“لا أحد یستطیع أن یعزف سمفونیةً لوحده، فھي تحتاج إلى فرقة تعزفھا”
مقولةٌ لرئیس مكتب الأمم المتحدة لتنسیق الشؤون الإنسانیة “السیر مارك أندرو لوكوك“.
على الرغم من صغر ھذه الجملة إلا أنھا تحمل الكثیر من المعاني بین حروفھا، إن فریق العمل مثلاً لأوركسترا مجموعة كبیرة تضم ما یقارب المائة عازف لمختلف الآلات الموسیقیة بشتى أنواعھا، في العمل أیضاً ھناك أوركسترا المؤسسات والشركات.
في ھذه المقالة تناقش بزنس بالعربي 8 أسرار سریة لبناء فریق العمل الناجح والفعال الخاص بمشروعك.
أولاً: السلوك الأخلاقي والخبرة المھنیة
قوة الفریق تكمن في قوة وترابط كل فرد بالآخر وقوة كل عضو ھو الفریق” فیل جاكسون
یمكن للفریق المتواضع مھنیاً تحقیق بعض النتائج الجیدة إذا كان ھناك قائدٌ جید أحسنَ قیادتھم ،لكن القائد الماھر قد لا ینجح في قیادة فریقٍ یرى أفراده أن أعمالھم لا غبار علیھا، أو أنھم أكبر من النقد البناء الموجه إلیھم؛ ففریق العمل في الشركات مثلُ عازفي الأوركسترا، إذا لم یعزفوا السیمفونیة بجمیع أركانھا في ذات اللحظة فإن اللحن ستُكسر وتيرته الموسیقیة وبتالي سيفشل العمل المطلوب.
علیك كقائدٍ للعمل أثناء بناء فریق عمل ناجح وفعال لمشروعك أن تھتم باختیار الأفراد الذین یؤمنون بأن كل الأعمال العظیمة لم تنجح إلا بفریق متماسكٍ ومترابط، لذلك تقترح بزنس بالعربي أن تقیم الحالة السلوكیة للفرد قبل حالته الفنیة لأنه وبكل بساطة من السھل أن تعلم فرداً متواضع الإمكانیات أن یحسن من مستواه المھني، ومع قیادةٍ جیدة یمكن تحقیق ھذا بشكلٍ أسرع ،لذلك تذكر دائماً ما قاله الملیاردیر الأمریكي روس بروت:
“عندما أقوم ببناء فریق فإني أبحث دائماً عن أشخاصٍ یحبون الفوز، وإذا لم أعثر على أي منھم فإنني أبحث عن أشخاصٍ یكرھون الھزیمة”
ثانیاً: عقلیة الھدف
“الأشخاص العظماء یجعلونك تشعر حقیقة أنك تستطیع أن تصبح عظیمًا كذلك” مارك توین
إلى أي ھدفٍ تُبحر السفینة؟ قبل بناء فریق عمل ناجح وفعال لمشروعك علیك أن تمتلك إجابةً قویةً ومقنعة لھذا السؤال. فعقلیة الفریق تتغیر من فریق عمل یريد أن یعمل فقط من أجل بضع جنیھات نھایة الشھر، إلى فریقٍ یرید تحقیق المعجزات بإیمانھم بذلك الھدف الذي یسعون إلى تحقیقه، ویعتبر أھم محفزٍ لذلك الفریق ھو أنت. أجل، فأنت كقائدٍ للعمل علیك أن تكون المحفز الأساسي للفریق، وأن تكون والأكثر إیماناً بأن الھدف یستحق بذل مجھودٍ كبیر لتنفیذه وتحقیقه سويًا لزیادة الكفاءة وتحسین الإنتاجیة، لذت فاحرص على معرفتك بإجابة السؤال الأھم، إلى أین تبحر السفینة؟
ثالثاً: مھارات التواصل الفعالة
“الناس الذین یعملون معا یحققون الفوز” فینس لومباردي
إن الشركات أو المؤسسات التي تمتلك فریقاً به العدید من الكوادر الفعالة لكنھا لیست فعالةً في تواصلھا معاً سيكون من الصعب جداً عليهم تحقیق أي إنجازات، إن الفریق الذي تقوم ببنائه لن یعمل موظفوه منفردین، وإنما یعملون في حلقةٍ متصلةٍ جمیعھم جزءٌ منھا للنجاح في إتمام الأھداف والمھام المطلوبة منھم، لذلك علیك كمسؤول عن العمل أن تحرص على توفر مهارات التواصل لدى الموظف، مثل اللباقة في الحدیث والقدرة على التفاوض والإقناع، أو یمكنك تخصیص فترةٍ تدریبة لموظفیك لصقل مھارات التواصل لدیھم داخل مشروعك.
