أن تكون رائدًا للأعمال ولك مشروعك الخاص الذي يدر عليك الأرباح بدون ضغوطات العمل التقليدي هو حلم يطارد الجميع، ولكن أبدًا لم يكن الأمر بهذه المثالية التي صورتها مصطلحات التنمية البشرية البراقة التي تدفعك لتقديم استقالتك والبدء في مشروعك الخاص، هذا الأمر يدفع ثمنه قليلي الخبرة الذين ينجذبون نحو أحلام الثراء السريع دون دراسة سليمة لما سيفعلوه عند إنشاء شركة، لذلك قبل هذا علينا أن نعي جيدًا ماذا يعني إنشاء شركة وكيف تديرها بشكل سليم؟
انتبه: الخطوة الأخيرة “خدمة العملاء” قد تكون سببا في انجاح مشروعك وهي خطوة آخيرة ولكن الأولى في الإهتمام
في هذا المقال سنتكلم عن خطوات عليك أن تعمل عليها حتى تبني شخصية رائد للأعمال تستطيع إدارة مشروع ناجح يدر عليك أرباح لا تُغلق أبوابه بعد عام من نشأته.
خبير التسويق دكتور ايهاب مسلم
١- كون خبرتك الخاصة
لا تتعجل في إنشاء شركة وأنت حديث التخرج حتى ولو كان رأس المال متوفرًا، بل العمل في سن مبكر والاحتكاك بسوق العمل والتعامل مع شرائح مختلفة في الصناعة والتجارة يصقل من شخصيك ويجعلك أكثر قدرة على التعامل الصحيح مع كل فئة تتعامل معها لاحقًا في مشروعك، كما يجعلك ناضجًا فكريًا حيث لا يحركك كل رأي، ولكن تستطيع أن تكون وجهة نظر لنفسك في مجريات الأمور من حولك.
٢- تعلم إدارة الأعمال
الطبيب ليكون طبيبًا عليه أن يدرس الطب، كذلك رجل الأعمال ليبدأ عمله الخاص عليه أن يدرس إدارة الأعمال، بالإضافة إلى معرفة كل ما يخص إدارة الشركات حتى ولو لم يكن بشكلٍ متعمق، ولكن المعرفة الجيدة بأساسيات عمل كل فرع من فروع الشركة مثل المبيعات والتسويق وإداة الموارد البشرية يجنبك الكثير من المشكلات، فالكثير من الأخطاء الشائعة والمتكررة للشركات كان يمكن تجنبها بدراسة المدخل لعلوم الإدارة أو كما يطلق عليها (101 courses)
كذلك القراءة في علم النفس المتعلق بأنظمة البيع سواء المباشر وغير المباشر، والمتعلق بكيفية الوصول لجمهورك والتعامل مع موظفين الشركة بشكل يجعل بيئة العمل سليم يساعد على نمو الشركة وليس العكس.
٣- تعلم كيفية التصنيع
ليس من المعقول أن تقوم بالتجارة في شيء أنت لا تعلم كيف يتم تصنيعه؟ وما هي مراحل التصنيع من بداية المواد الخام وأنواعها والماكينات المستخدمة في التصنيع وصولاً لمنتج جاهزًا للبيع؟
الدخول للمصانع والورش أمرًا هامًا لمعرفة تفاصيل الصناعة، ولو أمكنت أن تجرب بيدك والمشاركة في مرحلة تصنيع المنتج يكون جيد جدًا، حتى تتمكن من الإلمام بكل شيء يتعلق بالمنتج وكيفية تطويره مستقبلًا، وكذلك معرفة الأفراد القائمة على تصنيع المنتج لمعرفة مشاكلهم والعمل على حلها أو تجنب مشاكل أخرى حين تبدأ مشروعك الخاص.
٤- تقبل الفشل مقابل مكاسب أخرى
هل من الممكن أن يحب أحد الفشل؟ بالطبع لا، ولكن هناك نوعان من الفشل: الفشل الذي يلحق بالشركة خسائر كبرى وهذا ما يجب علينا تجنبه، أما النوع الآخر هو الفشل المحمود أي: ما نخسره الآن لنجني مكاسب أخرى من ورائه في المستقبل.
تعلم أن تفرق بين هذين النوعبن وألا تندم على خسارات صغيرة يأتي من ورائها مكاسب أكبر، وأن يكون لديك طريقة تفكير مرنة لتعرف كيف تستغل مواقف الخسارة وتحويلها لمكاسب، فالندم على كل خسارة دون التفكير في كيفية الخروج من الموقف بأفضل الحلول يكلفك الكثير، فلا تنظر تحت قدمك غير مهتم بالآفاق من حولك.
