثَمَّ الوثوق
بك وبعلامتك التجارية، ومن أكبر مميزات التسويق بالمحتوى هو أنه يبني علاقة قوية وطويلة الأمد مع الجمهور
مبنية على الثقة التي ليس من السهل هدمها، لكن عيبه الوحيد هو استغراقه وقتًا طويلًا نسبيًّا حتى يؤتي ثماره، ولكن
مكسبه الكبير يجعلك تستثمر في هذا الوقت من دون ذرة ندم.
٧- لا تتخلَّ عن عميلك:
خدمة العملاء تبدأ بداية من استفسار العميل عن المنتج وحتى ما بعد البيع، وهذه العملية مهمة جدًّا حيث توضح مدى
احترامك وتقديرك لعملائك، وهذا يؤثر بشكل كبير على صورة الشركة أمام الجمهور.
فخدمة العملاء وخدمة ما بعد البيع من أهم عوامل نجاح الشركات، حيث إن خدمة العملاء تُبين كيف أنك تحترم
العميل وتتفهم مشكلته، كما يجب عليك حل هذه المشكلة حتى لو كلفك الحل بعض المال الزائد سواء بإرجاع المنتج أو
تقديم صيانة مجانية له، وعلى الرغم من التكلفة الزائدة لذلك فإنه مكسب كبير؛ لأن خسارة العميل تعني أنك خسرت كل معارفه، أما إذا قمت بحل مشكلة العميل واحتوائها فهذا يعني أنك كسبت عميلًا يثق بك وله ولاء لك وسيقوم بإخبار معارفه عنك إذا احتاج الأمر.
كل عميل قام بشراء منتجك هو عميل وثق بك ابتداءً فلا تتخلَّ عنه لوجود مشكلة ما، حتى لو كان أسلوب العميل
في الشكوى فظًّا أو إن حدثت المشكلة بسبب استخدامه الخاطئ للمنتج، وتذكر المقولة الشهيرة: “الزبون دايمًا على
حق”.
وفي نهاية المقال نتمنى أن تكون قد كونت صورة أكثر وضوحًا عن إنشاء شركتك، وأن تقوم بعمل خطة لتستعد
لأن تكون رجل أعمال ناجحًا وتبدأ مشروعك الخاص.
شاهد أيضًا: أهم مهارة عند رائد الأعمال