تحديد الفئة المستهدفة في عملية صناعة المحتوى هو خطوة حاسمة ومهمة لضمان استخدام الاستراتيجيات الصحيحة والتقنيات الفعالة في الحملات الإعلانية. عند الإعلان أو تحديد أنواع المحتوى الذي يجب تقديمه، من الضروري أن يقوم فريق المحتوى والمسوقين بإعداد تجارب مخصصة تستهدف الفئة المحددة من الجمهور التي يبحثون عنها، لجذب انتباههم وسط بحر من العلامات التجارية والمعلنين.
فهم السوق المستهدف بشكل جيد يزيد من القدرة على التركيز على تلك الفئة، في توجيه الإعلانات والوصول إليهم بشكلٍ أفضل. كما يساعد في تحديد نوعية المحتوى الموجه إليهم، وهو ما لن يتم إلا من خلال معرفة الجمهور المستهدف الذين يُرجح أن يتحول معظمهم إلى عملاء محتملين.
الخطأ الرئيسي الذي تقع فيه معظم الشركات الناشئة في عامها الأول وأيضًا العديد من صناع المحتوى وفرق التسويق هو محاولة جذب الجميع. هذا الأمر غير ممكن، حيث لكل فرد أذواق واحتياجات مختلفة عن الآخر. لذا، يجب على كل شركة أن تقدم خدمة أو منتج يستهدف فئة معينة بدقة.
تكوين شخصية المشتري هو أحد أكثر أجزاء استراتيجية العلامة التجارية متعة في وضعها وتحليلها ومتابعتها. شخصيات المشتري عبارة عن تجارب وتمثيلات خيالية للعملاء المستهدفين التي تتوقع الشركة أنها ستحقق نجاحًا كبيرًا في حالة الوصول إليهم بشكلٍ صحيح. يتم إنشاؤها بواسطة فريق التسويق بالشركة، بالتعاون مع العصف الذهني مع الأشخاص الآخرين من جانب العملاء.
في هذا المقال من بزنس بالعربي، واستكمالاً للدليل الشامل لصناعة المحتوى التسويقي للأفراد والشركات، نتناول كيفية دراسة وتحليل السوق لتحديد الجمهور المستهدف وفائدة ذلك في عملية إنشاء المحتوى التسويقي.
أولاً: دعني أطرح عليك القليل من الأسئلة، موافق؟ … جيد:
- ماذا نعني بالجمهور المستهدف؟ “جمهور المستهدف” هو المجموعة من الأفراد الذين من المحتمل أن يكونوا مهتمين بمنتجاتك أو خدماتك. يمكن أن يكونون موحدين بناءً على عوامل مثل سلوكهم، تفضيلات الشراء، الفئة العمرية، التركيبة السكانية، الحالة النفسية والانتماءات الفكرية، وغيرها من الصفات المشتركة التي تجمع بينهم.
- ما هي سيكولوجية الجمهور؟ فهم سيكولوجية الجمهور يعني دراسة دوافعهم، اهتماماتهم، قيمهم، وكيفية تأثير هذه العوامل على سلوكهم الشرائي. يتطلب هذا تحليل البيانات الديموغرافية، السلوكية، والنفسية لجمهورك المستهدف لتحديد ما يحفزهم للشراء وما يهتمون به.
- كيف ندرس ونحلل السوق لتحديد الجمهور؟ لدراسة وتحليل السوق وتحديد الجمهور المستهدف، تحتاج إلى:
- جمع البيانات: تتضمن إحصاءات ديموغرافية، دراسات سلوك المستهلك، وبيانات السوق الحالية.
- استخدام الأدوات التحليلية: مثل التحليل التنافسي، التحليل الديموغرافي، والتحليل النفسي لفهم تفضيلات الجمهور.
- إجراء العصف الذهني مع الفريق التسويقي والعملاء لتحديد الفئات التي تهمهم.
- إجراء استطلاعات الرأي أو استطلاعات الجمهور لجمع المزيد من الآراء والمعلومات.
- التسويق عبر الإنترنت أو التسويق التقليدي: أيهما أفضل للجمهور؟ كلا النوعين لهما مزايا. التسويق التقليدي قد يكون فعالاً للوصول إلى جمهور واسع، بينما التسويق عبر الإنترنت يقدم إمكانية استهداف دقيق وجعل الحملات أكثر كفاءة من حيث التكلفة. يعتمد الاختيار على طبيعة المنتج، السوق، والتفضيلات الشخصية للجمهور المستهدف.
- من هو الجمهور المستهدف؟ “جمهور المستهدف” هو المجموعة من الأفراد الذين يُرجح أن يكونوا مهتمين بمنتجك أو خدمتك بناءً على عوامل مثل الفئة العمرية، الجنس، الدخل، الموقع الجغرافي، الاهتمامات، والانتماءات الأخرى. فهم هؤلاء الأفراد يساعد على تخصيص المحتوى وتوجيه الرسائل الإعلانية التي تتماشى مع اهتماماتهم وتفضيلاتهم.
