الشركات العائلية: ما هي، وما مشاكلها (٣)

Picture of أحمد رشاد

أحمد رشاد

مستشار في الإدارة وتطوير الأعمال، تخرج في جامعة University of Massachusetts، وهو مؤسس بزنس بالعربي. لديه 10 سنوات من الخبرة في العمل كمستشار إداري ومدرب تنفيذي للشركات والأفراد في أكثر من دولة، وقد قام بإجراء العديد من الاستشارات والمقابلات مع أكثر من 200 رائد من رواد الأعمال والرؤساء التنفيذيين في أكثر من دولة، بخلاف شركته الخاصة.

الشركات العائلية: ما هي، وما مشاكلها (٣)

مشاركة المقالة على المنصات الاجتماعية

Facebook
Twitter
LinkedIn

في المقالات السابقة تحدثنا عن الشركات العائلية ، وتعرضنا لتفاصيل كثيرة كان آخرها مشكلة من أكبر المشاكل التي تواجه هذا النوع من الشركات وهي مشكلة القائد الأوحد ” One man show”  واقترحنا عدة حلول سواء لتفاديها أو لعلاجها. ومن النقاط المهمة جدا و المرتبطة بشكل كبير بالشركة العائلية لضمان تطورها واستمرارها التي يجب تغطيتها هي إدارة التغيير و التحول الرقمي. 

وللتغيير جانبين : الأول هو التخطيط للتطور و الثاني هو الخوف من عدم التأقلم مع الوضع الجديد ، وهما يسيران بشكل متواز ويشترك فيهما المدراء و الموظفين. و التغيير هو جزء ضروري جدا ومهم لجميع الشركات لأنه بدونه سيتعرض أي كيان استثماري إلى التلاشي. ومع ذلك فدائما ما يكون له تأثير على هيكلة المؤسسة و يواجه في الغالب بالمقاومة و النفور.  للتغلب على مقاومة التغيير المتأصلة في أي تطور ، من الضروري البدء بتحديد الأسباب وإيجاد حلول لها. 

بودكاست ذو صلة:مشاكل وتحديات البزنس العائلي وكيف تتخطى تلك التحديات 

مفهوم مقاومة التغيير 

من المهم توضيح مفهوم مقاومة التغيير ” Resistance”، وهو تحدي تمر به الشركة أو بالأحرى صاحب الشركة عند رغبته في الانتقال بها لمرحلة أخرى أكثر حداثة ، حيث يقابل عراقيل من البيئة المحيط و الموظفين الذي تعودوا على نمط معين ويجدون صعوبة في تقبل التغيير. 

ويعتبر ” مقاومة التغيير ” أحد ميكانيزمات الدفاع و الوقوع أمام خطر التغيير. ولكن بالنسبة للشركات و حتى الأفراد فإن خطوة مواكبة التطورات و الظروف المحيطة هي خطوة مهمة تضمن الاستمرارية ، و التأقلم بشكل أكبر مع البيئة الخارجية. لذلك كان من المهم تحدي الفكرة المضادة للتغيير و التعامل معها بذكاء. 

التغيير وضرورة التحول الرقمي في الشركات العائلية 

التحول الرقمي أو ال Digital transformation  هو دمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات العمل ، مما يغير بشكل جذري كيفية تشغيل الشركة و تقديم القيمة للعملاء. ويعد أيضا تغيير ثقافي يتطلب  التحدي المستمر للوضع الراهن في العمل وترسيخ هذا الفكر في الموظفين لمنع مقاومتهم لمثل هذا التغيير. 

والتحول الرقمي ، في الواقع أمر ضروري لجميع الشركات وبالأخص الشركات العائلية سواء كانت صغيرة أو كبيرة ، ويجب أن يمهد لهذا التحول من خلال عمل خطة تعكس هذا القرار الاستراتيجي ويتم فيها مناقشة ودراسة كيفية استمرار الشركة ضمن المنافسة في بيئة رقمية بشكل متزايد ، وتهيئة الموظفين لذلك. 