رابعاً: الالتزام والانضباط الذاتي
“إذا لاحظت نجاح الأشخاص من حولك، أیاً كان المجال ،فسوف تكتشف أن ھؤلاء الأشخاص لدیھم انضباط شخصي یتبعونه دون الانجراف؛ مما یساھم بشكل كبیر في نجاح كل ما یقومون به”
لكي ینجح مشروعك وتتحرك بخطى ثابتة نحو النمو والازدھار فمن المھم أن تمتلك فریق عمل مستعدًا للالتزام بالعمل بما فيه من مخاطر ونكسات وخوف وملل ومواقف سلبیة أخرى قد تأتي نتیجة ضغوطات العمل. فالفریق الملتزم یمكنه العمل في أي ظروف ولا یتخلى عن إنھاء مھمته على أكمل وجه.
خامساً: الشخص المناسب للدور المناسب
قائد العمل الماھر یعرف جیداً كیف یحرك قطع الشطرنج على رقعة الشطرنج، كذلك في العمل، فأھمیة وضع الموظف المناسب في مكانه المناسب لا تقل أھمیةً أبداً عن اختیار الموظف، فھناك العدید من الشركات التي أسندت بعض المھام الوظیفیة إلى موظفین لیسوا بالكفاءة المطلوبة لتنفیذ ھذه الأعمال، وبالتالي تأخرت وتیرة سیر العمل. لذلك من أھم خطوات اختیار أفراد الفریق الناجح والفعال أن تضع كل فردٍ منھم في وظیفته المناسبة.
سادساً: المھارات قبل الشھادات
“العثور على لاعبین جدد أمر سھل، أما جعلھم یلعبون معا كفریق واحد فھو أمر آخر” كیسي ستنجل
من أھم المعاییر الأساسیة للتوظیف الآن لكبرى شركات العالم مثل Google و Apple و Microsoft ھي النظر إلى مھارات أعضاء الفریق ولیس شھاداتھم، فالمعیار في اختیار فریق العمل ھو ما الذي یستطیع فعله وكیف یفعله وبأي جودة؟ ولیس ما ھي الشھادة التي حصل علیھا ومن أي جامعة أو ما ھي الدورات التدریبیة التي حصل عليها. لأن الكثیر من الأشخاص یمتلكون ھذه الأشیاء ولكن في المقابل لیسوا بالمستوى المهاري المطلوب.
لذلك علي قائد العمل الناجح أن یضع المتقدم لأي وظیفة لدیه تحت اختبار لقیاس قدراته ومھاراته، فالاعتماد على الشھادات والدورات فقط یعد أمراً خطیراً قد یھدر وقت مشروعك.
سابعاً: التنوع في العقلیات
كما یتألف فریق الأوركسترا من عازف الكمان والناي والشیللو وغیرھم من أجل صنع نغمةٍ موسیقیة رائعة ومتناسقة الأركان، فإن شركتك أو مشروعك الخاص یحتاج إلى تنوع العقلیات والقدرات المھنیة فیه. لذا أثناء بحثك عن فریق عمل ناجح وفعال اختر فریقاً متنوعاً وھيأ لھم البیئة المناسبة للعمل والإبداع، ومساحةً للتعبیر والتقبل والتفاھم بینھم وبینك كمدیرٍ للعمل دون إصدار أحكامٍ قاسیة أو توبیخ، حيمها ستكون قد نجحت في تشكیل التنوع وخلق بیئة العمل المناسبة لمشروعك الخاص.
ثامناً: تقییم الأداء
لكل شركةٍ أو مؤسسة سیاستھا في تقییم موظفیھا، لكن المھم ھنا ھو الھدف من التقییم، فتلك الأرقام تظھر مدى سیر وتیرة العمل وماذا حققت الشركة من أھدافھا، وبالطبع تلك الأھداف لن تتحقق إلا بموظفین في تطورٍ مستمر حسب تقییم كل فردٍ منھم. لذا لتحرص على بقاء فعالیة فریقك دائماً علیك بالقیام بتقییم دوري لأداء كافة أفراد العمل، وما الذي ینقص الفرق لیكون أفضل؟ وما ھي نقاط الضعف والقوة؟ وكیف یمكن تطویر مھارات كل فرد؟، فكلما كان التقییم منصفاً والھدف منه ھو مساعدة الموظف على الارتقاء بمستوى عمله فإن ھذا یولد لدیه انتماء تجاه شركته التي یعمل فیھا.
اقرأ أیضاً: أھم 37 سؤالاً یطرحھم المستثمرون على رواد الأعمال للحصول على التمویل
https://businessbelarabi.com/%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%b5%d9%86%d9%81/%d8%a3%da%be%d9%85-37-%d8%b3%d8%a4%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%8b-%db%8c%d8%b7%d8%b1%d8%ad%da%be%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%ab%d9%85%d8%b1%db%8c%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b1%d9%88%d8%a7%d8%af/