مثال على الجمهور المستهدف:
- مثال على جمهور مستهدف: إذا كنت تملك متجر أحذية، قد يكون جمهورك المستهدف هو الرياضيين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 40 عاماً، الذين يهتمون بأداء الأحذية الرياضية. أو إذا كنت تبيع أحذية رياضية مخصصة للنساء فقط، يصبح الجمهور المستهدف أكثر تخصصاً بحيث يشمل النساء فقط.
أهمية تحديد الجمهور المستهدف:
- يقلل من تكلفة الحملات الإعلانية من خلال التركيز على جمهور محدد بدلاً من جمهور واسع.
- يساعد في تخصيص المحتوى وإنشاء الرسائل التي تتناسب مع اهتمامات الجمهور.
- يزيد من فعالية الإعلانات ويوجهها نحو الأشخاص المهتمين بالفعل.
اقرأ أيضاً: الدليل الشامل لصناعة المحتوى للأفراد والشركات| خطوات وأدوات صناعة المحتوى – الجزء الثالث
أهمية معرفة الجمهور المستهدف
معرفة الجمهور المستهدف تتيح لك صياغة المحتوى ورسائل وإعلانات تتناسب مع اهتماماتهم. من خلال تحديد الفئة المستهدفة، يمكنك تصميم الرسائل التي تثير مشاعرهم وتجذب انتباههم، مما يؤدي إلى معدلات ربح أعلى وعائد استثماري أفضل.
فهم جمهورك المستهدف أمر حيوي لأنه سيحدد على أساسه معلومات كل خطة واستراتيجية تسويق تقوم بتنفيذها. على سبيل المثال، قد يبدو بث إعلان خلال عرض إحدى مسلسلات رمضان طريقة رائعة للوصول إلى عدد كبير من الأشخاص. ومع ذلك، حتى مع تكلفتها العالية، سيكون هناك عدد قليل فقط مهتمين فعلاً بمنتجك أو خدمتك. من خلال فهم جمهورك المستهدف واهتماماته، يمكنك توجيه الإعلان بدقة أكبر، مثلاً عن طريق اختيار نشره في المجلات أو القنوات والصحف الرياضية إذا كنت تبيع أحذية للجري.
فهم السوق المستهدف يسمح لك ببناء علاقات أقوى والتواصل بشكل أفضل مع المستهلكين. يمكنك تطوير إبداعات تسويقية تتحدث إلى شخصيات معينة وتطور العلامة التجارية بما يتناسب مع اهتمامات وقيم الجمهور الذي من المرجح أن يشتري المنتج أو الخدمة منك.
إضافةً إلى بعض النقاط المهمة الأخرى مثل:
- فهم المنافسين و التغلب عليهم.
- خفض التكاليف والإنفاق في الاتجاه الصحيح.
- التعرف على العملاء المستهدفين.
- ايجاد طرق و إمكانات النمو الجديدة.
أقسام تحديد نوع الجمهور المستهدف:
أصعب عقبة تواجه فريق التسويق هي مدى وفرة المعلومات ودقتها من أجل تحديد الجمهور المستهدف، وبالطبع كلما كانت هذه المعلومات أقل دقة وجودة كانت النتائج أقل دقة، يُحدد الجمهور المستهدف بناءاً على عدة أقسام مهمة من أجل الوصول إلى النتيجة الصحيحة، وأيضاً دقة التحليل من خلال هذه المعلومات:
أولاً: المعلومات الديموغرافية
تعني كلمة (الديموغرافيا) علم السكان أو الدراسات السكانية التي تدرس الخصائص السكانية المتمثلة في (الحجم – التوزيع – الكثافة – التركيب – الأعراق – الإنجاب والوفيات – نسب الأمراض – الحالات الإقتصادية – الجنس – العمر …..إلخ) من أجل تحديد الاحتياجات البشرية الحالية والمستقبلية.
ثانياً: المعلومات الجغرافية
هنا يقوم فريق التسويق بدراسة الموقع الجغرافي للجمهور المحتمل و المستهدف ومعرفة:
- في أي قارة يعيش؟
- في أي دولةٍ يقيم؟
- في أي مدينة يعيش؟
- في أي حيٍ يسكن؟
ثالثاً: المعلومات التقني
تعتبر هذه النقطة مهمة جداً نظراً لأن العملية التسويقية حالياً تعتمد على التطور التقني بشكل كبير، حيث تضخ العديد من العلامات التجارية ملايين الدولارات في التسويق الرقمي. لذلك، من الضروري معرفة ما إذا كان الجمهور المستهدف يستخدم التقنية أم لا.
رابعاً: المعلومات الشخصية
غالباً ما يقوم فريق التسويق هنا بالتعمق في شخصية الجمهور المستهدف من أجل معرفة تفاصيل أكثر عن:
- أسلوب الحياة.
- الطبقة الاجتماعية.
- العادات والتقاليد.
- الرغبات.
- الهوايات.
خامساً: المعلومات السلوكية
تشمل المعلومات السلوكية مراقبة طريقة تفاعل الجمهور مع منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركة، والموقع الإلكتروني، والحملات التسويقية. يتضمن ذلك أيضًا تحليل نوع المحتوى المنشور. تعتمد هذه البيانات على تصرفات وأفعال الجمهور. فهم هذه المعلومات يساعد في توجيه الفئة المستهدفة في الوقت والمكان المناسبين.