وبشكل أبسط يقصد ب ” التحول الرقمي ” هو القدرة على ربط المجتمع الداخلي في الشركة  من موظفين وإدارة ببعضهم البعض ، وتوصيل الأجهزة أو الحواسيب ببعضها بشكل مبسط وسهل وسريع في نفس الوقت بهامش صغير من المشاكل . وليس هذا فقط بل هو القدرة على تجميع أكبر قدر من المعلومات و البيانات عن كل شيء يحصل داخل الشركة ، وكل تفاصيل سيرورة العمل فيها ، وأيضا إمكانية تحليل ما تم جمعه من معطيات مختلفة ليكون بمقدور أصحاب القرار بناء قرارات مستقبلية مبنية على أساس صلب وسليم ، وليس على مجموعة من التكهنات أو الخبرات. 

المشاكل التي تواجه التحول الرقمي في الشركة 

إن من أكبر المشاكل التي تواجه التحول الرقمي في الشركة ، هو عدم وضوح هذا المفهوم لديهم ، هل هو مجرد وسيلة جذابة لمواكبة التطور التكنولوجي من خلال تدعيم نظام الشركة بمجموعة برامج ” software” ، ما هي الخطوات المحددة التي يجب القيام بها قبل تنفيذ هذه الخطوة ؟ ، هل تحتاج الشركة إلى تعيين وظائف جديدة لاستوفاء العمل على هذه البرامج ، أو استئجار خدمة استشارية فقط ؟  ما هي الأجزاء من استراتيجية أعمال الشركة  تحتاج إلى تغيير؟ وهل حقا يستحق كل هذا العناء؟

في الواقع ، عدم فهم نوع التغيير المتمثل في التحول الرقمي ، سيؤدي بالضرورة إلى فشل هذه التجربة فشلا ذريعا ، فما تحتاج إليه الشركة ليس مجرد برامج يتم صرف الكثير من الأموال عليها دون دراسة و تحديد الحاجة و الهدف من وراء ذلك . 

كيف يمكن ضمان نجاح التحول الرقمي في الشركة العائلية 

إن ضمان نجاح التحول الرقمي في الشركة العائلية و الشركات الأخرى بشكل عام يعتمد على شقين رئيسيين ، الشق البشري ” العامل البشري ” و الشق التكنولوجي. 

ويتمثل الشق البشري في : الشخص الذي يستخدم الأداة ” البرنامج ، الحاسوب … ” ، هل لديه ثقافة أو وصل لمستوى معين يمكنه من استخدام البرنامج بنجاح وسهولة ؟ هل البيئة التي ينشط فيها مهيأة بشكل صحيح ليستقبل هذا النوع من التغيير ويتعامل معه ؟ . وتعد هذه الخطوة ” تهيئة الموارد البشرية للتحول الرقمي ” أهم  خطوة ويجب الاهتمام بها بشكل كبير. ولكنها في الواقع لا تمثل الخطوة الأصعب بل إن اختيار البرنامج التشغيلي المناسب وتدريب الموظفين عليه يعد أكثر تعقيدا لأنه يحتاج إلى المتابعة و كذلك التجهيز النفسي حتى يتم فهم الأهداف من وراء هذا التغيير وفوائده التي تعود على الموظف و الشركة على حد سواء. 

ويكون التحول الرقمي متبوعا بعدة قرارات صعبة فيما يتعلق بالموارد البشرية ، حيث سيواجه مدير الشركة حالات يكون فيها عليه تحديد موقفه من الموظفين كبار السن الذين أصبحوا غير قادرين على مواكبة التطور التكنولوجي رغم خبرتهم الكبيرة في العمل ، ولهذا من المهم جدا لنجاح التحول الرقمي في الشركة عمل دراسة تدقيقية يتم فيها تحديد إمكانيات الموظفين ، إمكانيات البنية التحتية و الثقافة السائدة .

