ريادة الأعمال وإدارة الأعمال مصطلحان زاد استخدامهما في الفترات السابقة في ظل الاتجاه نحو تحفيز الشباب لبدء مشروعاتهم الخاصة، وأحيانًا يتم استخدامهما في خطابات التنمية البشرية، ولكن يخلط الكثير من الناس بينهما ويتم التعامل معهما على أنهما نفس الشيء، وهذا غير صحيح فلكل منهما تعريف ومعنى مختلف عن الآخر، وفي هذا المقال سنتعرف على الفرق بين ريادة الأعمال وإدارة الأعمال وأهم ما يميز رائد الأعمال ومدير الأعمال.

ما هي ريادة الأعمال؟

ريادة الأعمال هي القيام بإنشاء شركة أو منظمة جديدة أو تطوير مشروع تجاري قائم بالفعل على أساس فكرة مبتكرة وجديدة ومختلفة، بهدف الربح والاستمرارية مع الوضع في الاعتبار نسبة المخاطرة الكبيرة التي يتعرض لها رائد الأعمال حين يبدأ في تنفيذ تلك الأفكار الجديدة، وعلى الأغلب تكون الفكرة لها علاقة بالمجال التكنولوجي.

ما هي إدارة الأعمال؟

إدارة الأعمال هي مجموعة من الاجراءات التي تقوم بتنظيم وتنسيق الأعمال والأنشطة المتعلقة بطبيعة سير العمل داخل وخارج الشركة، وهي المسئولة عن التخطيط والتوجيه والرقابة، من أجل تحقيق الأهداف المحددة من قبل مديرين الشركة.

ويندرج تحت مصطلح إدارة الأعمال الكثير من التخصصات الأخرى مثل إدارة التسويق وإدارة الأموال وإدارة المشاريع وإدارة الموارد البشرية، وغيرهم.

أهم الفروق بين إدارة الأعمال وريادة الأعمال

• إدارة الأعمال علم يمكن دراسته أكاديميا والعمل به، على عكس ريادة الأعمال لا يتم دراستها.
• إدارة الأعمال تقوم بتنفيذ أهداف الشركة عن طريق التخطيط والتنظيم لإنجاز أعمال الشركة، وريادة الأعمال هي إنشاء شركة جديدة بفكرة جديدة ومبتكرة.
• إدارة الأعمال وظيفة ضمن وظائف الشركة، أما ريادة الأعمال ليست وظيفة بل رائد الأعمال هو صاحب العمل.
• إدارة الأعمال لا يكون فيها الكثير من المخاطرة بل هي جهود تنظيمية لضمان سير العمل بأقل خطورة ممكنة، لكن ريادة الأعمال المخاطرة بها عالية.
• إدارة الأعمال تعمل على كسب حصة من السوق الموجود بالفعل، ريادة الأعمال تقوم بإنشاء سوق جديد يخدم فكرتها الجديدة.
• تواجه إدارة الأعمال الكثير من المنافسين، وتتمتع ريادة الأعمال بالتميز والانفراد نظرًا لابتكار الفكرة التي تقوم بتنفيذها.
• تُستخدم إدارة الأعمال في مشاريع قائمة بالفعل، أم ريادة الأعمال تبدأ في تنفيذ شركة جديدة.

كما أوضحنا أهم الفروق بين إدارة الأعمال وريادة الأعمال فمن المنطقي أن هناك فروق أيضًا بين رجل الأعمال ورائد الأعمال وإليكم أهم تلك الفروق.

اقرأ أيضا: اللاعب والزعيم | 6 اختلافات بين رائد الأعمال ورجل الأعمال

الفرق بين رائد الأعمال ورجل الأعمال

• رائد الأعمال لديه الجراءة الكافية للمخاطرة بهدف تنفيذ فكرته، أما رجل الأعمال فهو يريد ضمان أرباح الشركة والعمل على كسب المزيد.
• رائد الأعمال ليس موظفًا بالشركة ولكنه صاحب العمل أو يمتلك نسبة من الأسهم داخل الشركة ومن الممكن أن يكون هو من يدير الشركة أيضًا، في كثير من الأحيان يكون رجل الأعمال هو وظيفته إدارة الشركة وليس من الضروري أن يكون صاحب العمل أو يمتلك نسبة كبيرة من الأسهم أو أن يمتلك أي شيء داخل الشركة.
• رائد الأعمال طريقة تفكيره مختلفة ولديه رؤية أخرى للأمور، رجل الأعمال لديه طريقة تفكير تقليدية في كثير من الأحيان.
• رائد الأعمال تأتيه الأفكار من واقع خبرته وتجاربه في الحياة، أما رجل الأعمال فيتبع نظم إدارة الأعمال.
• رائد الأعمال لكونه صاحب العمل فهو يأخذ في المقابل نسبة من الأرباح، أما رجل الأعمال باعتباره موظفًا داخل الشركة فهو يأخذ في المقابل راتبًا شهريًا.
• يتحمل رائد الأعمال مخاطر فشل تنفيذ فكرته، أما رجل الأعمال لا تصل به المخاطرة لدرجة فشل الشركة.