أقرأ ايضا: كيف تكون مدير ناجح – 5 مستويات لكي تكون مدير ناجح
٥- التعلم والتجربة عملية مستمرة
البزنس ليس شيئًا جامدًا ولكن المرونة جزءً أساسيًا فيه، وعليه فإن التجربة عملية مستمر باستمرار الشركات، فكل منتج جديد يمكن تجربته على نطاق ضيق فإذا لقى قبولًا ونجاحًا نتوسع فيه، كذلك تجربة التطويرات على المنتج وقياس رد فعل الجمهور على ذلك التغيير، وهذا أمر في غاية الضرورة حتى تتجنب الخسارات الكبيرة إذا لم يتقبل الجمهور المنتج الجديد، فالفشل في التجارب الصغيرة أفضل بكثير من الفشل على نطاق أوسع، فكل شيء قابل للقياس والتجربة والاختيار بين أفضل النتائج.
كذلك التعلم عملية مستمرة لا تتوقف، فكل شيء حولنا يتجدد ويتطور وتظهر أمور حديثة وأكثر تكنولوجية والثبات في نفس المربع يعني خسارة كبيرة والرجوع إلى الخلف، فالتعلم لا يتوقف بسن محدد أو بالوصول لخبرة ما ولكن عليك تثقيف نفسك وتجديد معلوماتك ومهاراتك دائمًا وتعلم كل شيء جديد يكون له علاقة بالبزنس الخاص بك.
٦- كيف تسوق لنفسك بأقل التكاليف؟
التسويق عملية هامة لأنه يُمكنك من الوصول لجمهورك وتعريفهم على شركتك ومنتجاتك أو الخدمات التي تقدمها، وعلى الرغم من الأهمية الكبرى للتسويق إلا إن الكثير من الشركات الناشئة تكون غير قادرة على تحمل نفقاته أو تًريد التقليل من تكلفة التسويق، فإذا كنت غير قادرًا على تحمل تكلفة التسويق فعليك أن تتحلى بالصبر لأن الوصول لجمهورك ونشر شركتك سيأخذ وقتًا أطول مقابل تقليل نفقة التسويق.
الحل في هذا الموقف يكمن في التسويق بالمحتوى عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والتسويق بالمحتوى من أهم أدوات التسويق الإلكتروني حيث تقوم بعمل محتوى تعليمي وقيم يجذب الجمهور لمتابعتك ومن ثَمَّ الوثوق بك وبعلامتك التجارية، ومن أكبر مميزات التسويق بالمحتوى هو أنه يبني علاقة قوية وطويلة الأمد مع الجمهور مبنية على الثقة وليس من السهل هدم هذه الثقة، عيبه الوحيد هو استغراقه وقتًا طويلًا نسبيًا حتى يؤثي بثماره ولكن مكسبه الكبير يجعلك تسثمر في هذا الوقت دون ذرة ندم.
٧- لا تتخلى عن عميلك – خدمة العملاء
خدمة العملاء تبدأ من بداية استفسار العميل عن المنتج وحتى ما بعد البيع، وهذه العملية هامة جدًا حيث توضح مدى احترامك وتقديرك لعملائك وهذا يؤثر بشكل كبير على صورة الشركة أمام الجمهور.
خدمة العملاء وخدمة ما بعد البيع من أهم عوامل نجاح الشركات، حيث أن خدمة العملاء تُبين كيف أنك تحترم العميل وتتفهم مشكلته، كما يجب عليك حل هذه المشكلة حتى لو كلفك بعض المال الزائد سواء بإرجاع المنتج أو تقديم صيانة مجانية له، وبرغم التكلفة الزائدة إلا أنه مكسب كبير، لأن خسارة العميل تعني أنك خسرت كل معارفه، أما إذا قمت بحل واحتواء مشكلة العميل فهذا يعني أنك كسبت عميل يثق بك وله ولاءً لك وسيقوم بدلَّ معارفه عليك إذا احتاج الأمر.
كل عميل قام بشراء منتجك فهو عميل وثق بك ابتداءً فلا تتخلى عنه لوجود مشكلة ما، حتى لو كان أسلوب العميل في الشكوى فظًا أو أن المشكلة ظهرت بسبب استخدامه الخاطئ للمنتج، وتذكر المقولة الشهيرة “الزبون دايمًا على حق”.
وفي نهاية المقال نتمنى أن تكون قد كونت صورة أكثر وضوحًا عن إنشاء شركتك وأنك ستقوم بعمل خطة لتستعد أن تكون رجل أعمال ناجح وتبدأ مشروعك الخاص.
لمزيد من الفائد حلقة مقترحة من بودكاست بزنس بالعربي شاهدها من هنا:
مرسول هي واحدة من أهم شركات التوصيل في مصر والوطن العربي وهي أحد الداعمين الاساسين لبودكاست بزنس بالعربي تقدر تنزل ابليكشن مرسول من هنا – خصم 30 ج.م. على اول 7 اوردر من مرسول إستخدم كود belarabi7 .