كما أنه من المهم جدا التدرج في إجراء التغييرات وأن لا تكون كلها دفعة واحدة وبشكل مكثف حتى يكون استيعاب المحيط الداخلي للشركة أكبر لفهم والتأقلم مع المرحلة الجديدة. 

ومن الضروري   أيضا تسيطر الأهداف مسبقا و تحديد خطة ووضع قواعد لتطبيق الاستراتيجية التي يقوم عليها التحول الرقمي و الوصول إلى النتائج المرغوب فيها ، والحفاظ على التحسين المستمر ” continuous improvement” . 

خطوات إدارة التغيير 

يتم إدارة التغيير في الشركات العائلية أو أي نوع آخر من الشركات وفقا لعدة خطوات ، والتي تتمثل فيما يلي :

أولا :  تنمية الشعور بأهمية خطوة التغيير و التحول الرقمي لدى العاملين في الشركة ،  وإيصال مدى ضرورة هذه الخطوة وأثرها الإيجابي على الكل . 

ثانيا: اختيار الأشخاص الذين تكون مقاومتهم للتغير ضعيفة ، أو محفزين بشكل كبيرة لفكرة التغيير والانتقال بالشركة مرحلة أكثر تطورا والذين يعرفون ب ” early adopters” حتى تشكل منهم فريقا تبني عليه إدارة التغيير .

ثالثا: وضع رؤية واضحة للتغيير ،أي توضيح الهدف من وراء مثل هذه الخطوة . 

رابعا:  إيصال و مشاركة هذه الرؤية مع البيئة الداخلية للشركة ” المدراء ، المسؤولين ، الموظفين …” . 

خامسا : دعم فكرة التغيير بنجاحات قصيرة المدى . 

سادسا : متابعة النجاحات وإنجازات الموظفين بشكل دوري ، ومناقشة الأهداف و النتائج معه باستمرار. 

سابعا: الاستمرارية في نشر الرؤية  المحددة مسبقا ، عن طريق التواصل المستمر من خلال عدة وسائل كالرسائل الإلكترونية ، تنظيم حدث ” event ” معين … وغيرها. 

ثامنا : بعد النجاح في تطبيق التغيير ، يجب إثبات جذور التغيير داخل الشركة إلى أن يتكون جيل بأكمله متفتح على التغيير كنمط إداري سائد في المؤسسة ومرسخ فيها. 

أقرأ أيضا
الشركات العائلية: ما هي، وما مشاكلها (٢)
الشركات العائلية: ما هي، وما مشاكلها (١)

قد يهمك:
الحفاظ على استمرارية الشركات العائلية عبر الأجيال
أهم 9 مشاكل تواجه الشركات العائلية

Facebook
Twitter
LinkedIn

اكتشف المزيد

سنساعدك على إخراج القائد الذي بداخلك

استعد لبناء مهاراتك القيادية الضرورية لنجاحك الشخصي ونجاح شركتك. سنعلمك كيف تخرج أحسن ما عندك وأحسن ما عند موظفيك.

اشترك في نشرتنا البريدية

تعرف على الخبراء

أحمد رشاد

خبير الاستراتيجية وإدارة التغيير، واستشاري تطوير الأعمال، وكوتش للمديرين والتنفيذيين، قاد العديد من الشركات والمؤسسات لنجاحها من خلال خبراته العريضة في قطاعات الشركات متعددة الجنسيات، والشركات العائلية، وغيرها بالولايات المتحدة الأمريكية ومصر

حول بزنس بالعربي

أنت CEO حياتك

بودكاست عربي خاص بالتطوير الذاتي والبزنس، يعرض لما تحتاجه لكي تقود حياة مهنية وشخصية ناجحة، وكيفية الوصول إلى تفكير متوازن، وتصميم لايف ستايل خاص بك، والمهارات الضرورية للبزنس، وتطوير ذاتك، والقيادة الذاتية، وإدارة الوقت، وعادات الصحة والحيوية

بيزنس بالعربي - كن CEO حياتك | © 2023 Business بالعربي | تصميم وتطوير كوادر تك