اقرأ أيضاً: اللاعب والزعيم | 6 اختلافات بين رائد الأعمال ورجل الأعمال

ونظرًا لوجود فوارق بين رائد الأعمال ورجل أو مدير الأعمال، فهناك عوامل تجعل كلًا منهما ناجحًا في مجاله، وسنستعرض معًا أهم صفات رائد الأعمال، وكذلك أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها رجل الأعمال.

أهم الصفات التي يتمتع بها رائد الأعمال

• المجازفة والقدرة على المخاطرة من أجل تنفيذ فكرته وتحمل العواقب الناتجة عن ذلك.
• المرونة والتأقلم على التغييرات المختلفة، فالبدء في العمل بفكرة جديدة وفتح المجال والسوق لهذه الفكرة سينشأ عنه بعض الصعاب التي يجب أن يتعامل معها رائد الأعمال بمرونة وذكاء ليجعل تحديات العمل في صالحه.
• القدرة على التواصل بشكل جيد لتوضيح فكرته والعمل على تنفيذها بشكل صحيح.
• أن يمتلك مهارات إقناع عالية ليستطيع إقناع المستثمرين بفكرته للحصول على تمويل لمشروعه، كذلك ليقنع العاملين معه في المشروع الجديد حتى يعملوا وهم مؤمنين بما يفعلونه.
• الشغف والحماس لأن هذان هما المحركان الأساسيان لمواصلة رائد الأعمال العمل ليلًا ونهارًا إلى أن يحقق هدفه ويُنشئ شركته التي تقوم على فكرته المبتكرة والجديدة.
• تنظيم الوقت حتى يوزع وقته ومجهوده بين مشروعه الجديد وعمله الأساسي ووقت لعائلته وحياته الاجتماعية، كذلك عليه أن يوفر وقتًا للتعلم والاطلاع في المجالات التي يهتم بها وتخدم أعماله.
• أن يكون لديه رؤية مختلفة وله القدرة على اقتناص الفرص واستغلال الظروف المحيطة به لتكون في مصلحة أعماله ومشاريعه.
• الإبداع والثقة بالنفس حتى لا يتمكنا الخوف والتردد منه، فمن الممكن ألا يُقدم على تنفيذ خطته وأفكاره بسبب الخوف.

أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها رجل الأعمال:

• القدرة على اتخاذ القرارات، إذ كون رجل الأعمال يتعامل مع الكثير من المواقف المختلفة فيجب أن يكون قادرًا على اتخاذ القرار في الأوقات الصحيحة.
• أن يكون لديه مهارات قيادية جيدة، لأنه يدير عدد كبير من الموظفين، وعليه أن يعرف كيف يتعامل مع كلأً منهم بشكل مناسب.
• أن يكون لديه جانب إنساني في التعامل، فالانخراط في الأعمال وكيفية سيرها قد يُنسي البعض أهمية الالتفات للجانب الإنساني في التعامل مع نفسه ومع الموظفين، ومراعاة حياتهم الاجتماعية وما قد يتعرضون له من مشكلات خارج العمل.
• فهم طبيعة عمل كل قسم من أقسام الشركة، حتى تتكون لديه صورة كاملة لطبيعة العمل داخل الشركة، وألا يعطي أوامر للأقسام بشكل خاطئ.
• القدرة على إدارة الأموال، كل الشركات في النهاية هدفها الربح، وإدارة الأعمال هدفها الرئيسي هو زيادة الأرباح، وهذا لا يكون إلا بمعرفة كيف تدار الأموال للحفاظ على استمرار الشركة في العمل.
• القدرة على التحليل، لمعرفة موقف الشركة والمنافسين داخل السوق، وكذلك تحليل الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها على الشركة والسوق بشكل عام.
• التركيز والانتباه تجاه كل ما يتعلق بسير العمل.
• تحمل المسئولية وعدم رمي الاتهامات على الآخرين، والاعتراف بالخطأ إذا حدث، ففي النهاية لكل مشكلة حل.

وبعد معرفتنا للفروق بين ريادة الأعمال وإدارة الأعمال يجب التأكيد أنه لن يتواجد مجالًا منهما دون الآخر، فريادة الأعمال مسئولة عن ابتكار الأفكار وتحويل تلك الأفكار إلى مشاريع تهدف إلى الربح، وإدارة الأعمال مسئولة عن تنفيذ تلك الأفكار وإنجاز أعمال الشركة والحفاظ على استمرار العمل داخل الشركة بنظام وتكرار يهدف إلى زيادة أرباح الشركة.

والأعمال التجارية بشكل عام لا يمكن فصل علومها عن بعضها البعض، فكل شيء يُكمل الآخر، لا يوجد علم أو قسم داخل الشركة أفضل من الثاني، مهما بلغت الاختلافات والفروق بين كل علم أو طريقة لإدارة الشركة أو حتى المسميات ففي النهاية لا يمكن الاستغناء عن المهام التي يؤديها كل قسم من أقسام الشركة، وأيضًا لا يمكن الاستغناء عما تنتجه علوم الإدارة، وكل هذه الأمور بحاجة إلى أفكار متجددة ومتنوعة حتى يتم تنفيذها، فكل مشروع ناجح ورائه الكثير من الجهود والخبرات والتعلم المستمر حتى تبقى عجلة الانتاج مستمرة في العمل.

شاهد أيضاً: الفرق بين ريادة الأعمال في الكتب والواقع – محمد خضر