مثال عملي:
سأقدم نموذجًا صغيرًا يمكن التعامل معه كعميل محتمل، ومن خلال هذا النموذج يمكن الحصول على العديد من المعلومات التي تُساعد في فهم ما يقرأه العملاء، وكيف يفكرون، ويقيمون المحتوى. لذا، ضع في اعتبارك العناصر التالية:
- العمر.
- الجنس (ذكر / أنثى).
- الموقع.
- الهوايات.
- الدخل.
- مستوى التعليم.
- المهنة.
- الحالة الاجتماعية.
- بمن يثقون.
- ما قرأوه / شاهدوه / يستمعون إليه.
- من الذي يستهدفه منافسوك؟
- قاعدة عملائك الحالية (إن وجدت).
بمجرد فهم شخصية العميل، يصبح من السهل العثور على الطرق المناسبة للوصول إليهم، ومعرفة الوقت المثالي للتواصل معهم من خلال رسائل ومحتوى التسويق. لتحقيق الأهداف من عملية إنشاء المحتوى التسويقي عبر منصات التسويق المتنوعة، مثل:
كيف تصل إلى جمهورك المستهدف؟
- منصات التواصل الاجتماعي.
- الراديو.
- التلفزيون.
- الصحف والمجلات.
- لوحات الإعلانات العملاقة.
- التسويق عبر البريد الإلكتروني.
- التسويق عبر الهاتف.
- التسويق عبر المؤثرين.
- التسويق من خلال المحتوى الذي ينشأ من المستخدم UGC.
تحليل الجمهور المستهدف
يشمل تحليل الجمهور المستهدف التحقق من الطريقة التي يتفاعل بها المستهلكون مع المنتج أو الخدمة، من خلال فهم سلوكهم واهتماماتهم. باستخدام الأدوات التحليلية، يمكنك جمع البيانات عن أداء الحملات التسويقية وتقييم كيف يتفاعل الجمهور مع المحتوى والعروض، ما يساعد على تحسين استراتيجيتك التسويقية وزيادة فعالية الوصول إلى الجمهور المحدد.
أدوات تحليل الجمهور المستهدف و المنافسين
أولاً: Google Analytic
أداة غنية عن التعريف من قبل المسوقين تساعد الأفراد و الشركات من جميع الأحجام على إلقاء نظرة متعمقة على موقع الويب أو أداء التطبيق و تتبع ومراقبة الزوار القادمين إلى موقعك لفترة زمنية معينة، وكذلك أولئك الذين زاروا موقعك مرة واحدة و العديد من المميزات الأخرى.
ثانياً: SEMrush
هذا الموقع عبارة عن حزمة أدوات كاملة تساعدك على إجراء أبحاث مكثفة للسوق واستكشاف رؤى قابلة للتنفيذ و التحليل من خلال الـ Keyword Analytics الدقيقة التي يبحث عنها جمهورك المستهدف بالفعل عبر الإنترنت، وبهذه الطريقة يمكنك تحديد جمهورك المستهدف وتطوير استراتيجية للتأكد من أنك مرئي لهم عندما يبحثون عنك، لا يقتصر هذا الموقع على تحليل المواقع فقط بل وأيضاً منصات التواصل الاجتماعي والمنافسين.
ثالثاً: Awario
أداة بسيطة تساعد على تحليل الكلمات المفتاحية التي يبحث عنها الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضاً الكلمات التي يستخدمها المنافسون في جذب العملاء المحتملين.
- رابعاً: Social Mention
فكرة هذه الأداة لطيفة جداً؛ فبالتأكيد تمتلك الشركات والأفراد أكثر من حسابٍ على أكثر من منصة، وبالتأكيد هناك Tag يوضع لهذه الشركة. هذه الأداة تقوم بتجميع هذه الإشارات من جميع أنحاء شبكة الويب العالمية في مكانٍ واحد، وأيضاً القدرة على تتبع تفاعل العملاء مع علامتك التجارية في الوقت الفعلي في العالم.
الجمهور المستهدف هو خطوة قائمة على دراسة الحالة النفسية والسلوكية لهؤلاء الأفراد. إنها لا تعتمد فقط على الأرقام والبيانات التي تتغير باستمرار، بل تتطلب فهم الإنسان أولاً. فهم رغباته وتفضيلاته يمكن أن يساهم في توجيه الحملات التسويقية بفعالية أكبر.
نصيحتنا في هذا المقال من بزنس بالعربي هي الاستثمار في الوقت لدراسة أعمق وأشمل لفهم الفئة المحددة. هذا سيمكنك من تحقيق النجاح الأمثل من خلال توجيه الحملات الإعلانية والمحتوى بشكل أكثر دقة وملاءمة، مما يزيد من فرص جذب الجمهور المستهدف وزيادة تفاعلهم واهتمامهم بالمنتجات أو الخدمات التي تقدمها.
شاهد أيضاً: أكبر الأسباب لنجاح البراند أو العلامة التجارية
